أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - وفاء سلطان - الرجل المسلم....السيّد ابراهيم علاء الدين نموذجا!













المزيد.....

الرجل المسلم....السيّد ابراهيم علاء الدين نموذجا!


وفاء سلطان

الحوار المتمدن-العدد: 2728 - 2009 / 8 / 4 - 08:28
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


قبل أن أبدأ الكتابة كنت على يقين من أن الكثيرين سيرفسوني.... ولكنني بدأتها!
كان ذلك منذ أن وطأت قدمي أرض الحرية.
اليوم وبعد عشرين عاما كزمن طويل جدا، قياسا بعمر الإنسان، أستطيع أن أنظر إلى الوراء ويسعدني أن أرى نفسي على نفس الطريق الذي اخترته، ولم أحيد عنه قيد أنملة.
لم يقودني الطريق، لكنني أنا التي صنعته!
أستطيع أن أستعيد ذكرياتي قريبها وبعيدها حلوها ومرّها. عندما أستعيد الذكريات المؤلمة أضحك على من رفسني، وعندما أستعيد الذكريات السعيدة أبكي أمام عظمة من شجعني!
كلما صادفت من يرفسني أجد ألف سبب لألعن الساعة التي بدأت بها، وكلما صادفت من يشجعني ويأخذ بيدي أجد مليون سبب لأكمل ما بدأت.
قد يستاء البعض من استخدامي لكلمة "يرفس". أستميحهم عذرا إذ لم أجد في قاموس اللغة العربيّة كلمة تستطيع أن تصف سلوك الرجل الذي يفقد أعصابه، ويفقد معها استقامته، أفضل من تلك الكلمة!
......................
يقول مثل افريقي: على الكذاب أن يمتلك ذاكرة قوية!
وأنا أقول: هذا ضرب من المستحيل!
فالإنسان المستقيم هو وحده الذي يستطيع أن يسترجع ذكرياته بخيرها وشرها. هو يسترجع خيرها كي يستلهم منه، ويسترجع شرّها كي لا يكرره.
ما أقوله ليس مجرد ثرثرة ورثتها عن عطّار الحي، إنه حقيقة علمية مثبتة في كتبي وعلومي.
عندما يقوم الإنسان بفعل مشين، وفي محاولة للتخفيف من عذاب ضميره (Superego)، يعمد على رمي ذلك الفعل باللاوعي عنده ولا يسمح لذكراه أن تطفو على ساحة الوعي، فتغيب مع الزمن من ذاكرته.
يعتبر هذا التصرف نوعا من الـ Defense Mechanism، أي آلية دفاعية يحاول أن يحمي الإنسان بها نفسه من عذاب ضميره، وتدعى في علم النفس Suppression، أي "قمع الذاكرة".
.......
لقد ذكرت سابقا تعبير "الرجل المستقيم" ويحق للقارئ أن يتساءل: ما مفهوم وفاء سلطان للإستقامة؟
الإستقامة تعريفا هي "الإلتزام الصارم بإطار ثابت من القيم والمبادئ التي يؤمن بها الإنسان"، وهي ـ في رأي ـ فضيلة لا يستطيع الإنسان أن يتحلى بها إلا عندما يكون:
ـ صادقا
ـ أهلا للثقة
ـ وعادلا.
أما البرفسور الأمريكي المشهور والمختص في علم القانون Stephen Carter فيقول في كتابه Integrity، أي "الإستقامة": لكي يكون الإنسان مستقيما يجب أن يتخذ ثلاث خطوات:
1ـ أن يميّز بين الصح وبين الخطأ
2ـ أن يتصرف بناء على ذلك التمييز
3ـ أن يعترف علانية بأنه يتصرف وفقا لمفهومه للخطأ والصح
في أمريكا يوجد قاموس خاص بكل مهنة، فهناك القاموس الطبي...القانوني..الهندسي....قاموس الأعمال...إلخ.
