عن الدعوة لثورة فى مِصْرَ يوم 11/11
طارق حجي
الحوار المتمدن
-
العدد: 7427 - 2022 / 11 / 9 - 19:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مصرُ والدعوة لثورة 11/11
سئلتُ خلال الأسبوع الأخير كثيراً من مئات المصريين الذين ينتمون لسائرِ الخلفياتِ الإجتماعيةِ والتعليميةِ والعمريةِ عن 11/11 وهل يشاركون أم لا فيما قد يحدث من تظاهراتٍ ؟
وكان ردي كالتالي :
حتى لو إفترضنا حدوث مظاهراتٍ كبيرةٍ (وهو ما لن يحدث) فإن الجهة الوحيدة التى ستستفيد من جراء ذلك هى جماعة الإخوان. وأضفتُ : أن نظمَ ما بعد 23 يوليو 1952 قضت تدريجياً على أيّ طرفٍ آخرٍ محتملٍ لقوتين سياسيتين لا ثالث لهما ، وهما "الدولة العميقة" و "الإخوان" : قوة فوق الأرض و قوة تحت الأرض.
ثم قلتُ : أي ديموقراطية على ظهر الكرة الأرضية اليوم هى ثمرة طريق من إثنين : فالديموقراطيات الأوروبية هى ثمرة عملية طهي تاريخية إستغرقت قروناً. أما الديموقراطيات الأحدث مثل تايوان و سنغافورة و كوريا الجنوبية و ماليزيا
فقد كانت ثمرة عملية طهي سريعة قامت بها نظمٌ مطلقة ، أوجدت نمواً إقتصادياً واكبه نمو تعليمي. وأن حال مِصْرَ الراهنة هى ثمرة ما حدث فيها خلال العقود السبعة الأخيرة : سياسياً وإقتصادياً و تعليمياً و ثقافياً.
ومن المهم والمفيد جداً تأمل تكلفةَ الأسلوبِ الثوري فى منطقتِنا (فى سوريا واليمن والسودان و ليبيا و تونس). ويقيني أن أي عمل ثوري فى مِصْرَ الآنية ستكون خسائره وسيكون خرابه أضعاف ما حدث فى البلدان المذكورة. بل لا شك عندي أنه سيقضي على كل السيناريوهات السلمية والإيجابية ويأخذ المجتمع المصري لعقود من الظلم.
وختمتُ بقولي : العمل على التنمية الإقتصادية وتحديث المنظومات التعليمية هو السلوك الإيجابي الوحيد فى ظرفِنا التاريخي الحالي.
ومن الواجبِ عليّ أن أذكر أن حواراتي مع مئاتِ المصريين (وخاصةً الشباب منهم) فتحت عينيّ على بُعدٍ شديد الأهمية وهو أن داخل كل إنسان "كائن سياسي". وأن عدم وجود أيّ مجالٍ أمام هذا "الكائن" له عواقب سلبية عديدة فى مقدمتها تحوله لآلة إنتقاد قابلة للجذب من طرف جهات مخربة. ومعروفُ أن الأحزاب السياسية فى مِصْرَ اليوم هى هزلية ، فرغم كثرةِ عددها فهى معدومة الأنشطة والتأثير ناهيك عن عدم مصداقيتها.