عن ( الموت / حديث باطل / حتمية النصر / مترادفات )


أحمد صبحى منصور
الحوار المتمدن - العدد: 8229 - 2025 / 1 / 21 - 00:03
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني     

السؤال الأول :
من الاستاذ عثمان فخر الدين:
‏ السلام عليك دكتور / أحمد صبحي منصور. قلت في مقال انواع الموت وتعلقاته بتاريخ ١٣ / ١ / ٢٠٢٣ أن الإنسان عند الإحتضار يعرف بأنه (سيكون إما من اصحاب الجنة من المقربين وأصحاب اليمين ، وإما من أصحاب الجحيم) فهل بعد أن تُفارق الإنسان روحه وتدخل البرزخ لا يتذكر ما بَشْرَّته به الملائكة عند البعث للحساب يوم القيامة ؟
إجابة السؤال الأول :
1 ـ الروح هو جبريل . يتكون الانسان من نفس وجسد . النفس جاءت من البرزخ ، ثم ترتدى الجسد جنينا وتولد به ،وتقضى عمرها المحدد فى حياتها الدنيا ، وفى حياتها الدنيا تغادر النفس جسدها مؤقتا بالنوم حيث تعود للبرزخ موطنها الأصلى ، ثم تغادر النفس جسدها الأرضى نهائيا بالموت . قال جل وعلا : ( اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (42) الزمر )
2ـ البرزخ منطقة موت وإنعدام الاحساس بالزمن ( هذا عدا المقتولين فى سبيل الله جل وعلا ، وقوم نوح وفرعون وقومه) . عند البعث يسترد الانسان وعيه ، ويتذكر دنياه كأنه نام أو مات من ساعة واحدة . قال جل وعلا : ( وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ كَذَلِكَ كَانُوا يُؤْفَكُونَ (55) وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ لَقَدْ لَبِثْتُمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ إِلَى يَوْمِ الْبَعْثِ فَهَذَا يَوْمُ الْبَعْثِ وَلَكِنَّكُمْ كُنتُمْ لا تَعْلَمُونَ (56) الروم )
السؤال الثانى :
هل حديث :( خيركم من طال عمره وكثر عمله ) يتفق مع القرآن ؟
إجابة السؤال الثانى :
أولا :
نحن نكفر بأى حديث خارج القرآن الكريم ، سواءإتفق معناه مع القرآن الكريم أو إختلف . نؤمن بالله جل وعلا وحده إلاها وبالقرآن الكريم وحده حديثا .يكفينا قول ربنا جل وعلا :
1 ـ ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) وَإِذَا عَلِمَ مِنْ آيَاتِنَا شَيْئاً اتَّخَذَهَا هُزُواً أُوْلَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ (9) مِنْ وَرَائِهِمْ جَهَنَّمُ وَلا يُغْنِي عَنْهُمْ مَا كَسَبُوا شَيْئاً وَلا مَا اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (10) هَذَا هُدًى وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَهُمْ عَذَابٌ مِنْ رِجْزٍ أَلِيمٌ (11)الجاثية )
2 ـ ( أَوَلَمْ يَنظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدْ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) الأعراف )
3 ـ ( وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50)المرسلات ).
ثانيا :
1 ـ هذا الحديث من أحاديث الدين السُّنّى الأرضى الشيطانى . ويزعمون أن النبى محمدا عليه السلام قال : ( خير الناس من طال عمره وحسُن عمله ).إخترعه الترمذى وابن حنبل والدارمى ونسبوه للنبى محمد عليه السلام زورا وبهتانا , عليهم لعنة الله جل وعلا والملائكة والناس أجمعين .
2 ـ لا يتفق معنى هذا الحديث مع القرآن الكريم . هناك متقون لم يطُل بهم العمر ، عاشوا أتقياء وماتوا فى شبابهم . منهم من إنتهت حياته قتلا فى سبيل الله جل وعلا وهوفى ريعان الشباب . إقرأ قوله جل وعلا : ( أَنِّي لا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لأكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ ثَوَاباً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ (195) آل عمران ). وهناك من الصحابة من هاجر بعد أن أوذى ، ثم قاتل فى سبيل الله جل وعلا ، وقُتلوا فى ريعان شبابهم ، وحزن عليهم النبى محمد والمؤمنون معه ، فقال جل وعلا لهم :
2 / 1 :( وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لا تَشْعُرُونَ (154) البقرة )
2 /2 : ( وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِنْ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) آل عمران )
السؤال الثالث :
فى القرآن آية تقول : ( وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً ) وهذا يعنى ان الله لن يجعل الكافرين يغلبوا المؤمنين .هذا مع ان الكافرين غلبوا النبى فى غزوة أُحُد . ما رأيكم ؟
إجابة السؤال الثالث :
إقرأ الآية الكريمة بكاملها . يقول الله جل وعلا : ( الَّذِينَ يَتَرَبَّصُونَ بِكُمْ فَإِنْ كَانَ لَكُمْ فَتْحٌ مِنْ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً (141) النساء ) .الكلام هنا عن الحكم الالهى يوم القيامة ، وليس فى هذه الدنيا . الله جل وعلا سينصر المؤمنين المتقين نصرا نهائيا فى الدنيا ، وسينصرهم على الكافرين يوم القيامة.
قال جل وعلا عن النصر النهائى للنبى محمد فى الدنيا : ( إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً (2) النصر ) .
وقال جل وعلا عن النصر فى الدنيا والآخرة باسلوب التأكيد :
1 ـ ( إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمْ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52) غافر )
2 ـ ( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ (171) إِنَّهُمْ لَهُمْ الْمَنصُورُونَ (172) وَإِنَّ جُندَنَا لَهُم الْغَالِبُونَ (173) الصافات )
3 ـ ( كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ (21) المجادلة)
4 ـ ( وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ (56) المائدة )
5 ـ ( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الحج )
السؤال الرابع :
فى آية ( قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنْ اهْتَدَى (135) طه ) من هم اصحاب الصراط السوى ومن هم المهتدون ؟وما هو الفرق بينهما ؟
إجابة السؤال الرابع :
قال جل وعلا : ( قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُوا فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِيِّ وَمَنْ اهْتَدَى (135) طه ). هذا من المترادفات ،أى التعبيرات ذات المعنى الواحد والألفاظ المختلفة ، وتأتى مترادفة ، فأصحاب الصراط السوى هم من إهتدى . ومثله قول المؤمنين : ( وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ (147) آل عمران )

شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )
https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran