عن ( خزنة جهنم / شهداء العرب فى الفصاحة / وليجة )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن
-
العدد: 8255 - 2025 / 2 / 16 - 21:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عن ( خزنة جهنم / شهداء العرب فى الفصاحة / وليجة )
السؤال الأول :
من هم خزنة جهنم ؟ وهل هم مختلفون عن الملائكة الآخرين ؟ ولو كان فيه إختلاف بينهما فما هو ؟
إجابة السؤال الأول :
1 ـ يوم القيامة سيجىء رب العزة جل وعلا ومعه ملائكة اليوم الآخر صفوفا قد خلقها لهذا اليوم . قال جل وعلا : ( كَلاَّ إِذَا دُكَّتْ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاً (21) وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإِنْسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) الفجر ).
2 ـ هذه الملائكة مختلفة عن الروح جبريل والملائكة التى تسيّر هذا العالم . هم فى تسييرهم لهذا العالم فى هذه الدنيا يحملون السماوات والأرض فى اليوم الدنيوى الى رب العزة جل وعلا ، فى يوم مدته بالتقدير الالهى خمسون أل سنة . قال جل وعلا : ( تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ (4) المعارج).
3 ـ هذا بينما تدبيرهم للأمر ــ فى يوم الدنيا ــ يستغرق ألف سنة بتقديرنا . قال جل وعلا : ( يُدَبِّرُ الأَمْرَ مِنْ السَّمَاءِ إِلَى الأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (5) السجدة ) ( وَإِنَّ يَوْماً عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ (47) الحج ) .
4 : ملائكة الآخرة منهم ملائكة النار . قال جل وعلا عن صفاتهم : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) التحريم )
5 : ملائكة الدنيا ، هم الروح والملأ الأعلى ، ومن يقومون بتسجيل الأعمال ، وقبض النفس عند الموت ، وتدبير الأمر الالهى . هؤلاء ستتم محاسبتهم . قال جل وعلا :
5 / 1 : ( إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94) وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً (95) مريم )
5 / 2 : ( رَبِّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الرَّحْمَنِ لا يَمْلِكُونَ مِنْهُ خِطَاباً (37) يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفّاً لا يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً (38) النبا )
5 / 3 : ( وَتَرَى الْمَلائِكَةَ حَافِّينَ مِنْ حَوْلِ الْعَرْشِ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَقُضِيَ بَيْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَقِيلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ َّ (75) الزمر ).
6 ـ خزنة جهنم هم على أبوابها ، وفى داخلها .
قال جل وعلا :
1 ـ ( وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَراً حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ (71) الزمر ) هنا خزنة جهنم على أبوابها يستقبلون أهل النار .
2 ـ ( وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنْ الْعَذَابِ (49) قَالُوا أَوَ لَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلاَّ فِي ضَلالٍ (50) غافر ) . هنا نفس الخزنة بعد أن تم غلق ابواب جهنم ، يقومون بتعذيب أصحاب الجحيم أو ( الحُطمة ) وتأنيبهم . يستغيثون فيأتيهم التأنيب . عن أبوابها المؤصدة يقول جل وعلا : ( كَلاَّ لَيُنْبَذَنَّ فِي الْحُطَمَةِ (4) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحُطَمَةُ (5) نَارُ اللَّهِ الْمُوقَدَةُ (6) الَّتِي تَطَّلِعُ عَلَى الأَفْئِدَةِ (7) إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُوصَدَةٌ (8) فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ (9) الهمزة )
3 ـ ( فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِنْ نَارٍ يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِمْ الْحَمِيمُ (19) يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20) وَلَهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ (21) كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (22) الحج )
4 ـ ( وَأَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْوَاهُمْ النَّارُ كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا أُعِيدُوا فِيهَا وَقِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذَابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (20) السجدة ). يحاولون الوصول لأبواب جهنم فيلاحقهم خزنتها بمقامع من حديد تهوى بهم الى قعر جهنم ، ويظلون فى محاولاتهم ويظل خزنة جهنم فى ملاحقتهم ، وهكذا خلود فى النار ودوران فيها صعودا وهبوطا .
5 ـ ( إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي عَذَابِ جَهَنَّمَ خَالِدُونَ (74) لا يُفَتَّرُ عَنْهُمْ وَهُمْ فِيهِ مُبْلِسُونَ (75) وَمَا ظَلَمْنَاهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا هُمْ الظَّالِمِينَ (76) وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ (77) لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ (78) الزخرف ).
أخيرا :
جدير بالمحمديين المؤمنين بحديث البخارى وغيره أن يتعظوا بما سيقوله خزنة جهنم : ( وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ ) وبقول مالك : ( لَقَدْ جِئْنَاكُمْ بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَكُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ ).
تعليقات
حمد حمد
بارك الله جل وعلا بعلمك وعمرك وجزاك خير الجزاء بالدنيا والآخره دكتور أحمد المحترم ، هناك جزئيه لم افهمها بما إنك قدتطرقت إلى الملائكة التى تحمل تدبير الأمر في يوم كان مقداره الف سنه مما نعد ، ونحن نعلم ان في ليليه القدر في شهر رمضان من كل عام يرسل الله الملائكه والروح لحمل هذه الأوامر فكيف نفهم هذا الفارق الزمنى .
شكرا جزيلا استاذ حمد ، وجزاك الله جل وعلا خيرا، وأقول :
تأتى ليلة القدر مرة واحدة فى العام بالتوقيت القمرى ( شهررمضان ) وفيها يتنزل الروح جبريل والملائكة بالأقدار الحتمية للبشر الأحياء فى العام التالى من ميلاد وموت ورزق ومصائب . ومذكور أنها خير من ألف شهر . وكلمة خير تفيد التفضيل ، ولا علاقة لها بالتحديد الزمنى .
السؤال الثانى من الاستاذ عبد المجيد المرسلى :
تحياتى د.احمد صبحى منصور وكل عام وانت بخير. من فظلك لدى سؤال حول كلمة شهداءكم فى هده الآية الكريمة : وإن كنتم في ريب مما نزلنا على عبدنا فأتوا بسورة من مثله وادعوا شهداءكم من دون الله إن كنتم صادقين هل المقصود ان يأتوا بشهود من البشر ليشهدوا على تحديهم لكلام الله ام المقصود ان يأتوا متلا بشهود على تحديهم لكلام الله متل خلق السماوات والأرض ومابعد الموت ام هو فقط تحدى لغوى من حيت اللسان والبلاغة والنحو وكل مايتعلق بعلوم اللسان.
جابة السؤال الثانى :
إشتهر العرب بالفصاحة وكان منهم فصحاء مشهورون شعرا ونثرا ، وبالتالى فالشهداء هنا من بين أشهر الفصحاء من العرب .
السؤال الثالث من الاستاذة أم محمد :
ما معنى كلمة ( وليجة ) فى قول الله جل وعلا : ( أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تُتْرَكُوا وَلَمَّا يَعْلَمْ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَلَمْ يَتَّخِذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلا رَسُولِهِ وَلا الْمُؤْمِنِينَ وَلِيجَةً وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (16) التوبة ) .
إجابة السؤال الثالث :
1ـ ( وليجة ) من الفعل ( ولج / يلج ) . ومنه قول الله جل وعلا عن تداخل الليل والنهار : ( ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ (61) الحج ). ( ولج) بمعنى (دخل ) ، و( وليجة ) بمعنى الشىء المدخول .
2 ـ والمعنى فى الآية الكريمة هو النهى للمؤمنين الصحابة فى دولة الاسلام فى عهد النبى محمدعليه السلام عن إتخاذ وليجة أى مدخل يبتعد بهم عن سبيل الله جل وعلا .
3 ـ وجاء تفسير هذه الآية فى قوله جل وعلا وعظا وتهديدا للصحابة : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا آبَاءَكُمْ وَإِخْوَانَكُمْ أَوْلِيَاءَ إِنْ اسْتَحَبُّوا الْكُفْرَ عَلَى الإِيمَانِ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (23) قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ (24) التوبة )
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )
https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran