ماذا ترك هنري كيسنجر بعد رحيله؟
رابح لونيسي
الحوار المتمدن
-
العدد: 7812 - 2023 / 12 / 1 - 19:38
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رحل هنري كيسنجر يوم 29نوفمبر2023 عن عمر ناهز قرنا كاملا كان مليئا بالنشاط والتأثير على السياسات العالمية ليس فقط بصفته أنه كان مستشارا للأمن القومي ثم كاتبا للدولة للشؤون الخارجية في عهد الرئيس نيكسون، بل لأن تأثيره بقي مستمرا حتى بعد إبتعاده الرسمي عن هذه المناصب السياسية. لم يستمر تأثيره بسبب نشره عدة كتب وعشرات المقالات في كبار المجلات والصحف، بل يعود إلى مساهمته في صناعة القرارات ليس في أمريكا فقط، بل على الصعيد الدولي. فكيسنجر كان عضوا بارزا في تريلاتيلار أي اللجنة الثلاثية التي تضم أبرز الشخصيات السياسية والإقتصادية والمالية والإعلامية والفكرية والأكاديمية الأمريكية والأوروبية واليابانية التي كانت ترسم مستقبل العالم، وتخطط له للدفاع عن مصالح الغرب الرأسمالي، وهي تشبه مجلسا عالميا لوضع السياسات وتنفيذها، وبتعبير آخر كأنها حكومة عالمية دون أن يعلم بها الكثير من المتابعين. كما كان كيسنجر عضوا في عدة منظمات مؤثرة في السياسات العالمية والأمريكية مثل مجموعة بيلدر برج (Bilderberg Group) التي ظهرت لأول مرة في هولندا عام 1954، وكذلك عضوا في مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية التي انشأتها عائلة روكفلر عام 1921، والتي كانت وراء صعود كيسنجر الذي لقي رعاية كبيرة من نيلسون روكفلر، كما أصبح مستشارا لهذه العائلة.
لا نعلم إن كان كيسنجر يعلم بأنه سيصل إلى هذا الصيت العالمي، وهو الطفل الألماني ذو الديانة اليهودية الذي عانى من عنصرية كبيرة حرضت عليها النازية الألمانية الهتلرية في ثلاثينيات القرن الماضي، مما دفع والده للهروب إلى أمريكا مثل الكثير من ذوي الديانة اليهودية في ألمانيا وكل البلدان التي كانت تحت تهديد السيطرة النازية عليها آنذاك سواء كانوا مغمورين مثل والد كيسنجر أو معروفين مثل ألبرت أنشتاين. لعب هؤلاء المهاجرين دورا بارزا في أمريكا فيما بعد، ولكن نسجل أن والد كيسنجر لم يفكر في الهجرة إلى فلسطين كما كانت تخطط الحركة الصهيونية بالنسبة ليهود العالم، فساعدها في ذلك كثيرا العنصرية التي تعرض لها اليهود في أوروبا لتحقيق هدفها المتمثل في إنشاء الكيان الصهيوني.