لسبب سأذكره، لاحقا فتشت عن معنى كلمة "استقامة" في قاموس الأعمال American business dictionary، ووجدت أن الشرح يتضمن تلك العبارة:
"يكتسب الزبائن ثقة عالية برجال الأعمال المسوقيين للسلع عندما يجدون في تلك السلع الجودة التي أخبروهم عنها"، بمعنى أنهم يكتسبون ثقة عالية برجال الأعمال المستقيمين!
..........................
في الصين تعتبر "الإستقامة" من الفضائل الهامة جدا لنجاح أي عمل. هناك قصة مشهورة في الفولكلور الصيني لعبت ـ ومازالت تلعب ـ دورا في حياكة النسيج الأخلاقي للمواطن الصيني.
بناء على تلك القصة يصف الصينيون الرجل غير المستقيم بقولهم "بذرته مغلية". تقول القصة:
شعر امبراطور الصين بأن منيّته قد حانت فقرر أن يعيّن خليفة له. اجتمع بشباب الامبراطورية وقال لهم: "سأعطي كل منكم بذرة كي يزرعها، وعليكم أن تعودوا بعد عام من اليوم إلى القصر بنباتاتكم، وصاحب النبتة الأفضل سيكون كفؤا لأن يخلفني"
منذ ذلك الحين، وفي لقاءاتهم، كان الشباب يتبجّحون بنباتاتهم، فكل واحد يدّعي بأن نبته قد برعمت....قد كبرت...قد ازهرت....قد أعطت ثمرا!
أما الشاب لينغ فكان في حسرة وألم، فلقد ماتت بذرته ولم تنبت رغم أنه اعتنى بها كثيرا.
وصل اليوم الموعود فتوافد الشباب إلى القصر كلٌ يحمل نبتته. قرر لينغ أن لا يذهب، ولكن والدته أقنعته بأن يكون مستقيما ويحمل قدره الفارغ إلى القصر ويشرح للامبراطور ما حدث بصدق.
اصطفت النباتات في قاعة القصر، واصطف خلفها أصحابها إلا لينغ فانزوى في أحد الزوايا محاولا أن يخفي قدره الفارغ خلف الجميع.
صاح الامبراطور: يا لها من نباتات جميلة!
ثم ألقى نظرة على قدر لينغ الفارغ وأشار عليه أن يأتي أمامه. ارتجف لينغ خوفا من عقوبة صارمة، وراح يتمتم: يا عظمة الامبراطور، أقسم لك بأنني فعلت كل ما بوسعي ولكن بذرتي لم تنبت!
فردّ الامبراطور: "ولذلك سأعيّنك خليفة لي. لقد أعطيتكم جميعا بذورا مغلية ومن المستحيل أن تنبت، وكنت الشاب المستقيم الوحيد في أمتي، ولذلك أشعر بالأمان على مستقبل تلك الأمة عندما أضعه بين يديك"
..............................
في العشرة أيام الماضية اشرأبت نبتة السيد ابراهيم علاء الدين حتى كادت تصل عنان السماء.
خوفا من أن يكون مستقبل تلك الأمة أسوأ من ماضيها وحاضرها يترتب علي أن أضع بذرته تحت مجهري كي أثبت بأنها مغلية وعقيمة، وبالتالي كي أثبت أنه رجل غير مستقيم!
كل يوم يفرّخ مقالة محاولا أن يقنعنا بأنه يكتب فكرا. يتبجح من خلالها بأنه رجل أعمال كبير ويدرك سرّ النجاح في أي عمل، محاولا أن يطبق مهارات التسويق على فن الكتابة.
ظل يحكي عن السلعة والتسويق والسوق حتى ظننت أنني أشتري باقة فجل من سوق الخضرة بعمّان.
لم تدّر عليه مدجنته الربح الذي حلم به، وظل الأمر مجرد باقة فجل في سوق للخضرة!
