عن ( سكن / مقبوحين / الآيتان 49 ، 50 من سورة الشورى )


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 8216 - 2025 / 1 / 8 - 20:19
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

السؤال من الاستاذ بهجت حسان :
لاحظت ان كلمة سكن متعددة المعانى فى القرآن الكريم . لا استطيع التعرف عليها والفروق بينها . أرجو أن تعطينا عنها لمحة .
إجابة السؤال الأول :
( سكن ) ومشتقاتها تأتى بالمعانى الآتية :
أولا :
الاقامة فى مكان والسكن والاستقرار فيه . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ) 35 البقرة )( وَيَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ ) ( الاعراف 19 )
2 ـ ( وَإِذْ قِيلَ لَهُمُ اسْكُنُواْ هَذِهِ الْقَرْيَةَ ) ( 161 ) الأعراف )
3 ـ ( وَلَنُسْكِنَنَّكُمُ الأَرْضَ مِن بَعْدِهِمْ ) ( 14 ) ابراهيم )
4 ـ ( بَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ ) ( 37 ) ابراهيم )
5 ـ ( وَسَكَنتُمْ فِي مَسَاكِنِ الَّذِينَ ظَلَمُواْ أَنفُسَهُمْ ) ( 45 ) ابراهيم )
6 ـ ( وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُم مِّن بُيُوتِكُمْ سَكَنًا ) ( 80 ) النحل )
7 ـ ( وَقُلْنَا مِن بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ اسْكُنُواْ الأَرْضَ ) ( 104 ) الاسراء )
8 ـ ( وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلا )( 58 )القصص )
9 ـ ( قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ ) 24 ) التوبة )
10 ـ ( أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ ) ( 128 ) طه )
11 ـ ( لا تَرْكُضُوا وَارْجِعُوا إِلَى مَا أُتْرِفْتُمْ فِيهِ وَمَسَاكِنِكُمْ ( 13) الأنبياء )
12 ـ ( وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَد تَّبَيَّنَ لَكُم مِّن مَّسَاكِنِهِمْ ) 38 ) العنكبوت )
13 ـ ( أَوَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّنَ الْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ ) 26 ) السجدة )
14 ـ ( تُدَمِّرُ كُلَّ شَيْءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا فَأَصْبَحُوا لا يُرَى إِلاَّ مَسَاكِنُهُمْ ) ( 25 ) الأحقاف )
15 ـ ( لَقَدْ كَانَ لِسَبَإٍ فِي مَسْكَنِهِمْ آيَةٌ جَنَّتَانِ عَن يَمِينٍ وَشِمَالٍ ) ( 15 ) سبأ )
16 ـ (أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنتُم مِّن وُجْدِكُمْ ( 6 ) الطلاق )
17 ـ ( حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِي النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لا يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ ) 18 ) النمل )
18 ـ ( وَأَنزَلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَسْكَنَّاهُ فِي الأَرْضِ ) ( 18 ) المؤمنون )
( مساكن الجنة ). قال جل وعلا :
1 ـ ( يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ) 12 ) الصف)
2 ـ ( وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ) ( 72 ) التوبة )
ثانيا :
( سكن ) مرتبطا ب ( الليل ) أى من السكون . قال جل وعلا :
1 ـ ( فَالِقُ الإِصْبَاحِ وَجَعَلَ اللَّيْلَ سَكَنًا ) ( 96 ) الأنعام )
2 ـ ( هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُواْ فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ) ( 67 ) يونس)
4 ـ ( أَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا اللَّيْلَ لِيَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ) (86 النمل )
5 ـ (قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِن جَعَلَ اللَّهُ عَلَيْكُمُ النَّهَارَ سَرْمَدًا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ إِلَهٌ غَيْرُ اللَّهِ يَأْتِيكُم بِلَيْلٍ تَسْكُنُونَ فِيهِ ) ( 72 ) القصص )
6 ـ ( وَمِن رَّحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ ) ( 73 ) القصص )
7 ـ ( اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَالنَّهَارَ مُبْصِرًا ) 61 ) غافر )
ثالثا :
