اليوم العالمي للمهاجرين … يوم ضحايا الفقر والنزاعات
جهاد عقل
الحوار المتمدن
-
العدد: 7828 - 2023 / 12 / 17 - 18:31
المحور:
الحركة العمالية والنقابية
منذ أعلنت منظمة الأمم المتحدة عن يوم 18 كانون أول من كل عام "اليوم العالمي للمهاجرين" في العام 1990 ، وذلك من أجل طرح هذا الموضوع ، بل الهم العالمي ن على جدول الأعمال للدول والمجتماعات بما فيها المدنية والنقابية والقانونية ، خاصة وأن هذه الظاهرة ، أي ظاهرة الهجرة كانت نوع من العبودية الجديدة والإستغلال للمهاجرين ، خاصة في سوق العمل ، وجرى تعريف من هو المهاجر من قبل وكالة الهجرة في الأمم المتحدة بما يلي :”تُعرِّف وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة المهاجر بأنه أي شخص ينتقل أو انتقل عبر حدود دولية أو داخل دولة بعيدًا عن مكان إقامته المعتاد، بغض النظر عن: أولا الوضع القانوني للشخص، وثانيا ما إذا كانت الحركة طوعية أو غير طوعية، وثالثا ما هي أسباب الحركة، أو رابعا ما هي مدة الإقامة”.
حوالي 300 مليون مهاجر في العالم
أفادت آخر المعطيات الرسمية الدولية بأن هناك 281 مليون مهاجر في العالم ، لكن تلك الإحصائيات تؤكد أنها تقديرية ، حيث من الصعب ضبطها في ظل الهجرة اليومية الجارية من بلدان الجنوب الى بلدان الشمال ، وتنامي ظاهرة النزاعات في مختلف المناطق ، ويكفي أن نشير هنا الى محاولات ‘سرائيل استغلال حربها على غزة من أجل تنفيذ مخططها لتهجير أكثر من مليوني فلسطيني عن أرضهم ووطنهم.
كما تؤدي ظاهرة الهجرة الغير قانونية الى فقدان حياة المهاجرين حيث فقد في الآونة الأخيرة حوالي 35 الف مهاجر حياتهم خلال محاولات الهجرة .
ظاهرة الهجرة والعمالة
لقد أثارت الهيئات الدولية قضية الإستغلال الفظيع للعمال المهاجرين ، وفقدان حقوقهم ،لدرجة ان الكثير من تلك الحالات كانت بمثابة "عبودية" جديدة"، خاصة في دول الخليج والسعودية ، ولا تتوقف ظاهرة الإستغلال هذه على تلك الدول فقط فهي تتواجد في معظم دول العالم ، من الولايات المتحدة (العمال من دول أمريكا اللاتينية) الذين يطلق عليهم الإسبان ، وحتى دول اوروبا ، وفي اسرائيل ا]ضاً ، تتمحور ظاهرة الإستغلال في تلقي العامل الأجر المنخفض ،والعيش في ظروف غير لائقة وغيرها من سُبل الإستغلال الرأسمالي الفردي والجماعي ، بالرغم من أن هذه الدول لا يمكن لأسواق العمل لديها الإستغناء عن العمال المهاجرين ، وللتذكير بدون الأيدي العاملة المهاجرة لا يمكن أن تتباهى دولة الإمارات ببناء أعلى برج في العالم – برج خليفة- وكان سيبقى مجرد حُلم وتخطيط لولا وجود عمال البناء المهاجرين الذين قاموا ببناءه وعدد كبير منهم ضحى بحياته، ولا يمكن للعالم اليوم وخاصة سوق العمل فيه أن يتخيل يوماً واحداً بدون وجود العمال المهاجرين ، فهم عماد الإقتصاد في هذا العالم.
الإتفاقية الدولية لحماية حقوق العمال المهاجرين وأفراد أسرهم
في 18 كانون اول 1990 أقرت الأمم المتحدة الإتفاقية لحقوق العمال المهاجرين وأفراد أسرهم ، وتشمل الديباجة لهذه الإتفاقية عرض شامل لمجمل الحقوق التي على الدول التقيّد بها من اجل الحفاظ على حقوق العمال وأسرهم ومنع إستغلالهم ، ومن ثم تشمل الإتفاقية البنود التي يجب التقيد بها من قبل الدول والمُشَغّلين لصالح العمال المهاجرين ، فيما يلي البند السابع من الجزء الثاني للإتفاقية كمثال لما تشمله هذه الإتفاقية من حقوق للعامل المهاجر :
"الجزء الثاني
عدم التمييز في الحقوق
المادة 7
تتعهد الدول الأطراف، وفقا للصكوك الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، باحترام الحقوق المنصوص عليها في هذه الاتفاقية وتأمينها لجميع العمال المهاجرين وأفراد أسرهم الموجودين في إقليمها أو الخاضعين لولايتها دون تمييز من أي نوع، مثل التمييز بسبب الجنس، أو العنصر، أو اللون، أو اللغة، أو الدين أو المعتقد، أو الرأي السياسي أو غيره، أو الأصل القومي، أو العرقي، أو الاجتماعي، أ, الجنسية، أو العمر، أو الوضع الاقتصادي، أو الملكية، أو الحالة الزوجية، أو المولد، أو أي حالة أخرى”.
كنا نتمنى أن تتقيد جميع الدول بهذه الإتفاقية ، ووقف ظاهرة العبودية القائمة اليوم في سوق العمال العالمي ، للعمال المهاجرين ،وأن يكون دور فاعل وقوي للنقابات العمالية في الدفاع عن هؤلاء العمال ، فهناك نقابات ، تعتبر موالية للحكومات تكون حامية لإستغلال العمال وللأسف الشديد . نكتب ذلك بالرغم من تقديرنا للتقرير الصادر عن الإتحاد الدولي للنقابات العمالية والذي جاء بعنوان : "النقابات العمالية العاملة من أجل حقوق العمال المهاجرين" ، خاصة وأننا نعلم من خبرتنا النقابية وجود نقابات عضو في هذا الإتحاد تقوم بدور داعم لإستغلال العمال المهاجرين .
شعار هذا العام لليوم العالمي للمهاجرين هو :”الحاجة الملحة إلى إدارة آمنة للهجرة" ، مع تقديرنا لهذا الشعار ، حبذا لو كان أكثر وضوحاً بما يتعلق بإستغلال العمال المهاجرين في عالمنا اليوم