أكيتوبريخو 6773 -في المسكوت عنه 6-
لمى محمد
الحوار المتمدن
-
العدد: 7569 - 2023 / 4 / 2 - 01:12
المحور:
الادب والفن
الأغنياء عبر التاريخ وحتى اليوم لا يرسلون أولادهم إلى الجيش، الجيوش يصنعها الفقراء.. بعكس ما يرمي إليه المتخلفون عندما يحاولون نسف سمعة جيوش بلدانهم، فتصبح البلاد قرباناً جديداً لرخاء الدول الكبرى…
تنهدت هبة، ثم أكملت..
-يشاع أن الحكام العرب ملؤوا جيوشهم بمن والاهم، هذا جهل، ما حدث كان العكس تماماً، الجيش هو من جلب الحاكم إلى السلطة، والفقر هو من جلب الناس إلى الجيش…
-هل تؤلهين الجيوش العربية؟
-وهل سمعتني أقل ذلك؟ الجيش منظومة كما أي تجمع آخر، للمهندسين، للأطباء، لنا نحن الكتّاب، لمن حمل القلم، السيف أو كفر بكليهما..
تجمع فيه النبيل وفيه الجشع، فيه الطيب وفيه الخبيث، فيه التقيّ وفيه الشرير..
لكن ما فعلته الدول الاستعمارية أنها وبكل خباثة مسؤوليها زرعت فكرة نسف سمعة الجيوش العربية، كما زرعت السمعة السيئة للدين الإسلامي، بتعميم ربطه بالتعصب.
أكاد أجزم أن أحداث التفجيرات المرعبة في أيلول كانت من ضمن المؤامرة السافلة على هذه الشعوب الطيبة..
هكذا تتحول البلدان الغنية تراثاً، حضارة، نفطا، معادناً وغازاً إلى أسواق تصريف سلاح، مخدرات وتصدير بشر.. عن طريق الاغتراب أو عن حتى النخاسة…
-هذا حدث ويحدث بسبب حكوماتنا وحكامنا، بسبب لعنة الكرسي التي يلتصقون بها والنرجسية التي تحكم تصرفاتهم.. بسبب سياسة الرأي الواحد، اعتناق أنصاف الحقائق، محاربة المعارضة التي كانت لتحل التوازن اللازم في أي بلد…
الدمار الذي حل بالعراق وسوريا وغيرهما حدث بسبب لعنة المظلومين، لعنة المغتربين، لعنة من حمل الوطن على ظهره، فبال مسؤوله عليه…
لكني أتفق معك أن الأنظمة الحاكمة في بلاد العرب بلا طائفة.. نشأ أفرادها بين طبول الغنى ومآدب الغرب، فيما استمر أبناء البلاد الحقيقيون .. الفقراء.. البسطاء في تقديم أولادهم قرابيناً للوطن في نفس الجيوش…
هذا حوار إحدى الحكايا في المحرقة السورية، وماعمر الحدود؟
كيف يقول العراقي أنا عراقي، والسوري أنا سوري، و اللبناني و الأردني، والفلسطيني؟
ما عمر الحدود؟
قسموها لتضيع القضية بينما عمر تلك الأرض من عمر أم الزلف..
لمن المثير للسخرية أننا نعتقد بوجود فرق أي فرق بين سوريا ولبنان مثلاً بسبب خطوط على ورق وضعها تجار الزمان.
وتحكي حواديت التاريخ أن الأول من نيسان كان يوم انحسر الطوفان عن الأرض وعادت الحمامة بغصن الزيتون إلى نوح.. هل نعلم معنى النجاة؟
ثم أصبح الأول من نيسان عيد الربيع، واحتفال قدرة الأرض على إنبات الشعير.. هل نعرف معنى الجوع؟
ثم صار رأس السنة في بلاد الأبجدية الأولى-بلاد دجلة والفرات-..
وسميّ في حكايا أخرى برأس السنة السورية، يوم الآلهة عشتار ، إنانا، عشتروت، أفروديت، فينوس، وجميعها أسماء أم الزلف عند السوريين.
ثم تخلفنا، صار عيد الكذب…
حكايا وحكايا.. كم من خيال كاتب وقلب مظلوم حوّر فيها و أعاد صياغتها..
لكن المؤكد -بشرياً- أننا في أول السنة السورية 6773
لا زلازل ولا حروب.. لا طوائف، لا تحزبات ولا أكاذيب أخرى بعمر هذه الأرض.. ولا بعمر ياسمينها…
ارفعوا رؤوسكم، كل عام ومن تلك الأرض يُكتَبُ التاريخ…
أكيتو بريخو …
يتبع.. في المسكوت عنه...
#لمى_محمد