( سكن ) من الهدوء والراحة والطمأنينة . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لهم )( 130) التوبة )
2 ـ ( هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ) 189 ) الأعراف )
3 ـ (وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً )( 21 ) الروم )
وبمعنى السكينة الإلهية للمؤمنين ، وتأتى أحيانا مرتبطة بالملائكة . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ آيَةَ مُلْكِهِ أَن يَأْتِيَكُمُ التَّابُوتُ فِيهِ سَكِينَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَبَقِيَّةٌ مِّمَّا تَرَكَ آلُ مُوسَى وَآلُ هَارُونَ تَحْمِلُهُ الْمَلائِكَةُ ) ( 248 ) البقرة )
2 ـ ( هُوَ الَّذِي أَنزَلَ السَّكِينَةَ فِي قُلُوبِ الْمُؤْمِنِينَ لِيَزْدَادُوا إِيمَانًا مَّعَ إِيمَانِهِمْ )(4 )( الفتح )
3 ـ ( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ ) 18 ) الفتح )
4 ـ (ثُمَّ أَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا ) 26 ) التوبة )
5 ـ ( إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا ) 40 ) التوبة )
أخيرا :
( سكن ) نقيض الحركة . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَلَهُ مَا سَكَنَ فِي اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ ) ( 13 ) الأنعام )
2 ـ عن السُفُن الشراعية : ( إِن يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ ) ( 33 ) الشورى )
السؤال الثانى :
هل القُبح والقبيح من الفاظ القرآن ؟
إجابة السؤال الثانى :
جاءت كلمة ( المقبوحون ) وهى مشتقة من ( القُبح ). قال جل وعلا عن فرعون : ( وَاسْتَكْبَرَ هُوَ وَجُنُودُهُ فِي الأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ إِلَيْنَا لا يُرْجَعُونَ (39) فَأَخَذْنَاهُ وَجُنُودَهُ فَنَبَذْنَاهُمْ فِي الْيَمِّ فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الظَّالِمِينَ (40) وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ لا يُنصَرُونَ (41) وَأَتْبَعْنَاهُمْ فِي هَذِهِ الدُّنْيَا لَعْنَةً وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ (42)القصص ). هذا هو الموضع الوحيد الذى جاء فيه إشتقاق لهذه الكلمة . ويلاحظ أن لفظ المقبوحين هنا يدل على عموم أهل النار لأن الله جل وعلا يقول : ( وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ هُم مِّنَ الْمَقْبُوحِينَ ).
السؤال الثالث :
من الاستاذ عثمان فخر الدين :
السلام عليك يا دكتور / أحمد صبحي منصور.
يقول الله تعالى في سورة الشورى
(لِّلَّهِ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ يَخۡلُقُ مَا يَشَآءُۚ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَٰثٗا وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ (49) أو يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا) (50) صدق ألله العظيم. يؤكد ألله في الأية رقم ٤٩ بأنه يهب لمن يشاء الإناث ويهب لمن يشاء الذكور وهذا المعنى يفهمه بديهيا الذي يؤمن بالقرآن وهذا بالتأكيد يحدث بعد الزواج.. لكن هل الآية رقم ٥٠ تؤكد أن إختيار الزوج للزوجة الذي سيتزوج بها وإختيار الزوجة لزوجها هى إرادة ألله تصديقا لقول ألله أو يُزَوِّجُهُمْ، وأن إصابة أحدهما بالعقم هى بالتأكيد إرادة ألله، وهل للآية رقم ٥٠ معنى آخر؟ وهل لمعنى قول ألله (أو يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَن يَشَاء عَقِيمًا) علاقة بتزاوج الذكران ببعضهما والإناث ببعضهما مثلما يحدث بين المثليين ؟
إجابة السؤال الثالث :
1 ـ ( أو يُزَوِّجُهُمْ ) تعود على إنجاب الذرية ، قد تكون ذكورا أو إناثا ، أو من الذكور والاناث .
2 ـ وبالمناسبة فالزواج ليس الأصل فى الموضوع هنا . الأصل هو الانجاب ، وهذا يطون بزواج شرعى وبالزنا. يمكن الانجاب فى أى لقاء جنسى ، حلالا كان أو حراما . هذه عملية بيولوجية ، قال جل وعلا : ( وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى (45) مِنْ نُطْفَةٍ إِذَا تُمْنَى (46) النجم ). فالذى يحدد نوع الجنين هو نوعية الحيوان المنوى من منى الرجل . الحيوان الذى يسبق غيره لتلقيح البويضة .