نبذ فيسبوكية !
طارق حجي
الحوار المتمدن
-
العدد: 7828 - 2023 / 12 / 17 - 22:31
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
من روايتى "مهازلستان" :
( جلس اليوم الحكيمُ صامتاً لدقائقٍ ... ثم رفع رأسَه وقال بصوتٍ معجونٍ بالغموض : الموضوع الذى حيّرني أكثر من أيّ موضوعٍ آخر هو علاقة المصريين بالحاكمِ على مدارِ القرون. وهى علاقة تتجاوز العلاقات البشرية وتشبه علاقة البشرِ بالإله. فى فتراتٍ إعتقدتُ أن الحاكمَ هو المسؤولُ. وفى فتراتٍ أخرى كان لومي متجهاً صوب المصريين. وفى فتراتٍ كنت أراها (علاقة المصري بالحاكمِ) كضفيرةٍ جدلية (دياليكتيكية) يشترك الطرفانُ فى خلقِها ورفعِها وتقريبها من العلاقةِ بين المخلوقِِ والخالقِ. منذ ألف سنة ، جاء أعظمُ شعراء العربية لمصرَ ووجد على سدةِ الحكم "كافور الإخشيدي" (ومعرف من هو) ... وذُهِلَ المتنبي من مديحِ المصريين لكافور ومن وصفِهم له بأن بدرُ الدجى !).
————————————————————
درستُ التصوفَ بتعمقٍ.
وفى مكتبتي مئات الكتب عن التصوف.
وأكثر ما أذهلني فى البدايةِ ورود مفرداتٍ آرامية وعبرية وسريانية فى أورادِ عددٍ من أقطابِ التصوفِ الإسلامي (مثل أبى الحسن الشاذلي وإبراهيم الدسوقي وغيرهما).
ذات يوم فى مستهلِ رحلتي لدراسةِ التصوف (فى منتصفِ سبعينياتِ القرنِ الماضي) وفى جامعِ إبراهيم الدسوقي فى مدينةِ دسوق بشمال غرب دلتا النيل سمعت إسمين عبريين على لسانِ منشدٍ ، هما "أدوناي" و "ها-شِم" ... وكنت أعرفُ معنيهما. يومها شعرتُ بدهشةٍ كبيرةٍ. فبدأتُ أبحثُ.
وتكرر ذلك فى ذات الفترة وأنا بجامع محي الدين بن عربي فى دمشقٍ. فقد وجدتُ صوفياً سورياً يكرر : صباؤوت ... فإقتربتُ منه وهمستُ فى أذنِه : إيل شدّاي ... فأخذَ يدعو لي !
وعندما قرأت تطاول إبن تيمية وأتباعه على الصوفيين ، لم أندهش ! فكيف يعيش مثلُه مع هذه القيم :
التعددية + الغيرية + قبول الآخر + التعايش المشترك ؟!
————————————————————
خلال سنوات القراءة الشرهة (لأكثرِ من عشرِ ساعاتٍ يومياً)
طيلة سبعينيات القرن الماضي
جذبتني اليهوديةُ للتعمقِ فى دراستِها
فألقيتُ بنفسي فى عوالمِ
ال
توراة / تناخ / مشنة / جمارة / مدراش/ مزامير
وهو ما سهل لي فهم ودراسة الشريعة والفقه الإسلاميين
علماً بأن أول كتبي كان (فى سنة 1976) عن موضوعٍ من مواضيعِ الفقه الإسلامي.
————————————————————
من حق المراة أن تتبوأ أي منصب ، ولكن تاريخ البشر
شهد أحقر جريمة على مر العصور وأعني حلف الذكور والساسة والأديان لتقزيم دور المرأة
————————————————————
يوجد فى عالمنا المعاصر 4200 عقيدة دينية وأتباع كلٍ عقيدة لاتساورهم ذرة شك أنهم على صواب وأن أتباع ال 4199 ديانة الأخرى ضالون !!!
————————————————————
لو عدنا للوراءِ
وتحديداً لسنةِ 1902
وتخيلنا أنفسنا فى مدينةِ الرياض/السعودية
وسألنا الناسَ عن إسمِ الحاكمِ
فسيقولون لنا : إسمه عبدالعزيز آل سعود.
وإذا ذهبنا اليوم
فى سنة 2023
لنفسِ المدينةِ
وسألنا الناسَ عن إسم الحاكم
فسيقولون لنا : إسمه سلمان بن عبدالعزيز
فنسألهم : وماذا يقرب ل عبدالعزيز آل سعود ؟
فسيقولون : هو إبنه !
