عن ( الاصلاح هدم وبناء / مومياء فرعون موسى )


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 8069 - 2024 / 8 / 14 - 15:49
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

السؤال :
هناك اتهامات لك انك تنتقد ولا تقدم رؤية بناءة . وأن هذا ما تفعله فى مقالاتك وأنت فى مصر . وطبعا لك العذر فقد كنت من المغضوب عليهم فى حكم حسنى مبارك . وانت تقول الآن إنك تقوم بالهدم والبناء ، يعنى تهاجم التراث وتعطى البديل القرآنى . ولكن هذا خاص بمشروعك الفكرى ، ولا يمتد الى النواحى السياسية . كبف ترد على هذه الاتهامات .
الاجابة :
أولا :
1 ـ هذا ظُلم لى .
2 ـ بدأت ولا زلت فى الدعوة للاصلاح السلمى إسلاميا ، وكنت فى مصر نشطا فى الدفاع عن حقوق الانسان وعضوا فى مجلس أمناء المنظمة المصرية لحقوق الانسان ، ثم من مؤسسى الحركة الشعبية لمواجهة الارهاب ، والجمعية المصرية للتنوير ، والاخاء الدينى ثم فى مركز ابن خلدون ..وحضرت ندوات داخل وخارج مصر . وفى أمريكا إنفتح المجال للدعوة السياسية وحقوق الانسان وحرية الدين ، خلال العمل فى مؤسسات أمريكية ، والندوات ، ومنه جلسة إستماع فى الكونجرس بالاضافة الى تأسيس جمعيات أمريكية ومصرية أمريكية . أما الدعوة الاسلامية فيكفى آلاف الكتب والمقالات والفتاوى والبرامج فى قناتنا على اليوتوب .
ثانيا :
أعطيك دليلا على نموذج من مققالاتى فى مصر . كتبت ونشرت سلسلة مقالات فى الأحرار فى أوائل التسعينيات تحت عنوان ( دعوة للخروج من الوادى الضيق ) كان المقال الرابع بعنوان : ( مستقبل مصر فى الساحل الشمالى الغربى ). من أسف أن ضاعت المقالات ، وعثرت على هذا المقال الرابع فقط . وأنقله كما هو :
( 1ـ معى فكرة بمليار جنيه أهديها لمصر , الساحل الشمالى من الأسكندرية للسلوم هو امل اليوم وجنة المستقبل وطوق النجاة .. والفكرة بسيطة : حفر آبار للرى على طول الساحل وزراعة الساحل الشمالى بالبرسيم الحجازى وتحويله إلى مراعٍ متخصصة للماشية بكل أنواعها ..
2ـ كان الساحل الشمالى معموراً بالبشر والزراعة وكان مشهوراً فى التاريخ القديم والوسيط بالحدائق التى تصاحب المسافر من الأسكندرية إلى ما بعد الحدود المصرية الغربية ,, ولا تزال الاكتشافات تثبت لنا كيف كان العمران ممتداً على الساحل .. وذلك النشاط البشرى القديم اعتمد على وجود الأمطار والآبار .. وقد نشرت الأخبار تحقيقاً صحفياً عن انشاء السدود المائية التى تحول سيول الأمطار إلى الداخل بدلاً من أن تصب فى البحر المتوسط . ولم يعد هناك جدل حول وجود الخزان المائى الجوفى , ويبقى أن نستفيد منه فى حفر آبار تمتد بطول الساحل تقوم عليه آمالنا فى تعمير الساحل بأكمله . ومن المعروف أن البرسيم الحجازى غذاء جيد للحيوان , بالإضافة إلى انه يبقى فى الأرض عدة سنوات بما يعطى الفرصة لتحويل الساحل إلى مزارع شاسعة ويخفف العبء عن الوادى الضيق وامكاناته المتآكلة فى تقديم الغذاء للإنسان والحيوان . إن الوادى لم يعد يتحمل ان يعطى الغذاء للإنسان والحيوان . والإختيار صعب بين زراعة القمح والبرسيم , وكلاهما مطلوب . واستزراع الساحل الشمالى بالبرسيم الحجازى يوفر دورة زراعية كاملة فى عموم الوادى لزراعة القمح الذى أصبح سلاحاً استراتيجياً فى عالم اليوم . ثم أن استمرار زراعة البرسيم الحجازى يحول تربة الساحل إلى منطقة زراعية خصبة بما تحمله جذوره من أزوت ثم بما يتخلف عن الحيوان من روث وسماد طبيعى ..
3ـ إن هذه الفكرة معناها أن يتحول الساحل إلى أكبر منطقة فى العالم الثالث لإنتاج اللحوم والألبان . وفى بعض الدول المتقدمة تمتد أنابيب اللبن من المزارع إلى بيوت المستهلكين رأساً كالماء والغاز والكهرباء . وليس ببعيد أن يأتى الوقت الذى يتوافر فيه لكل طفل مصرى كوب لبن طازج من ساحلنا الشمالى ..
