العقل العربي مكبلاً
طارق حجي
الحوار المتمدن
-
العدد: 7074 - 2021 / 11 / 11 - 10:53
المحور:
الادب والفن
هذه هى ترجمتى (من الإنجليزية للعربية) للمقدمة التى كتبتُها لطبعة جديدة لكتابي "العقل العربي مكبلاً"
THE ARAB MIND BOUND
الصادرة فى لندن.
————————————-
للعقل العربي سمات هى منتجات ثقافية طبيعية لجغرافية وتاريخ شعوب البوتقة العربية الأساس وهى شبه الجزيرة العربية. وبما أن الإسلام قد جاء من نفس العاملين (القرن السابع الميلادي وشبه الجزيرة العربية) ، فقد تأثرت بسمات العقل العربي (بدرجات متفاوتة) الشعوب التى "أصبحت" تتحدث باللغة العربية عقب غزو العرب لبلدانهم.
ونظراً لأن "التغيير" هو حقيقة الحقائق (وشكراً للديالكتيك الهيكلي) ، فإن سمات العقل العربي (مثل كل الظواهر الثقافية) تشهد فى زماننا تغيراً جذرياً. ولكن هذا التغيير والذى تسبب فيه الإقتراب من الحداثة هو فى صراع مع مفرزات التاريخ و الجغرافيا.
وقد جاءت الثروة النفطية لتحدث إبطاءاً نسبياً لعملية إقتراب العقل العربي من مفردات الحداثة.
ولكن مراقبة ما يشهده واقع مجتمعات عربيان مهمان هما المجتمع الإماراتي والمجتمع السعودي تجعلنا نشهد " إنتصاراً" نسبياً للحداثة و "إنحساراً" موازياً "للموروث الثقافي التاريخي العربي".
منذ أربعة عقود وقعت مصرُ أول إتفاقية سلام عربية مع إسرائيل. فإجتمع رؤوساء وملوك الدول العربية وقرروا قطع علاقات دولهم مع مصر. ولم يكن أحدٌ يتصور أو يتخيل يومها أن بعد أربعين سنة ستكون لإسرائيل سفارة بعواصم سبع دول عربية هى مصر والأردن والإمارات والبحرين والسودان والمغرب وموريتانيا.
وأنا شبه متأكد من أن المستقبل سيشهد مزيداً من إنتصار الحداثة فى المجتمعات الناطقة بالعربية. وإن كنت فى نفس الوقت أري أن هذه المجتمعات قد أفرزت خلال نصف القرن الأخير عدواً للحداثة لا يُستهان به وهو الإسلام السياسي الذى يعمل بكل جزئياته على الرجوع بمجتمعاته (ثقافياً) لما قبل العصور الوسطى.
ولكن ، هل يحق للإنسان غير العربي فى قارات العالم الست أن يقول : مشكلة العقل العربي ليست مشكلتي ؟
كل الشواهد تقول أن هذا مستحيل عملياً.
فأبناء مجتمعات عربية عديدة موجودون فى كل مجتمعات أوروپا وأمريكا الشمالية وأستراليا.
وأفكار أبناء المجتمعات العربية تلعب أدواراً غير خافية فى كل قارات العالم.
وتكفي (على سبيل المثال) إلقاء نظرة على مجتمع أوروبي هو المجتمع الفرنسي لنرى حجم تأثر هذا المجتمع بسلوكيات وأفكار مواطنين يحملون اليوم الجنسية الفرنسية ولكنهم جاءوا من مجتمعات عربية.
فمن تداعيات العولمة : سقوط الأسوار بين البلدان المختلفة.
ولننظر للصراع الفلسطيني/الإسرائيلي. ولاشك أن إنعكاساته على كل منطقة الشرق الأوسط وأيضاً على كل العالم هى إنعكاسات سلبية يستحيل إنكار وجودها.
وقد أثبتت أحداث كبيرة مثل ضرب أفغانستان سنة 2001 وغزو العراق سنة 2003 وغيرها أن التعامل مع العقل الجمعي الذى أفرز أفكاراً شديدة العدائية للحضارة الحديثة بالوسائل الأمنية فقط : لم يكن مجدياً.
فالفكر الهدّام لا يُحارب بالبندقية إلاّ عندما يمسك هو بالبندقية. وحتى فى هذه الحالة ، فإن الفكر الهدّام المناقض لقيم الإنسانية الحديثة سيستمر فى الوجود وفى التأثير.
لماذا ؟
لأن التعامل معه لم يكن بالوسيلتين الوحيدتين القادرتين على الحد من إنتشاره والحد من تأثيره وهما :
* التعليم.
و
** الثقافة.
وهذه المهمة ، أي مكافحة العقل الجمعي المضاد لقيم الإنسانية الحديثة ، لم تنل أي إهتمام من الجهات والمؤسسات القادرة على أداء هذه المهمة. ومن أسباب هذه الظاهرة السلبية كون هذه المهمة بطبيعتها "طويلة المدى" ، وهو ما يتناقض مع حقيقة أن معظم المشتغلين بالسياسة يهتمون بما هو عاجل وليس بما هو آجل.
https://www.google.com/search?q=the+arab+mind+bound&rlz=1CDGOYI_enGB846GB924&oq=the&aqs=chrome.1.69i57j69i59l3j35i39j46i131i433.2601j0j4&hl=en-US&sourceid=chrome-mobile&ie=UTF-8