|
ظهور وانهيار الإشتراكية العلمية
يعقوب ابراهامي
الحوار المتمدن-العدد: 5268 - 2016 / 8 / 28 - 18:40
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
"أنا أؤمن أن المشِيّح (المسيح باللغة العبرية – ي.أ.) سوف يأتي. التأكيد هنا هو على كلمة "سوف": سوف يأتي. كل مشِيّح (مسيح) أتى حتى الآن، وكل مشِيّحٍ (مسيح) سيأتي في أيامنا نحن، هو مشِيّح (مسيح) دجّال." - يشعياهو لايبوفيتش، عالم، فيلسوف ومفكر ديني، (1994-1903)، عندما سُئِل إذا كان يؤمن بمجيء المشِيّح (المسيح).
"أبناء البشر لا يصبحون ملائكة. . . والمؤرخ يقف خاشعاً عندما يرى كيف يتحول الحلم بالخلاص إلى عبودية مطلقة وكيف يتحول الفردوس الموعود إلى جحيم." - يعقوب تالمون (1980-1916) في كتابه "عصر العنف".
"لقد مضى عام كامل على وجودي في المانيا. وبغض النظر عن التحليل المدرسي الماركسي وغير الماركسي, فأنا وجدت في المانيا: الانسانية و الرحمة , بكل ما تحمل هاتين الكلمتين من معنى. مهاجرون من افريقيا و ايران و افغانستان و صربيا و روسيا و مقدونيا وارمينيا و العراق و سوريا و بنغلادش والهند و الصومال وارتيريا ولبنان وباكستان و البانيا.....الخ كل واحد من هؤلاء يستلم شهرياً 300 يورو اذا كان يسكن في مخيمات اللاجئيين النظامية. ( الطعام على اللاجئ) و 180 يورو اذا كان في مخيمات اللاجئيين الغير نظامية ( الحكومة توفر الطعام ). السكن مجاني للاجئيين, والعناية و الرعاية الصحية مجاناً , من ابسط الامراض الى اعقد العمليات الجراحية. الحكومة الالمانية , توفر كل التسهيلات , الى اللاجئين لكي يتعملوا اللغة الالمانية, والتسهيلات تشمل دورات اللغة في كل مكان , ويمنح الطالب تذاكر نقل و مواصلات مجانية. هل هذه هي الرأسمالية المتوحشة, كما اصفها انا في مقالاتي المخزية؟ في الحقيقة, لقد صدمني المجتمع الالماني و صدمتني اكثر الحكومة الالمانية. من اين لهم هذه الرأفة و هذه الانسانية؟ هل هذه الرأسمالية المتوحشة و البربرية ؟" (مقاطع من رسالة، أنقلها حرفياً، وصلتني بتاريخ 2018 / 8 / 22 من صديق يقطن في احد معاقل الراسمالية النيوليبرالية).
"يؤسفني أن أقول لك أنني لا زلتُ أعتبر نفسي ماركسياً وشيوعياً – لكنني لا أستطيع أن أتجاهل حقيقة أن أبرع التحليلات الماركسية هي دائماً تحليلات للإخفاقات" - سلافوي جيجك (1949) فيلسوف وناقد ثقافي سلوفيني. "علم الماركسية لا يقل دقةً عن علم الفيزياء" – حسقيل قوجمان. (علم الفيزياء وصل في الأشهر الأخيرة إلى مدار كوكب المشتري - إلى أين وصل "علم" الماركسية؟ علماء الفيزياء يعرفون (أو يظنون أنهم يعرفون) ماذا جرى في الجزء التريليون من الجزء التريليون من الجزء التريليون من الثانية الأولى بعد "الإنفجار العظيم" - هل بلغ "علم" الماركسية هذه الدرجة من الدقة؟)
عند نهاية التسعينات من القرن الماضي انهارت كل دول "الإشتراكية العلمية"، بحكم تناقضاتها الداخلية، كما تنهار قطع الدومينو (دولةٍ واحدة فقط بقيت لكي تذكر العالم بما عناه المؤرخ يعقوب تالمون، في كتابه "عصر العنف"، عندما تكلم عن تحول الحلم بالخلاص إلى عبودية مطلقة) ومعها انهارت الحركة الشيوعية العالمية، ذات التاريخ المجيد، وانهار "علم" الماركسية إلى غير رجعة. هل كان هذا الإنهيار محتماً منذ البداية أم إنه كان نتيجة "خطأ في التطبيق"؟ في هذه الورقة سأحاول أن أشرح وجهة نظري بأن "الإشتراكية العلمية" حملت بذور انهيارها منذ نشأتها وبأن تحول "الإشتراكية الطوباوية" إلى "اشتراكية علمية" (وتحول الأفكار الماركسية إلى "علم الماركسية") جرّد الإشتراكية (والماركسية) من محتواها الإنساني وأفقدها قيمها الأخلاقية وبهذا مهد الطريق لانهيارها. فكرة الإشتراكية كانت موجودة قبل ماركس وأنجلز. منظماتٍ وحركاتٍ شيوعية كانت قائمة قبل أن يكتب ماركس وأنجلز سطراً واحداً في "البيان الشيوعي". لكن مؤسسا "الإشتراكية العلمية" - (أنجلز هو الذي ابتدع مصطلح "الإشتراكية العلمية" وليس واضحاً إن كان كارل ماركس سعيداً بذلك) - بخلاف كل من سبقهما لم يكتفيا بأن تكون فكرة الإشتراكية فكرةً "عادلة" و"محقة" و"هدفاً" من الجدير بالإنسان أن يسعى لبلوغه، بل أرادا أن تكون كذلك "ضرورة علمية" و"حتمية تاريخية"ً. أي أنهما أرادا أن يحولا "الحلم " إلى "علمٍ" و"الهدف" إلى "حتمية". "وكما اكتشف داروين قانون تطور الطبيعة العضوية" – قال أنجلز في تأبين صديقه كارل ماركس – "اكتشف كارل ماركس قانون تطور المجتمع البشري". هذه المقارنة هي مقارنة بائسة: مضللة،مضرة وخاطئة. هذه مقارنة مضللة لأنها تخفي حقيقة أن داروين، بخلاف كارل ماركس، فسّر ما حدث في الماضي ولم "يتنبأ" بما سوف يحدث في المستقبل. ففي حين كان داروين يبحث عن "الحلقة الماضية" المفقودة في تطور القرد إلى إنسان - كان كارل ماركس يتحدث عن "الحلقة المستقبلية" في تطور المجتمع البشري من مجتمع طبقي إلى مجتمع لاطبقي. داروين حسبما أعرف (وقد أكون مخطئاً) لم يتحدث في أيٍّ من أبحاثه عن "إنسان المستقبل". أما كارل ماركس فقد تحدث عن "مجتمع المستقبل" الشيوعي. هذه مقارنة مضرة لأن تطبيق النظرية الداروينية، حول "الإنتقاء الطبيعي وبقاء الأفضل"، على المجتمع البشري قد ينزلق بسهولة إلى العنصرية والنازية. في الثلاثينيات من القرن الماضي أبادت "الإشتراكية العلمية" في الإتحاد السوفييتي طبقة اجتماعية كاملة هي طبقة الكولاك بحجة انها "طفيلية وغير مفيدة". هناك من يرى في جريمة الإبادة الجماعية هذه صدىً للنظرية الداروينية حول بقاء الأفضل. وهي أخيراً مقارنة خاطئة لأنه ليس هناك شيءٌ اسمه " قانون تطور المجتمع البشري" وكارل ماركس لم يكن يستطيع أن يكتشف شيئاً غير موجود.
ماركس وأنجلز (لاسيما أنجلز) أرادا، كما أسلفنا، أن يحولا الحلم بمجتمع المساواة والعدالة الإجتماعية إلى علمٍ دقيق له حتمية القوانين الطبيعية. هذا الجمع الموهوم بين "القيم الأخلاقية" (Ethics) و"القوانين العلمية الطبيعية" (Natural sciences) هو الذي حفر قبر "الإشتراكية العلمية". في رسالةٍ شهيرة إلى ويديميير (J. Weydemeyer) محرر المجلة النيويوركية Die Revolution بتاريخ 5 مارس 1852، كتب كارل ماركس: " إن الجديد الذي أتيتُ به هو أنني برهنتُ (proved) على : 1. إن وجود الطبقات مرتبطٌ بمراحل تاريخية معينة من تطور الإنتاج. 2. إن الصراع الطبقي يؤدي بالضرورة (necessarily) إلى دكتاتورية البروليتاريا. 3. إن هذه الدكتاتورية نفسها لا تشكل سوى مرحلة انتقالية نحو محو كل الطبقات وإقامة مجتمعٍ لا طبقي."
