مائة راتب وطلاق ام صبحي


حامد الحمراني
الحوار المتمدن - العدد: 2831 - 2009 / 11 / 16 - 12:17
المحور: كتابات ساخرة     

ابو صبحي لم يخطر بباله انها دعاية انتخابية او انها تصب في مشاريع التخدير الوطني او انه من خلال هذا المبلغ سيقع فريسة للاخ ( دبش) او ان وزارة المالية ستنتخب عشرة موظفين ( فايخين) من كل دائرة والبقية ( يعطيهم العافيه) ؛ لكنه مع ذلك لم يستمتع بهذه الالتفاته المادية السخية من قبل الحكومة والقاضية بتسليف الموظفين مائة راتب لقاء شرائهم بيت ؛ لانه تفاجأ برفع دعوى قضائية من قبل زوجته ام صبحي بعد يوم من سماعه هذا الخبر تطالبه فيها بالانفصال بسبب معرفتها اخيرا بان مقدار راتبه لمدة مائة شهر هو 16 مليون دينار والتي قالت انه لا يمكن ان يشتري لها ربع قطعة ارض في اي منطقة من مناطق العاصمة ( الحبيبة).
ويبدو ان ابو صبحي يعمل عملا ثانيا بالخفاء بعد الدوام الرسمي ما جعل زوجته لا تعرف الكثير عن دخله الحقيقي؛ الا ان تلك المنحه جاءت من باب ( مصائب قوم عند قوم .. جيب ليل واخذ عتابه) .
وابو صبحي هذا رجل مناضل و شهم ووطني يشهد له ابناء المحله فقد قارع النظام السابق طيلة مرحلة شبابه من خلال امتناعه التعيين في دوائر الحكومة وبالتالي افترش الشارع قبل سقوط النظام وعمل ( جمبر) من الدرجة الاولى( طابقين) في كراج ( سيد محمد) في الكاظمية واشتهر في اخلاصه وصدقه مع الناس وتنامي امواله التي قال انها حلال مليون بالمية .
اما ام صبحي فانها بررت اقدامها الجرىء هذا بانها استفرغت ذمتها بعد ان سالت زوجها بطريقة حزينة قبل ان تضطر الى امتثاله امام قاضي تحقيق محكمة البياع، وكان من ضمن اسالتها هل يستطيع ابو صبحي ان يعرف ان مائة وستين الف دينار هي اقل من مجموع قيمة (النساتل) التي يشتريها بعض ( الرياضيين) لاطفالهم ؟، يبدو ان ام صبحي كانت تقصد السياسيين - والله اعلم – ، وهل يعلم ان سعر مخصصات وجبة غدائهم يساوي ربع مليون دينار؟ ؛ يعني ان مجموع راتبه لمدة ثمان سنوات ما يعادل 16 وجبة اكل ؟ وهل يعلم ان بعض الحمايات يتقاضون راتبه ذو الثمان سنوات بشهر واحد.؟
اهل المحلة تعاطفوا مع ابو صبحي ولم يلقوا باللائمة على ادائه طيلة حياته وارجعوا اسباب تاخره الاقتصادي وعدم ترميم بناه التحتية بسبب الظروف القاسية التي مر بها اسوة باغلب العراقيين المشاكسين الذين بقوا في العراق ولم يحالفهم الحظ للجوء في الخارج فقد قضى ( خمس سنوات هروب من الحرب – وخمس سنوات صعلكه في الشارع للبحث عن مكان للجنبر – وثلاث سنوات تهجير قسري – وسنتين تهجير طوعي – وثلاث سنوات في المستشفى بسبب الاحتقان السياسي).
وعليه اقترحوا على زوجته بدلا من ان ترفع دعوى الطلاق عليه ان تفعل فعلا وطنيا سياسيا صارما يضع حد لذلك من خلال اجراء حملة تواقيع من اهالي المحلة تجبرهم بعدم انتخاب من ساهم في وضع سلم الرواتب لموظفي الدولة والذي لم يلتفت الى الدرجات الدنيا وبالتالي حرمان هؤلاء السياسين من دورة انتخابية جديدة، او ان يضطر ابو صبحي للتعين بالحماية مع اي برلماني يجد عنده نقص في افراد حمايته.
اما ابو صبحي فقد ابتسم امام اهل المحلة قائلا : ان ام صبحي لا تعرف ان صداقها المتاخر يساوي الف دينار عراقي فقط وهو اقل من سعر كيلو طماطة!!!