تأملات في فلسفة النهب تثبت ان اسلاميي السلطة هم في الأصل نهابة
صوت الانتفاضة
الحوار المتمدن
-
العدد: 8175 - 2024 / 11 / 28 - 18:15
المحور:
كتابات ساخرة
مع جٌل احترامنا للسيد ديكارت وتأملاته، فقد اقتبسنا العنوان منه، لأننا أردنا ان نتأمل قليلا في ثقافة الإسلاميين في النهب والسرقة والبلطجة، وكيف علموا الناس وثقفوهم بهذه الاعمال وجعلوها حرفة ومهنة؟ فالناظر لمشهد اليوم يرى ان أي شخص اشترك او يشترك في العملية السياسية فأنه حتما سيصاب بلوثة الفساد والنهب.
قبل أيام خرج علينا المتحدث باسم رئيس الوزراء ليخبرنا ان مجلس الوزراء قرر قطع ما نسبته 1% من رواتب موظفي ومتقاعدي العراق دعما لغزة ولبنان، وقال ان القطع سيكون اختياريا، لكنه لم يخبرنا كيف سيكون القطع اختياريا؟ فهل ستأتي رسالة تقول: هل توافق على استقطاع 1% من راتبك دعما لغزة ولبنان؟ ام ان صاحب مكتب الصيرفة سيخيرك بالقبول أو الرفض؛ ولا نعرف أيضا كم مدة الاستقطاع؟ هل هي شهر او شهران او سنة، ام انها ستبقى ما بقيت الحرب على غزة؟ ولم يعطينا اية تفاصيل عن الكيفية التي سيتم بها إيصال هذه المبالغ لغزة ولبنان؟ خصوصا غزة، فهي مدينة استحالت الى اطلال، لم يبق فيها بناية واقفة، وناسها ما بين قتيل وجريح ومهجر، فلا سلطة هناك، وإسرائيل وامريكا تمنع عنهم حتى الطعام والماء والدواء، فكيف سيتم ارسال هذه الاستقطاعات؟
لنتأمل كيف تخرج القرارات والقوانين من مجلس النواب او مجلس الوزراء او مجلس القضاء.
أهم شيء في العملية السياسية هي ابداع أفكار النهب، فمثلا قدم أحد أعضاء الحكومة في يوم ما قضية ما سميت "صقر بغداد" وهي سلب مبلغ من المال من كل سيارة، وبعد ان جمعوا مبالغ مالية هائلة، قالوا انها غير شرعية؛ او مثلا استيراد اجهزة كشف المتفجرات، أو زيادة سعر كارت شحن الموبايل، او زيادة تسعيرة الوقو أو التعداد السكاني ... الخ.
الأموال التي تنهب من هذه الطريقة او تلك تذهب لصاحب الفكرة ومبدعها، وهذه الطريقة تشجع الباقين على التفكير في ابداع طرق النهب.
لنتخيل فقط جلسة مجلس الوزراء، يلتأم المجلس، يسألهم رئيس المجلس: هل هناك فكرة جديدة للنهب؟ فيرفع أحد الإسلاميين الاشاوس يده، يطلب منه رئيس الوزراء شرح فكرته للمجلس، فهذا الإسلامي يبدأ بالشرح فيقول: سيادة رئيس الوزراء المحترم اخواني الوزراء المحترمين: تعرفون ان غزة ولبنان يعانيان من ويلات الحرب الإسرائيلية، ونحن كمسلمين يجب علينا دعم إخواننا هناك.
تضج القاعة، يقول له رئيس الوزراء: تريدنا ندفع من جيوبنا لو من الخزينة؟ فيقول الوزير الإسلامي صاحب الفكرة: اكيد لا سيدي، سنقوم بقطع 1% من رواتب موظفي ومتقاعدي البلد، وانت تعرف سيدي ان مجموع هذه الرواتب أكثر من 85 ترليون دينار سنويا، يعني بحسبة بسيطة سنستقطع منهم ما يقارب 75 مليار دينار شهريا، هنا ينظر الوزير الإسلامي لرئيس الوزراء وللوزراء ويقول لهم "ها شلوني هسه"؛ يعلو تصفيق حاد في القاعة من قبل الوزراء، ويأمر رئيس الوزراء المتحدث الرسمي بالخروج لإعلان هذا الخبر.
لكن رئيس الوزراء يسأل الوزير الإسلامي: لكن كم سنرسل من هذا المبلغ لغزة ولبنان؟
الوزير الإسلامي صاحب فكرة النهب يضحك بصوت عال ويقول: سيدي صدگ چذب شنو علاقتنا بغزة ولبنان، وبعدين وين اكو مساعدات توصل، وبس يعرفون الامريكان -الراعي الرسمي لنا- بس يعرفون يزعلون، وزعلهم مو زين.
رئيس الوزراء: بارك الله بيك وبالتيار الإسلامي اللي انجبك... والى مزيد من أفكار النهب والسلب.
يختم ديكارت تأملاته الفلسفية بالقول: "لابد من الاعتراف بان طبيعتنا ضعيفة عاجزة". ونحن أيضا نقول "اننا ضعاف وعاجزين امام ابداع القوى الإسلامية لعمليات النهب والسلب والبلطجة".
طارق فتحي