طريق الوحدة والنضال النقابي , طريق تحقيق المطالب العادلة
جهاد عقل
الحوار المتمدن
-
العدد: 8158 - 2024 / 11 / 11 - 17:02
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
من المعروف نقابياً وعمالياً أن الوحدة النقابية العمالية ، هي وحدة من أجل تثبيت وترسيخ مفاهيم القوة النقابية في معاركها النضالية، ونحن نلاحظ هذا في العديد من النضالات العمالية العالمية ، فعندما يقف العمال ونقاباتهم بوحدة وصلابة نضالية يستطيعون كسر جبروت القوى الرأسمالية ، لأن الوحدة الطبقية وترسيخ مفاهيمها النضالية وإستعمال هذا النضال دون خوف أو وجل ، هي.. هي السبيل لتحقيق الإنتصار وحصد الحقوق العادلة للعمال ، ونزعها من بين أنياب القوى الرأسمالية مهما كانت قوتها وبطشها.
تتمثل هذه القوى – الرأسمالية – في كبرى الشركات من جهة وفي الحكومات والمؤسسات الداعمة لها ، ومن خلال متابعتنا للنضالات العمالية العالمية منها والمحلية ، لاحظنا النهوض النقابي العمالي القائم في الآونة الأخيرة في معاقل الرأسمالية ، هذا اذا كان لدى كبرى الشركات المحلية والعولمية ، او لدى الحكومات ذات التوجة الداعم للمفاهيم الرأسمالية المتطرفة ، بل المعادية للطبقة العاملة ونقاباتها.
تابعنا ذلك من خلال ، المحاولات التي تقوم بها الحكومات منفردة أو بواسطة ممثليها في منظمة العمل الدولية ومعهم ممثلو أصحاب العمل بالمطالبة بإلغاء الحق بالإضراب للعمال ونقاباتهم ، وبما أن القرارات في هذه المنظمة تؤخذ بالتوافق ، اضطر فريق العمال الى التوجه لمحكمة العدل الدولية من أجل الحصول على قرار يثبت ما هو قائم اليوم في الاتفاقية الدولية ويتفرع عنها في الإتفاقيات المحلية بخصوص حق العمال ونقاباتهم بإعلان الإضراب من أجل الحصول على حقوقهم.
وإنطلاقاا من المسار النقابي النضالي لاحظنا أنه بفضل الحق في الإضراب ، وهو الرأسمال النضالي الذي يملكه العمال ونقاباتهم ، كيف إنتزع عمال السيارات ونقاباتهم في الولايات المتحدة حقوقهم من خلال استعمال الحق بالإضراب ، وها نحن نشهدنا نتائج اضراب عمال شركة "بوينغ" للطائرات كيف إنتزعوا حقوقهم من قوة رأسمالية تتمثل في هذه الشركة ، بفضل استعمالهم الحق بالإضراب والسير على طريق النضال وعن ذلك هناك الكثير من الأمثلة .
من جهة أخرى تابعنا مسار بعض القوى النقابية التي تسير تحت عباءة الحكومات وتتغطى بها ، وما تنشره من بيانات تمجيد للحكومة أو لوزير فيها أو للملك المعظم أو لسيادة الرئيس ، عندما تقوم بتوقيع اتفاقية ، ما نجده في مضمونها للحق العمالي يكاد ينخرط في خانة الإستجداء ،ومع ذلك نرى في تلك الاتفاقية أو الاتفاقيات خطوة على طريق تحسين شروط العمل لفئة عمالية كادحة .
بالمثابرة النقابية تحقق الإنجاز الفلسطيني
بقرار مجلس منظمة العمل الدولية بالتوصية قبول فلسطين كعضو دولة مراقب وذلك لمؤتمر المنظمة في حزيران القادم ، لكن من خلال متابعتنا لهذا الموضوع على مدار عدة سنين ثبت لنا أن المثابرة وعدم الإستسلام وتجييش التضامن الدولي من قبل كافة الأطراف وفي محورها النقابات العمالية هي صاحبة هذا الإنجاز الفلسطيني الهام ، نقول مبروك لفلسطين رغم ما نعيشه من موبقات حربية يقوم بها الإحتلال في حربة المستمرة منذ أكثر من عام .
في النهاية نعود ونؤكد أن طريق الوحدة والنضال هما الطريق لتحقيق الحقوق العادلة للطبقة العاملة أينما تواجدت.