ومعنى هذا الكلام أن الحاكمَ الحالي هو إبن من كان حاكمَ نفس المكان منذ 121 سنة
وهذا شيء لم يحدث لا من قبل ولا من بعد !
————————————————————
قبل وفاةِ السيدةِ العظيمة جيهان السادات (فى سنة 2021) بشهورٍ سعدتُ بمقابلتًها فى لندن. فى البدايةِ ، حضرتُ معها جلسةً لمدةِ ساعتين فى البرلمان البريطاني ثم سعدتُ بقضاءِ ساعتين أخريين معها على مائدةِ العشاء ، وكنت جالساً أمامها ، وهو ما سمح بحوارٍ طويلٍ بيننا. أثناء حوار عشاء تلك الليلة خاطرتُ بإبداء رأيّ فى زوجِها الرئيس أنور السادات. يومها قلتُ ما يلي :
* الرئيس السادات يستحق 100% عن حرب أكتوبر 1973.
** ويستحق أيضاً 100% عن إستعادةِ مِصْرَ لأرضِها التى إحتلتها إسرائيل خلال شهرٍ يونيه 1967.
*** ولكنه يستحق عظيم اللوم على علاقتِه بالإخوانِ وهم من قتلوه. وهى الخطيئة التى لاتزال مصرُ تدفع ثمنَها حتى اليوم.
يومها ذهلتُ من ردِ فعلِ العظيمة جيهان السادات عندما علقت على كلامي بقولِها : والله أنا معك فى كلِ كلمةٍ قلتَها. ثم أضافت : وهذا ما وصل له أنور السادات ولكن فى وقتٍ متأخر أي قبل إغتيالِه بسنةٍ واحدةٍ !
وقد شهد هذا الحوار صديقي السيد/سمير تكلا والذى كان المضيف host لعشاء ذلك اليوم.
————————————————————
عبدالرحمن بدوي : إسم له أكبر مصداقية عند أبناء جيلي.
فخلال النصف الثاني من ستينيات القرن الماضي كنت مثل معظم مثقفي جيلي : مولعاً ب Nietzsche وفلسفة القوة.وكان عبدالرحمن بدوي هو دليلنا لعالم Nietzsche. ورغم أنني قرأت (بعنايةٍ وشغفٍ) معظمَ أعمال عبدالرحمن بدوي ، إلاّ أن مجردَ ذكر إسمِه كان (ولا يزال) يستدعي إسم Nietzsche
————————————————————
كنتُ منذ ساعةٍ أُشاهد جلسةَ مؤتمرٍ شارك فيه قرابةُ مائة حاكم. ولاحظت أمرين :
* بعض الحكام عندما يجلسون يهرع شخصٌ من مساعديهم لدفع مقعدهم للأمام ليكون مناسباً لجلوسهم. وعندما يهمون بالوقوف ، يتكرر المشهدُ ، عندما يهرع مساعدُ كل منهم لسحبِ مقعهدِهم للخلفِ ليكون وقوف الحاكم مناسباً.
** كان السلوكُ الموصوف أعلاه يحدث مع حكامِ دولٍ أفريقيةٍ وعربيةٍ وغيرها من دولِ العالم الثالث ، ولكنه لم يحدث (ولا مرةٍ) مع حاكمٍ لدولةٍ غربيةٍ ديموقراطيةٍ.
والمعنى شديد الوضوح ولا يحتاج لشرحٍ.
فعلاقةُ الحاكمِ (فى المجتمعاتِ الديموقراطيةِ) بكل فردٍ من أفرادِ شعبِِه لا تقوم على الخوفِ والرضوخِ ...
وقد أتاحت لي ظروفُ حياتي مقابلة عشرات الحكام ، ولمستُ بنفسي ذات الظاهرة. فشعوبُ المجتمعاتِ الديموقراطيةِ تحترم حكامها ولكنها لا تشعر تجاههم بالخوفِ والرضوخِ.
والخوفُ والرضوخُ المذكورين يتجليان فى عدةِ أمورٍ مثل صوت الشخص الذى يتعامل مع الحكامِ ولغةِ جسدِه وكلماتِه وآراءِه.