بخلاف زعمه، أو ربما بخلاف زعم المترجم من اللغة الألمانية إلى اللغة الإنجليزية، كارل ماركس لم "يبرهن" على أي شيء . كارل ماركس لم "يبرهن" هذه الفرضيات الثلاثة (التي يزعم أنه "برهنها"). كل ما يمكن قوله هو أنه "توصّل" إليها (بعد تفكير وبحثٍ وجلوسٍ دائم في مكتبة المتحف البريطاني في لندن). كارل ماركس لم "يبرهن" صحة هذه الفرضيات لا لأنه كان يفتقر إلى المؤهلات الفكرية اللازمة لذلك ("تخيّل: روسو، فولتير، هولباخ، ليسينغ، هايني وهيغل في شخصٍ واحد - هذا هو دكتور ماركس." – كنب "الرابي الشيوعي" موشيه هيس إلى محرر مجلة Rheinische Zeitung يصف كارل ماركس الشاب وهو آنذاك في الثالثة والعشرين من عمره فقط). كارل ماركس لم "يبرهن" على صحة فرضياته الثلاثة هذه لأن "برهنة" فرضيات بخصوص تطور المجتمع البشري هو أمرٌ مستحيل. أحدٌ لم يسمع عن تجربةٍ أجراها كارل ماركس في المختبر (بالمعنى المجازي الواسع لكلمة "مختبر") ونتائج التجربة أثبتت صحة توقعاته – أي أن نتائج التجربة جاءت مطابقة لتنبؤات النظرية. هذه هي الطريقة الوحيدة لإثبات (أو على الأقل: لتعزيز) صحة النظرية. ليس هناك طريقة أخرى ل-"البرهنة" على صحة نظرية. وإذا كان كارل ماركس قد استخدم حقاً كلمة "برهنتُ" (proved) في النص الأصلي للرسالة باللغة الألمانية (ولم تكن هذه زلّة مترجم) فإن هذا يدل على أنه حتى مفكر بوزن كارل ماركس قد يقع في أخطاءٍ لا يقع فيها طالب مبتدئ في فلسفة العلوم. (في أحدى تعليقاتها الغاضبة سألتني الزميلة زينة محمد عن هفوات لكارل ماركس. وعدتُها أن أكتب عن ذلك في مقالٍ منفرد. هذه، سيدتي الفاضلة، هي واحدة من تلك الهفوات.) نفس الشيء يجب أن يُقال عن كلمة "بالضرورة" (necessarily)التي يستخدمها كارل ماركس هنا: "الصراع الطبقي يؤدي بالضرورة (necessarily) إلى دكتاتورية البروليتاريا". (في مكانٍ آخر يستخدم كارل ماركس تعبير "by iron necessity". يبدو أن ماركس كان مغرماً بمشتقات كلمة "ضرورة"). ليس هناك أوضح من هذه الجملة في التعبير عن مفهوم "الحتمية التاريخية". لكن تطور المجمع البشري لا يسير وفق "حتمية تاريخية" لا مفر منها. (هنا على الباحث النزيه ان يتوقف ويذكر أن أغلب كتابات كارل ماركس تشير إلى العكس من نظرية "الحتمية التاريخية" رغم أن هذه النظرية تبدو واضحة جلية في الفقرة المقتبسة أعلاه. ماركس أكد دائماً على دور العمل الإنساني الواعي في تطور المجتمع البشري. يكفي ان نشير إلى مقولته الشهيرة أن البشر يصنعون تاريخهم بأنفسهم، أو إلى الإطروحة رقم 11 من "اطروحات فويرباخ" التي يقول فيها ان الفلاسفة حتى الآن فسروا التاريخ بشكلٍ أو بآخر – لكن المهم هو تغييره.) في كل ما يتعلق بالمجتمع البشري المؤلف من أناسٍ ذوي وعي وإرادةٍ حرة (على عكس الطبيعة الجامدة الخالية من الوعي وعلى العكس من الطبيعة العضوية الخالية من الإرادة الحرة) لا يمكن الحديث عن "حتمية تاريخية" أو عن "ضرورة" لا مفر منها، أي لا يمكن الحديث عن "قانون" تطور المجتمع البشري . لا يمكن "التنبؤ" بالمستقبل، بل يمكن الحديث فقط عن "اتجاهات" و"احتمالات"، عن "أهداف" نريد تحقيقها وعن "دفع الأحداث" للسير في طريق معين لتحقيق هذه الأهداف. "مختبر التاريخ" نفسه لم يؤكد حتى الآن صحة الفرضية التي قال كارل ماركس قبل اكثر من قرنٍ ونصف القرن أنه قد "برهن" على صحتها: الصراع الطبقي (إن كان لا يزال هناك صراعٌ طبقي بعد مرور 164 عاماً بالضبط منذ أن كتب كارل ماركس رسالته) لم يؤد إلى دكتاتورية البروليتاريا (إن كان لا يزال هناك في الدول الصناعية الكبرى بروليتاريا "ليس لها ما تخسره سوى اصفادها"). وفي كل مكانٍ انتهى فيه "الصراع" بإقامة دكتاتورية فأن تلك لم تكن "دكتاتورية البروليتاريا" كما تصورها كارل ماركس بل دكتاتورية طبقة بيروقراطية جديدة، أو سلالة ملكية، لم يحلم بها كارل ماركس. يمكننا فقط أن نتصور ماذا كان كارل ماركس يقول لو قام من قبره ورأى "الإشتراكية العلمية" مطبقة في كوريا الشمالية. ليس هناك شيٌ محتم في التاريخ البشري. والماركسية لا يمكنها أن "تتنبأ" بما سيقع (معظم تنبؤاتها فشلت). يمكنها في أحسن الأحوال أن "تفسر" ما وقع. إن عملية تحويل الماركسية إلى "علم الماركسية" (عملية بدأها أنجلز وبلغ بها ستالين إلى نهايتها الكارثية) هي في الوقت نفسه عملية تجريد الماركسية (والحركة الشيوعية) من قيمها الأخلاقية. النظريات العلمية (وأنا أتكلم هنا عن العلوم الطبيعية وعن الفيزياء بصورةٍ خاصة) ليس لها قيمة أخلاقية. الحقائق العلمية مفروضة على الإنسان العاقل وليس له حرية الإختيار بين رفضها أو قبولها. وما ليس للإنسان العاقل حرية الإختيار بين رفضه أو قبوله لا يمكن أن تكون له قيمة أخلاقية. المعادلة E=MC2 ليس لها قيمة أخلاقية. لا خلاف حولها بين إنسانٍ وغدٍ وإنسان نزيه. هذه المعادلة صحيحة (إلى أن يثبت خطأها) وتعمل عملها في مجتمعٍ رأسمالي وفي مجتمعٍ اشتراكي على حدٍ سواء وبنفس الشكل بالضبط. (هناك قصة طريفة حول ستالين الذي طلب من بيريا أن يجند العلماء السوفييت لصنع أول قنبلة ذرية في الإتحاد السوفييتي، وعندما قال له بيريا إن الأمر صعب التحقيق، لأن كل علماء الفيزياء السوفييت يعتنقون نظريات آينشتاين الرجعية المعادية للمادية الديالكتيكية، أجابه ستالين: دعهم يصنعون القنبلة الذرية أولاً وسنعدمهم بعد ذلك. هذه القصة طبعاً هي أجمل من أن تكون حقيقية). ماذا يبقى من الماركسية (ومن المبادئ الشيوعية) إذا تحولت الأفكار الماركسية إلى "علم الماركسية" وإذا فقدت قيمها الأخلاقية؟ ماذا يبقى من الأهذاف النبيلة لأفكار كارل ماركس إذا تحولت الماركسية من دعوة لإقامة عالمٍ أفضل إلى مجموعة من "القوانين الطبيعية" المفروضة على الإنسان، والتي تعمل خارج وعي الإنسان ورغم إرادته، تماماً مثلما يعمل قانون الجاذبية مثلاً خارج وعي الإنسان ورغم إرادته؟ عملية تحول الإشتراكية من "حلمٍ" إلى "علم" هي عملية تجريد الماركسية من محتواها الإنساني. وتاريخ "الإشتراكية العلمية" هو تاريخ تركيز السلطة المطلقة في أيدي أقلية نصبت نفسها منفذةً ل-"قوانين التاريخ" الحتمية بعد أن أعلنت أنها الوحيدة التي تعرف هذه "القوانين". وهي الوحيدة أيضاً التي تعرف كيف تطبق هذه "القوانين". وعندما أراد الشيوعيون في جيكوسلوفاكيا، في ستينات القرن الماضي، استبدال "الإشتراكية العلمية" ب"اشتراكية ذات وجه إنساني" جاءت دبابات "الإشتراكية العلمية"، قمعت المحاولة بالحديد والنار واحتلت براغ في الليلة بين 20-21 من آب 1968. (بالنسبة لي شخصياً، كما هو الحال بالنسبة لكثير من الشيوعيين في أرجاء العالم، شكل هذا الحدث نقطة الافتراق النهائي والتام عن "الإشتراكية العلمية" وعن "الشيوعية التقليدية". عندما شاهدتُ على شاشة التلفيزيون الدبابات الروسية تخترق شوارع براغ اقتنعتُ أن قمع حرية الإنسان هو مكوِّن أساسي من مكونات "الإشتراكية العلمية" وشرطٌ من شروط بقائها وليس "انحرافاً" عابراً أو "خطأً" يمكن اصلاحه.) عندما تمسك بيديك بسر "التطور التاريخي"، وتعرف انك تسير وفقاً لـ"قوانين" علمية حتمية، فإن التضحية ببضعة ملايين من البشر هو ثمن زهيد مقابل "المستقبل السعيد" للأجيال المقبلة. "الغولاغ" الستاليني لم يكن خطأً في تطبيق "الإشتراكية العلمية" بل هو "الإشتراكية العلمية" نفسها. ليس صدفةً أن كارل ماركس قال: "إن السعادة في النضال" ولم يقل إن السعادة هي في بلوغ الهدف من النضال.
