أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبد المطلب العلمي - الأشتراكيه و الدين - لينين















المزيد.....

الأشتراكيه و الدين - لينين


عبد المطلب العلمي

الحوار المتمدن-العدد: 6353 - 2019 / 9 / 16 - 13:13
المحور: الارشيف الماركسي
    


الأشتراكيه و الدين - لينين

ترجمه: عبد المطلب العلمي

المجتمع الحديث مبني على استغلال الجماهير الواسعة من الطبقة العاملة من قبل أقلية ضئيلة من السكان الذين ينتمون إلى طبقات ملاك الأراضي والرأسماليين. هذا مجتمع العبوديه ، لأن العمال "الأحرار" ، الذين يعملون طوال حياتهم لمصلحه رأس المال ، "لهم الحق" فقط في الحصول على وسائل عيشهم الضرورية لصيانتهم كعبيد ينتجون الربح ، من أجل توفير واستدامة العبودية الرأسمالية.

إن الاضطهاد الاقتصادي للعاملين يسبب حتما جميع أنواع الاضطهاد السياسي والتدهور الاجتماعي وتوهين وتبليد الحياة الروحية والأخلاقية للجماهير. يمكن للعمال الحصول على حرية سياسية بشكل كبير او صغير للنضال من اجل تحررهم الاقتصادي ، ولكن لا يمكن لأي حرية أن تنقذهم من الفقر والبطالة والقمع حتى يتم إسقاط قوة رأس المال. الدين هو أحد أنواع الاضطهاد الروحي الذي يكمن في كل مكان مسلطا على الجماهير المسحوقه بالعمل الأبدي لمصلحه الآخرين وبالعوز والشعور بالوحدة. إن عجز الطبقات المستغَلة في النضال ضد المستغِلين يؤدي حتما إلى الإيمان بحياة آخرة أفضل ، حيث أن عجز الأنسان البدائي في عراكه ضد الطبيعة أدى إلى الإيمان بالآلهة ، الشياطين ، المعجزات ، إلخ. بالنسبة للشخص الذي يعمل طول حياته و يبقى محتاجا ، يعلمه الدين التواضع والصبر في الحياة الدنيوية ، و تأميله في مكافأة سماوية. وأولئك الذين يعيشون من كدح الاخرين ، يعلمهم الدين الصدقة في الحياة الدنيوية ، ويقدم لهم عذرًا رخيصًا للغاية لوجودهم الاستغلالي ويبيعهم التذاكر للحياه السماويه الرغده بسعر بخس. الدين هو أفيون الشعب. الدين هو نوع رخيص من الكحول الروحي الردئ ، الذي يغرق فيه عبيد رأس المال صورتهم الإنسانية ، مطالبهم بحياة جديره بالأنسان.

لكن العبد ، الذي أدرك استعباده ونهض إلى النضال من أجل تحرره ، فإن نصفه لم يعد بالفعل عبداً. العامل الواعي الحديث ، الذي تربى في اطار الحياه الصناعية الكبيره ، المستنيرمن الحياة الحضرية ، يرفض بازدراء الأوهام الدينية ، ويضع الجنة تحت تصرف الكهنة والمنافقين البرجوازيين ، مناضلا من اجل حياة أفضل هنا على الأرض. تنحاز البروليتاريا الحديثة الى الاشتراكية ، التي تستخدم العلم لمحاربة الضباب الديني وتحرر العامل من الإيمان في الحياة الآخرة من خلال حشده لنضال حقيقي من أجل حياة دنيويه أفضل.

