كتاب جديد عن : ( شريعة الاسلام ):
أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن
-
العدد: 8238 - 2025 / 1 / 30 - 19:46
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مقدمة الكتاب :
أولا :
تصدّعت رءوسنا بشعارات : تطبيق الشريعة الاسلامية بشتى ألسنة المحمديين وأديانهم الأرضية ، من تصوف وتشيع وسُنّة . كل منهم يعتبر شريعته هى المعبرةعن حقيقة الاسلام ، وكل منهم يحتكر الاسلام لطائفته ومذهبه وملته . وقد تجاهلوا أن :
1 ـ شريعاتهم كان يتم تطبيقها فعليا ولا يزال يتم تطبيقها . كان هذا فى دول الخلفاء الفاسقين والسلاطين الجائرين ، ولنا كتب منشورة فى التأريخ لذلك . ولا يزال هذا التطبيق ساريا فى عصرنا ، فهناك دولة الفقيه الشيعية فى إيران ، وهناك دول سنية وهابية حنبلية تطبق شريعتها . صحيح أن ولى العهد الحالى ( محمد بن سلمان ) أحدث تشريعات جديدة هلل لها فقهاؤه ( المتزمتون سابقا ) فى إلغاء التزمت وفتح الباب على مصراعيه للمجون والجنون الأخلاقى لأنه ( ولى الأمر ) وطاعته واجبة ، وهو صاحب الشريعة ، ولا يزال قُضاته يحكمون بالاعدام والسجن لإحكام قبضته . ودولته هى الأكبر فى تطبيق عقوبة الاعدام ، طبقا لما تقرّره الحنبلية الوهابية فى جعل عقوبة التعزير تصل الى القتل . أى إستبقى من الدين الوهابى ما يعزّز سلطته . ولنا كتاب عن إبن سلمان شاهدا على بداية عصره .
ثم هناك أنظمة حكم مستبدة يركب فيها الفرعون مؤسسته الدينية طبقا لمعادلة الفرعون والكاهن . والمؤسسة الدينية مملوكة للفرعون ، وهى تركب الشعب ، وتقوم بدورها فى التهليل والرقص والتبرير لجرائم الفرعون . إذا تبجح بالحرب كلاميا رقصوا له قائلين ( وأعدوا لهم ما إستطعتم من قوة ) ، وإذا ركع للعدومستسلما خانعا رقصوا له قائلين ( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ) . ولنا كتاب ( شاهد على عصر السيسى ) فى أيامه الأولى ، ومقالات لاحقة .
وفى المقابل فهناك خصوم للحكام يرفعون ظلما وعدوانا راية الاسلام وشعارات تطبيق الشريعة ، أشهرهم الإخوان المسلمون وما خرج من عباءتهم من تنظيمات ليس أولها التكفير والهجرة والناجون من النار ، وليس آخرها حماس والقاعدة وداعش ، ولنا كتاب عن( دين داعش الملعون ). وهؤلاء المطالبون بتطبيق الشريعة هم فعلا قائمون بتطبيقها بالقتل العشوائى الذى يطال فى الأغلب الأبرياء . ويُقال عنهم ( إسلاميون ).!!
2 ـ هم مختلفون نظريا فى تحديد هذه الشريعة التى يطالبون بتطبيقها ، ففى الدين السُنّى مثلا هناك أربعة مذاهب ( المالكى والشافعى والحنفى والحنبلى ) وفى داخل كل مذهب إختلافات بين فقهائه ، وفى كل كتاب فقهى مذهبى تتكرر ــ ربما فى كل صفحة ــ كلمة ( إختلف فيها العلماء ) ، وهذا ما تعلمناه فى مادة الفقه فى التعليم الأزهرى . وبالتالى مستحيل أن تأخذ حكما فقهيا متفقا عليه يصلح لكى يكون مادة فى القانون .
وإذا تركنا الفقه وإتجهنا للمصدر الذى يستقى منه الفقه تشريعاته وجدنا الأحاديث ، والاختلافات فيها ليس بين اشهرها ( الكتب الستة )، بل فيها كلها ، ولكن فى داخل الكتاب الواحد ، بل فى الصفحة الواحدة بل فى متن الحديث الواحد ،و(صحيح البخارى ) أبرز مثل لهذا ، وأثبتنا ذلك فى كتب ومقالات وندوات فى قناتنا على اليوتوب . ثم إختلافات لانهاية لها فى الحكم على الرواة ، وما إتفقوا على أن فلانا منهم عدل ثقة، أو أنه مدلس وكذاب . وإستدعى هذا قديما أن يكتبوا مؤلفات فىالأحاديث الموضوعة، واستدعى هذا لاحقا أن يقوم الشيخ الألبانى فى عصرنا بعملية تصحيح ، ولن تكون الأخيرة ، ولا تحظى بإتّفاق الجميع ، أى هو ثوب مُمزّق ممتلىء بالرُّقع ، ولايُجدى فيه إصلاح أو تجديد ، فالدين الأرضى مؤسّس على الهوى والشقاق والخلاف ، والويل لمجتمع يتحكم فيه دين أرضى شيطانى . وفصّلنا هذا فى أبحاث لنا منشورة وندوات على اليوتوب .
ودُعاة تطبيق الشريعة يرتعبون من مناقشة أى حديث . خوفا من الاتهام ب ( إنكار السُنّة ).! . لذا إكتفوا برفع شعار ( تطبيق الشريعة ) دون تحديد أو تفصيل ، مثل شعارهم ( الاسلام هو الحل ) ، وكل منهم يرى ( إسلامه)هو الحل .
وليس مثل الاسلام دين ظلمه المنتسبون اليه .!!
ثانيا :
لانصاف الاسلام العظيم من أعدائه المتاجرين بإسمه نقدم هذا الكتاب عن الشريعة الاسلامية . ولا زلنا فى دور إعداده ، لذا فليس الوقت لكتابة فهرس تفصيلى لمحتوياته ، ولكن عموما ننوى أن نعرض للأبواب التالية :
1 ـالباب الأول :الاجتهاد فى التشريع الاسلامى : حدود الاجتهاد ،والاجتهاد المطلوب والاجتهاد الممنوع .
2 ـ الباب الثانى : أوامر وقواعد ومقاصد التشريع الاسلامى .
3 ـ الباب الثالث : ماهية التشريع الاسلامى .
4 ـ الباب الرابع :كيف بدّل السنيون شريعة الاسلام لتوافق أهواءهم .
و ما سينجلى عنه البحث فى هذا الكتاب قد يختلف فى تفصيلات كثيرة .
أخيرا
نرجو من الله جل وعلا التوفيق ، وان يكون عملنا خالصا لوجهه الكريم .
الخميس 30 يناير 2025
فرجينيا ـ الولايات المتحدة الأمريكية .