عشر خواطر

بعد قرابة نصف قرن من الإنغماس فى الفكر والثقافة وقضايا المجتمع فأنا أرى أن دراسة "الظاهرة الشعراوية" (الداعية : محمد متولي الشعراوي) تقول لنا أن المصيبة ليست فى الشعراوي وإنما فى المعجبين به. وهؤلاء هم ثمرة إنحطاط مجتمعي لاسيما تعليمياً و ثقافياً ... وأنا (بكل أسفٍ) واثقٌ أن أكثر من نصف كبار المسؤولين هم وأفراد أسرهم من المتيمين بالداعية الذى لم تدخل ذرة من الثقافة فى تكوينه الأحادي الرجعي.


——————————————————-


منذ أيامٍ ، وكعادتي منذ منتصفِ سبعيناتِ القرنِ الماضي مررتُ بشارع سيمور فى وسط لندن

وكالعادةِ
رفعتُ رأسي وقلت ل سيمور كل ما برأسي من مفرداتِ السب ِوالشتيمةِ !

ولمن لا يعرف
ف الأدميرال سيمور
(الأدميرال سير فريدريك بوتشامب سيمور)
هو من دك الإسكندرية
بمدافعِ الأسطول البريطاني
يوم
11 يوليو 1882
وهو تاريخ بداية إحتلال بريطانيا لمصر والذى إستمر من 1882 الى 1956.



——————————————————-



هو (أزهري يدرس اللغة العربية) : اللغة العربية أقدم من سائر اللغات السامية أي الآرامية و العبرية و السريانية !

قال ذلك بثقةٍ !

وكان ردي : لو كان ذلك صحيحاً ، فلماذا ذكر القرآن إثنين من رؤوساء الملائكة بإسميهما الآراميين وأقصد تحديداً جبرائيل و ميكائيل ! ولماذا أصلاً أُطلقت هذه الأسماء الآرامية على الملائكة ولم تطلق عليهم أسماء عربية مثل عبد السميع أو عبده ؟!

نظرَ لي محدثي الأزهري وهو يبحث عن إجابة ... فلما لم يجد ما يرد به على منطقي الصارم ، غيّر موضوع الحوار !



——————————————————-


• تاريخُ الإنسانيةِ كان على الدوام تاريخَ ظلمٍ ذكوري ٍّللمرأةِ.

• المرأةُ إنسانٌ على قدمِ المساواةِ بنسبة 100% بالرجلِ فى كافةِ الحقوقِ والواجباتِ.

• المرأةُ ليست نصف المجتمع إذ أنها نصفُه عددياً و مربيةُ نصفه الآخر.

• لا يمكن قبول أية نصوصٍ (أُكرر : أية نصوص) تكرّس لوهمِ كوَّن الرجل إنساناً أعلى درجةً من المرأةِ و لوهم حقِه فى التشريعِ لها.

• تقدمُ أيّ شعبٍ يُقاس بمكانةِ المرأةِ فيه.

• الحلفُ الذى جمعَ الذكور ورجال الدين والسلطة فيما يتعلق بإخضاعِ المرأةِ للرجلِ هو حلفٌ مشينٌ لكل أطرافِه.

• لو وقف الذكورُ وفى مقدمتهم رجالُ الدين لمدة خمسين ألف سنة يعتذرون للنساءِ عن ظلمِ الرجالِ لهم طيلة تاريخِ البشر : لما كان ذلك كافياً.



——————————————————-


رئيسان لجمهورية لبنان عرفتهما معرفة شخصية تسمح لي بتكوين رأيّ عن كل منهما :

الأول هو إيميل لحود (ومرفق صورتين لي معه فى مكتبه).
والثاني هو ميشيل عون.

والإثنان من ضباط الجيش اللبناني.

كان إنطباعي عن الرئيس لحود قبل أن أعرفُه شخصياً أقرب للرأيّ السلبي. وتحول بعد معرفته لرأيّ إيجابي.

وكان إنطباعي عن الرئيس عون قبل توليه رئاسة لبنان أقرب للإيجابية وتحول بعد وصوله ل بعبدا (القصر الرئاسي) لرأيٍ بالغ السلبية.

وبعيداً عن السياسة ، ف إيميل لحود شخص لطيف جداً ، على خلاف ميشيل عون الذى وجدته من أُثقل من عرفت ظلاً (بالمصرية : دمه يلطش أيّ أنه أسطوره فى ثقل الظل).




——————————————————-



لا يُطلق صفة العلماء على رجال الدين أحدٌ غير بعض المسلمين. رغم أنهم (أي رجال الدين) لا علاقة لهم بالعلم. فكل بضاعتهم يقبلها البعض ب "الحدس" ... وهو ما يباعد بينها وبين مفهوم العلم. ويضاف لذلك ، أن معظم من يسميهم بعض الناس ب العلماء هم أصحاب محصول معرفي أُحادي الطبيعة. وهو سبب آخر لكونهم لا علاقة لهم بالعلم. فلو ناظرنا أي واحد من هؤلاء "العلماء !!" فى التاريخ أو الفلسفة أو علم الإجتماع أو الفكر السياسي أو علم النفس أو أيّ فرع من فروع الآداب والفنون أو علوم الإدارة الحديثة - فسيجده أُمياً.