ينبغي إعلان الدين شأنًا خاصًا - من خلال هذه الكلمات ، من المعتاد التعبير عن موقف الاشتراكيين تجاه الدين. ولكن يجب تحديد معنى هذه الكلمات بدقة حتى لا تتسبب في أي سوء فهم. نحن نطالب بأن يكون الدين مسألة خاصة فيما يتعلق بالدولة ، لكن لا يمكننا بأي حال اعتبار الدين مسألة خاصة بالنسبة لحزبنا. يجب ألا تهتم الدولة بالدين ، ويجب ألا ترتبط المؤسسات الدينية بسلطة الدولة. يجب أن يكون الجميع أحرارًا تمامًا في اعتناق أي دين أو عدم الاعتراف بأي دين ، أي أن يكون ملحداً ، كما هو حال أي اشتراكي. لا يجب ان توجد فروق بين المواطنين في الحقوق تبعا لمعتقداتهم الدينية. يجب أن يتم تدمير أي ذكر لدين معين للمواطنين في الوثائق الرسمية دون قيد أو شرط. لا ينبغي أن يكون هناك معونات من الدولة للكنيسة ، وعدم تقديم مبالغ من الدولة إلى الجمعيات الكنائسيه والجمعيات الدينية ، والتي يجب أن تصبح حرة تمامًا ومستقلة عن الحكومة وتجمع للمواطنين المتشابهين في التفكير. إن الوفاء بهذه المتطلبات حتى النهاية فقط هو الذي يمكن أن ينهي الماضي المخزي واللعين عندما كانت الكنيسة تابعه تبعيه اقطاعيه للدولة ، وكان المواطنون الروس تابعون تبعيه اقطاعيه لكنيسة الدولة ، عندما كانت قوانين محاكم تفتيش العصور الوسطى موجودة وتطبق (باقيه الى الآن في قوانينا الجنائيه وتشريعاتنا) ، تضطهد بسبب الإيمان أو عدم الإيمان ، وتغتصب حريه الضمير الشخصيه ، وربط التقدم في الخدمه الحكومية و الرواتب مع توزيع هذه الكنيسه او تلك مشروبها الكحولي الردئ. الانفصال التام للكنيسة عن الدولة - هذا هو المطلب الذي تطلبه البروليتاريا الاشتراكية من أجل الدولة الحديثة والكنيسة الحديثة.

يجب أن تفي الثورة الروسية بهذا المطلب كمكون ضروري للحرية السياسية. إن وضع الثورة الروسية مواتي بشكل خاص في هذا الصدد ، لأن البيروقراطية المثيره للاشمئزاز و استبداد الشرطة والإقطاع تسببت في الاستياء والتخمر والسخط حتى بين رجال الدين. بغض النظر عن مدى جهل رجال الدين الأرثوذكس الروس ، و مدى تعاستهم ، فقد أيقظهم الآن رعد سقوط النظام القديم ،نظام العصور الوسطى في روسيا. حتى أنهم انضموا للمطالبة بالحرية والاحتجاجات ضد الدوله والتعسف البيروقراطي ، ضد نظام التجسس المفروض على "خدام الله". نحن الاشتراكيون يجب أن ندعم هذه الحركة ، من أجل ايصال مطالب رجال الدين المخلصين والأمينين ، و تصيد كلامهم عن الحرية ، مطالبينهم بقطع أي صلة بين الدين والشرطة بشكل حاسم. و لنقول، إذا كنتم صادقين ، يجب أن تؤيدوا الفصل التام للكنيسة عن الدولة والمدرسة عن الكنيسة ،و الإعلان التام وغير المشروط بأن الدين يعتبر شأنًا خاصًا. أو أنكم لا توافقوا على هذه المطالب الثابتة بالحرية ،و هذا يعني انكم ما زلتم اسرى تقاليد محاكم التفتيش ، و انتم ما زلتم متمسكين بأخذ حصتكم من المناصب و الرواتب الحكومية ، إذن ، أنتم لا تؤمنون بالقوة الروحية لأسلحتكم ، فأنتم تواصلون تلقي الرشاوى من الحكومة ، حينها سيعلن العمال الواعون في كل روسيا حرب لا ترحم عليكم.

