الحلاج وأزمة العقل الديني
محمد دوير
الحوار المتمدن
-
العدد: 6635 - 2020 / 8 / 3 - 22:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
احتلت تجربة الحلاج الصوفية ومسيرة حياته ودراما إعدامه مكانة بارزة في تاريخ المسار الديني من حيث علاقته باللاهوت والناسوت،فالتجربة كانت مأساوية إلي أقصي حدود المأساة، والواقع الذي نشأ فيه الحلاج لعب دورا مهما فيما انتهت إليه تجربته وما آلت إليه مواقفه، ذلك أن القضية لا تتوقف عند حدود قسوة مشهد القتل والتخلص منه بصورة وحشية فحسب، بل– وهذا هو الأهم – تكمن فيما قدمه الحلاج من تصورات متعلقة بعلاقة الإنسان بربه، وإمكانية أن يحل الإله فيه، بما يعرض فكرة التمايز لخطر قد يقوض كل مزاعم العلو الميتافيزيقي. لنصبح هنا أمام قضية مركبة أو مزدوجة،فالعقلانية ترفض التمايز والعلو الميتافيزيقي، والعقلانية أيضا ترفض فكرة الحلول، ومن ثم تصبح إشكالية الحلاج ( المشروع والتوجه والمذهب ) هي استبدال اللا معقول الديني الرسمي بلا معقول أشد وطأة منه لا يقبل البرهنة عليه، فاللا برهان الذي كان سمة لكل ما هو ميتافيزيقي – بالمعني الكانطي – لم يصبح سمة ربانية فحسب بل وجد من يبتدعه كسمة بشرية أيضا بشرط أن يدخل الإنسان في تجربة وجد صوفية ذات الأربعين خطوة أو مرتبة.
1- السيرة والمسيرة
وأبو عبد الله بن منصور بن محمي المعروف باسم أبو المغيث بن منصور الحلاج الذي ولد في قرية الطور بالقرب من فارس عام 244 هجرية / 858 ميلادية، قد ترعرع في تستر أو واسط بالعراق، واستمد لقبه : الحلاج" من مهنة أبيه في السادسة عشر من عمره ت" 260 هـ " تتلمذ علي يد سهل بن عبد الله التستري ،احد أوائل المتصوفة المسلمين، لمدة سنتين، وكان للتستري أثر واضح علي الحلاج كشف لنا ذلك الأثر عن نفسه في كتاب " الطواسين ".ثم رحل إلي البصرة عام 262 هـ وتتلمذ علي يد الصوفي او عمرو عثمان المكي ولكن سرعان ما اختلفا،ثم تزوج في البصرة من زوجته ام الحسين عام 264 هـ ابنة يعقوب الأكتع البصري الصوفي وفي نفس العام رحل إلي بغداد وتتلمذ علي يد الجنيد الصوفي. ولكن لم يرق له الحال في بغداد فعاد إلي البصرة، ثم استمع إلي نصيحة الشافعي بالذهاب إلي مكة لأداء مناسك العمرة. وفي عام 286 هـ اعتزل الناس وانشق عن الحركة الصوفية،ثم بدأ رحلة كبري في عام وفاة معلمه الأول التستري عام 296 هـ دار فيها بين جنبات مناطق عديدة في شرق الإمبراطورية الإسلامية حيث زار الهند وفارس والأهواز وكشمير وتركتسان، وقد اشتهر شهرة واسعة في تلك البلدان حتي أن الشعراء والمغنيين كانوا يتناولون اسمه وزهده في أشعارهم وأغانيهم.بعد تلك الرحلة التي استمرت لسنوات عاد للبصرة ومعه أربعمائة من أتباعه. بيد أن تلك الرحلات الغامضة كانت محل شك وريبة من السلطة الإسلامية في بغداد التي ظنت ان الرجل إنما يتحرك بين أنصاره لشد أزرهم في إحداث قلاقل للسلطة البغدادية، وان سلوكه الديني هذا ليس سوي تغطية علي تحضير لأعمال تخريبية تقودها حركات التمرد التي كانت منتشرة في ذلك الحين.