الكاميرة المفخخة
حامد الحمراني
الحوار المتمدن
-
العدد: 3117 - 2010 / 9 / 6 - 21:53
المحور:
كتابات ساخرة
الاف العراقيين استشهدوا بالعبوات الناسفة والسيارات المفخخة بعد سقوط صنم بغداد ، والقاتلين مجهولين، فلم نرى احدا من منهم تعرضه احدى القنوات ، الا في كاميرة البغدادية( الحبابه) فان احد الفنانيين هو المسؤول عن جلب واحدة من تلك العبوات والسيارات المفخخة ، هذا ما قالته ام صبحي وهي تقارن بين ثقافة الضحك وزرع الابتسامة في وجوه الاخرين وبين ثقافة الاستهزاء والضحك على ماساة العراقيين واحزانهم وقتل ابنائهم وتشويه وطنيتهم ووطنهم .
تقول انها لم تترك يوما واحدا مشاهدة الكاميرة الخفية الاجنبية التي تقول انها غاية في الجمال والابداع والروعة بعد ان تمتلىء ضحكا وسورا وبهجة بدون ان ينال هذا البرنامج من احد او ان ينتهك حرمته وخصوصياته او ان يستهزء به ، فان مقدمي هذه القفشات دائما هم من يقع عليه المقالب وليس الاخرين.
وقد اعربت عن استغرابها ان يكون العنف والعبوات الناسفة موضوعا (للهنبلة) وحب الشهرة للبعض بعد ان يستخدم قوات الجيش في تنفيذ اغراضه الدعائية للقناة التي يعمل بها.
وتتسائل ام صبحي كيف سيكون للناس ثقة بقواتهم المسلحة وهم يكذبون على المواطنين و(يرتكبون) عليهم ويتهمونهم زورا وبهتانا ؟ ، وكيف يكون للناس ثقة بمقدم البرنامج الذي طالما يكذب على ضيوفه وينال منهم؟
ولانها متالمة جدا ومستاءة جدا فقد اقترحت على مقدم البرنامج ( خلي ن انبوكا)الذي تعرضه البغدادية يوميا في شهر رمضان المبارك بعد ان ( تقيأ) منه الجمهور العراقي وهو يتابع الاحراجات والخوف والرعب الذي ينتاب الفنانيين وهم يتفاجئون بوجود عبوة ناسفة في سيارتهم ، اقترحت ان يستخدم مقدم البرنامج من باب ( السادية وحب الانتقام) مسدسات حقيقية ويحاول ان يقتل بعض الفنانيين ضيوف البرنامج بعد ان يطلق رصاصة على راسه ( ويطشر مخه، اذا كان عنده مخ ) ومن ثم يتصل بعائلته ( علمود نشبع ضحك عليهم) لنرى ماذا يفعل ذويه وهم يرون احد افراد عائلتهم ( مطشر مخه) من على شاشة البغدادية المسالمة التي تقدس ( المخ) . واذا لم ينجح البرنامج في جذب المشاهدين فان ام صبحي تقترح ان يحاول مقدم البرنامج الاتصال ببعض الفنانيين ويخبره ان احد اطفاله سوف يموت لان هناك سيارة مفخخة تحمل عشرين طن من المتفجرات ستنفجر في مدرسته بعد انتهاء البرنامج ويعرض ردود فعل عائلة الفنان على تلك الاخبار المفجعة والمرعبة.
واذا ما اريد للبرنامج ان يكون اكثر سخونة وشد للجمهور ويكتسب شهرة اقليميا خاصة في الدول العربية النفطية الديمقراطية فان ام صبحي تقترح ان يصطحب مقدم البرنامج مجموعة من الاخوة الارهابيين الملثمين( وما اكثرهم هذه الايام) ويدخله على بيت احد الفنانيين بعد ان يلبسهم احزمة ناسفة فيقتحموا البيت على عائلة الفنان ويقول لهم ان الارهابيين سوف يفجرون انفسهم عليكم ( علمود يشد المشاهدين ويهلكون من الضحك) خاصة اذا كان احد افراد العائلة مصاب بالجلطة واخر تعرض الى سكتة قلبية والصيدليات ( معزلة) بسبب انقطاع التيار الكهربائي.
وتتسائل ام صبحي كيف لنا ان نستمتع بهكذا برامج ونحن وعوائلنا ايدينا على قلوبنا وندعو الله ان يصّبر ضيف البرنامج مما سيقع عليه من مقلب ارهابي هو بالاساس اكثر ارهابا من الارهابيين انفسهم ؟
لقد كانت ام صبحي متفائلة جدا بان يوما ما سوف تنتهي مهزلة الارهاب والعنف عن العراقيين اعتمادا على الفن والفنانيين والثقافة والمثقفين ، ولكن ان تتحول الماساة والموت واليتم الى مادة للضحك والشهرة فان لها رئيا جديدا بدأ يتبلورفي متى تنتهي هذه الماساة !!!