في محاولة يائسة لدعم رصيده المنهار من القراء والتعليقات، أصدر بيانا عيّن فيه إحدى أمّهات المؤمنين "أمّا" للعلمانين العرب!
ولكي يضفي على البيان أهميته تناول وفاء سلطان كمادة للتسفيه والتقريع دون رادع من ضمير أو وازع من أخلاق!
كان حريّ به أن يدرك مفهوم "الإستقامة" من قاموس الأعمال الأمريكي، مادام يدّعي أنه يمارس جلّ أعماله في أمريكا.

لقصتي مع السيد علاء الدين بدايات، بدايات طردها من وعيه إلى حيّز اللاوعي عنده، وإلا لردعه ضميره عن فعل مافعل!
سأروي لكم القصة من أولها!
....................
يُحكى أن امرأة جاءت مع طفلها إلى غاندي، وطلبت منه أن يُقنع الطفل بأن أكل السكر يضرّ بصحته ويخرّب أسنانه.
ردّ غاندي: لا أستطيع أن أفعل ذلك الآن، تعالي إليّ بعد شهر!
اندهشت السيدة من تصرف غاندي، فقالت: أيها المعلم المستنير، تكلفت مشقة السفر كي أحظى بوعظك لطفلي، والآن تقول لي تعالي بعد شهر؟!!
أصر غاندي على موقفه، فغادرت السيدة لتعود إليه بعد شهر.
مسك المعلم المستنير يدي الطفل ووضعهما داخل كفيّه، ثم ركع أمامه وقال:
"يا صغيري، أرجوك لا تأكل السكر، إنه يضرّ بصحتك ويخرّب أسنانك"
أومأ الطفل موافقا!
التفت السيدة إلى غاندي، وسألته: لماذا لم تقلها في المرّة الأولى؟!
ردّ غاندي: في المرّة الأولى كنت آكل السكر، لا أستطيع أن أنهي عن فعل وآتي مثله"، ثم تابع يقول:
"لكنني توقفت عن أكله منذ ذلك اليوم، ولا يتعارض اليوم فعلي مع قولي"
......................
في أخلاقيات البعض لا يتطلب الأمر شهرا كي ينطّوا من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار بدون أدنى خجل، لأنهم يجهلون ما معنى وما أهمية أن تكون مستقيما!
أول الشهر الماضي نشر السيد ابراهيم علاء الدين مقالة بعنوان "الشيخ اللص الكذاب"، فكنت أول من علق عليها بقولي:
السيد ابراهيم علاء الدين
لن نحل يوما مشاكل هؤلاء اللصوص قبل أن نعترف بلبّ المشكلة
هل تتوقع بأن هذا الشاب كان سيفعلها لو لم يكن لديه قناعة مطلقة بأن صلاته ستغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر؟
أليست البقعة السوداء على جبينه دليلا واضحا على تبنيه لتلك القناعة؟
علينا أن نستبدل ثقافة الصلاة التي تغفر ما تقدم من الذنب وما تأخر بثقافة تقنع الفرد بأنه مسؤول عن كل عمل يقوم به حتى ولو كان لا يفوت فرضا
شكرا للطريقة التي رويت بها القصة، كانت واضحة وشيقة
أتمنى أن أقرأ لك باستمرار
تحياتي
قام على الفور وأعقب على تعليقي بقوله:
الدكتورة وفاء سلطان
تحية واحترام وتقدير لاهتمامك كونه يزيدني عزما على التصدي للقيم البالية ويمنحني اصرارا على ترسيخ قيم العصر التي لعبت الدور المركزي في نهوض شعوب اوروبا وامريكا على وجه الخصوص وفي مقدمتها الشعور بالمسؤولية الشخصية عن كل ما يقوم به ويمارسه ويقوله الفرد
واتفق معك تماما بان الاحساس بمسؤولية الفرد تجاه الاخر هو اول الخطوات المطلوبة لنهضة الشعوب والاوطان ومحاصرة اللصوص والافاقين والانتهازيين والوصوليين وتحجيم ظواهر الواسطة والمحسوبية والرشوة والفساد