إضافة إلي أن شهرته الواسعة التي اكتسبها بين متصوفة العالم الإسلامي خاصة في شرقه الأسيوي أحدثت حالة أزاج كبري بين منافسين الحلاج من المتصوفة، فاستجمعت حوله سحب السياسة والدين وسيطرة حالة الخوف والبغض علي سلوكياته، إضافة إلي اتصال الحلاج بالحركة الإسماعيلية وتوقعه بقيام دولة علي منهج الإسماعيلية وهي الدولة الفاطمية حينما أشار إلي أنه قد آن الأوان لدولة فاطمية تبسط العدل، إضافة إلي ظهور حركة إخوان الصفا التي تبنت بعض أفكار بعد نصف قرن من وفاته. ومن ثم يتضح أن المؤثرات التي شكلت عقل ووجدان الحلاج كانت شعوبية فارسية أكثر من كونها عربية ، وإسلامية ثورية أكثر من كونها مسيحية وشرقية أكثر من كونها نابعة من قلب شبه الجزيرة ، لذلك سنجد اثر مانوي وزرادشتي وفارسي في ثنايا دعوته.
كانت الفترة 299 هجرية إلي 301 فترة عصيبة علي الحلاج حيث زادت عليه القيود والملاحقات والمتابعة ، واضمر له الأعداء الكثير من البغضاء، حتي صار أسيرا في القصر لمدة تسع سنوات انتهت بتنفيذ الإعدام فيه بطريقة بشعة ومروعة حيث في 23 ذي الحجة عام 309 للهجرة توقع الحلاج قصة موته، وفي اليوم التالي مباشرة تم جلده، وقطعت أطرافه ورفع علي الجذع ، ثم في يوم 25 ذي الحجة قطعت رأسه، وصب الزيت علي رأسه وبدنه واحرق وقذف برماده في نهر دجلة
جري علي الحلاج العديد من الروايات التي تجزم كلها بعظمة كفره وإتيانه ألفاظا وعبارات خارجة عن النصوص الدينية مثل قوله "أنا الحق"و"ما في الجبة إلا الله "ويري الجويني إمام الحرمين أن الحلاج هو احد ثلاثة تواطئوا علي إفساد العقيدة الإسلامية بخطة مدبرة وهم الحلاج والسهروردي وأبو سعيد الحسن بهرام القرمطي.ويقول السراج" وبلغني ان جماعة من الحلوليين ومنهم الحلاج زعموا آن الحق عز وجل اصطفي أجسامنا حل فيها بمعاني الربوبية وأزال عنها معاني البشرية "، وقال عمرو المكي" كنت أماشي الحسين بن منصور في بعض أزقة مكة وكنت اقرأ القرآن، فسمع قراءتي،فقال: يمكنني أن أقول مثل هذا، ففارقته" وذكر أبو بكر الاصبهاني" إن كان من انزل الله علي نبيه" ص" حقا ، فما يقول الحلاج باطل"
2- المذهب والنظرية
يقوم مذهب التصوف عند الحلاج كغيره من المتصوفة الكبار حول فكرة الحلول عبر المجاهدة ، ويذهب بعض المفسرين لاعتبار تصوفه نموذجا لحال التصوف الإسلامي في دوره الثالث، من حيث كونه إطار مذهبي واحد تندرج تحته نظرية فلسفية محكمة الربط، ويتدرج من أفكار الحلول إلي الاتحاد ثم إلي الوحدة المطلقة وذلك اتساقا مع عملية التقدم والصعود الروحي في المعراج المقدس. والحلول يعني"أن يحل الشيء محل أخر"، وهو يلزم وجود الشيئين معا، ويأتي علي نوعين: أ- حلول مطلق أي أن الله تعالي حل في ذاته، ب- وحلول معين أي حلول الله في إنسان ونموذجه عيسي بن مريم، أي حلول اللاهوت في الناسوت.والحلول يختلف عن الاتحاد لكون الأخير شهادة بوجود واحد مطلق من حيث أن جميع الأشياء موجودة بوجود ذلك الواحدة ومعدومة في نفسها ، ويكون أيضا علي نوعين اتحاد مطلق واتحاد معين.
