(فرحة)...عن زيارة حميد الشطري لسوريا نتحدث


صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن - العدد: 8204 - 2024 / 12 / 27 - 22:36
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

"انكم تعيشون كالوحوش البرية، لا تقرأون الصحف، ولا تهتمون أبداً بما ينشر، بينما في الجرائد أشياء رائعة، فإذا حدث شيء أصبح معروفا على الفور، ولا يخفي ابدا كم انا سعيد! يا إلهي! الجرائد لا تكتب إلا عن مشاهير الناس، فقط وإذا بهم فجأة يكتبون عني".

هذا ما قاله "المسجل الاعتباري" ديمتري كولداروف، وهو يوقظ عائلته كلها من النوم، ويقول لهم انه أصبح مشهورا، وان روسيا كلها تتحدث عنه؛ وقد تساءل جميع افراد العائلة بدهشة ترى ماذا كتبوا عنه؟ ما الذي فعله؟

كولداروف يخرج من الحانة وهو في حالة سكر، زلت قدمه وسقط تحت حصان حوذي، وقد نقل على إثرها الى قسم الشرطة حيث اجري له كشف طبي، واتضح ان الضربة التي تلقاها على مؤخرة رأسه خفيفة، ولا تستوجب أي علاج. هذا ما جرى لكولداروف، وهو يصيح بالعائلة: "حسنا، هل رأيتم؟ الخبر ينتشر في روسيا كلها".

اليوم، القنوات الفضائية ومواقع التواصل الاجتماعي والصحف تعج بخبر زيارة مدير جهاز المخابرات حميد الشطري لسوريا ولقاءه قائد الإدارة الجديد احمد الشرع، لقد بتنا مشهورين، فالخبر على كل لسان، والسيد الشطري "كولداروف" صار مشهورا، ان القنوات والصحف والمواقع تتحدث عنه.

الذي يقرأ الخبر يصعق من هذه العناوين "مدير جهاز المخابرات"، والجميع يعلم ان الدولة في العراق مكونة من عدة ميليشيات، وهذه الميليشيات هي التي لها الامر النافذ والبات، أي ان القرار الأخير بيدها، وهذه الميليشيات لها رعاة اقليمين ودوليين تأتمر بأوامرهم، بالتالي فهذه العناوين غير واقعية، اذا لم نقل انها مضحكة جدا.

ما يؤكد هذه الحقيقة ما كشفه أحد قادة ائتلاف دولة القانون من ان رئيس الوزراء اتصل بكل قادة الكتل "قادة الميليشيات" واخذ موافقتهم بإرسال وفد الى سوريا"، وحسب نفس المصدر فأن هناك "ضغوطا أمريكية وخليجية من أجل تواصل بغداد مع دمشق بعد التطورات الأخيرة".

أطرف ما في هذه الزيارة العرض الذي قدمه الوفد للإدارة السورية حول "تجربة العراق الأمنية وإجراءاته في حفظ الأمن"؛ هذا الخبر وحده من الممكن ان يرديك صريعا من الضحك، حقيقة لا تعرف مدى الثقة التي يتحلى قادة الإسلام السياسي وهم يعرضون خدماتهم وتجاربهم في قتل الناس ونهبهم. نتمنى ان لا يقتنع قادة الإسلام السياسي في سوريا بنقل التجربة الأمنية للإسلام السياسي في العراق.

وهكذا أصبح العراق معروفا، كل العالم تتحدث عنه، وسيكون يوم 26 كانون الأول مشهورا، وقد يعلنوه عطلة رسمية. وهكذا اصبح حميد الشطري "كولداروف" مشهورا وتتحدث عنه الصحف. أنها فرحة كبيرة وغامرة تعم "الوطن".

وخطف ميتيا الجريدة وطواها، ودسها في جيبه.
- سأسرع إلى آل هكاروف لأريها لهم.. ينبغي أن أريها أيضا لآل إيفانيتسكي، ولنتاليا إيفانوفا، ولأنيسيم فاسيليتش، أنا ذاهب... وداعا!
"فرحة" عنوان قصة قصيرة للكاتب الروسي أنطون تشيخوف.

طارق فتحي