|
فَكَرِهْنَا ذَلِكْ -الأديان بشرية الهوى والهوية (5)
سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 3783 - 2012 / 7 / 9 - 14:05
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الأخلاق والسلوك هى نظم إبتدعها البشر لتنظيم علاقاتهم الإجتماعية وتسيير حياتهم بما يحقق أمانهم وسلامهم لتتصدر رؤى ومصالح النخب المهيمنة لتصيغ الأخلاق بما يخدم رؤيتها ويُكرس مصالحها , لذا من الخطأ تصور أن الأديان هى مُبدعة للأخلاق والسلوك فهو إرث إنسانى نتاج مخاض طويل لترسيخ مفاهيم محددة تكون بمثابة دستور ينظم العلاقات بين البشر ويحدد أطرها , فالأديان لم تبدع قيم التعاون والصدق والمحبة بين البشر , ولم يكن لها السبق فى التنفير من القتل والنهب فقد سبقتها مجتمعات قديمة أقامت شرائعها ونهجها كنظام تبتغيه , بل يمكن القول أن المفاهيم الأولى للأخلاق والسلوك نشأت فى الكهوف مع الإنسان البدائى الأول عندما فطن ان هناك سلوك مُحدد بتفعيله سيحظى على أمان نفسى أكثر .
الأديان إستمدت منظومة الأخلاق والسلوك والشرائع من مجتمعات سابقة وسنجد هذا واضحا بتعقب النظم الأخلاقية لحضارت مابين النهرين ومصر والهند , ولا غبار على ذلك فكما قلنا أنها إنتاج وإرث بشرى متنوع وثرى يعبر عن الحالة التطورية والمعرفية للإنسان , كما تأتى الاخلاق والسلوك كتعبير حقيقى عن نمط قوى وعلاقات الإنتاج السائدة لتشكل فى النهاية أطر ونظم وسلوك يتحدد ملامحه ببطئ من مخاض صراع طبقى .
مقولة أن الأديان انتجت منظومة أخلاقية مُستقلة مَقولة فاسدة وذلك بدراسة وبحث بسيط فى انثربولوجيا المجتمعات, ومقولة أن هكذا هى الاخلاق والسلوك التى يرتضيها الرب مقولة فاسدة أيضا ليس لعدم وجود دليل يثبت هذا فحسب بل لأن الشعوب القديمة فى مصر والعراق والصين قدمت منظومات أخلاقية أرقى فى التعاطى والتعامل فبالرجوع لكتاب الموتى على سبيل المثال نجد حزمة من الأخلاق النبيلة والراقية تصل للإعتناء بالنهر والرفق بالحيوان والحرص على النبات والزرع .
المنظومة الأخلاقية فى الأديان تتجه نحو الإنتقائية والإزدواجية كما تعرضنا فى بحثنا الأخير أى أن الأخلاق تكون محصورة فى إطار الجماعة البشرية المؤمنة فحسب , فالود والتعاون والتكافل والرفق خاص بالجماعة البشرية المؤمنة بذات الإله أما الخارج عنها فلن تمنحه هذه الأخلاق فهى إما تهملها أو قد تأخذ منحى مغاير بتصدير سلوكيات عكسية يغلب عليها النبذ والكراهية والتعالى .
لم تكتفى المنظومة الأخلاقية فى الأديان بتشرنقها داخل ذاتها كما لم تقدم نظم أخلاقية أرقى عن نظائرها , فلم تحرص ان تكون متقاربة من منظومات أخلاقية فى عهدها بل قدمت ملامح ومشاهد تخالف ماهو معهود فى زمانها من قيم وسلوك وأعراف .. دعونا نتلمس هذا من بعض المشاهد
* فَكَرِهْنَا أَنْ نَقَعَ عَلَيْهِنَّ . سبى النساء فى العصور القديمة أثناء الحروب شئ معهود فى ذلك الزمان مارسته شعوب كثيرة لتكون المرأة هى الضحية , فما أن تنتهى الحرب حتى يبدأ توزيع النساء كإماء وجوارى وملك يمين على المقاتلين والقادة والنخب ليتم إغتصابهن رغماً عنهن فى وضعية أنهن سبى بلا أى حقوق , ورغم هذا فكان هناك بعض الأطر تحكم هذه العملية الهمجية فالزوجة المسبية لا يتم وطأها طالما لها زوج ونتلمس هذا من إستهجان المقاتلين فى غزوة أوطاس فقد حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عُثْمَانَ الْبَتِّيِّ ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : " أَصَبْنَا نِسَاءً مِنْ سَبْيِ أَوْطَاسٍ ، وَلَهُنَّ أَزْوَاجٌ ، فَكَرِهْنَا أَنْ نَقَعَ عَلَيْهِنَّ وَلَهُنَّ أَزْوَاجٌ ، فَسَأَلْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ سورة النساء آية 24 قَالَ : فَاسْتَحْلَلْنَا بِهَا فُرُوجَهُنَّ .!
