طلاب جامعة كولومبيا و داعميهم يكشفون الأكاذيب حول انتفاضة الحرم الجامعي
الحزب الشيوعي الأمريكي
الحوار المتمدن
-
العدد: 7961 - 2024 / 4 / 28 - 20:47
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
بقلم تارين فيفك Taryn Fivek
نيويورك – يخرج رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون من الباب الأمامي لمكتبة
جامعة كولومبيا ويواجه على الفور موجة من المضايقات. يتغير الانزعاج على وجهه الى ابتسامة سياسية مقززة.
"بووووووو!" يصيح الحشد. "لا نستطيع سماعك!"
"استمتعوا بحرية التعبير"، يقول جونسون عبر الميكروفون، على الرغم من أن الصوت يتم تغذيته مباشرة إلى العشرات من شبكات الأخبار التلفزيونية الموجودة، وبالتالي لا يستطيع أحد في الحشد سماعه.
وبطبيعة الحال، جونسون ليس هنا لمخاطبة المجموعة الطلابية في كولومبيا. إنهم ببساطة خلفية مرتبة لجمهوره الحقيقي: اليمين المتطرف، الذي يدعي أن بايدن سمح للوضع في الجامعات في جميع أنحاء البلاد بالخروج عن السيطرة.
تقول وسائل الإعلام المتحالفة مع الحزب الجمهوري إن الاحتجاجات الجامعية الداعمة لوقف فوري لإطلاق النار في غزة وسحب الاستثمارات من آلة الحرب الإسرائيلية هي أسوأ من مسيرة العنصريين البيض في شارلوتسفيل . وهم يزعمون أن هذه الاحتجاجات لوقف إطلاق النار هي عبارة عن حشود بغيضة ومعادية للسامية ، حتى أنهم ذهبوا إلى حد وصفها بأنها " مذابح ناشئة ضد اليهود ". في الواقع، يزعمون أن الانتفاضات مروعة للغاية لدرجة أن الاعتقالات الجماعية ليست كافية، ويجب على بايدن إرسال الحرس الوطني!
لكن عرض جونسون في كولومبيا مخصص فقط للكاميرات. مباشرة عبر الحرم الجامعي في جزء من الحديقة الجنوبية، هناك عشرات الخيام المليئة بمئات الطلاب تحكي قصة مختلفة. هناك، يتواصل الناس مع بعضهم البعض، ويجلس بعضهم بهدوء تحت أشعة الشمس ويبدعون أعمالًا فنية. الشباب يضحكون مع بعضهم البعض، ويأكلون الطعام المتبرع به، ويتسكعون. إنهم بالكاد الجنود المخيفون في حركة أنتيفا الذين تنقلهم الباصات الى هناك حسب وسائل الإعلام الخاصة بالشركات ، و التي تحاول اقناعك بأنهم يديرون العرض بالفعل.
وتنتشر أعلام فلسطينية صغيرة على السياج المحيط بالمخيم، وبعضها يحمل أسماء شهداء فلسطينيين مكتوبة بقلم أسود. مدخل المخيم نفسه مزود بمتطوعين ودودين يقومون بفحص الطلاب أثناء قدومهم وخروجهم. توجد سبورة بيضاء عند المدخل تشرح الغرض والتوقعات من السلوك داخل المخيم للحفاظ على السلام، وتحيط بها لافتات صغيرة مزينة بورود حمراء تحدد مطالبهم:
سنبقى حتى تقبل كولومبيا مطالبنا
سحب جميع الموارد المالية، بما في ذلك الوقف، من الشركات التي تستفيد من الفصل العنصري الإسرائيلي والإبادة الجماعية والاحتلال في فلسطين.
الشفافية الكاملة لجميع الاستثمارات المالية في كولومبيا.
العفو عن جميع الطلاب وأعضاء هيئة التدريس الذين تم معاقبتهم أو طردهم بسب الحركة من تحرر فلسطين.
لا يوجد هنا طلاب فقط؛ لقد انظم الكثير من المنتسبين اليها أيضًا. خرج الآلاف من أعضاء هيئة التدريس والموظفين في جامعة كولومبيا يوم الاثنين الماضي احتجاجًا على قرار رئيسة جامعة كولومبيا، [نعمت]مينوش شفيق، بإرسال مجموعة الاستجابة الإستراتيجية التابعة لشرطة نيويورك سيئة السمعة لاعتقال المئات من طلابهم بوحشية بسبب الاحتجاج السلمي.
إحدى النقاط الموجودة على السبورة البيضاء ترشد المشاركين إلى عدم التعامل مع المتظاهرين المعارضين. ومع مطالبة قطاعات كاملة من وسائل الإعلام الرئيسية بالعنف ضد المتظاهرين لوقف إطلاق النار، لا يستطيع المخيم أن يفعل غير ذلك. وعلى الرغم من الاتهامات بمعاداة السامية والعنف ضد الهيئة الطلابية، إلا أن مظاهرة مضادة صغيرة بجوار المخيم، مع ملصقات للرهائن الإسرائيليين في غزة والعلم الإسرائيلي، لم تمس.
المشاعر سلمية ولكنها صاخبة. توجد هنا إحدى منظمي فريق العمل من نقابة عمال السيارات United Auto Workers للتحقق من طلاب الدراسات العليا الخاصة بها. يرتدي عشرات من أعضاء هيئة التدريس سترات أمان صفراء وهم يصطفون خارج المعسكر للتدريب على وقف التصعيد. يقوم طالب واحد بتنسيق التواجد الإعلامي، ويرسل شابًا مبتسمًا للتحدث مع [جريدة] عالم الشعب People s World .
"انتظر هنا للحظة، دعني أتناول بعض الطعام. سمعت أن هناك ماتزو بري! يختفي في المعسكر ثم يعود بسخاء ومعه طبق ثانٍ من الماتزو والبيض وزجاجة ماء لمراسلنا. "لدينا الكثير من الطعام هنا، والناس يأتون ويسلمون الأشياء طوال الوقت."
اسمه جاريد، وهو طالب دراسات عليا يدرس علم الأحياء الحفظي. "لقد نشأت صهيونيًا، وتعلمت أن إسرائيل جزء مهم من هويتي اليهودية. جزء من ممارسة اليهودية وكونك يهوديًا صالحًا كان دعم إسرائيل. لقد تعلمت أيضًا أن اليهودية كانت تدور حول السلام والعدالة والدفاع عن جميع المضطهدين."
أصبحت نشطاً بعد ان تعلمت اكثر
"كلما عرفت أكثر عما تفعله إسرائيل فعليا على الساحة العالمية، كلما شعرت بعدم الارتياح إزاء التفاوت بين تعاليم السلام ودعم إسرائيل".
“شعرت أن صوتي مهم كشخص يهودي لمحاولة تبديد بعض الأساطير [المتعلقة] بمعاداة السامية ومعاداة سامية الحركة. بالطبع، لم ينجح ذلك. رئيس مجلس النواب جونسون موجود هنا اليوم لإدانة معاداة السامية بينما يتبنى أيضًا نظرية الاستبدال العظيم."
تم دفع الطلاب في جامعة كولومبيا إلى هذه الظروف نتيجة لقرار الإدارة بحظر حركة طلاب من أجل العدالة في فلسطين (SJP) والصوت اليهودي من أجل السلام (JVP) في أعقاب يوم 7 أكتوبر والاحتجاجات اللاحقة ضد المذبحة التي اندلعت في غزة. .
وبينما كان نشاطه الفلسطيني السابق يقتصر على المحادثات الصعبة مع العائلة، قرر جاريد الارتباط بمزيد من العمل المباشر بمجرد أن سمع عن محاولات كولومبيا لقمع الحركة.