أخذ كيسنجر الجنسية الأمريكية، ثم عاد إلى موطنه الأصلي ألمانيا بصفته يؤدي الخدمة العسكرية في أواخر الحرب العالمية الثانية، فعمل في إطار المخابرات الأمريكية فيها أين لقي رعاية كبيرة من ضابط أمريكي ذو أصل ألماني يدعى كرايمر سمحت له بالإرتقاء. لكن تم نصحه بمواصلة دراسته، فدخل جامعة هارفارد تخصص تاريخ أين تحصل على ليسانس بموضوع حول "معنى التاريخ" أين أهتم بأبرز فلاسفة التاريخ وهم أوسفالد شبنجلر صاحب مؤلف "إنهيار الغرب" وأرنولد توينبي صاحب نظرية التحدي والإستجابة التي أبرزها في كتابه الضخم "في التاريخ" الذي تناول فيه ميلاد وسقوط الحضارات، وكذلك الفيلسوف الألماني إيمانويل كونت الذي تأثر به أيضا. وللعلم فإن غيمانويل كونت ليس فقط صاحب فكرة نقد العقل الخالص، بل أيضا له مساهمات حول بناء السلام العالمي، وقد دعا في القرن18 إلى إنشاء منظمة دولية تحافظ على السلام آنذاك، وهي التي ستظهر فيما بعد في منظمتي عصبة الأمم في 1920 ثم هيئة الأمم المتحدة في 1945، ولا نستبعد أن يكون لهذا الفيلسوف الألماني تأثيرا على كيسنجر في فكرته حول حكومة عالمية تسيطر على العالم، والذي اعتبرها أحد أحلامه في أواخر حياته، لكن هذه الحكومة في نظره يجب أن تكون في يد الرأسمالية العالمية بعد ما يتم القضاء على كل من يعرقل مصالحها ونفوذها.
أما شهادة الدكتوراة لكيسنجر فقد كانت بعنوان "السلام والشرعية والتوازن"، لكنها لم تحظ بشهرة مثل رسالته في الماجستير في موضوع تاريخي يدور حول ما بعد الحروب النابليونية ومختلف المؤتمرات التي جاءت بعد هزيمة نابليون في 1815 بهدف إرساء السلام في أوروبا وإنشاء التحالف المقدس ضد كل الثوار في القرن19 بقيادة النمساوي- المجري مترنيخ والأنجليزي كاستلري والفرنسي تاليران. كانت رسالته بعنوان "عالم أعيد بناؤه" أين تتبع فيها خطوات مترنيخ وتاليران وكاستلري. لكن يبدو أنه لم يقم بإنجاز رسالته فقط بهدف الحصول على الشهادة، بل شغله أكثر التفكير في كيفية إعادة بناء العالم وتحقيق السلام العالمي بعد الحرب العالمية الثانية كما تحقق بعد الحروب النابلويونية، والذي دام في نظرة مئة عام أو ما يسميه ب"سلام المئة عام"، ولهذا جاءت رسالته في أكثر من 500 صفحة في الوقت الذي كانت لا تتطلب إلا 200 صفحة على أقصى تقدير. أن هذه الرسالة ضرورية جدا اليوم لفهم تفكير هنري كيسنجر وفلسفته ودبلومسيته. فلم يكتف بإنجاز الرسالة، بل وضع رؤيته للتاريخ منطلقا من الفلسفة البرغماتية الأمريكية، فهو يرى أنه لا فائدة من دراسة التاريخ إن توقف عند تسجيل الأحداث وروايتها فقط بأسلوب جاف وعقيم غير مرتبط بالحاضر والمستقبل. هذا ليس معناه أنه ضد دراسة التاريخ، بل توظيفه بشكل برغماتي لخدمة الحاضر والمستقبل، فهو يرى أن دراسة التاريخ يكسبنا خبرة كبيرة، فقد أجاب أحد الطلبة الذي سأله عن كيفية العمل للوصول إلى ما وصل إليه، فرد عليه "قراءة كبيرة للتاريخ والفلسفة"، لكن يرى كيسنجر أن التاريخ لا يتكرر،ولهذا فمهمة المؤرخ يجب أن تكون ليست سردا للأحداث بشكل عقيم، بل في قدرته على المقارنة بين أحداث الماضي والحاضر الذي نحتاج إلى حلول لها، ولهذا يجب عى المؤرخ أن يحدد كل الإختلافات والمتشابهات بين حدث في الماضي وحدث حاضر إن أردنا الإستفادة من الماضي. ولهذا عندما درس ما جاء بعد الحروب النابليونية، فإنه وضع أحداثها في عملية تشبيه بعالم ما بعد الحرب العالمية الثانية، فكأن هتلر مثل نابليون، وأن ستالين والإتحاد السوفياتي نظام ثوري أيضا في مواجهة محافظين هم أمريكا وبريطانيا وفرنسا الذين يشبهون نمسا مترنيخ وأنجلترا كاستلري وفرنسا تاليران الذين أرادوا الحفاظ على النظام السائد في مواجهة مختلف الثورات وأفكارها التي عرفتها أوروبا والعالم في القرن الماضي. أراد كيسنجر تكرار ما قام به مترنيخ المتأثر به كثيرا، خاصة في وساطته بين كل الأطراف وإستغلالها لخدمة مصالح الأمبرطورية النمساوية-المجرية التي كانت تمثل أشد القوى المحافظة في القرن19.
لاحظ كيسنجر بعد إنجاز رسالته "عالم أعيد بناؤه" بأن هناك متغير كبير في عالم ما بعد الحرب العالمية الثانية لم يعرفه التاريخ البشري، ويتمثل في ظهور الأسلحة النووية التي لا فائدة منها لأنه يستحيل إستخدامها. فبدأ يفكر في هذا الموضوع وكيفية توظيف هذا السلاح، فأرقه التفكير في ذلك، كما أرق أمريكا ومجلس العلاقات الخارجية الذي يرأسه نيلسون روكفلر الذي قرب هنري كيسنجر منه، فأدخله إلى المجلس كمجرد مقرر يكتب تقارير هذا المجلس، لكنه تمكن من إستغلال مختلف تقارير ونقاشات هذا المجلس حول توظيف السلاح النووي إلى كتاب هام جدا عنوانه "الأسلحة النووية والسياسة الخارجية" في1957 الذي لقي صدى كبيرا في أمريكا آنذاك.
فبهذا الكتاب بدأ يبزغ نجم هنري كيسنجر الذي يقول صراحة بأن لا معنى لأي فكر أو أعمال أكاديمية إن لم يمتلك صاحبها السلطة والتأثير فيها لوضعها موضع التنفيذ. فبدأ يفكر في كيفية إكتساب تلك السلطة، فوجد روكفلر راعيا له في ذلك حيث رسم له السياسة الخارجية في رئاسيات 1969 التي أنهزم فيها روكفلر أمام نيكسون الذي أنتقده كيسنجر كثيرا، ورأى فيه أنه غير كفؤ لرئاسة أمريكا. لكن المفارقة أن خصم روكفلر وأيضا كيسنجر في الإنتخابات الرئاسية طلب من الأخير إن كان سيقبل أن يصبح مستشارا للأمن القومي في حكومته، فقبل كيسنجر ذلك متجاوزا كل تعاونه مع روكفلر، وهو ما جعل الكثير يصفون كيسنجر ب"الإنتهازية"، لكن رأى كيسنجر أنه يجب على السياسي أو الأكاديمي الذي يمتلك أفكارا، ويريد تنفيذها إستغلال أي فرصة تتاح له لتجسيد أفكاره. فهذا هو تبريره لقبول إقتراح نيسكون، فمنذ ئذ برز كيسنجر بشكل كبير على الساحة الدولية برسم سياسات أمريكا، خاصة بعد ما أصبح كاتبا للدولة للشؤون الخارجية فيما بعد، وهو ما كان وراء السؤال الذي يثير نقاشا إلى حد اليوم، ويتمثل في: هل نيكسون هو الذي صنع كيسنجر أم العكس؟.
عالج كيسنجر بمنصبه كمستشار للأمن القومي ثم وزيرا للخارجية مشكلة الهند الصينية، فتمكن من إخراج أمريكا من مأزق وضعها فيه الرئيس السابق جونسون، فقد أتهم كيسنجر في العالم الماضي بأنه مجرم حرب لأنه كان وراء المجازر الأمريكية في الهند الصينية، إضافة إلى دعمه لكل الدكتاتوريات التي ارتكبت مجازر في بلدانها، خاصة في أمريكا اللاتينية، وعلى رأسها شيلي الدكتاتور بينوشي. كما عرف كيسنجر كيف يحيد الصين الشعبية، ويستغل الخلاف السوفياتي- الصيني لخدمة أمريكا والغرب أثناء الحرب الباردة بعد ما نظم زيارة نيكسون الشهيرة إلى الصين التي كانت نقطة تحول هامة جدا أثناء الحرب الباردة.