لن يعنينا فى هذه الجزئية التعاطى مع بشاعة سبى النساء واغتصابهن فهذا التصريح الإلهى بتوزيع السبايا وممارسة الجنس معهن رغماً عنهن هو عمل غير اخلاقى ومستهجن بل مُدان ومُجَرم بمنظور عصرنا لن تجرؤ أى دولة أو جماعة على ممارسته مما يقزم فكرة أن التشريعات الإلهية صالحة لكل زمان ومكان !!.. نعم هى غير صالحة بل مُجرمة فى عصرنا وسندين ونحاكم مرتكبيها .! نرجع للحدث وسنهتم بمقولة وردت فى سياق الحديث هى التى تعنينا لنتأملها فلا تمر علينا بسهولة , فالمقاتلين أصابتهم الحيرة من وطأ السبايا اللاتى لهن ازواج لتأتى مقولتهم " فَكَرِهْنَا أَنْ نَقَعَ عَلَيْهِنَّ وَلَهُنَّ أَزْوَاجٌ " أى ان المقاتلين المنحدرين من ثقافة عربية قديمة جاهلية كما يتأنف المسلمون وجدوا إشمئزاز وكراهية لفعل إغتصاب نساء لهن أزواج فهوعمل مُستهجن وغير لائق وفقاً لثقافتهم وأعرافهم ليأتى التشريع هنا مقدماً رخصة بالإستمتاع بلا حرج , فيستحلون فروجهن .!! سلوكيات واخلاق المجتمع العربى القديم بإستهجان ورفض وطأ السبايا اللاتى لهن ازواج يحسب لهذا المجتمع الغارق فى بداوته فهل جاء الدين بشئ أرقى أم نال من قيمة سلوكية فى المجتمع .!
* لقد كَرِهنا نحن ذلك . دعي الشيخ عبد الرؤوف عون الداعية الإسلامي بالأزهر بأنه يمكن لأي رجل أن يكون له ملك يمين وأن هذا من الدين الإسلامي فقد كان مباحاً وموجوداً في عهد الرسول والصحابة وازداد إلى حد كبير فى عهد أبو بكر الصديق ، وذكر الشيخ أن زواج ملك اليمين ينعقد بأن تقول المرأة "ملكتك نفسى"، فيرد الزوج: "وأنا قبلت وكاتبتك على سورة الإخلاص"، وتقرأ سورة الإخلاص وبهذا تصبح ملك يمينه وبنفس الطريقة تستطيع أن تُطلق نفسها منه بتلاوتها لسورة الإخلاص منوهاً إلى أن هذا النوع من الزواج لا يشترط توثيقه عند مأذون شرعي. !
تبدو الأمور غريبة وشاذة لتجد رفضاً شديداً من بعض رجال الدين الإسلامى تصل بوصف هذه العلاقة بأنها زنا بحكم أن ملك اليمين هى أمة وفى حالتنا هذه هى حُرة وهذا صحيح بالرغم أن الداعية عون لا يشترط ذلك وله ما يستند عليه من التراث والفقه , أعتقد أنه إجتهاد من داعية من أهل السنه لأحياء نمط من العلاقات القديمة بغية البحبوحة الجنسية بعد ان ضيقوا على أنفسهم بتحريم زواج المتعة , وإن كنت أتوقع لهذا الزواج ان يجد حضوراً فى الفترة القادمة ليس لإقتناع المسلمين بشرعيته بل كغطاء مقدس لتنفيس رغبات مكبوتة .
