الافاعي وميزانية 2009


حامد الحمراني
الحوار المتمدن - العدد: 2674 - 2009 / 6 / 11 - 09:56
المحور: كتابات ساخرة     

الافاعي العراقية في الجنوب طفح عندها الكيل بعد عدم الاعتراف بحصتها من الماء و(البرودة) في الميزانية العمومية لسنة 2009 بحجة انخفاض اسعار الاوكسجين وارتفاع اسعار(البطنج) في الاسواق العالمية ، فاضطرت الى النزوح القسري من جحورها في منظر وصفته وسائل الاعلام ظلما وعدوانا بانه ارعب اهالي الاهوار ، بالرغم من انها افاعي غير سامة بشهادة الخبيرة ام صبحي وانها لا تكّن للمدنيين اي مكروه، وانها غيرت مكانها بحثا عن الماء والبرودة التي حرمتها سياسات دول الجوار واجراءات وزارات الكهرباء والنفط والتجارة والهجرة والمهاجرين .
والافاعي العراقية حسب استنتاجات مركز الدراسات والبحوث الذي تشرف عليه ام صبحي صبرت اكثر من ست سنوات على الظروف الجوية والمائية المتردية بعد الاحتلال ، وانها تحملت التهميش والتجفيف ايام النظام السابق طيلة ثلاثة عقود ، وانهارت اعصابها بعد الاحتباس الحراري قبل اسبوع في السجون الامريكية.
يشار الى ان الافاعي العراقية عتبت كثيرا على وسائل الاعلام التي صورتها بانها مخيفة او ان لها قضايا كيدية مع مواطني الاهوار او انها ناقمة على الاتفاقية العراقية التركية المتعلقة بالماء مقابل البقاء،
اما الحقيقة فانها نزحت بطريقة سلمية دستورية غاية في الديمقراطية فلم تحمل سلاحا ولم تلجا الى العنف ، ولم يُسجل نزوحها اية حادثة او جناية حسب ما قاله الاخوة في خطة فرض القانون .
والحق يقال ( والكلام لام صبحي ) ان تلك الافاعي لم يخطر ببالها انها سوف تستولي على بيوت الاهالي او انها سوف ( تحوسم) بعض ممتلكات الناس، ابدا فقد كانت قمة الكياسة والوقار ونزحت بمنتهى الانضباط عكس بعض الكائنات عند الغضب فانها تتحول الى حيوانات مفترسة وتفقد اخلاقها ودينها ووطنيتها، اما لماذا نزحت في الليل فانها لا تخاف الاخرين بل تستحي منهم ؛ لان التهجير القسري وتغيير مكان الناس بالقوة عندها اقسى انواع التعذيب والشعور بالغربة والاحتقار داخل الوطن .
واضافت ام صبحي ان الافاعي العراقية كأي كائن عراقي اذا شرب من ماء دجلة والفرات قبل الغزو الهائل للمياه المعدنية، وتنفس من هواء الوطن لا يمكن ان تتحول سجيته واخلاقه الا بفعل فاعل او ضغط من جهات خارجية.
واختتمت ام صبحي قولها: ان وسائل الاعلام هذه ذكرتنا بحملتها غير المهنية على الدجاج العراقي قبل سنتين ومع ذلك خرج مرفوع الراس ابيض الوجه فلا انفلونزا الدجاج ولا بطيخ، شانه شان خنازيرنا المسكينة التي لم تصب بالانفلونزا القادمة من امريكا ومع ذلك تعرضت ثلاثة منها للاعدام ظلما وعدوانا في حديقة الزوراء.