هوامش طارقية


طارق حجي
الحوار المتمدن - العدد: 8390 - 2025 / 7 / 1 - 20:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

ذات يوم
كنت على بعد أمتار
من مدينة العلمين
المصرية
وكنت قد أمضيت ساعات على مقربة من ساحل البحر
يومها كتبت ما يلي :

جلستُ اليوم بمفردي و لثلاث ساعات على مقعد بينه وبين البحر (المتوسط) نحو 10 أمتار.

بمجرد جلوسي ، قلتُ لنفسي : أغلب الظن أنني الآن محاطٌ بآلاف الأرواح ! أرواح إنجليزية ، وأرواح ألمانية وأرواح إيطالية ! فهنا دارت فى سنة 1942 واحدةً من أكبر المعارك الحربية على مر كل العصور ! وهى أرواح رجال صغار السن نسبياً ( فقد كانت أعمارهم ما بين العشرين سنة والخامسة والثلاثين).

كم هو عنيف لدرجة القتل هذا الكائن الذى ننعته بأنه إنسان ؟!




خلال السنوات العشر التى سبقت بداية الحرب الأهلية (1975) كان عندي "هوس ب لبنان". كنت ُملماً بطوائف لبنان وتياراتها السياسية ومؤسساتها الثقافية بما فى ذلك الصحف والمجلات التى كانت الأرقي فى كل منطقتنا. وكنت أشعرُ أنني أعرف معظم نجوم الحياة السياسية ، رغم أنني لم أكن أعرفهم بشكلٍ شخصي ! وكإنسان لا ينتمي لأية قومية مشرقية وإنما ينتمي كليةً لثقافة البحر المتوسط ، فقد كان لبنان يمثل لي ما أحب بعقلي ومشاعري. ثم حدث ما حدث وتسبب فى إندلاع نيران الحرب الأهلية اللبنانية. وقد كانت "مصر الرسمية" من أسباب حدوث ذلك ، فقد أسهمت مصر-جمال-عبدالناصر فى إنتقال الكثير من القادة والمنظمات الفلسطينية من الأردن للبنان ( خلال الربع الأخير من سنة 1970) فى حدوث الحرب الأهلية فى 1975. وكانت الحرب الأهلية ثم قيام إيران وسوريا بتحويل حزب الله من "مجرد حزب سياسي" ل دولة داخل الدولة ، بل لدولة أقوى بكثير من الدولة.

وأظن أن ما حاق بإيران وأذرعها خلال الشهور العشرين الأخيرة من هزائم وتدمير ، قد يسمح للبنان برجوع نسبي للبنان غير المسيطر عليها من سوريا-الأسد ومن إيران وذراعها حزب الله ، رغم وجود قوى تعمل على عدم حدوث ذلك مثل حزب أمل و بقايا حزب الله. وأنا شخصياً لا يساورني شك أن لبنان المستقبل سيكون أفضل بكثير من لبنان الذى رأيناه خلال الخمسين سنة الأخيرة.





متوهم بشدة من يتوقع كون العسكريين فى منطقتنا من الحداثيين. ففى داخل معظمهم (بنسبٍ متفاوتة) الكثير من الرقائق الثيوقراطية. وفى كل الأحوال ، فإن لثورة يونيه 2013 فى مصر ميزة لا تنكر وهى إنقاذ مصر من مصير إسلاموي مظلم.





جمعتني عدة مناسبات
ب
Condoleezza Rice
عندما كانت وزيرة خارجية الولايات المتحدة الأمريكية خلال فترة الرئاسة الثانية ل
George Bush
الإبن.

كانت أثناء دراستها العليا متخصصة فى دراسة الإتحاد السوڤيتي ، وهو موضوع أخذ آلاف الساعات من وقتي.

وجدتها ذات محصول معرفي موسوعي. وهو ما أوجد حوارات عديدة بيننا.

اليوم
راجعت فصلاً من فصول كتابي "عرفتُهم" عنها.

وعلى كثرة وزراء الخارجية اللذين عرفتهم عن قربٍ ، فلا أظنُ أن أياً منهم يشبهها فى ثراءها العرفي.

وهذا لا يعني ، ولا يمكن ان يعني قبولي لأهداف ما قامت به !





بدأت منذ شهور ، عمل نسخ صوتية من مؤلفاتي
وكانت البداية بكتابي "الطاعون" وهو عن الإخوان المسلمين :

https://m.youtube.com/watch?v=rkmDcwNmrpY&fbclid=IwQ0xDSwLQ0DFleHRuA2FlbQIxMQABHuKW5D1ULDUNm0vNYllvlXdVrR6G0qrnitbZol3RqG-YBGz47evqWn4Iy17M_aem_gZlbksZzdkgCNE6Lt7crTA





يا بخت إسرائيل بأعداءِها !