يأتى قول مفتى مصر حاداً وقاطعاً فى رفضه لزواج ملك اليمين " إن من يقومون بذلك يفترون على الله والإسلام والمسلمين ويغيرون المسميات، فهو زنا ويسمونه ملك يمين، وكل ذلك من عدوان المعتدين ومن تلبيس المفلسين ومن جهل الجاهلين، فمنذ أكثر من 153 سنة انتهى الرق في العالم الإسلامي كله، وإذا جاء أحد العاطلين ويريد أن يتلاعب بالإسلام والمسلمين فقولوا له خسئت وخسرت، والله من ورائك محيط، وهذا التلبيس إنما هو من قبيل الإفلاس .
لسنا بصدد نقد زواج ملك اليمين كنمط بشع للعلاقات بين الرجل والمرأة , وهل هو دخيل على الإسلام أم من صلب تراثه وشريعته ليمكن له الحضور والتفعيل , ولكننا سنعتنى بتأمل هذا المشهد فى عموميته فهناك علاقة زواج -إذا صح تعبير أنها زواج- كانت مُحللة ومُباحة ومُباركة فى الماضى ومُسجلة فى اللوح المحفوظ والشرائع الإلهية لتتحول فى عصرنا الحاضر إلى زنا وفُحش ولا يأتى هذا التوصيف من جماعة العلمانيين بل من فقهاء وشيوخ الإسلام ذاته وهذا له دلالة خطيرة , فما كان مُحللاً فى السابق أصبح قبيحاً ومذموماً ليوضع فى خانة الزنا أى أن منظومة العصر الحضارية لم تكتفى بإهمال وتهمييش وإلغاء هذه العلاقة بل وضعتها فى تصنيف الفُحش والجُرم لتضع الشريعة الإلهية فى مأزق فهى لم تكتفى بإهمالها بل أصبحت مذمومة ملفوظة قبيحة ومحل إدانة... لقد كَرِهْنَا ذَلِكْ .
* فَكَرِههْا فرعون وأبيمالك أن تكذب فهو عمل غير أخلاقى لم تبتدعه الأديان بل سبقتها أخلاقيات شعوب كثيرة ولكن أن يكذب البطريرك الأول للأنبياء فهو عمل غير مقبول ولا مُبرر وخصوصا ان له حوارات كثيرة مع الإله ووعود دائمة ومكررة بالحماية والدعم .. أن يقدم الرجل زوجته للغريب بغية إتقاء شره أو طلبا لمنفعة فهو عمل نذل وخسيس وجبان وأن يأتى من ابو الأنبياء فتكون الفجيعة أكبر لن ينفع أمامها أى تفسير أو تبرير ... دعونا نأخذ القصة من مصدرها التوراتى ثم نعرج على السرد الإسلامى لها . وَحَدَثَ جُوعٌ فِي الأَرْضِ، فَانْحَدَرَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ لِيَتَغَرَّبَ هُنَاكَ، لأَنَّ الْجُوعَ فِي الأَرْضِ كَانَ شَدِيدًا. 11 وَحَدَثَ لَمَّا قَرُبَ أَنْ يَدْخُلَ مِصْرَ أَنَّهُ قَالَ لِسَارَايَ امْرَأَتِهِ: «إِنِّي قَدْ عَلِمْتُ أَنَّكِ امْرَأَةٌ حَسَنَةُ الْمَنْظَرِ. 12 فَيَكُونُ إِذَا رَآكِ الْمِصْرِيُّونَ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ: هذِهِ امْرَأَتُهُ. فَيَقْتُلُونَنِي وَيَسْتَبْقُونَكِ. 13 قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي، لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ». 14 فَحَدَثَ لَمَّا دَخَلَ أَبْرَامُ إِلَى مِصْرَ أَنَّ الْمِصْرِيِّينَ رَأَوْا الْمَرْأَةَ أَنَّهَا حَسَنَةٌ جِدًّا. 15 وَرَآهَا رُؤَسَاءُ فِرْعَوْنَ وَمَدَحُوهَا لَدَى فِرْعَوْنَ، فَأُخِذَتِ الْمَرْأَةُ إِلَى بَيْتِ فِرْعَوْنَ، 16 فَصَنَعَ إِلَى أَبْرَامَ خَيْرًا بِسَبَبِهَا، وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ. 