ذات يوم ، منذ سنواتٍ عديدة، إلتقيتُ ومعي ثلاثة وزراء من حكوماتِ بريطانيا وألمانيا وهولندا برئيس مصرَ (حسين مبارك) وكان الرئيسُ مبارك مرافقاً بإثنين من وزراءِه وزير الإعلام المصري صفوت الشريف ووزير البترول عبدالهادي قنديل. يومها كنا فى غرفةٍ فى واحدٍ من حقولِ بترول خليج السويس. وأثناء الحديث ذكر الرئيسُ مبارك بعض الأرقام المتعلقة بسعر البترول ، فقمتُ (وبمنتهى الأدب) بتصحيحِ الأرقام التى ذكرها الرئيسُ مبارك. بعد اللقاء إقترب صفوت الشريف مني ولامني على ما قلتُه ! فما كان مني إلاّ أن إبتعدت عنه بما أخبره بعدمِ رغبتي فى مواصلةِ هذا الحوار السخيف معه !
————————————————————
رائعة روائع السيّاب
"أنشودة المطر".
عَيْنَاكِ غَابَتَا نَخِيلٍ سَاعَةَ السَّحَرْ ،
أو شُرْفَتَانِ رَاحَ يَنْأَى عَنْهُمَا القَمَرْ .
عَيْنَاكِ حِينَ تَبْسُمَانِ تُورِقُ الكُرُومْ
وَتَرْقُصُ الأَضْوَاءُ ...كَالأَقْمَارِ في نَهَرْ
يَرُجُّهُ المِجْدَافُ وَهْنَاً سَاعَةَ السَّحَرْ
كَأَنَّمَا تَنْبُضُ في غَوْرَيْهِمَا ، النُّجُومْ ...
وَتَغْرَقَانِ في ضَبَابٍ مِنْ أَسَىً شَفِيفْ
كَالبَحْرِ سَرَّحَ اليَدَيْنِ فَوْقَـهُ المَسَاء ،
دِفءُ الشِّتَاءِ فِيـهِ وَارْتِعَاشَةُ الخَرِيف ،
وَالمَوْتُ ، وَالميلادُ ، والظلامُ ، وَالضِّيَاء
فَتَسْتَفِيق مِلء رُوحِي ، رَعْشَةُ البُكَاء
كنشوةِ الطفلِ إذا خَافَ مِنَ القَمَر !
كَأَنَّ أَقْوَاسَ السَّحَابِ تَشْرَبُ الغُيُومْ
وَقَطْرَةً فَقَطْرَةً تَذُوبُ في المَطَر ...
وَكَرْكَرَ الأَطْفَالُ في عَرَائِشِ الكُرُوم ،
وَدَغْدَغَتْ صَمْتَ العَصَافِيرِ عَلَى الشَّجَر
أُنْشُودَةُ المَطَر ...
مَطَر ...
مَطَر...
مَطَر...
————————————————————
من كتابي : طاعون الأصولية.
من الأمورِ السلبيةِ والشائعةِ والخطرة : تعاظم اليمين المتطرف.
عند معظم الشعوب الإسلامية وعند اليهود وفى عددٍ كبيرٍ من الشعوبِ الغربيةِ. وهى ردة حضارية بكل ما يعنيه التعبير.
————————————————————
إسم مِصْرَ فى معظم لغات العالم مشتق من إسمها باللغة اليونانية القديمة وهو Aegyptus. وإذا نطقت كلمة القبط بأية لهجة صعيدية ستكون : ال جبت (بال hard G). وعليه ، فإن إسم مِصْرَ بمعظم اللغات الأوروبية يُقابل كلمة "القبط". والإستثناء هو إسم مصر بالتركية فهو misr وبالعبرية هو مصرايم
————————————————————
حاضرتُ فى أكثر من خمسين جامعة ببريطانيا وكندا والولايات المتحدة وإيطاليا وروسيا وغيرها. ومن بين الجامعات التى حاضرت بها الجامعات المعروفة ب ivy league universities وهى التى تتربع على عرش جامعات الولايات المتحدة وكذلك بجامعتي Cambridge و Oxford وهما على رأس أرقي جامعات العالم.
كما تحدثتُ بأهم برلمانات العالم.
وعندما سألني محاور منذ أيام عن أقرب كل هذه الأماكن لعقلي وقلبي لم أتردد فى أن أقول : البرلمان البريطاني !