——————————————————-



دعيتُ (ولكن إعتذرت) للحديثِِ عن "ماذا سيفعل المهاجرون بأوروپا !" والجهة التى وجهت لي الدعوة مؤسسةٌ حكوميةٌ معنيةٌ بالمهاجرين لبريطانيا. وسبب الإعتذارِ تيقني من عدمِ جدوى الحوار ! فالقطارُ قد تحرك وقطع أكثر من نصفِ المسافةِ للمحطةِ النهائيةِ ! وفى نفسِ الوقتِ ، فبوسع من وجهوا لي الدعوة معرفة وجهة نظري من كتاباتي.

ومن البديهيات ، أن الدولَ الأوروبية سمحت بقدومِ المهاجرين ليقوموا بأعمال معينة إما لا يُحب أهل البلد القيام بها أو عدم توفر من يقوم بها. ولم يكن ذلك بدوافعٍ إنسانية !

ومن المعلومِ أن عدمَ إندماجِ نسبةٍ كبيرةٍ من المهاجرين فى مجتمعاتِهم الجديدة كانت لها أسباب من الجانبين.

وجميع المعنيين يدركون عاقبة أن أعدادَ أهل تلك البلاد الأوروبية الأصليين تتناقص ، بينما أعداد الوافدين/المهاجرين تتزايد.

ونتيجة ما ذكرتُه المؤكدة : تراجع ثقافة أهل البلاد الأوروبية الأصليين وتوسع وجود و نفوذ و أثر ثقافات المهاجرين.

وأظن أن بلچيكا و النمسا مرشحتان (فى المستقبل القريب نسبياً) لرؤية ما ذكرتُه فى الفقرة السابقة.

فهل ذلك يعني أن أوروبا ستكون فى يدِ مصر المهاجرين ؟

لا ... هذا سيناريو مستبعد. ولكن بقاء أوروبا وثقافاتها كما هم الآن هو أيضاً سيناريو مستبعد بل مستحيل. والمؤكد عندي أن التاريخ سيشهد "أوروبا أخرى" !



——————————————————-



التعددية = Plurality هى حجر الزاوية للحداثة
Modernity
وإنطلاقاً من هذه القيمة-الأساس تنبع قيمٌ مثل
الغيرية = otherness
(قبول الآخر)
و
التسامح أو الإحتمال tolerance
ومن الثلاثة تنبع قيمة فى غاية الأهمية وأقصد التعايش المشترك coexistence
ثم
باقي قيم التقدم أو قيم الحداثة.

وجلي أن رجال الدين عندهم مشكلة مع هذه القيم
فهم يبدأون
من :
الصواب المطلق و الخطأ المطلق.

لذلك : فهم دائماً فى خصومة مع الحريات.



——————————————————-



منذ أيام كنتُ مع مجموعةٍ (13 شخصاً) من الصحفيين الإنجليز . ونظراً لأنني شغوفٌ بمعنى وخلفيةِ أي و كل إسم ، فقد لاحظت أن أسماء كل من كنت معهم : أصلها عبراني والقليل منها يوناني الأصل لكن كان العبرانيون منذ عشرين قرناً يستعملوها.

چون (يوحنا)
إليزابيث (إلياصابات)
پيتير (بطرس)
مارتا (مارثا)
چاكوب (يعقوب)
أندرو (أندراوس)
ماثيو (متى)
توم (توماس)
پول (بولس)
سالومي (سالومة)
ماري (مريم)
مارك (مرقس)
لوك (لوقا)

وكنا بالمصادفة نتحدث عن مكونات الثقافات الأوروبية !!



——————————————————-



عقب محاضرةٍ لي عن المرأةِ فى الهالاخاه (الشريعة اليهودية) و الشريعةِ الإسلامية لطلبةِ الدراسات العليا فى الأديان المقارنة بجامعة لايدين الهولاندية قلت : المرأةُ فى الشريعتين "إنسان" و "شيء". ولكن دراستي للتلمود والمدراش وللفقه الإسلامي تجعلني أقولُ ان المرأةَ فى الشريعة اليهودية أقرب لشيءٍ من إنسانٍ. أما فى الشريعةِ الإسلاميةِ فهى "بين-بين". وعندما سئلت عن المرأةِ فى المسيحية ، قلت : بسببِ عدم وجود "شريعة مسيحية" ، فلا يوجد ردٌ. وهو شيء إيجابي.

ومما قلتُه فى هذه المحاضرةِ عن رجالِ الدين و ما يفتون به فى كلِ المجالات : أُكررُ دائماً أنني لا أُريدُ أن أعرفُ رأيّ أيٍّ منهم فى أيّ موضوع ! فهم جميعاً (وبدون إستثناء) أصحاب تكوين معرفي "أحادي المرجعية".