17 فَضَرَبَ الرَّبُّ فِرْعَوْنَ وَبَيْتَهُ ضَرَبَاتٍ عَظِيمَةً بِسَبَبِ سَارَايَ امْرَأَةِ أَبْرَامَ. 18 فَدَعَا فِرْعَوْنُ أَبْرَامَ وَقَالَ: «مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتَ بِي؟ لِمَاذَا لَمْ تُخْبِرْنِي أَنَّهَا امْرَأَتُكَ؟ 19 لِمَاذَا قُلْتَ: هِيَ أُخْتِي، حَتَّى أَخَذْتُهَا لِي لِتَكُونَ زَوْجَتِي؟ وَالآنَ هُوَذَا امْرَأَتُكَ! خُذْهَا وَاذْهَبْ!». 20 فَأَوْصَى عَلَيْهِ فِرْعَوْنُ رِجَالاً فَشَيَّعُوهُ وَامْرَأَتَهُ وَكُلَّ مَا كَانَ لَهُ.
أما القصة الإسلامية فلا تختلف كثيرا عن سابقتها التوراتية ... عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ( بينما إبراهيم عليه السلام ذات يوم و سارة ، إذ أتى على جبّار من الجبابرة ، فقيل له : إن ها هنا رجلاً معه امرأة من أحسن الناس ، فأرسل إليه ، فسأله عنها فقال : من هذه ؟ فقال له : أختي ، فأتى سارة فقال : يا سارة ، ليس على وجه الأرض مؤمن غيري وغيرك ، وإن هذا سألني فأخبرته أنك أختي ، فلا تكذبيني ، فأرسل إليها ، فلما دخلت عليه ذهب يتناولها بيده ، فأُخذ ، فقال : ادعي الله ولا أضرّك ، فدعت الله فأُطلق ، ثم تناولها الثانية فأُخذ مثلها أو أشد ، فقال : ادعي الله لي ولا أضُرّك ، فدعت فأُطلق ، فدعا بعض حجبته فقال : إنكم لم تأتوني بإنسان ، إنما أتيتموني بشيطان ، فأَخدمها هاجر ، فأتته - وهو يصلي - ، فأومأ بيده : مهيا ، قالت : ردّ الله كيد الكافر - أو الفاجر - في نحره ، وأخدم هاجر ) رواه البخاري . وفي رواية أخرى : ( لم يكذب إبراهيم عليه السلام إلا ثلاث كذبات ، ثنتين منهن في ذات الله عز وجل ، قوله : { إني سقيم } ، وقوله : { بل فعله كبيرهم هذا } ، وبينما هاجر إبراهيم عليه السلام بسارة ، دخل بها قرية فيها ملك من الملوك أو جبّار من الجبابرة ، فقيل : دخل إبراهيم بامرأة هي من أحسن النساء ، فأرسل إليه أن يا إبراهيم ، من هذه التي معك ؟ ، قال : أختي ، ثم رجع إليها فقال : لا تُكذّبي حديثي ؛ فإني أخبرتهم أنك أختي ، والله ما على الأرض مؤمن غيري وغيرك ، فأرسل بها إليه ، فقام إليها ، فقامت توضّأ وتصلي فقالت : اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي ، فلا تُسلّط عليّ الكافر ، فغُطّ حتى ركض برجله ، فقالت : اللهم إن يمت يُقال هي قتلته ، فأُرسل ، ثم قام إليها فقامت توضأ تصلي وتقول : اللهم إن كنت آمنت بك وبرسولك وأحصنت فرجي إلا على زوجي ، فلا تُسلّط علي هذا الكافر ، فُغطّ حتى ركض برجله ، فقالت : اللهم إن يمت يقال هي قتلته ، فأُرسل في الثانية أو في الثالثة فقال : والله ما أرسلتم إلي إلا شيطاناً ، أرجعوها إلى إبراهيم وأعطوها هاجر ، فرجعت إلى إبراهيم عليه السلام فقالت : أشعرت أن الله كَبَتَ الكافر ، وأخدمَ وليدةً ؟ ) رواه البخاري .