الأخرق: فيما يلي نص تعليق بعنوان "من هو الأخرق؟" ارسلته بتاريخ 2018 / 8 / 12 ولم يُنشر "لمخالفته القواعد". أعيد نشر التعليق هنا تكريماً لذكرى إنسانٍ، عالمٍ وفيلسوف، أنا مدين له كثيراً في تكويني الفكري. الدكتور طلال الربيعي لم يعرف الرجل، وأغلب الظن أنه لم يسمع باسمه من قبل، ومع ذلك أجاز لنفسه أن يصفه بالأخرق ("استاذك الاخرق سامحه الله!") دون أي سببٍ واضح. إليكم التعليق الذي أراد "الأخ الكبير" أن لا تقرأوه:
من هو الأخرق؟ من يقول على إنسانٍ لا يعرفه أنه أخرق يشهد على نفسه أكثر مما يشهد على غيره. بروفسور يهوشوع بار هيلل (Yehoshua Bar-Hillel)، 1975-1915، كان فيلسوفاً اسرائيلياً ذا شهرة عالمية. اشتهر بابحاثه الرائدة في اللغويات، في اسس الرياضيات، في فلسفة العلوم ، وعلى الأخص في قدرة الآلة على الترجمة الأوتوماتية Machine Translation. في سنواته الأخيرة كان يشك في ذلك كثيراً. عمل مع خومسكي وكتب مع الفيلسوف رودولف كارناب كتاباً تحت عنوان: An Outline of the Theory of Semantic Information كتبه ترجمت إلى لغاتٍ عديدة . من أشهرها الكتاب الذي ألفه مع الفيلسوف وعالم الرياضيات ابراهام فرينكل باسم Foundations of Set Theory الذي يبحث في اسس الرياضيات. أنا سعيد لأنني سمعتُ محاضرات هذا "الأخرق". أما تعليق السيد طلال الربيعي (14) فأقل ما يُقال فيه أنه قليل الأدب. "فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض".
#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وَأوْهَى قَرْنَهُ الوَعِلُ
-
معاداة السامية تحت ستار معاداة الصهيونية
-
لِمَن زغردت الأمّ الفلسطينية؟
-
الكلب يريد أحياناً أن ينبح
-
بوخارين اعترف بجرائمه
-
يوسي سريد
-
اكاذيب عن جورج أورويل-3
-
ديالكتيك، ميركل وأفلام هندية
-
اكاذيب عن جورج اورويل-2
-
طلال الربيعي ضد المستشارة الألمانية ميركيل
-
أكاذيب عن جورج أورويل
-
كيف اكتشف طلال الربيعي مؤامرة صهيونية لتقسيم العراق
-
طلال الربيعي يترجم بتصرف
-
خرافات وأوهام ديالكتيكية
-
فقر الديالكتيك
-
الإنحطاط السياسي للحزب الشيوعي العربي في اسرائيل
-
الاضطرابات النفسية كملجأ أخير
-
ماركسية الفول والشعير كعقيدة دينية
-
هكذا تخرصتُ على ماركس : جوابي لسلام كبة
-
ماركسيو الفول والشعير
المزيد.....
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|