من أكبر الإنجازات الدبلومسية بالنسبة لهنري كيسنجر هو إقترابه من الشرق الأوسط والتمهيد منذ 1973 لزيارة السادات إلى القدس في 1977 وعقد معاهدة كامب ديفيد بين مصر والكيان الصهيوني في عهد كارتر حيث كان كيسنجر مبعدا عن السلطة، لكن واصل مهمته من وراء الستار وبدور سري لايستهان به آنذاك. فقد كان كيسنجر لا يريد الإقتراب من منطقة الشرق الأوسط لأنه كان يرى إستحالة نجاحه فيها بحكم يهوديته وتعاطفه مع الكيان الصهيوني، وبأن العرب لن يقبلوا بوساطته إطلاقا. فعندما اندلعت حرب اكتوبر1973 كان وراء إقناع نيكسون بإقامة جسر جوي تمد الكيان الصهيوني بالأسلحة، لكن جاءت فرصته بعد حرب اكتوبر1973 عندما قام برحلاته المكوكية بين تل أبيب والقاهرة، إضافة إلى عواصم أخرى في منطقة الشرق الأوسط، فكانت المفاجأة الكبرى له هو تحقيقه عدة مكاسب له في حلحلة الصراع، فكان وراء عدة إتفاقيات بين مصر والكيان الصهيوني بعد ما تمكن من التأثير الكبير على السادات الذي أقنعه بأن 99% من الحل في يد أمريكا. يعود نجاحه في الشرق الأوسط إلى دراسة إجتماعية قدمت له حيث قبل مجيئه إلى المنطقة طلب عدة دراسات حول المنطقة، فلم يحتفط بأي منها بإستثناء ورقة قدمها له أحد باحثي علم الإجتماع تقول بأن الأنظمة في العالم العربي تشبه الخيمة العربية أين يجتمع رجال القبيلة، لكن رئيسها له الكلمة الأخيرة والفاصلة، وتنفذ بحذافيرها، ولهذا عندما زار مصر طلب من السادات أن يلتقوا وجها لوجه دون المساعدين، لأنه يعلم بأن إقناع السادات وإبهاره معناه تنفيذ الجميع لما يريده كيسنجر إنطلاقا من تنفيذ أوامر السادات، وهو ما تحقق فعلا. فقد كان كيسنجر وراء التمهيد لزيارة السادات إلى القدس في 1977، وما أنبثق عنه من معاهدة السلام المصرية-الصهيونية، والتي كانت نقطة البداية للتطبيع العربي- الصهيوني الذي تم التوصل له في السنوات الأخيرة بكل إنعكاساته على القضية الفلسطينية.
يروي محمد حسنين هيكل الذي طالب كيسنجر لقاؤه منذ مدة طويلة، لكن لم يتم اللقاء في أمريكا، لكن ألتقاه عند زيارته مصر لأول مرة، وقد كتب عنها هيكل سلسلة مقالات، فمما ذكره هيكل هو عندما بدأ هيكل يفسر جذور الصراع في الشرق الأوسط، قال له كيسنجر دعني من الماضي، فلا فائدة منه، تحدث عن الحاضر، وهو ما يعطي صورة عن رؤية كيسنجر إلى التاريخ الذي لا فائدة له في نظره إن لم يساهم في حل مشاكل الحاضر والمستقبل رغم أن تخصصه الأكاديمي هو التاريخ كما سبق أن قلنا من قبل. فكيسنجر برغماتي يهتم بالتاريخ إن كانت له فائدة في الحاضر والمستقبل، لكن إن بقي مجرد سرد أحداث بشكل عقيم، فلا معنى له في نظره، وهو كما قلت سابقا، فمهمة المؤرخ في نظره هو في المقارنة بين حدثين متشابهين أحدهما في الماضي وأخر في الحاضر لإيجاد الإختلافات والمتشابهات بينهما لإستخلاص حلول منه، وإلا فلا معنى ولا فائدة له.