فيما يتعلق بحزب البروليتاريا الاشتراكية ، فإن الدين ليس مسألة خاصة. حزبنا هو تحالف للمناضلين الواعين والطليعيين من أجل تحرير الطبقة العاملة. مثل هذا الاتحاد لا يمكن ولا ينبغي أن يكون غير مبال باللاوعي أو الظلامية على شكل معتقدات دينية. نحن نطالب بالفصل التام للكنيسة عن الدولة من أجل محاربة الضباب الديني بأسلحة فكريه بحتة وبصحافتنا ودعايتنا. لكننا أسسنا تحالفنا، حزب العمال الأشتراكي الديمقراطي لعموم روسيا ، بالتحديد لمثل هذا النضال ضد أي خداع ديني للعمال. بالنسبة لنا ، فإن الصراع الأيديولوجي ليس ثانويا ، بل القضية الشاملة للحزب البروليتاري.

إذا كان الأمر كذلك ، فلماذا لا نعلن في برنامجنا أننا ملحدون؟ لماذا لا نمنع المسيحيين والمؤمنين بالرب من دخول حزبنا؟
يجب أن توضح الإجابة على هذا السؤال الفرق المهم للغاية بين طرح البرجوازية الديمقراطية والاشتراكيه الديمقراطية لمسألة الدين.

برنامجنا بأكمله مبني على نظرة علمية ، وعلى وجه التحديد ، نظرة مادية إلى العالم. لذلك فإن شرح برنامجنا يتضمن بالضرورة شرحًا للجذور التاريخية والاقتصادية الحقيقية للضباب الديني. تتضمن دعايتنا بالضرورة دعاية الحاديه. أحد أوجه عمل حزبنا هو نشر الأدب العلمي ، والذي كان ممنوعًا تمامًا وما زال ملاحقا من قبل سلطة الدولة الاستبدادية الإقطاعية. ربما سيتعين علينا الآن اتباع النصيحة التي قدمها إنجلز إلى الاشتراكيين الألمان: ترجمة ونشر ادب القرن الثامن عشر الفرنسي الإلحادي والتنويري.

لكن في أي حال من الأحوال لا ينبغي لنا أن ننحرف الى الصياغة التجريدية المثالية للمسألة الدينية بوصفها شأنا "فكريا محضا" ، خارج اطار الصراع الطبقي - وهي صياغة غالباً ما يقدمها ديموقراطيون راديكاليون من البرجوازية. سيكون من السخف الاعتقاد أنه في مجتمع قائم على الاضطهاد الذي لا ينتهي وتبليد الجماهير العاملة ، يمكن تبديد التخلف الديني من خلال الدعايه البحتة. سيكون من قصور النظر البرجوازي أن ننسى أن اضطهاد الدين للبشرية ليس سوى نتاج وانعكاس للقمع الاقتصادي داخل المجتمع. لا توجد كتب ولا خطب يمكنها أن تنير البروليتاريا ما لم تكن مستنيرة بصراعها ضد قوى الظلام الرأسمالية. وحدة هذا النضال الثوري حقاً للطبقة المضطهَدة من أجل خلق الجنة على الأرض هو أكثر أهمية لنا من وحدة وجهات نظر البروليتاريين حول الجنة في السماء.

لهذا السبب نحن لا نعلن ولا يجب أن نعلن الإلحاد في برنامجنا ؛ لهذا السبب نحن لا نحظر ويجب ألا نحظر على البروليتاريين الذين حافظوا على بعض أو بقايا التحيزات القديمة من الاقتراب من حزبنا. سندعوا دائمًا الى رؤية علمية للعالم ، من الضروري بالنسبة لنا أن نحارب عدم تناسق بعض "المسيحيين" ، لكن هذا لا يعني أننا يجب أن نطرح المسألة الدينية في المقام الأول الذي لا تستحقه . حتى لا نسمح بتفتيت القوى الثورية حقًا ،في صراعها السياسي و الأقتصادي من أجل الآراء أو الهراء ، التي ستفقد كل الأهمية السياسية ، و ستلقى بسرعة في مخزن النفايات من خلال سياق التطور الاقتصادي.