"اكتشفت وجود منظمة "الصوت اليهودي من أجل السلام" بعد أن تم منعها من قبل كولومبيا، لذا فإنهم مدينون بالشكر للرئيسة مينوش شفيق لأن الكثير من الأشخاص الآخرين الذين شعروا بنفس الشيء [مثلي] انضموا أيضًا بعد ذلك."
يعتقد جاريد أن اتهامات معاداة السامية تُستخدم لصرف الانتباه عن القضية الحقيقية: فلسطين. "مع استمرار الإبادة الجماعية وبينما تحاول وسائل الإعلام الوطنية والسياسيون وإسرائيل إبقاء التركيز على كولومبيا والطلاب اليهود في كولومبيا، أنا هنا لأقول للجميع: نحن بخير. نحن أحرار في الاحتجاج مع الحركة، ونحن أحرار في الاحتجاج ضد الحركة، و أحرار في عدم القيام بأي منهما، ولكن بغض النظر، نحن آمنون ونريد التأكد من بقاء التركيز وتسليط الضوء على فلسطين”.
يقول جاريد إنه يجب التركيز على الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في غزة "بأموال دافعي الضرائب الأمريكيين"، وهي إبادة جماعية "تستثمر فيها كولومبيا". مثل هذا الجزء الكبير من الجسم الطلابي وأعضاء هيئة التدريس متحدون ضده، لكن الإدارة غير مستعدة لتقديم تنازلات. "إنهم يفضلون إرسال الشرطة لاعتقال طلابهم بدلاً من الاستماع إليهم."
يقول جاريد إنه بينما جاء إلى المناصرة المؤيدة للفلسطينيين في وقت متأخر من حياته، فقد تم تشكيله مسبقًا من خلال المشاركة في احتجاجات "حياة السود مهمة" والاحتجاجات من أجل البيئة وتحسين النقل. وفي حين أن الطلاب اليهود مثله قد يكونون على خلاف مع عائلاتهم وجامعاتهم، إلا أنهم لا يتراجعون.
"لقد كان لدينا ما يكفي من الناس الذين يطلقون علينا "يهود مزيفين"، و"كابو"[السجانون اليهود في معسكرات الابادة النازية]، و"يودنرات"[مجالس ادارات من اليهود المشكلة في الغيتوهات اليهودية بتوجيه النازيين] ، وهذا الأمر يدخل من أذن ويخرج من الأخرى. أعلم أنني على الجانب الصحيح من هذا. إنهم يحاولون شطبنا جميعًا، لكن هناك الكثير منا. نحن لسنا جميعًا على نفس المنوال. الطلاب اليهود في كولومبيا يقفون مع فلسطين، وهم يقفون مع SJP”.
بجوار المخيم توجد آلاف الكراسي المكدسة، التي تم وضعها مسبقًا لاحتفالات التخرج بجامعة كولومبيا، والتي من المقرر أن تبدأ في 10 مايو. ومع إلغاء الفصول الدراسية الشخصية حتى نهاية العام الدراسي بسبب المخيم، بطريقة ما أصبح حظور المخيم السلمي والمنظم جيدًا امراً خطيرًا، ماذا سيحدث مع اقتراب احتفالات التخرج؟
طرد الناس كان فاشلا
يقول جاريد: "من الواضح أن طرد الناس لم ينجح". "لقد طردوا مائة شخص في الحديقة الشرقية و جاء ألف آخرون ليحلوا محلهم. إذا حاولوا طرد ألف شخص، فسوف يزيد ذلك من تحفيز المجتمع لأننا ثابتون في معتقداتنا وثابتون في قناعاتنا."
“إن الطريقة الوحيدة لإنهاء هذا – وأعتقد أن مينوش شفيق تعرف ذلك – هي الاستماع إلى مطالبنا وسحب الاستثمارات بالكامل من إسرائيل و صنع التاريخ بجعلنا الحرم الجامعي الأول و الذي يسحب ممتلكاته المالية من مؤسسات القمع، بنفس الطريقة التي صنعنا التاريخ كأول حرم جامعي يتخلص من الاستثمار في نظام الفصل العنصري في جنوب إفريقيا. كل هذا يمكن أن ينتهي غدا."
عندما سئل عما إذا كان يشعر بالقلق من أن حاكمة نيويورك كاثي هوتشول سترسل الحرس الوطني لانهاء مخيم كولومبيا، أصبح تعبير جاريد حادًا ومركزًا . فيجيب بكلمة واحدة مقطوعة: "لا".
"إنهم يريدون منا أن نشعر بالقلق. إنهم يريدون قطع الدعم [الشعبي]لنا. يريدون أن يخاف الناس. إنهم يعلمون أن التعامل مع مجموعة صغيرة من الأشخاص أسهل من التعامل مع مجموعة كبيرة. إنهم يصدرون تهديدات فارغة لمحاولة تخويف الناس، حتى إذا ما أرسلوا الشرطة أو الحرس الوطني، يكون هناك عدد أقل من الاعتقالات ولن يكون هناك مشهد إعلامي كبير. لن أخاف من تهديدات جامعتي”.
منذ الاعتقالات الجماعية في كولومبيا، ظهرت معسكرات أخرى في كاليفورنيا، وتكساس، وتينيسي، ومينيسوتا، وميشيغان، وشمال ولاية نيويورك، وماساتشوستس، ونيوجيرسي، وكونيتيكت، وبنسلفانيا، ونورث كارولينا. وفي مدينة نيويورك وحدها، حذا الطلاب في جامعات CCNY، وNYU، وThe New School حذوهم.
وعلى الرغم من حملات القمع وإرهاب الشرطة، فإن المتظاهرين الداعين لوقف إطلاق النار لم يردعوا. ما هو رأي الطلاب في جامعة كولومبيا، أن حرمهم الجامعي قد ألهم الطلاب الآخرين في جميع أنحاء البلاد لتبني مطالبهم وتكتيكاتهم؟
"إنه أمر ملهم، ونأمل أن يستمر، لكننا نأمل أن يفعلوا ذلك بالرسالة الصحيحة. لا نريد أن تكون هذه مخيمات تضامنًا مع كولومبيا، بل نريدها أن تكون تضامنًا مع فلسطين. إنه تركيز إعلامي مجنون هنا، ونحن نرحب بالأشخاص الموجودين هنا للمساعدة في نشر رسالتنا، ولكن الرسالة يجب أن تركز على فلسطين”.
في حين أنه من الصعب بشكل متزايد الوصول إلى حرم كولومبيا، يشجع جاريد المؤيدين المحليين للمخيم على المشاركة من خلال الانضمام إلى الاحتجاجات مثل اعتصام سيدر الذي نظمته [منظمة اذا ليس الآن] IfNotNow في بروكلين في وقت سابق من الأسبوع.
مع اقتراب مقابلتنا من نهايتها، وصل أخيرًا عدد قليل من مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي اليمينيين المتطرفين الذين كانوا يغطون المؤتمر الصحفي لمايك جونسون في وقت سابق، لاقتحام المعسكر، محاولين شق طريقهم أمام الطلاب المتطوعين بينما كانوا يصرخون بصوت عالٍ ويطالبون بالسماح لهم بالدخول. .
رداً على ذلك، يدير أعضاء هيئة التدريس الذين أنهوا للتو تدريبهم على تخفيف التصعيد ظهورهم للمحرضين الخارجيين، ويربطون أذرعهم لحماية طلابهم. تشكل ستراتهم الصفراء الزاهية درعًا بشريًا يبعث برسالة قوية: هؤلاء الطلاب ليسوا وحدهم.
إنهم مدعومون من مجتمعهم المحلي، وعائلاتهم، والنقابات، والملايين الذين يرددون مطالبهم بصوت عالٍ داخل الحرم الجامعي وخارجه.
المصدر صحيفة عالم الشعب
[الملاحظات بين الأقواس الكبيرة من المترجم]