وتظهر هذه الرؤية بجلاء في كل كتابات كيسنجر بداية برسالته في الماجستير "عالم أعيد بناؤه" الذي سبق لنا الحديث عنه، لكن جل كتاباته هي في التاريخ الحيوي الغير جاف والعقيم، وأبرزها الكتاب الضخم "الدبلومسية" في 1993 أين سرد تاريخ الدبلومسية العالمية منذ وستفاليا في 1648 أين صنع العالم الحديث إلى ما بعد الحرب الباردة مصورا ممارسات شخصيات سياسية عالمية كبرى أمريكية وغير أمريكية. ان كيسنجر واقعي يناقض المثالية الأمركية، فلأن السياسة الدولية لأمريكا تدور عادة بين المثاليين كوودر ويلسون وكارتر وبيل كلينتون والواقعيين ككيسنجر أو روزفلت وريغان وغيرهم. فكيسنجر يرى أن القوة هي التي تصنع العالم، وليس المثل العليا أو الإلتزام الأخلاقي، ولهذا لا يتوانى على إستخدامها إن أقتتضت الضرورة ذلك، لكن ممكن تجنبها وإقامة سلام مبني على التوازن الذي هو ضروري للحفاظ على السلام العالمي كما وقع بعد الحروب النابليونية، خاصة أنه يرى أثناء الحرب الباردة أن أي صدام بين القوتين العظميين معناه حرب نووية مدمرة سيخسر الجميع فيها، ولهذا سعى إلى المحادثات مع الإتحاد السوفياتي وتخفيض التسلح والحد منها.
ان كانت رسالة الماجستير لكيسنجر هي مفتاح لفهم كل سياساته وأفكاره، فإن مذكراته التي تضم آلاف الصفحات، وهي في مجلدات، فهي العملية التطبيقية لأفكاره وطروحاته حول العلاقات الدولية المبنية على الواقعية. كما كتب كيسنجر العديد من الكتب لا يمكن لنا ذكرها كلها، ومنها كتابا في 2014 حول النظام العالمي مارا فيها على فضاءات حضارية مختلفة مثل آسيا والعالم الإسلامي وكذلك أوربا القرن 18 وغيرها، كما وضع كتابا بعد هجمات11سبتمبر حول السياسة الأمريكية تجاه العالم من أجل الحفاظ على الزعامة الأمريكية. أعتقد الكثير أن كتاب كيسنجر "النظام العالمي" في 2014 هو آخر ما سيكتبه بسبب سنه المتقدم، إلا أنه واصل كتابة مقالات بعد ذلك، ولعل أهمها هو الحوار الطويل الذي أجراه في 2016 مع الصحفي جيفري غولدبيرغ من صحيفة أطلنطا أين أعطى طرحه ورؤاه لأغلب القضايا الدولية السائدة آنذاك. أن آخر كتاب لكيسنجر نشر في أكتوبر2022 بعنوان "القيادة" يدور حول إستراتيجيات ست شخصيات عرفها، ويقدرها، ويراها بأنها شخصيات كبيرة، وهي الألماني كونراد إديناور والفرنسي شارل دوغول والبريطانية مارغريت تاتشر والأمريكي ريتشارد نيكسون والسنغافوري لي كوان يو والمصري أنور السادات. ولنا الحق أن نسأل انفسنا هل وضعه السادات ضمن هذه الشخصيات العالمية الكبرى لأنه فعلا يراه كذلك أم أنه كان سببا لتحقيق كيسنجر إنجازات لم يكن ينتظرها في منطقة الشرق الأوسط الذي كان يرفض أي إقتراب منها كما كان يقول؟.