قبل ان نعرج على الرؤية التى تهمنا يلزم ان نرى مشهد آخر من هذه العائلة المحترمة فهى حقا عائلة محترمة لها باع فى هكذا سلوك !! ففى الأصحَاحُ السَّادِسُ وَالْعِشْرُونَ :"وَكَانَ فِي الأَرْضِ جُوعٌ غَيْرُ الْجُوعِ الأَوَّلِ الَّذِي كَانَ فِي أَيَّامِ إِبْرَاهِيمَ، فَذَهَبَ إِسْحَاقُ إِلَى أَبِيمَالِكَ مَلِكِ الْفِلِسْطِينِيِّينَ، إِلَى جَرَارَ. 2وَظَهَرَ لَهُ الرَّبُّ وَقَالَ: «لاَ تَنْزِلْ إِلَى مِصْرَ. اسْكُنْ فِي الأَرْضِ الَّتِي أَقُولُ لَكَ. 3تَغَرَّبْ فِي هذِهِ الأَرْضِ فَأَكُونَ مَعَكَ وَأُبَارِكَكَ، لأَنِّي لَكَ وَلِنَسْلِكَ أُعْطِي جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ، وَأَفِي بِالْقَسَمِ الَّذِي أَقْسَمْتُ لإِبْرَاهِيمَ أَبِيكَ. 4وَأُكَثِّرُ نَسْلَكَ كَنُجُومِ السَّمَاءِ، وَأُعْطِي نَسْلَكَ جَمِيعَ هذِهِ الْبِلاَدِ، وَتَتَبَارَكُ فِي نَسْلِكَ جَمِيعُ أُمَمِ الأَرْضِ، 5مِنْ أَجْلِ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ سَمِعَ لِقَوْلِي وَحَفِظَ مَا يُحْفَظُ لِي: أَوَامِرِي وَفَرَائِضِي وَشَرَائِعِي». 6فَأَقَامَ إِسْحَاقُ فِي جَرَارَ. وَسَأَلَهُ أَهْلُ الْمَكَانِ عَنِ امْرَأَتِهِ، فَقَالَ: «هِيَ أُخْتِي». لأَنَّهُ خَافَ أَنْ يَقُولَ: «امْرَأَتِي» لَعَلَّ أَهْلَ الْمَكَانِ: «يَقْتُلُونَنِي مِنْ أَجْلِ رِفْقَةَ» لأَنَّهَا كَانَتْ حَسَنَةَ الْمَنْظَرِ. 8وَحَدَثَ إِذْ طَالَتْ لَهُ الأَيَّامُ هُنَاكَ أَنَّ أَبِيمَالِكَ مَلِكَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ أَشْرَفَ مِنَ الْكُوَّةِ وَنَظَرَ، وَإِذَا إِسْحَاقُ يُلاَعِبُ رِفْقَةَ امْرَأَتَهُ. 9فَدَعَا أَبِيمَالِكُ إِسْحَاقَ وَقَالَ: «إِنَّمَا هِيَ امْرَأَتُكَ! فَكَيْفَ قُلْتَ: هِيَ أُخْتِي؟» فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ: «لأَنِّي قُلْتُ: لَعَلِّي أَمُوتُ بِسَبَبِهَا». 10فَقَالَ أَبِيمَالِكُ: «مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتَ بِنَا؟ لَوْلاَ قَلِيلٌ لاضْطَجَعَ أَحَدُ الشَّعْبِ مَعَ امْرَأَتِكَ فَجَلَبْتَ عَلَيْنَا ذَنْبًا». 11فَأَوْصَى أَبِيمَالِكُ جَمِيعَ الشَّعْبِ قَائِلاً: «الَّذِي يَمَسُّ هذَا الرَّجُلَ أَوِ امْرَأَتَهُ مَوْتًا يَمُوتُ».
لن نخوض فى هذا السلوك القمئ الذى يأتى من أبو الأنبياء وإبنه إسحاق حامل الأختام والبركة فإبراهيم لم يجد غضاضة أن يكذب حفاظاً على نفسه ولتذهب سارة إلى أحضان فرعون يستمتع بها فليس لديه مشكلة فى ذلك ! وليتبع نهجه إبنه إسحاق ليكتمل المشهد بفجاجة قميئة عندما يقول ابراهيم " قُولِي إِنَّكِ أُخْتِي، لِيَكُونَ لِي خَيْرٌ بِسَبَبِكِ وَتَحْيَا نَفْسِي مِنْ أَجْلِكِ" وبالفعل نال ابراهيم الخير الوفير مقابل هذه التقدمة " وَصَارَ لَهُ غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ "
لن نغرق فى هذا المشهد الفج ولن ننال من إبراهيم وإسحاق فحالهما بائس ولا يوجد ما يمكن تبريره لهما أو للإله الراعى الذى تدخل فى اللحظة الأخيرة لينتقم من فرعون لينسى رجله الذى كذب وفرط وأهدر ولم يعتنى بقدرة الله على الدعم والحماية لتكون هذه القصة وصمة عار فى جبين المؤمنين كما تقدم قدوة وإسوة شديدة الفساد حين التعامل مع هكذا مواقف .!
سيعنينا فى هذا المشهد أن نبرز أخلاق وسلوك كانت سائدة فى ذلك العصر فهذا فرعون الذى يعتبر طاغية وثنى فى منظور المؤمنين يقول لإبراهيم "ما هذا الذي صنعت بي لماذا لم تخبرني إنها إمراتك - لماذا قلت هي اختي حتى اخذتها لي لتكون زوجتي و الان هوذا امراتك خذها واذهب فأوصى عليه فرعون رجالا فشيعوه و امراته و كل ما كان له " . وهذا أبيمالك " فَدَعَا أَبِيمَالِكُ إِسْحَاقَ وَقَالَ: «إِنَّمَا هِيَ امْرَأَتُكَ! فَكَيْفَ قُلْتَ: هِيَ أُخْتِي؟» فَقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ: «لأَنِّي قُلْتُ: لَعَلِّي أَمُوتُ بِسَبَبِهَا». فَقَالَ أَبِيمَالِكُ: «مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتَ بِنَا؟ لَوْلاَ قَلِيلٌ لاضْطَجَعَ أَحَدُ الشَّعْبِ مَعَ امْرَأَتِكَ فَجَلَبْتَ عَلَيْنَا ذَنْبًا». فَأَوْصَى أَبِيمَالِكُ جَمِيعَ الشَّعْبِ قَائِلاً: «الَّذِي يَمَسُّ هذَا الرَّجُلَ أَوِ امْرَأَتَهُ مَوْتًا يَمُوتُ».
إبراهيم وإسحاق كذبا وفرطا بخسة بينما الوثنيان فرعون وابيمالك إتخذا موقف اخلاقى نبيل , ففرعون يستنكر "لماذا قلت هي اختي حتى اخذتها لي لتكون زوجتي فهاهى إمرأتك خذها وارحل " وهذا يعنى ان فرعون يرفض ان يأخذ لنفسه زوجة هى لرجل آخر ولكن يبدو ان إيراهيم لم يكن حريصاً على حياته بقدر رغبته فى ان ينال غَنَمٌ وَبَقَرٌ وَحَمِيرٌ وَعَبِيدٌ وَإِمَاءٌ وَأُتُنٌ وَجِمَالٌ !! ويأتى موقف أبيمالك أكثر أخلاقياً ونبلاً بقوله«مَا هذَا الَّذِي صَنَعْتَ بِنَا؟ لَوْلاَ قَلِيلٌ لاضْطَجَعَ أَحَدُ الشَّعْبِ مَعَ امْرَأَتِكَ فَجَلَبْتَ عَلَيْنَا ذَنْبًا» فأبيمالك يرى إضجاع أحد من رعيته مع إمرأة إسحاق سيجلب ذنباً لذا يتعهد هذا الملك الوثنى بالموت لمن يقترب من الرجل وإمرأته فأبيمالك صاحب اخلاق وشرف عز على أصحاب الأخلاق والشرف.!!
* فكَره عُمر وكرهنا معه . { إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } سورة التوبة { 60 } الآية واضحة ولا تحتمل التفسير كما يعتاد المسلمون دائماً اللجوء لتفسير نصوصهم المقدسة فهاهم المؤلفة قلوبهم فصيل من الفصائل التى تقتسم وتشارك الزكاة مع الفقراء والمساكين , ولكن لا بأس أن نستعين بتفسير السعدى فهو يقول عن المؤلفة قلوبهم : هم قوم يتم جزل العطاء لهم رغم فساد معتقدهم أو كفرهم طمعًا في إسلامهم أو لمكانتهم في قومهم الذين يرجى إسلامهم و هم السادة المطاعين في قومهم ، ممن يرجى إسلامهم ، أو يخشى شرهم أو يرجى بعطيتهم . فيعطوا للتأليف والمصلحة .! ويقول القرطبى : وأما المؤلفة قلوبهم من يعطى ليسلم, كما أعطى النبي صلى الله عليه وسلم صفوان بن أمية من غنائم حنين, وقد كان شهدها مشركاً - قال: فلم يزل يعطيني حتى صار أحب الناس إلي بعد أن كان أبغض الناس إلي - كما قال الإمام أحمد: حدثنا زكريا بن عدي أنبأنا ابن المبارك, عن يونس عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن صفوان بن أمية قال : أعطاني رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم حنين وإنه لأبغض الناس إلي, فما زال يعطيني حتى إنه لأحب الناس إلي!! -رواه مسلم والترمذي
ألا يمكن أن نعتبر شراء إيمان وذمم البشر مسلك غير جيد يتسم بالزيف والغش والإنتهازية كما يَنتهك مقومات الفكرة الإيمانية ذاتها التى تقوم على الإخلاص فى النيه والتوجه لله بقلب صاف ليحل مكانها الزيف والبرجماتية , فالمال سينتج المداهنة والمراوغة والمرتزقة ويبتعد عن أى مفهوم للفعل الروحى - ألا يعتبر هذا عملاً يتسم بالنفاق يتم تمريره وتكريسه - وما معنى وتعريف كلمة إيمان هنا .؟!
لو تعاملنا مع مشروع المؤلفة قلوبهم كنص ورؤية إلهية فسيقع النص والرؤية فى مأزق حرج بل سيُصدر معنى وسلوك غير جيد فى التعامل والنهج .. فقولنا أن الله يُصرح بشراء ذمم البشر ذوى المكانة ليدخلوا فى الإسلام ليقبل بهكذا إيمان بلا قناعة بل من باب المنفعة الإنتهازية فهذا سينال من ألوهيته بالضرورة , وسيهين عظمته وجلاله عندما يرضى بإنتزاع جزء من زكاة الفقراء والمساكين لتقدم لهؤلاء الشرذمة من المنافقين المتلونين لشراء إيمانهم وحظوتهم !! - كما سيتم النيل من فكرة الله القادر على تدعيم المؤمنين وحفظ رسالته دون الحاجة إلى الإتكاء على بشر نفعيون مزيفون للإنضمام إلى دينه الحنيف الأخطر من كل هذا هو المعنى الذى يتسلل فى ذهنية ونفسية المؤمن لتكون مداميك ثقافته ووعيه فهاهو الإله يبيح أن نغدق على المنافقين والإنتهازيين وأصحاب الجاه بالمال حتى ننال دعمهم ورضاهم فتتكون من هنا اللبنات الأولى للنهج السلوكى والثقافى البرجماتى وطرق التعاطى مع الزيف والنفاق والإنتهازية لتمتد المشاهد بالضرورة لتصبح منهجية حياة تسقط على صور حياتية واقعية .
موقف عمر بن الخطاب فى رفضه إستمرار تقديم الدعم المالى لأصحاب المؤلفة قلوبهم هو موقف سياسى واضح لم يخفيه بل أعلن عنه بشكل حاد بقوله : "إن رسول الله أعطاكم والإسلام ضعيف وكان يخشى انقلابكم ، واليوم أعز الله الإسلام وقويت دولته، وحين تفكرون بشق عصا الطاعة والتآمر على الأمة فليس لكم عندي إلا حدّ السيف" ..هو أعلنها بلا مواربة حتى لا يعيش المتشبثين بأسدال المقدس أوهامهم وأحلامهم المثالية فهو يقولها صريحة عندما كان الإسلام ضعيفاً تم منحكم المال ولكن بعد أن قويت شوكته فلم يعد عندى لكم شيئا فقد إنتهت الوليمة واللغمة .
هنا لنا توقف فالمؤلفة قلوبهم لهم حق وحظ فى التشريع الإلهى " إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ " ولكن عمر بن الخطاب كَره هذا ورفضه بالرغم أنه تشريع ليحذو حذوه الكثير من القادة .. و أعتقد أنه لن يجد قبول من المؤمنين فهم سيصنفون هذا العمل بالبلطجة والإذعان للمنافقين فالإيمان لا يجب شرائه بالمال ... كراهية عمر لإستمرار تفعيل المؤلفة قلوبهم هو موقف سياسى بإمتياز فلم يجد غضاضة ان ينصرف عن دفع الأتاوة لهؤلاء الطغمة طالما هو فى وضع القوى ليهمل النص الإلهى عن عمد , كما يجئ رفض وإستقباح المسلمين فى شراء ايمان المنافقين والإذعان لهم ليهملون هم أيضا نصاً إلهياً ويرفضون حضوره .
لسنا بصدد محاكمة تراث قديم بالرغم أنه من حقنا طالما يريدونه مقدساً طاهراً نبراساً للسلوك والأخلاق الفاضلة ولكن يعنينا بالفعل أن نلقى الضوء على مشاهد سلوكية لم ترتقى لتصل لأخلاق زمانها !!, كما نجدها بشعة بمنظور عصرنا لتثبت بشرية الأديان وبداوتها وانها ملك زمانها وظرفها الموضوعى , قد تكون الأديان قدمت اخلاق طيبة بالفعل أو بمعنى أدق رسخت لمنظومات أخلاقية سابقة , ولكنها أخفقت أيضاً فى تقديم أخلاق وسلوك طيب على مستوى زمانها وعلى مستوى عصرنا لنصل أن الأديان بشرية الهوى والهوية .
دمتم بخير . - "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " حلم الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .
#سامى_لبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قليل من العقل والمنطق لن يضر-خربشة عقل على جدران الخرافة وال
...
-
الأخلاق والسلوكيات فى الأديان بين الإزدواجية والإنتقائية-الد
...
-
مصر إلى أين-سيناريوهات مؤلمة قادمة
-
نهج الدم والبحث عن لذة الهمجية والبربرية - الدين عندما ينتهك
...
-
آيات من سفر الوجود - تأملات وخواطر فى الإنسان والوجود والإله
...
-
فى رحاب الشريعة - الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (36)
-
الله محبة !- لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون (24)
-
أوراق الشجر والله - خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم.( 17)
-
إشباع نرجسية وغرور من لذة التماهى فى مفهوم مغالط للوجود - لم
...
-
عسكرة الإيمان أم إيمان العسكرة - لماذا نحن متخلفون ( 5 )
-
نحو تطوير الفكرة الإلهية ! - خربشة عقل على جدران الخرافة وال
...
-
ليس هوساً جنسياً بل الشذوذ بعينه - الدين عندما ينتهك إنسانيت
...
-
إشكالية النص والواقع -الأديان بشرية الهوى والهوية (4)
-
خمسة قرود - لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون (22)
-
الإسلام السياسى يعيد إنتاج النظام ومن كنف نفس الطبقة .
-
الشيطان يعتزل - خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم (15)
-
هكذا يؤمنون - تأملات وخواطر فى الله والدين والإنسان (16)
-
الطبيعة تنحت وترسم الآلهة - لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون (21)
-
أيهما الإسلام أفيدونا ؟!- الدين عندما ينتهك إنسانيتنا (34)
-
الإيمان إيجاد معنى لوجود بلا معنى -لماذا يؤمنون وكيف يعتقدون
...
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|