اقبض.. من دبش
حامد الحمراني
الحوار المتمدن
-
العدد: 2713 - 2009 / 7 / 20 - 07:52
المحور:
كتابات ساخرة
استعاذت ام صبحي من الشيطان الرجيم ومن جشع ( دبش ) اللعين ، وقالت ان هذه الاضافة في الاستعاذة لم تكن بدعه انما كانت للضرورة ؛ لانها ذاهبة الى احدى دوائر الدولة طلبا للوظيفة بعد ان سمعت وقرأت اعلانا يقول ان باب التعيين مفتوح جدا جدا.
ودبشُ هذا - والكلام لام صبحي- يبدو انه قد توالد وتكاثر في اغلب وزاراتنا الوطنية في ظل الفساد الاداري والمالي وغياب الرقابة على من هم في موقع المسؤولية، فبينما يوعز المسؤول الى تشكيلاته بتسهيل مهمة المواطنين او اقراضهم او اعطائهم منحة او سلفة او ترويج معاملات التعيين نرى الاخ دبش يتوقف عن التنفيذ بحجة انتظار التعليمات حتى يبدأ بنشاطاته ( الدبشية) مع اصدقائه الدبابيش ، مع الاعتذار لمخازن التجارة في منطقة ( الدباش) .
ودَبش ( بفتح الدال ) عرفناه قديما حينما كان خادما لاحدى التجار الذي جمع المال من احدى القرى بعد ان وعدهم باستثمار اموالهم ولكن عندما نام سيده اخذ دبش المال (وشلع بليلة ظلمة) وعندما اصبح الصباح هرع اهل القرية الى التاجر مستفسرين اين اموالنا فقال لهم: اقبضوا من دبش.
ام صبحي بعد ان رجعت خالية اليدين معوجة الوجه بعد لقائها باكثر من دبش في تلك الدائرة واصرارها الشجاع بعدم الرضوخ لجشعهم اتهمت بعض التجار بالتنسيق مع دبش لتسويف جميع القرارات التي تصب لصالح المواطنين ، واكتشفت ان وجود دبش ضروري في بعض الوزارات ، فبينما ( يهنبل) المسؤول باقامة المشاريع وامتصاص البطالة واطلاق التعيينات تراه يهمس في اذن دبش بان القبض والتعيين سيكون بيده .
ومعلوم اذا كانت القضية تتعلق بامتياز المسؤولين( سلفه راتب امتيازات، جواز سفر ( سايكلوجي)، سيارة مدرعة – قطعة ارض 600 على الشارع) فانها تنجز بشكل سهل يسير ، واما اذا كانت تتعلق بالمواطنين فالقبض من دبش!!
وتسائلت ام صبحي دليلا على صحة استنتاجاتها هل رايتم احدا من الصحفيين او الادباء او المواطنين استلم قطعة ارض او منحة رئيس الوزراء او تم قرضه بسلفه كما اوُعد بذلك ؟ وهل رايتم احدا من المواطنين استلم قرضا عقاريا ما عدا اصدقاء دبش ( الفايخين) الذين ياخذون خمس القرض حتى لا يضطر دبش للهرب؟ وهل رايتم احدا ذهب الى احدى دوائر الدولة وقدم اوراقه للتعيين وتم قبوله من غير ان يستجوبه دبش وياخذ منه عشرة اوراق بالقليل؟
ودبش ايام زمان هرب بليلة ظلمة، يمكن لانه يخاف من الحكومة او القانون او يستحي من الناس بعد اخذ اموالهم. ولكن الاخ دبش في هذه الايام ليس في نيته الهرب لاسباب لا تتعلق بنزاهته ولكن بعلاقته بالتاجر، او يمكن ( ما اعرف شنو)!!
احدهم وكان يعمل(دبش) بعد الدوام الرسمي وياخذ على كل معاملة دبشية عشرة اوراق، يعني الف دولار ، يعني مليون وكسر دينار قال : لقد حمّلنا النظام السابق تركه ثقيلة من الفقراء والارامل والايتام ، فقلت له من لهؤلاء المساكين ؟ قال انا !! قلت له من انت ؟ قال دبش ، قلت له ( هواي راح يقبضون يادبش يا ابن الدبش).
ام صبحي ترحمت كثيرا على روح المرحوم المنلجست العراقي عزيز علي ، واخذت تردد ببعض كلماته التي تقول ( ذوله الملاليح لابد ما نحاسبهم ، سلموه للريح جنه مو سفينتهم ، بس التصاريح اقبض من دبش عنهم ).