ولعل من ينتفعوا من الزبيبة واللحية الشعثاء والدشداشة القصيرة اكثر الناس ابتعادا عن الله او الاله كونهم يحملونه مسؤولية افعالهم القذرة
شكرا لك سيدتي واود بهذه المناسبة ان ابلغك بانني اتابع نشاطك وكتاباتك واهتم بها جدا
اطيب الامنيات وخالص التحيات

بإمكان القارئ أن يطلع على المقالة ويقرأ تعليقي وتعقيبه بالنقر على هذا اللينيك:
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=176780
************
ردّه الإيجابي شجعني لأن أتواصل معه عبر الإنترنيت وخصوصا كنت يومهاـ ولم أزل ـ منهمكة في التحضير لموقعي الذي أحلم بأن يبدأ قبل صدوري كتابي. فكتبت له أسأله إن كان يود أن يشارك في موقعي، وعلى الفور آتني ردّه مفعما بالثناء والتقدير وعظيم الإمتنان. اليكم رسالتي وردّه:

-----Original Message-----
From: Ibrahim Ala Eddin
To: [email protected]
Sent: Wed, Jul 8, 2009 11:30 am
Subject: خالص التحية وعظيم الامتنان
السيدة المحترمة الدكتورة وفاء سلطان
تحية واحترام وتقدير
شاكرا لحضرتك التواصل والاهتمام ويشرفني المساهمة مع حضرتك باي جهد تقومين به
وربما اكون من اشد المعجبين بجرأتك وشجاعتك واقدامك وهكذا هم الرواد لا بد وان
يحملوا قضية تبدو للبعض انها خارجة عن كل الأطوار ولكن في النهاية فان النجاح يكون من حظ من يتملك الجرأة والاقدام
مرة اخرى يسعدني التعاون مع حضرتك في أي ميدان تشائين ويشرفني ان اكون ضمن اصدقائك واعدك بان اكون من المخلصين
اما بخصوص جنسيتي فأنا فلسطيني الأصل اردني الجنسية وايضا امريكي الجنسية واقيم ما بين الكويت ونيويورك
واعمل رئيسا لتحرير وكالة الانباء العربية وبصدد تاسيس واحد من اكبر وكالات العلاقات العامة في الشرق الاوسط
خالص التحية وعظيم الامتنان
ابراهيم علاء الدين.
--- On Wed, 7/8/09, [email protected] wrote

From: [email protected]
Subject: تحية وسؤال
To: [email protected]
Date: Wednesday, July 8, 2009, 3:58 AM
الأخ السيد ابراهيم علاء الدين المحترم
انتهيت لتوي من قراءة مقالتك في الحوار المتمدن. أشكرك على جهودك
وأتمنى أن أقرأ لك باستمرار
لا أعتقد بأن الحكومات اسوأ من الشعب وإلا يبقى السؤال: من أين أتت؟
على كل حال، هذا هو قدرنا وما علينا إلا أن نحاول التخفيف من حدة هذا
الوضع المأساوي الذي يرزح تحته الإنسان العربي منذ مئات السنين أملا في أن نغير شيئا
منذ زمن وأنا أنوي الكتابة لأسألك إن كنت تقبل المشاركة في موقعي الإلكتروني والذي سيفتح قريبا
في الموقع زاوية بعنوان "رأي الموقع ورأي آخر" وفيها أكتب رأي بقضية ما تخص طبعا الإنسان العربي
وأرسله إلى أحد الزملاء الكتاب كي يبدي رأيه أيضا بالقضية نفسها، بمعنى أن
الكلمة الأخيرة ستكون للسيد الضيف
إن وافقت سأرسل لك الرأي فورا وبخصوص ذلك أود أن اسألك: هل حضرتك فلسطيني أم أردني لأنني
أحاول أن أرسل لكل زميل قضية تخصه أكثر من غيره
سأكون شاكرة لو وافيتني بالرد وعلى كل الأحوالي أتمنى أن نبقى على اتصال
تحياتي وأمنياتي بالتوفيق
المخلصة
وفاء سلطان
........................