منذ سنتين
كان قطاع غزة تحت سيطرة وحكم جماعة مسلحة "حماس"
اليوم
هذه الجماعة فقدت أكثر من
90 ٪ من ترسانتها المسلحة.

منذ سنتين
كان هناك حزب موالي لإيران
يحكم لبنان
(حزب الله).
اليوم فإن هذا الحزب قد فقد معظم قياداته ونحو نصف ترسانته المسلحة.

منذ سنتين
كان فى سوريا نظام سياسي موالي بنسبة 100٪ لإيران
اليوم
لا وجود لهذا النظام فى سوريا : تبخر !

منذ سنتين
كان لإيران مندوب مؤثر فى اليمن
اليوم
فإن هذا المندوب عاجز عن القيام ب 20% مما كان يقوم به ضد أعداء سادته الإيرانين !

والأهم :
منذ سنتين
كانت فى إيران دولة قوية ذات نفوذ إقليمي واسع
اليوم
هذه الدولة فقدت أكثر من 75% من ترسانتها المسلحة وأصبح أول أهدافها : ألاّ تسقط !





درستُ بشغفٍ اليهودية وتاريخ اليهود ومشروع تأسيس دولة لليهود والذى بدأ يتحرك بسرعةٍ نحو غايته المنشودة سنة 1896 مع إصدار هرتزل اكتابه "الدولة اليهودية". وسبب هذه الدراسة لا علاقة له ب "الدين" أو "السياسة" ، وإنما هو شغفٌ معرفي وثقافي صرف. وبسبب إهتمامي بهذا الموضوع ، أطلقت كبرى جامعات كندا (جامعة تورونتو) إسمي على منحة للدكتوراة فى "العلاقات اليهودية/الإسلامية".
https://share.google/D4CJKhIcL1IQzBbeK
وقد سارت مسيرةُ شغفي المعرفي باليهودية بمحاذاة شغف مهول بالمسيحية …. فقرأتُ مئات الكتب عن تاريخ المسيحية ومذاهبها وعن قضايا اللاهوت المقارن وكان ولعي مضاعفاً بتاريخ الكنيسة المصرية وبالرهبنة وتاريخ الأديرة.




من حوار صحفي
نشر منذ أيام :

س : ما هو تعليقك على وقف إطلاق النار مع إيران الذى بدأ اليوم ؟

ج :هذا وضع مثالي للولايات المتحدة الأمريكية. فمن جهة ، تم قص أظافر الوحش الإيراني ، ومن جهة أُخرى فإن بقاء نظام حكم الملالي الإيرانيي (رغم هزيمته) يُطيل عمر إحتياج دول الخليج العربية للولايات المتحدة الأمريكي




أدناه : ترجمة ما قلتُه منذ دقائق ضمن حوارٍ تليفزيوني ستذيعه غداً قناة تليفزيونية كندية :

س : هل أنت متعاطف مع إيران ؟
ط.ح : أنا لستُ متعاطفاً مع أيّ بلد إلّا مصر.

س : كيف ترى البلاد العربية المحيطة بمصرَ ؟
ط.ح : ليبيا والسودان واليمن : بلاد مقسمة
أما العراق وسوريا ولبنان فهى بلاد مشرذمة.

س : وماذا عن الملكيات العربية ؟
ط.ح : مستقرة وآمنة ومزدهرة ، وهذا بسبب قياداتها وليس بسبب البترول ، فبترول العراق أكثر من بترول كل الدول الخليجية بإستثناء السعودية.

س : وما هو فى رأيك "وضع مصر" ؟
ط.ح : إستقرار وأمان وتوحد …
وكنت أحب أن أُضيف "ورخاء" ،
ولكن هذا لم يتحقق ، وأرجو أن يتحقق فى المستقبل القريب.



بصرفِ النظرِ عن الصراعِ الدائرِ حالياً فى منطقةِ الشرقِ الأوسطِ ، فإن عالمَنا المعاصر به نظامان سياسيان ثيوقراطيان (حكم رجال الدين) : الڤاتيكان + إيران. ونظراً لأن الڤاتيكان دولةٌ بلا جيش أو أية قوات مسلحة ، فليس من الخطأ أن نقول أن نظامَ الحكمِ الإيراني (والذى تأسس سنة 1979) هو "الثيوقراطية الوحيدة فى عالمِنا المعاصر).





كثيرون فى المجتمعات الناطقة بالعربية تنبع معظم آراءهم من نقطة إنطلاق عاطفية ، ومن رغباتهم ومشاعرهم. وقليلون من تنبع آراءهم من "تفكير عقلاني موضوعي" بغض النظر عما يحبون وما لا يحبون.

من كتابي "سجون العقل العربي".

https://www.facebook.com/share/p/1ByJi7vc5Z/?mibextid=wwXIfr