وللاتحاد في الفكر الإسلامي خمس معان، وفهم معاني الاتحاد هام جدا في تناول تصوف الحلاج لبيان القيمة المعرفية الكبري للدور الوظيفي الذي تقوم به مقولات الحلاج في استيعاب التصوف الإسلامي.
الأول:الاتحاد بالعقل الفعال،وقال به الفارابي والقرامطة وإخوان الصفا،ويذهب القرامطة إلي آن الإنسان اتحد بالله مثال محمد"ص"وهو ما يفسر لنا النور المحمدي، وكذلك عيسي بن مريم الذي حل الله فيه،بينما يري السهروردي تفسير آخر وهو أن النفس الإنسانية هي من إشراق العقل الفعال وبذلك فمن السهل أن تعود إليه فتتحد به.الثاني:إن وجود المحدثات هو عين وجود الخالق ليس سواه، أي أن الله هو الوجود المطلق والمعين أيضا، فلا وجود لمخلوقات بدون الله، والعكس إذ لا وجود لله بدون المخلوقات. والثالث: أن الاتحاد يعني أن النفس الجزئية" الناسوت" يمكن لها الاتحاد بالنفس الكلية طبقا لفكرة الصعود، فتشعر حينئذ أنها منفذة للآراء الإلهية فتكون وكأنها كلمة " كن" التي تنفذها كل الاكون والعناصر.والرابع: أن الاتحاد هو– في رأي العفيف التلمساني- إنه لا يوجد أغيار غير الله ولا يوجد سواه، وان كل الموجودات هي الله. أما الخامس: فلا موجود إلا الله، فالله والموجودات من طبيعة واحدة، إذن يجب أن يكون وحدة شاملة لأنهما لو من طبيعتين مختلفتين لامتنع الاتحاد.
نخلص من هذا إلي محاولة الكشف عن عناصر النظرية المركزية في فلسفة التصوف عند الحلاج، ونعني بها نظرية " الـ هو ..هو "، حيث تكشف عن نفسها في الخطوات التالية:
نظرية الخلق: استند الحلاج إلي ما ورد بالقرآن الكريم من أن الله خلق ادم علي صورته، وابتدع نظريته في تفسير الخلق مفادها أن الإنسان يمكن أن يتحقق بالإلوهية عن طريق المجاهدة الروحية فيكتشف في نفسه تلك الصورة الإلهية التي طبعها الله في نفسه استنادا إلي خلق الله لآدم يقول"ما آدم إلاك". أما تفسير وجود المخلوقات وفقا لهذه النظرية، فانه يرجع إلي تأمل الله ذاته وتقديسه لها فكان أن تأمل بهاء نوره القدسي فخلق ادم علي صورته كمرآة تجلي فيها عيسي والنور المحمدي وهو هنا يؤكد أن ادم هو الله أو هو هو.
اللاهوت والناسوت:اختلف المفسرون لنظرية الحلاج حول أمور عدة منها ماذا يعني الحلول عند الحلاج. أو ماذا يعني الاتحاد وكيف يحل اللاهوت في الناسوت ؟ وهل هما روح واحدة ام أن هناك اختلاف بينهما ؟ وأخيرا هل يمكن إرجاع نظرية الحلول عند الحلاج إلي نظرية حلول اللاهوت في الناسوت بمعناها المسيحي؟.وحقيقة الأمر قد يتشابه الحلول المسيحي مع ما يقول به الحلاج وإن اختلف الحلاج عنه في أنه يعتبر الحلول عتبة من أجل الوصول إلي الاتحاد النهائي"الهو هو" ذلك لأن الاتحاد التام هو عدم بقاء طرفي الحلول بل تبقي الألوهية وحدها وينتفي الأغيار تماما، أما في المرحلة الحلولية فيكون الإنسان مازال روحا وبدن ولا يمكن اتحاد الله مع البدن، ولذلك فنحن نري روحا إلهية في جسد كما رأينا عيسي وهذا هو الحلول.
نظرية الاتحاد عند الحلاج أو حقيقة الهو هو:ألهو هو تعبر عن محو الآنية تماما بحيث يصبح كل شيء مستغرقا في الله، ولا يصل الصوفي إلي هذه الحقيقة إلا بعد أربعين مقاما كما يذكر البعض. فلا سوي ولا أغيار وليس يوجد شيء سوي الله، وبذلك يمكن للحلاج أن يقول" أنا الحق" و" ليس في الجبة إلا الله" وفي تلك اللحظة– لحظة الاتحاد– يكون اللاهوت في الناسوت، ولكن حقيقة الأمر يري الناس العاديون إلهاً في صورة إنسان" عيسي" ولكن الواصلين هم الذين يرون اللاهوت فقط، أي الله منزه عن كل مادة. يقول الحلاج :"أنا الحق والحق للحق حق..لابس ذاته فما من ثم فرق"
تلك هي نظرية الحلاج التي لاقت معارضة ونقد شديدين، من الفقهاء ورجال الدين، ورغم اقتناع بعض المتصوفة بهذه النظرية إلا أنهم لم يستطيعوا الدفاع عنها آو عنه أثناء محاكمته خوفا من بطش السلطة فتنصلوا منه ومن النظرية في المحاكمة الكبري التي وجهت له فيها اتهامات متعددة منها استبطان عقيدة مناقضة لأهل السنة والجماعة وقوله بتأليه الإنسان ومخالفة نصوص الكتاب.عن التهمة الأولي فقد رأوا أن فكر الحلاج قام علي عقيدة باطنية انطلقت من فكرة الحلول المسيحية ثم تدرج بها إلي أن وصل إلي اتحادا تاما يتحدث فيه الحلاج باسم الله، وهو مالا يمكن قبوله طوال الوقت، ذلك أنه يمكن قبول ذلك والشخص في حالة سكر أو حالة وجد صوفي، ولكن أن يظل يردده في كل الأحوال والأوقات فهو ما يخالف العقيدة مخالفة صريحة وتامة. بينما يشير بعض المنتقدين إلي أن القول بتأليه الإنسان– وهي التهمة الثانية– إلي أنه قول مسيحي لا جدال في ذلك وهي عقيدة لا يقبلها الإسلام الذي لا يقر بحلول اللاهوت في الناسوت، فالقول بأنه ليس في الحبة إلا الله يخالف العقيدة ويؤدي به إلي التصنيف في دار الكفر ومن هنا جاءت الفتوي بإهدار دمه.أما عن التهمة الثالث– مخالفة النص القرآني– فقد ورط نفسه في تقديس فرعون وتبرئة الشيطان مما اقترفه وكذلك تقديس نفسه في قوله" أنا الحق" ومخالفته الصريحة لنصوص القرآن التي جاءت من اعتباره أن فرعون المزعوم في القرآن رمزا للفتوة، وكذا تبرئة إبليس لأن المشيئة الإلهية هي التي أوجدته بالضرورة في الدنيا لكي يري الناس عن طريق القبائح ومن ثم فلا جناح عليه ولا ذنب له. إن مسألة رفض الشيطان للسجود لآدم لأنه من طين بينما هو فمن الملائكة وقد خلق من نار وهو حاصل علي العلم الأبدي وله قدم في المشاهدة الإلهية.
إذن يتضح من هذا أن الحلاج خالف الشرع والنص القرآني وذهب إلي شطحات لا يقبلها مسلم وتتمثل في الآتي:
كل عبارات الحلاج ومواقفه لا تنم عن أخلاقيات التصوف وما ينبغي أن يتحلي به الصوفي من آداب في رحاب الحضرة الإلهية.
أن تلاميذه قد اسقطوا التكاليف الشرعية واستبدلوا الفرائض الخمس بأعمال أخري تتفق مع أساليب الطريقة.
والنتيجة أنه لا يمكن اعتباره داعية إسلامي بل هو ثائر علي العقيدة السنية يبغي هدمها وتهديد دعائم الإسلام.
3- التصوف وأزمة العقل العربي
كانت نشأة التصوف في الإسلام نشأة إسلامية خالصة، ولم يكن الأثر المسيحي علي الحلاج سوي احدي صور المؤثرات وليست الصورة الوحيدة التي شغلته ، بل هناك من يفسر دوافع الحلاج في وضع تلك التصورات عن موقفه من اللاهوت والناسوت وعلاقتهما الجدلية، فهناك مثلا جده " محمي" المجوسي الفارسي الذي كان قريب العهد بالإسلام، وكذلك تعلمه في واسط بالعراق التي كانت تموج بها حركات الزنج التي كانت حركة انقلاب اجتماعي علي السادة من أمراء وأثرياء العرب، وأيضا تفشي دعوة القرامطة في عصره لدرجة استيلائهم علي الحجر الأسود في مكة بعد وفاة الحلاج بثمان سنوات.ولكن احدي أهم إشكاليات الحلاج تكمن في مساره الفلسفي قياسا بمسار العقل العربي ذاته حينما يسعي الي التفاعل مع القضايا المطروحة عليه، فالقفز فوق الواقع واحتقاره والنظر للحياة بوصفها خدعة كبري يجب عن الإنسان أن يجاهد للتخلص منها ومن عثراته عبر الترقي لدرجات أكثر علوا وسموا، فكلما ابتعد عن الواقع كلما تحققت ألوهيته – وليس إنسانيته– ومن ثم تتحول فلسفة الحلاج الصوفية إلي أسوأ حالات الخلاص الفردي التي لا تعتمد علي صالح الأعمال وخيرها قط بل علي الانزواء بعيدا حيث مفارقة البشر ومقاربة الألوهية إلي أن يحل اللاهوت في الناسوت، أو يتحد الناسوت باللاهوت.. ويتحول الإله إلي " الأنا " وتنعدم الغيرية.واخطر ما في هذه التصورات التي حينما تسود ويتشيع لها الناس تصبح أداة قتل جماعي لعقول الناس، حيث ينعزل العقل الفردي وينكمش في معية اللا شئ، ومع احتقار الجسد بالضرورة والتعامل معه بوصفه وعاء بلا روح لا قيمة له كالكأس الفارغ من الشراب تخرج الجماعة البشرية من التاريخ والجغرافيا وتصبح كائنات هائمة في فضاء اللامعقول بحثا أو طمعا في ألوهية تغنيهم عن كل كفاح أو نضال ل‘مار الكون والتدافع الاجتماعي والطبقي بين البشر.
إذن، تتحول تجربة الحلاج – رغم ما بها من دراما إنسانية – إلي تجربة تعمل علي إسقاط العقل والعقلانية، الصراع الاجتماعي وصوره ومراحله، التفاعل مع المجتمع والطبيعة والانسان بنوازعه ومسبباته؛ هذا السقوط الذي يدفع به الحلاج وكل من اتبع خطاه ومنهجه المتعالي علي التجربة الإنسانية سواء جاء متصوفا أو معتزلا أو متشيعا أو سنيا ...الخ هو سر أزمة العقل العربي التراثي والمعاصر.إن اللاهوت الإسلامي بصفة خاصة والديني بصفة عامة يتناسب طرديا مع كل محاولة لفتح آفاق العقل العربي نحو المستقبل.