عندما ألتقي بالسلطات الأمنية في أمريكا من أجل تقييم وضعي الأمني بين الحين والآخر تكون نصيحتهم أولا ودائما: " لاتثقِ بهم، ليسوا أهلا للثقة، إياك أن تسربي أية معلومات شخصية من خلال الإيميل"!
لم ألتزم بنصحيتهم يوما لقناعتي المطلقة بأن بواعث الخير موجودة في أعماق كل إنسان، ويجب عليّ أن أتعامل مع كل الناس بناء على تلك القناعة حتى يثبتوا العكس.
هاهو رجل مسلم يقول لي بثقة عالية:
يشرفني المساهمة معك في أي جهد تقومين....
أنا من أشد المعجبين بجرأتك وشجاعتك وإقدامك....
يشرفني أن أكون ضمن أصدقائك.........
أعدك بأن أكون من المخلصين.........
انطوت علي الحيلة، لأكتشف في أقل من شهر بأنه لم يتجاوز في وعده لي حدود التزام نبيّه بوعود صلح الحديبية!
لقد قطع شكي باليقين، إذ ليس من السهل أن يقفز الرجل المسلم خارج جبة نبيه!
الرجل المسلم هو شاهد زور، يرى البطة عنزة ولو طارت ما دام يدافع بشهادته تلك عن تعاليمه!
يتهمني بالتبشير بالمسيحية رغم أنني قلت مرارا وتكرارا بأنني لا اؤمن بأي دين.
معتوه من يظن بأن وفاء سلطان تخاف من أن تكشف هويتها الدينية عندما تتبنى تلك الهوية!
لم يحترم ما قلته وراح يقتحم حياتي بلا أدنى شعور بالمسؤولية، ولذلك سأدوايه بالتي كانت هي الداء!
منذ الآن وصاعد سأصرخ ملئ صوتي: أنا لا أبشر بالمسيحية لأنني لم أرقَ بنفسي إلى المستوى الذي يؤهلني لأن أبشر بها.
كي أبشر بها يجب أن أكون منزّهة وقديسة، وأنا لست كذلك فلي أخطائي وهفواتي!
المسيحية هي المسيح، والإسلام هو محمد!
وبناء على هذين التعريف أقول: المسيحية أفضل من المسيحيين والمسلمون ـ على علاتهم ـ أفضل من محمد.
لا تهمني ماهية المسيح، ولا يهمني إن كان نبيّا أم إلها، لكنه في عرفي فوق مستوى البشر!
من يعرّف الله على أنه محبة ومن يأمر أتباعه بأن يحبّوا أعداهم هو حكما فوق مستوى البشر، ولذلك لا أستطيع أن أبشر برسالته لأنني مازلت دون مستواها!
ولو لم يكن المسلمون أفضل من الإسلام لقرأ مقالاتك ألف مسلم في اليوم الواحد وقيّمك على أنك الأفضل!
لا تقل لي ـ كعادتكم ـ بأن قراء الموقع مسيحييون متعصبون، كي لا أقول لك: ولماذا تنشر فيه؟!! فالمواقع الإسلامية أكثر من الفجل في سوق الخضرة!
أكره نفاقكم ودجلكم ووقاحتكم، وطالما أكره لا أستطيع أن أكون من تلامذة المسيح.
إن كانت العلمانية لا تقبل شهادتي تلك، فلتذهبوا أنتم وعلمانيتكم إلى الجحيم!
تبدو العلمانية قفازا جميلا لمن أراد أن يخفي حقيقة أفكاره وأفعاله، أتنازل لكم عن ذلك القفاز، فيداي نظيفتان ولا أحتاج أن أخفيهما تحت أي شعار!
لا أستطيع، باسم علمانية مزيّفة، أن أتصالح مع تعاليم تصف الله ـ إن كان موجودا أو غير موجود ـ على أنه ماكر، بل خير الماكرين!
لا أستطيع أن أتصالح مع تعاليم تدّعي بأن الله يصلي على رسول وهو يغتصب طفلة، أو يعتدي على زوجة ابنه أو على امرأة مسكينة سقطت في حضنه سبيّة!
لا أستطيع أن أتصالح، ولا أستطيع أن أحترم، تعاليم تدعو إلى جزّ الرقاب وقطع الأرجل والأيدي من خلاف!
لا أستطيع أن أتصالح مع تعاليم تحط من قيمتي كامرأة، وتصنفني مع الكلب والحمار!
لا أستطيع، باسم علمانية مزيفة، أن أتصالح مع موقفك عندما وقفتَ في كنيسة وقلت لروادها: "المسلمون والمسيحييون يكرهون اليهود"، دون أي إحترام لمبدأ المسيحية "أحبوا أعدائكم"، كان حرّي بهم أن يطردوك ولهذا السبب أعترف بأن المسيحية أفضل من المسيحيين!
إن كانت العلمانية لا تقبلني لأنني اؤمن بأن الله محبة، فلتذهبوا أنتم وإياها إلى الجحيم!
.................
يتظلل السيد علاء الدين وهو يسفّهني تحت شعار "لا يفسد الخلاف في الرأي للود قضية"!
لقد بدا عندها كالرجل الذي يحمل مظلة، خوفا من أن يتبلل، وهو حافي القدمين!
إنه حق أراد به باطلا، فنحن لسنا مختلفين على رأي، بل على مبدأ!
عندما يعدني شخص بأن يكون من المخلصين لي ثمّ يغرز خنجره المسموم في ظهري هو ليس رجل استقامة، وبالتالي خلافنا هو خلاف على مبدأ.
يتشرّف في أن يشترك معي في أي جهد، ثم يفصلني من جوقة "العلمانيين" التي يقودها، لأنني على حد زعمه أبشّر بالمسيحية؟!!
لقد وعدني بأن يكون من المخلصين لي، وعندما جاءته الأوامر باع وعده بقشرة بصلة!
لا استطيع أن أقيم علاقة وديّة مع رجل لا يحترم وعده!
لا أستطيع أن أقيم علاقة وديّة مع رجل يُربط من كاحله وليس من لسانه!
في مقالته الأخيرة يصنفني السيد علاء الدين ضمن مجموعة "الملحدين" ثم ينهال علي تقريعا لأنني "أبشر بالمسيحية بطريقة متعصبة ومليئة بالحقد"!
الرجل المتوازن فكريا وعقليا لا يتهم أحدا بالإلحاد وبالتبشير المسيحي في آن واحد!
وأنا لا أستطيع أن أقيم علاقة ودّية مع رجل غير متوازن، إذا نحن نختلف على المبدأ وليس على رأي!
........................
في رسالته إلي بتاريخ 8 تموزـ يوليو 2009 يقول لي:
"وربما اكون من اشد المعجبين بجرأتك وشجاعتك واقدامك وهكذا هم الرواد لا بد وان
يحملوا قضية تبدو للبعض انها خارجة عن كل الأطوار ولكن في النهاية فان النجاح يكون من حظ من يتملك الجرأة والاقدام.........."
..........
وفي بيانه المنشور بتاريخ 1 آب ـ اغسطس 2009 يقول:
نعم لن تستطيعي يا دكتورة ولن تستطيعي ما اوتيت من قوة وحشد وادعاء وغرور....
........
خلال تلك المدة لم أنشر شيئا، فما الذي دفع بالسيد علاء الدين لأن يغير شهادته في أقل من شهر، ويناقض نفسه إلى حد يُثير الشفقة!
يصفني بالشجاعة والإقدام وبأنني من الرواد الذين سيكتب لهم النجاح، ثم يتهمني بالغرور ويؤكد بأن الفشل سيكون من نصيبي!
لقد فقد أعصابه وفقد معها استقامته، والرجل الذي يفقد أعصابه واستقامته لا يكتب فكرا، بل يرفس!
بعد اليوم لن أستغرب عندما يدافع المسلمون عن تناقضات القرآن بقولهم: "هو متعاضد وليس متناقضا".
يقول المفكر الأمريكي Daniel Webster:
Falsehoods not only disagree with truths, but usually quarrel among themselves
"الأكاذيب لا تتناقض مع الحقيقة وحسب، بل تتصارع مع ذاتها"
وأفكارك التي تتصارع، ليس مع الحقيقة وحسب، بل مع ذاتها تثبت أنها لا
شيء سوى كمشة أكاذيب!
إذا كانت "الإستقامة" في مفهوم وفاء سلطان هي "الإلتزام الصارم بإطار ثابت من المبادئ"، فأنا لا أستطيع أن أقيم علاقة وديّة مع رجل لا يملك إطارا ثابتا من المبادئ!
ثمّ وبخصوص إصرارك على أنني لا أستطيع أن أفعل شيئا، أذكرك بما قاله المفكر الأمريكي Samuel Adams، وهو أحد مؤسسي أقوى دولة في العالم أو من يُطلق عليهم Founding fathers :
"ليس شرطا أن تكون الأغلبية لكي تنتصر، يكفي أن تثور بلا تعب وتشعل النار في عقول الناس"
وأظنك تدري إن كانت وفاء سلطان قد أشعلت تلك النار أم لم تشعلها!
مع هذا أعترف بأن مهمتي في غاية الصعوبة، وأتساءل: كيف سأغيّر أمة أنتم مفكروها وعقلاؤها؟!!
لم يحقق السيد علاء الدين من خلال تناقضاته أي نجاح، سوى أنه أثبت حقيقة الرجل المسلم الذي يدافع عنه، وبذلك قطع شكي باليقين!
ردّت أم المؤمنين على تنصيب السيد علاء الدين لها "أما" للعلمانين، بقولها: "الرجل العلماني هو الرجل الشريف الذي لا يملك وجهين"
ليتها وبعد قراءتها لمقالتي ـ إن كانت تجيد القراءة ـ أن تخبرني كم وجها يملك المسؤول عن ذلك التنصيب؟!!
في مقالته الأخيرة يشرح لنا السيد علاء الدين كيف تتم صناعة الإنسان كي يلعب دورا بالإرتقاء بوطنه، ومن باب الواجب أذكر بما قاله الفيلسوف الصيني Confucius وأحد أشهر بناة الصين:
"لا يستقيم العالم حتى تستقيم الدولة، ولا تستقيم الدولة حتى تستقيم العائلة، ولا تستقيم العائلة حتى يستقيم الفرد"
وأنا أضيف: ولا يستقيم الفرد حتى يستقيم نبيّه!
.........................................
بعد نهاية الحرب الأهلية في أمريكا، أي في منتصف القرن الثامن عشر، تقدمت إحدى شركات التأمين من أشهر القادة العسكريين لتلك الحرب الجنرال Robert E. Lee وعرضت عليه أن تشتري اسمه كرئيس فخري لها مقابل عشرة آلاف دولار في ذلك الحين، فقال لهم:
"لا أستطيع أن أتقاضى سنتا عن عمل لا أقوم به"
بينما يؤكد محمد نبي المسلمين: "كتب الله لي رزقي حتى حدّ سيفي"
............
كان Bobby Jones محاميا مشهورا وهاويا للعبة الغولف. من عام 1923 حتى 1930 فاز على مستوى أمريكا بـ 13 مسابقة للهواة، وكان أول لاعب في تاريخ أمريكا يفوز بالمسابقات النهائية الأربعة في عام واحد.
مرة وفي إحدى المسابقات النهائية ضرب كرة الغولف فانحرفت بين الأدغال، ثم اصطدمت برجله وهو يركض لتقع في الحفرة.