————————————————————
كنتُ فى الأردن وجاء لمصاحبتي خبيرُ آثار إسمه بطرس سمعان بطرس وكنا سنزور يومها "البتراء"
قلتُ له : ثلاث صخور فى يومٍ واحدٍ ؟
فضحكَ
لأنه فهم ما قصدتُه
ف بطرس إسم يوناني معناه "صخرة"
و البتراء هى مدينة منحوتة فى الصخر
————————————————————
قرأتُ منذ أيامٍ دراسةً أكاديمية عن الحوثيين وعرفتُ لأولِ مرةٍ أن الحوثيين الذين كانت السعوديةُ منذ سنوات قليلة تدكهم بالقنابلِ التى كانت طائراتُ السعودية تسقطها ، كانوا منذ ستين سنة من عملاء السعوديةِ وأداتها لقتلِ ضباطِ الجيشِ المصري عندما كانوا فى اليمن (منذ 1962) !!!!
————————————————————
لم أحب لغةً ولهجةً كما أحببتُ لغةَ ولهجةَ المغاربة. ونظراً لأنني أقمتُ فى المغربِ لعدةِ سنواتٍ خلال سبعينيات القرن الماضي فقد أُتيح لي فهم ثم إتقان اللهجة الفاسية (أي لهجة مدينة فاس العريقة) ، وإن كنت قد ظللتُ على الدوام أعاني من صعوبةِ نطق ال "قاف" و ال "راء" الفاسيتين. وحتى اليوم لازلت أستعمل مفردات مغربية وأنا أتحدث مع مصريين.
فى سنة 2009 زرتُ فاس بعد غيابٍ عنها لثلاثةِ عقود ، وإذا بالعقلِ الباطن يذكّرني بعشراتِ المفرداتِ المغربية التى كنت أظنُ أنها "تبخرت".
————————————————————
محور مشروعي الفكري :
التعدديةُ Plurality هى حقيقة الحياة الأولى والكبرى.
تعددية مظاهر الطبيعة والجغرافيا والكائنات ، وتعددية أشكال وأفكار وسلوكيات البشر.
والتعددية تلزمنا بقبولِ الغيريةِ Otherness
أيّ وجود وقبول "الآخر" ، لأن البديل هو التناحر والإقتتال والحرب.
والتعددية والغيرية يحتمان إيماننا وتعايشنا مع قانونٍ ثالث هو "التعايش المشترك" Coexistence
والقوانين الثلاثة الأساس : التعددية و الغيرية و التعايش تحتم قبولنا لعدةِ قوانين منها هذه القوانين الأربعة :
النسبية.
حقوق الإنسان.
حقوق المرأة كإنسانٍ يتساوى فى الحقوق (مساواة كاملة) مع الرجل وإعتبار أي أفكار ونظم تخالف ذلك من المنتجات الثقافية لأزمنةٍ أخرى وليس لزمننا.
التفكير العلمي كما إستقر تعريفُه فى القرنِ التاسع عشر على يدِ الفيلسوف الفرنسي الشهير Auguste Comte والذى يُخرج كل ما لا يُثبت علمياً من دائرةِ التفكير العلمي فيصبح "شأناً شخصياً".
————————————————————
فقرةٌ من مقالٍ حديثٍ لي عن الحرب الآنية فى غزة :
منذ 7 كتوبر 2023 وأنا أُتابعُ (يومياً) عشرات الفلسطينيين وهم يدلون بوجهات نظرهم عن الحرب الحالية فى غزة. وأقوم فى كل مرة بعمل تحليل لغوي وثقافي لما يقولونه. والخلاصة أن كلامهم جميعاً يقول أن عقليتهم هى خلطة من : الإسلاموية/العروبة/الكراهية والبعد الكامل عن التفكير العلمي.
————————————————————
أتابعُ مشكلة الفلسطينيين مع الإسرائيليين منذ صغري.
وكنتُ أظن أنه من الممكن إيجاد "حل" لهذه المشكلة ، ولكن مع تصاعد "اليمين الفلسطيني" و تصاعد "اليمين الإسرائيلي" ، تقازم إعتقادي بإمكانية وجود "حل" لهذه المشكلة فى المدى الزمني القصير والمتوسط.
————————————————————
يقول أبو حيان التوحيدي عن ولوع العرب بالكلام:
وُلوعهم بالكلام أشدُّ من وُلُوعهم بأي شيء، وكُلّ ولوعٍ لهم بعد الكلام فإنمّا كان بالكلام.
المفكر عبد الله القصيمي ذهب أبعد من ذلك، قال:
يحسبون أن كلّ ما قالوه فعلوه !