4ـ إن امكانات الساحل الشمالى تعطى أيضاً فرصة للزراعة المتخصصة فى المحاصيل الزراعية الصحراوية وشبه الصحراوية مع قيام شركات ضخمة للتصنيع الزراعى .., ويبقى السؤال كيف نحول ذلك الحلم إلى حقيقة ؟؟ ..
5ـ تنفيذ الفكرة بسيط أيضاً .. السيولة المالية متوافرة فى القروض التى لم تستخدم بعد .. وفى رأس المال الوطنى والعربى إذا أوجدت الحكومة المناخ المناسب , واليد العاملة متوافرة فى ملايين العاطلين من شباب الجامعات والمدارس المتوسطة . والسوق الداخلية على استعداد لإلتهام الإنتاج بأكمله . ثم الاكتفاء الذاتى فالبحر المتوسط أفضل وسيلة للتصدير خصوصاً إذا اكتمل تحقيق الحلم بتطوير مينائـَىْ مطروح والسلوم وإنشاء موانى جديدة ..
6ـ بدلاً من تضييع الوقت فى مناقشات بيزنطية ومعارك حزبية تعالوا نشغل وقتنا بتوفير القوت للملايين من اطفالنا الجوعى ..
بدلاً من أن يقوم بعضهم بإضاعة أموال المسلمين فى مضاربات وخلق احتكارات ألهبت الأسعار لماذا لا يلجأ "المال الإسلامى" إلى خلق مجتمعات جديدة يكون عمادها ذلك الشباب المتدين الساخط لأنه ـ أساساً ـ لا يجد عملاً ولا أملاً ؟ ..
إن المنظمات المسيحية فى أمريكا كانت فى طليعة الرواد الذين اقتحموا مجاهل الغرب ومدوا حدود أمريكا من المحيط الأطلنطى إلى المحيط الهادى . فأين منظماتنا الدينية من القضاء على مشكلةالفقر العدو الأول لنا ؟ .. أليس إطعام طفل جائع أفضل عند الله من إقامة مساجد لا يكتمل عدد المصلين فيها أكثر من صفين أوثلاث فى يوم الجمعة ؟
إن التيار ( الإسلامى ) فى مصر يملك من الأرصدة المالية ما يكفى لإستزراع الساحل الشمالى . ولدية من السواعد الشابة القوية التى تستطيع أن تحول الصحراء إلى جنات . ثم لديه الدافع للهجرة النافعة ولديه الأوامر القرآنية الصريحة ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ ) العنكبوت : 56
( إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالْوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيرًا ) النساء : 97
والساحل الشمالى فرصة للتيار الإسلامى لإستعادة الثقة به بعد مافعله الريان وغيره .. ثم هى الفرصة الحقيقية لتجسيد شعار " الإسلام هو الحل "
7ـ لماذا لا يكون استزراع الساحل الشمالى قضية قومية نخوضها الآن قبل الغد ؟ .. أين آراء المتخصصين فى الزراعة والإقتصاد والجغرافيا
لماذا لا يقوم حزب جديد يتخصص فى الدعوة للخروج من هذا الوادى الضيق وأزماته الخانقة ؟ ..
8 ـ أفيقوا أيها الناس .. ). إنتهى المقال .
أخيرا
1 ـ إن العسكر إذا حكموا قرية أفسدوها وأذلُّوها وخرّبوها ( وقعدوا على تلّها )
2 ـ كانت الاستجابة من نظام مبارك ( رائعة ). تم تعمير الساحل الشمالى ليكون للمترفين فقط . والآن فى عصر السيسى يتم بيع أروع مناطقه مثل ( رأس الحكمة )، وتذهب البلايين الى جيوب السيسى ورفاقه ، وهى جيوب لا قاع لها .
3ـ وتعجبون من سقمى ؟ صحتى هى العجب .!
السؤال الثانى :
هل المومياء المكتشفة هى لفرعون موسى ؟
إجابة السؤال الثانى :
بعضهم يقول هذا . ونحن لا نعلم .
السؤال الثالث :
قرأت أن يوم الزينة المذكور فى قصة موسى مع فرعون هو يوم عاشوراء فهل هذا صحيح ؟
إجابة السؤال الرابع :
1ـ هذا هجص مضحك . يكفى أن يوم عاشوراء ( العاشر من محرم ) هو بالتقويم الهجرى . وكان للمصريين تقويمهم الخاص قبل وجود العرب بآلاف السنين .
2ـ جاء ذكر يوم الزينة فى قوله جل وعلا : ( قَالَ مَوْعِدُكُمْ يَوْمُ الزِّينَةِ وَأَنْ يُحْشَرَ النَّاسُ ضُحًى} طه )
3 ـ الواضح انه كان عيدا فرعونيا للزينة يتزين فيه المصريون ويتجمعون معا ، وكانت فرصة لسهولة إجتماعهم لمشاهدة مبارة السحر بين موسى وسحرة فرعون . وربما كان هذا اليوم هو ما يعرف الآن ب ( شم النسيم ) ، والذى لا يزال مناسبة مصرية يحتفى ويحتفل بها المصريون بأنواع من الزينة النباتية والطبيعية والألوان ، وبأطعمة خاصة ( الفسيخ ) ويخرجون للنزهة .