لم ير أحد ما حصل فأعلن الحكم فوزه النهائي، لكنه رفض الحكم فورا واعترف بما حدث، وبناء على اعترافه خسر لقبه أمام اللاعب الآخر.
تناولت وكالات الأنباء الحدث، وانبرت في الثناء على استقامته.
قال في إحدى المقابلات: "عندما تشكرونني كأنكم تشكرون رجلا لأنه لم يسرق بنكا"
أي أن الإستقامة بالنسبة اليه طريقة حياة، وليست عملا خارقا يستحق عليه الثناء!
فمتى تصبح الإستقامة بالنسبة للرجل المسلم طريقة حياة؟!!
فقط عندما يدرك المفهوم الحقيقي للإستقامة، وأهمية أن يتسلح بتلك الفضيلة.
............................
يقول الكاتب الأمريكي المعروف Mark Twain:
Let us be thankful for the fools, but for them the rest of us could not succeed
"دعنا نكون شاكرين للأغبياء فلولاهم لما نجحنا"
وأنا بدوري أشكر السيّد ابراهيم علاء الدين!



#وفاء_سلطان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعتذار دليل شجاعة...السيد النزّال مثالا!!
- رحلتي إلى الدانمارك..! (الحلقة الثانية والأخيرة)
- رحلتي إلى الدانمارك.....(1)
- عندما يكون محمد اسوة لرجاله!!
- نبيّك هو أنت.. لاتعش داخل جبّته! (الحلقة الأخيرة)
- الإخوان المسلمون: بلغ نفاقهم حدّ إرهابهم!
- نبيك هو أنت.. لا تعش داخل جبّته! ( 19)
- نبيك هو أنت.. لا تعش داخل جبّته! (18)
- نبيك هو أنت.. لا تعش داخل جبته! (17)
- نبيك هو أنت.. لا تعش داخل جبته! (16)
- نبيك هو أنت.. لا تعش داخل جبّته! (15)
- نبيك هو أنت.. لاتعش داخل جبته! (14)
- نبيّك هو أنت.. لا تعش داخل جبّته! (13)
- نبيّك هو أنت، لا تعش داخل جبّته..! (12)
- المقابلة التي أجراها موقع -آفاق- مع وفاء سلطان.
- أهلا بكم في تلفزيون دوري...!
- نبيّك هو أنت.. لا تعش داخل جبّته! (11)
- هل من عدالة تنصف هؤلاء الضعفاء..؟!!
- نبيّك هو أنت.. لا تعش داخل جبّته! (10)
- نبيّك هو أنت.. لا تعش داخل جبّته! (9)


المزيد.....




- شاهد..برازيلية تخوض تجربة قفز مثيرة من جسر شاهق بأمريكا
- فيديو يوثق مواجهة مضيفة طيران لراكبة متسللة بعد رحلة من نيوي ...
- سوريا.. خريطة تحركات وسيطرة فصائل المعارضة ووضع بشار الأسد.. ...
- -رويترز- : أوكرانيا مستعدة لتقديم تنازلات عن أراضيها وفقا لخ ...
- الجيش السوري يشن -هجوماً معاكساً- ويستعيد مناطق من المعارضة ...
- في غزة.. مأساة مستمرة وأثمان باهظة في حرب بلا نهاية وتل أبيب ...
- ألمانيا.. عدة ولايات تطالب الحكومتين الحالية والمقبلة بتشديد ...
- مدفيديف يتوقع نهاية حتمية لزيلينسكي ويوجه رسائل إلى عدد من ق ...
- معركة القسطل.. يوم قال الحسيني للجامعة العربية -أنتم مجرمون- ...
- تشكيل مجلس شراكة سعودي فرنسي خلال زيارة ماكرون للرياض


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - وفاء سلطان - الرجل المسلم....السيّد ابراهيم علاء الدين نموذجا!