اهتمت البرجوازية الرجعية في كل مكان ، والآن بدأت تهتم هنا بالتحريض على الكراهية الدينية ، لتحويل انتباه الجماهير في هذا الاتجاه عن قضايا اقتصادية وسياسية مهمة وجوهرية يتم حلها الآن عن طريق توحيد النضال الثوري للبروليتاريا الروسية عمليًا. إن هذه السياسة الرجعية المتمثلة في تفتيت القوى البروليتارية ، والتي تتجلى اليوم بشكل رئيسي في مذابح" المئه السود" ، ربما ستكون غدًا بأشكال أكثر خبثا. على أي حال ، فإننا سنواجهها بالهدوء وضبط النفس والصبر ، أي نوع من الخلافات الثانوية الغريبة عنا ، سنواجهها بالدعايه للتضامن البروليتاري والنظرة العلمية.

ستضمن البروليتاريا الثورية أن يصبح الدين شأنًا شخصيا في الدولة. وفي هذا النظام السياسي ، الذي تم تطهيره من طحالب القرون الوسطى ، ستقود البروليتاريا صراعا واسعًا ومفتوحًا للقضاء على العبودية الاقتصادية ، المصدر الحقيقي للدجل الديني للبشرية.

الأعمال الكامله بالروسيه
المجلد 12 ص ص 142-147



#عبد_المطلب_العلمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطة الخمسية الخامسة وأهميتها في الإقتصاد الإشتراكي (4)
- الخطة الخمسية الخامسة وأهميتها في الإقتصاد الإشتراكي (3)
- الخطة الخمسية الخامسة وأهميتها في الإقتصاد الإشتراكي (2)
- الخطة الخمسية الخامسة وأهميتها في الإقتصاد الإشتراكي
- تروتسكي ومكتب التحقيقات الفدرالي(FBI)
- خطاب ستالين بمناسبه النصر على النازيه
- بعض مشاريع الخطه الخمسيه الخامسه
- الزمره اليمينيه التروتسكيه و توخاشيفسكي
- هل غزا الاتحاد السوفياتي بولندا؟*
- الصهيونيه و الماركسيه
- رساله بيريا
- تصفيه تروتسكي
- ستالين تلميذ لينين النجيب
- السوفيتات 3
- السوفيتات 2
- السوفيتات 1
- الهيمنه البريطانيه في الهند - كارل ماركس
- وسام الرفيدي يشوه تاريخ الشيوعيين
- احمد الخميسي يجانب الحقائق
- هل كانت قد نضجت الظروف للثوره؟


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- مقدمة في -المخطوطات الرياضية- لكارل ماركس / حسين علوان حسين
- العصبوية والوسطية والأممية الرابعة / ليون تروتسكي
- تحليل كلارا زيتكن للفاشية (نص الخطاب)* / رشيد غويلب
- مَفْهُومُ الصِراعِ فِي الفسلفة المارْكِسِيَّةِ: إِضاءَةِ نَق ... / علي أسعد وطفة
- من أجل ثقافة جماهيرية بديلة 5 :ماركس في عيون لينين / عبدالرحيم قروي
- علم الاجتماع الماركسي: من المادية الجدلية إلى المادية التاري ... / علي أسعد وطفة
- إجتماع تأبيني عمالي في الولايات المتحدة حدادًا على كارل مارك ... / دلير زنكنة
- عاشت غرّة ماي / جوزيف ستالين
- ثلاثة مفاهيم للثورة / ليون تروتسكي
- النقد الموسَّع لنظرية نمط الإنتاج / محمد عادل زكى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارشيف الماركسي - عبد المطلب العلمي - الأشتراكيه و الدين - لينين