عن ( عبادة المحمديين للأولياء )
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن
-
العدد: 8253 - 2025 / 2 / 14 - 20:56
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
من الاستاذ ممدوح على :
دكتور أحمد اتابع إجتهاداتك ، ومنها أول كتاب لك ( السيد البدوىبين الحقيقة والخرافة ) والذى فتّح عينى على الفجوة بين المسلمين والاسلام .وبعد قراءة مكثفة خلال عشرين سنة إقتنعت أنهم فعلا محمديين ، يقدسون النبى محمد ، ويجعلونه ربا وإلاها ووليا وشفيعا . هم مع إختلاف اديانهم ينطبق عليهم قول الله جل وعلا : ( أَفَحَسِبَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنْ يَتَّخِذُوا عِبَادِي مِنْ دُونِي أَوْلِيَاءَ إِنَّا أَعْتَدْنَا جَهَنَّمَ لِلْكَافِرِينَ نُزُلاً (102) قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً (104) أُولَئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْناً (105) ذَلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُواً (106) الكهف ) ( إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (194) أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلْ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلا تُنظِرُونِ (195) إِنَّ وَلِيِّي اللَّهُ الَّذِي نَزَّلَ الْكِتَابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحِينَ (196) وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَسْتَطِيعُونَ نَصْرَكُمْ وَلا أَنفُسَهُمْ يَنصُرُونَ (197) الاعراف ) ( وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا يَخْلُقُونَ شَيْئاً وَهُمْ يُخْلَقُونَ (20) أَمْوَاتٌ غَيْرُ أَحْيَاءٍ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ (21) النحل ) ( قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلْ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (16) الرعد ). هم يقرأون هذه الآيات ويتمسكون بتقديس القبور من القبر الذى يحجون اليه فى المدينة الى كربلاء وآلاف القبورالمقدسة والمشاهد والأضرحة والموالد والأضاحى والقرابين . أريد لوسمحت أن تعطى اجتهادك فى هذه الآيات : ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (14) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) الانعام ) .
الإجابة :
أولا :
أكرمكم الله جل وعلا ، وأقول :
نتوقف فيما جاء فى آيات سورة الأنعام : ( قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15). فهى تؤكّد خوفه عليه السلام من عذاب الرحمن جل وعلا ، وهذا ينفى مزاعم تقديسه وشفاعته . ونتتبعها فى سياقها المحلى وفى سياقها الموضوعى فى سورتى يونس والزمر .
1 ـ فى سورة الأنعام : ( قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيّاً فَاطِرِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلا تَكُونَنَّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ (14) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) مَنْ يُصْرَفْ عَنْهُ يَوْمَئِذٍ فَقَدْ رَحِمَهُ وَذَلِكَ الْفَوْزُ الْمُبِينُ (16) وَإِنْ يَمْسَسْكَ اللَّهُ بِضُرٍّ فَلا كَاشِفَ لَهُ إِلاَّ هُوَ وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (17) الانعام ) . هنا إستفهام إنكارى ، نفهم منهم أن كفار قريش ضغطوا على النبى محمد ان يفعل مثلهم متّخذا أولياء يقدسهم . والرد كيف يتّخذ وليا غير الله جل وعلا ، وهو الذى فطر السماوات والأرض ، أى خلقهما من لاشىء ، ثم هو جل وعلا الذى يُطعم غيره ولا يُطعمه غيره . ثم يؤكّد لهم إنه مأمور أن يكون أول من أسلم ، ومنهىُّ ان يكون من المشركين . بعدها إعلانه إنه ــ إن عصى ــ يخاف من ربه جل وعلا عذاب يوم يوم عظيم . الذى ينجو من هذا العذاب هو الذى تشمله رحمة الله جل وعلا ، وهو الفائز حقيقة . ثم الآية التالية تنطبق عليه وعلينا ، وهى انه لا يملك لنفسه ضرّا ولا نفعا . إذا مسّه الله بضُرّ فلا كاشف له إلّا هو جل وعلا . وإن مسّه بخير فلا يستطيع أحد منع هذا الخير . هو بشر مثلنا ، ولكن يُوحى اليه : ( قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (110) الكهف ).
