رونك سايد
حامد الحمراني
الحوار المتمدن
-
العدد: 3837 - 2012 / 9 / 1 - 16:47
المحور:
كتابات ساخرة
قبل أن اقرأ الاحصائية أدناه وما فيها من) البلاوي ) والعجائب والمعلومات المخجلة عن ثقافتنا ووعينا ( وهنبلتنا) الفارغة، كنت غاضبا على الشخص الذي كلفتهُ بمتابعة كتابي الاول بسبب تأخيراته المتكررة التي استمرت قرابة سنة تعيسة وليس كبيسة .
كنت اتوقع ان ينتهي ترتيب الكتاب خلال اسبوعين او ثلاثة لكي يرى النور في المكتبات ويقرأه اصدقائي الذين كنت أظن أنهم مليوني عراقي وعربي وهندي .
وان دور النشر ستتزاحم فيما بعد على طباعته ثانية وعاشرة؛ لما سيدر عليهم من الاموال الطائلة والشهرة ، ولكني اكتشفت بعد قراءة الاحصائية ان الذين سيقرأون الكتاب هم سبعة اشخاص فقط ، وأحدهم (زوجتي المسكينة).
فقد ارسلت قبل عشرة اشهر على وجه التحديد ، كتابي الاول الذي يحمل عنوان ( رونك سايد) وهو مجموعة من مقالات مختارة صمم غلافه الاستاذ سعد الجبوري وعلق على وجه الكاركاتير الذي رسمه وهو عبارة عن مجموعة وجوه تخرج من اقلام وهي تحملق غاضبة واخرى تضحك بخبث كاتبا : تلك مقالات ارتكبها الحمراني عمدا ومع سبق الاصرار والترصد.
والحقيقة اني كتبت هذه المقالات بعد سقوط (اخو هدلة بجميع الدروس) لحين خروج آخر جندي من القوات المحتلة بلا ( بسطال) ، اقول ارسلت الكتاب الى صديقي على أمل ان يخرجه ويرسله الى المطبعة ، ولكني قرأت الاحصائية وحمدت الله على هذا التأخير الذي اغلق جميع شراييني التاجية.
تقول الاحصائية التي نشرت عام 1996 : ان معدل القراءة في العالم العربي لا يتجاوز 4 % من معدل القراءة في إنكلترا، وأن كل ما تطبعه الدول العربية والبالغ عدد سكانها نحو 300 مليون نسمة لا يصل إلى نصف ما تنشره إسرائيل التي لا يتجاوز عدد سكانها 6 ملايين .
وحسب الاحصائية ، فأن اليابان تترجم حوالي 30 مليون صفحة سنوياً. في حين أن ما يُترجم سنوياً في العالم العربي هو خُمس ما يترجم في اليونان. وان ما تُرجم إلى العربية منذ عصر المأمون إلى العصر الحالي 10.000 كتاب؛ وهي تساوي ما تترجمه أسبانيا في سنة واحدة .
وحسب الإحصاءات فان الأوروبي يقرأ بمعدل 35 كتابا في السنة والإسرائيلي 40 كتابا في السنة، أما العربي فإن كل 80 شخصا يقرأون كتابا واحدا في السنة .
وعلمت ان كتابي (رونك سايد) الذي اقترح احد أصدقائي تبديل اسمه الى ( اضحك مع الحكومة وابتسم للبرلمان) سوف لن تقرأه الا زوجتي وصديقي الذي ارفض ان اذكر اسمه لاسباب ثقافية وليست أمنية ، وعندما اصبح خيالي قاسيا توقعت اذا ما صدر الكتاب اني سأجده في اغلب شوارع بغداد وخاصة عند اصحاب اكشاك ( الكرزات) في شارع ابي نواس او البتاوين لاستخدام أوراقه للإغراض السلمية .
وعليه تمنيت ان يتأخر فحص الكتاب وتصحيحه واخراجه الى ان اموت حتى يضطر الاخرون لقراءته باعتبار ( اكرام الميت ....).
قال احد اصدقائي الذين اعول عليهم في ان يحصل على نسخة من كتابي : آني اعرف جيدا انك تكتب مقالات ساخرة ، ولكن لا اعرف بالضبط اين تنشرها فاني لم اقرأ الصحف منذ 2003 !!!.