عشر خواطر فيسبوكية
طارق حجي
الحوار المتمدن
-
العدد: 7973 - 2024 / 5 / 10 - 20:16
المحور:
كتابات ساخرة
(1) الموقف من "الآخر"
هو أحد أهم معالم الفكر
وهل هو فكر مستنير
أم فكر مظلم ورجعي وعدواني.
(2) الصراع العربي/الإسرائيلي يمر بمرحلةٍ تعكس ما آلت له ثقافةُ أغلبيةِ الشعوبِ العربية والشعب الإسرائيلي. والحقيقة ، أن الصراعَ من بدايته هو ترجمةٌ لإختلاطٍ "السياسي" ب "الديني" ب "التاريخي" بالنسبهِ للجانبين : العربي و الإسرائيلي. وإن كان الزمانُ (مند 1948) قد جعلنا نشهد بوضوحٍ تحول نسب السياسة والدين والتاريخ من نسبٍ لأُخرى.
فلا شك أن المجتمعَ الإسرائيلي قد شهد خلال العقود الثلاثة الأخيرة إختفاء نسبي لليسارِ وتصاعد كبير للتياراتِ اليمينية (يسار اليمين و اليمين الوسط ويمين اليمين).
أما المجتمعات الناطقة بالعربيةِ فقد تنوعت توجهاتُها. فبينما واصلت المجتمعاتُ التى أسميها ب "ورثة مصر-الناصرية" تمسكها بالنهجِ الناصري تجاه إسرائيل ، فقد وجد توجه آخر فى معظمِ الملكيات مثل الإمارات والسعودية والبحرين والأردن وسلطنة عمان والمغرب. وهو توجه معظمه سياسي ولديه إستعداد للتعايشِ مع إسرائيل ، بدرجاتٍ متفاوتة. وثالثاً وأخيراً ، فهناك المجتمعات التى تتعامل حكوماتها مع إسرائيل ، مع بقاءِ شعوبِها فى حال مناقضة ، وأهمها الحالة المصرية.
وبصرف النظر عن أية مشاعرٍ ، فإن التوجهات التى تلعب فيها العاطفةُ الدينية دوراً هاماً ستقود مجتمعاتها و دولها لسناريو اللا-سلام و اللا-حرب ، مع بعض المواجهات الحربية من حين لآخر ، وهى مواجهات لم تكن فى الماضي ولن تكون فى الحاضر والمستقبل قادرةً على التسببِ فى أي تغييرٍ جذري فى الصورةِ العامة للصراعِ العربي/الإسرائيلي. فسيناريو الحالة السورية/الإسرائيلية (والحالات المشابهة ومنها الحالة الجزائرية/الإسرائيلية) لن يشهد أي تغيير جذري حتى لو إستمر لمدةِ قرنٍ.
وأما الدول والمجتمعات التى يشبه توجهُها توجه الحالة الإماراتية ، فستواصل ما يسميه البعضُ بالتطبيعِ : سياسياً و إقتصادياً و إجتماعياً وثقافياً.
(3) الشعوب العربية والمسلمة المعاصرة
تفتخر بعلماء مسلمين
قدماء
مثل
إبن حيان
الفارابي
إبن سينا
الكندي
إبن رشد
إبن الهيثم
الرازي
إبن المقفع
الخوارزمي
وهم فعلاً علماء عظماء يستحقون كل التقدير والإجلال
ولكن
المنطق يحتم أن نقول
أن كل من ذكرتهم أعلاه
قام رجال الدين والفقهاء
ب تكفيرهم
وهم أحياء !
(4) فى مِصْرَ اليوم
يوجد
"مثقفون موسوعيون "وهم عشرات.
و "مثقفون كبار" وهم مئات.
و " مثقفون" وهم عشرات الآلاف
و "مثقفون-موظفون" وهم أيضاً عشرات الآلاف
وكثيرون لا يدركون الفوارق التى بين أعضاء هذه المجموعات المختلفة.
(5) صراع عمره آلاف السنين !
منذ أكثر من 3000 سنة
تغنى داوود بن يسي البيتلحمي
بهذه الكلمات :
"خَرَجْتُ لِلِقَاءِ الْفِلِسْطِينِيِّ فَلَعَنَنِي بِأَوْثَانِهِ.
و لكن أنا سللت سيفه الذي كان بيده،
وقطعت رأسه,
ونزعت العار عن بني إسرائيل".
والبعض
يحلمون اليوم
بصلح بين نفس الطرفين !!!
(6) رغم أن حلَ الدولتين هو الأمر الوحيدُ الذى قد يُنهي الصراع الفلسطيني/الإسرائيلي ، إلاّ أنني أستبعدُ حدوثه قريباً. فكثير من الفلسطينيين ينظرون لهذا الصراعِ من منظورٍ ديني إسلامي إخوانجي ، وبالتالي فإنهم مقتنعون بأن اللهَ (مهما طال الزمان) سوف يينصرهم. وفى الجانبِ الآخر الإسرائيلي ، فإن اليمينَ الإسرائيلي يتنامى وبعض قادتِه وأفرادِه هم مثل الإخوان وأقصد أنهم ثيوقراطيون للنخاعِ. وسأكونُ سعيداً لو كان ما كتبته هنا بعيداً عن الصوابِ !
(7) ثلاثة من طموحاتي
عاشت معي منذ ولد بداخلي الإنشغال بالهم العام
هى
إرتفاع المستويات التعليمية والثقافية
و تراجع الأصولية الدينية فى مصر
و وجود تطور أرقى للصراع ما بين إسرائيل والفلسطينيين …
وكلها لم تر التحقق الذى كنت أحلمُ به !
(8) لغز محيّر !
منذ عشر سنوات
دُعيت
لإلقاء كلمة
ضمن حيثيات مؤتمر
دولي
(فى مدريد)
عن آفاق السلام فى منطقة الشرق الأوسط.
فى الجلسة الإفتتاحية
فوجئت
بدخول ثلاثة أشخاص
أعرف وجوههم :
البارون داڤيد دو روتشايلد
وهو رجل يحلم أيّ ملك أو رئيس أوروبي أو أمريكي
بإن يقابله !
وعن يمينه د. عليّ السمان
وهو شخصية مصرية تكتب عنها الكتب !
وعن يساره : القيادي الفلسطيني محمد دحلان
أما أن يكون د. السمان على صلةٍ شخصية ب روتشايلد
فهو أمر لا يثير دهشتي
وأما البارون داڤيد دو روتشايلد و محمد دحلان :
فغريبة الغرائب !
وحتى الآن لا أعرف كيف يمكن أن يعرف محمد دحلان البارون دو روتشايلد وأن تكون بينهما العلاقة الوطيدة التى رأيتها !!
وذات يوم
سيعرف العالم !!!
(9) كثيرون يغيب عنهم أن أحدَ أهم طرق محاربة الإخوان وأشباه الإخوان هو خلق منظومة معيشية وظروف حياتية أفضل للطبقاتِ
من الوسطى
للأشد فقراً
(10) رغم صدور قرابة 20 كتاباً لي بعدةِ لغاتٍ فى أوروپا وأمريكا الشمالية وأستراليا ، فإن القاريء المصري لمؤلفاتي باللغةِ العربيةِ هو هدفى الأول والأهم. ولكن ماذا أفعل فى ظلِ حقيقةٍ تقول أن معظمَ المصريين لا علاقة لهم بالكتبِ وبالقراءةِ ؟ وماذا أفعل وعدد نسخِ معظمِ طبعات أيّ كتابٍ صدر لي فى مِصْرَ هو ما بين ألف وثلاثة آلاف نسخة ، بينما لا يوجد كتاب لي صدر فى "العالم الغربي" إلّا وتجاوز عدد النسخ المطبوعة أكثر بكثيرٍ من ذلك ؟! وللتسلية ، فقد سمعت العظيم نجيب محفوظ فى سنة 2002 يقول : كان عدد نسخ الطبعة الأولى من "بين القصرين" سنة 1956 عشرة أضعاف عدد نسخ الطبعة التى صدرت من نفسِ الكتابِ بعد أقلِ قليلاً من نصف قرن ، رغم أن عدد المصريين فى سنة 1956 كان قرابة ثلث (33%) عددهم بعد قرابة 45 سنة !!!