2 ـ فى سورة يونس : ( وَإِذَا تُتْلَى عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ قَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا ائْتِ بِقُرْآنٍ غَيْرِ هَذَا أَوْ بَدِّلْهُ قُلْ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15) قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُراً مِنْ قَبْلِهِ أَفَلا تَعْقِلُونَ (16) فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَوْ كَذَّبَ بِآيَاتِهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْمُجْرِمُونَ (17) وَيَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَيَقُولُونَ هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللَّهَ بِمَا لا يَعْلَمُ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (18). فى كراهيتهم للقرآن الكريم طلبوا من النبى محمد أن يؤلّف لهم قرآنا آخر أو أن يبدّله بما يتفق مع أهوائهم وتقديسهم البشر والحجر . وجاء الأمر الالهى ان يقول لهم انه لا يمكن ان يفعل ذلك بنفسه لأنه متّبع للوحى القرآنى ،ولأنه يخاف من ربه جل وعلا ـ إن عصى ـ من عذاب يوم عظيم . وأن تلاوته للقرآن الكريم عليهم هى بمشيئة الرحمن جل وعلا ، ولقد عاش بينهم عمرا قبل أن يأتيه الوحى وقبل أن يهتدى به . ثم الآية التالية فى تأكيد حقيقة تكررت فى القرآن الكريم ، وهى أن أظلم الناس وأكثرهم إجراما هم أولئك الذين يفترون على الله جل وعلا كذبا بأحاديث شيطانية ، ومن أجلها يٌكّذّبون بالقرآن الكريم . ومن أكاذيبهم كما جاء فى الآية التالية عبادتهم البشر والحجر بزعم أنهم شفعاؤهم عند الله جل وعلا .
3 ـ فى سورة الزمر : ( قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلْ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصاً لَهُ دِينِي (14) فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (15).
3 /1 : بدأت سورة الزمر بقوله جل وعلا : ( تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنْ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (1)). ثم خطاب مباشر للنبى محمد عليه السلام : ( إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدْ اللَّهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ (2)) ثم خطاب للبشر جميعا بإخلاص الدين إيمانا وعبادة وعملا صالحا لله جل وعلا وحده ،والرّدُّ على من يتخذ وليا مع الله جل وعلا ومن دونه : ( أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ (3) لَوْ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَتَّخِذَ وَلَداً لاصْطَفَى مِمَّا يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ سُبْحَانَهُ هُوَ اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (4).
3 / 2 : ثم يتكرّر التأكيد على إخلاص الدين لله جل وعلا فى خطاب مباشر للنبى محمد يعلنه ويقوله ؛ أن يعبد الله جل وعلا مخلصا له الدين ، وأن يكون أول المسلمين ، وأنه يخاف من ربه جل وعلا ــ إن عصى ـ من عذاب يوم عظيم ، وأن لهم الحرية الدينية وإن عصوا فهم أخسر الخاسرين يوم الدين .( الزمر 11 : 15 ).
أخيرا
القرآن الكريم إتّخذه المحمديون مهجورا . شاءوا الضلالة فشاء لهم الرحمن ما شاءوه لأنفسهم . ينطبق عليهم قول الله جل وعلا :
1 ـ ( وَإِنْ تَدْعُوهُمْ إِلَى الْهُدَى لا يَسْمَعُوا وَتَرَاهُمْ يَنظُرُونَ إِلَيْكَ وَهُمْ لا يُبْصِرُونَ (198) الأعراف )
2 ـ ( إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِنْدَ اللَّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لا يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْراً لأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوا وَهُمْ مُعْرِضُونَ (23) الأنفال )
ودائما : صدق الله العظيم .!
شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )
https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran