أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - حتى لا ننسى وحتى لا نغفل ونغفو .













المزيد.....

حتى لا ننسى وحتى لا نغفل ونغفو .


سامى لبيب

الحوار المتمدن-العدد: 6178 - 2019 / 3 / 20 - 13:30
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


- لماذا نحن متخلفون (67) .

يأتى هذا المقال تعقيباً على الحادث الإرهابي بنيوزيلندا والذى راح ضحيته 50 مسلماً أثناء تأديتهم الصلاة فى مسجدهم على يد متطرف يمينى أسترالى , ليكون من البديهى إدانة وإستنكار هذا العمل الإرهابى الذى نال من مسلمين آمنين أبرياء , وليكون هذا الإستنكار والإدانة من أرضية إنسانية ترفض العنف والإرهاب .
فى الحقيقة لم أكن أنوى كتابة مقال تفصيلى فى هذا الشأن فقد إكتفيت بالتعبير عن موقفى ونفورى فى مداخلة بمقالى السابق ولكن وجدت أن إستغلال السلفيين والإسلاميين المؤدلجين لهذا المشهد تم بشكل مزور وتضليلى وعدائى .
هناك نقطة أخرى , فأرى أننى لم أكن دقيقاً فى التعبير فى مداخلتى عندما أعربت بأننا مقبلون على صراع دينى دينى , إسلامى مسيحى وهذا خطأ منى شبيه بفكرة صراع الحضارات , فلا يوجد صراع إسلامي مسيحى ىهذا العصر أو حتى فى العصور الماضية فهناك مصالح وأطماع تريد التحقق ليحشر فيها السياسيون أصحاب الأديان كوقود للصراع والحرب وهذا ما كنت أعنيه وإن كنت أخفقت فى التعبير .

- لو بحثنا فى الأحزاب اليمينية المتطرفة بالغرب سنجدها لا ترفع شعار الدين والصليب كون الثقافة علمانية فلا يوجد تأثير للمؤسسات الدينية والكنسية فى نهجهم العدائى للمهاجرين المسلمين بل هي رؤية عنصرية قومية شوفينية ودفاع عن هوية وثقافة يكون الدين هو إحدى روافدها الثقافية , وليس هو المحرك الرئيسى للحراك والصراع , فكما ذكرنا أن تلك النزعات اليمينية ذات توجه علمانى لادينى إلحادي فى الغالب .

- نأتى إلى الجانب التضليلى المخادع العدائى الذى ينتهجه السلفيين والمتأسلمين المؤدلجين وأصحاب الإسلام السياسي , وهنا لابد أن أشير فى البداية لنقطة جوهرية فهناك فرق بين عامة المسلمين والسلفيين وأصحاب الإسلام السياسي , فعامة المسلمين يتبنوا بعض مفاهيم المدنية والحريات والديمقراطية والتسامح والسلام ويرجع هذا لتأثرهم وتشبعهم بإنتاج الحضارة المدنية الحديثة , لذا يغفلوا تماماً عن النصوص والتراث المغاير لهذا النهج لينتقوا بعض النصوص التى تدعو للسلام والصفح وقبول الآخر ,أما السادة السلفيين فهم الأكثر فهماً ووعياً بالتراث متشبثين بكل إنتاجه القديم بدون حذف أو إهمال أو تعديل راغبين فى إسقاطه على الواقع كما هو , لذا حظينا على يد هؤلاء السلفيين وأصحاب الإسلام السياسى بكل إرهاب وتطرف وتزمت وكراهية وعدوانية وخصومة مع الآخر والعصر .

- لا يكون نقدنا للتراث الإسلامى موجهاً للعامة الذين يرضون بالسلم والتسامح رافضين العنف والإرهاب والكراهية , بل يكون نقدنا وتحليلنا لدحض تأثير السلفية والإسلام السياسى المُخرب والمُدمر للشعوب تحت يافطة إحياء التراث الإسلامى , لذا يوجهون حملاتهم الشرسة ضد كل تنوير ونقد ليزعم أحد الحمقى أن الكتابات الناقدة للتراث والثقافة الإسلامية هى التى أنتجت وشجعت اليمين الغربى المتطرف ليهمل أن هذا الإحتقان جاء من حضور الثقافة الإسلامية على يد داعش والقاعدة والسلفية كمنتجة لكل هذه المواقف.

- قبل أن يقحم السلفى رأسه فى التنديد بالحادث الإرهابى بنيوزيلندا لم نشاهده يندد بعشرات حوادث قتل لأقباط مصر مثلاً , وعندما أقول عشرات فهو مشهد متكرر ودامى بالعشرات طال الأقباط وكنائسهم منذ بداية السبعينيات , فلن نطالبه بوضع وردة فى مكان الحادث كما قام النيوزلنديون بذلك , فهو لم يتأسف من هكذا حوادث نالت الأقباط بل كل ما شاهدناه إما الحبور والتشفى , ومن يخجل منهم أو قل يدرك ورطة الإنحياز التام للعمل الإرهابى فهو يعلن أن الدواعش ليسوا من الآسلام بينما داعش هى الوليد الطبيعى للسلفية الأصولية .

- السلفي لا يسأل نفسه هل العداء اليمينى للمهاجرين المسلمين خاص بالمسلمين فقط وهل جاءت نشأة اليمين منذ البدء معادياً للمسملين أم كان متمايزاً موجهاً سابقاً لأعراق وقوميات أخرى , لذا عليه أن يسأل نفسه إذا كان لديه القدرة على التحليل والفهم بأن المواجهة ضد المهاجرين المسلمين جاءت بعد تصاعد التعصب والعنف الإسلامى فى السنوات القليلة الماضية على يد داعش والقاعدة لتجد حضوراً فى المهاجرين بل فى الجيل الثالث منهم .

* ثقافة الكراهية .
- نعم توجد ثقافة للكراهية والعنصرية تجد حضورها فى العالم على يد المتشددين الإسلاميين واليمين الغربى ولكن يجب التفريق بين ماهو أصيل ومُستحدث , بين ماهو مُتجذر ثقافياً وبين ماهو وليد أحداث , بين ماهو مُنتج من خلل إجتماعي طبقى ومابين ما هو إرث ثقافى أيدلوجى نفسي , بين ما يمثل ردود فعل ومابين ما يمثل أيدلوجية فكر .. اليمين المتطرف لم ينشأ كما ذكرنا من عداء أصيل للإسلام والمسلمين ليكون هذا العداء مُستحدثاً , أما الكراهية والإرهاب فى الإسلام فهى أصيلة فى بنية ولحمية النص والتراث والتاريخ الإسلامى , ليمكن تفسير أصالة فكر الكراهية والإرهاب فى الثقافة الإسلامية كونها باحثة عن تأصيل هوية جمعية فى مواجهة الآخر المختلف وذلك بنبذه وكراهيته والتجييش ضده وهذا ما سنشاهده فى فقه البراء , ليتعامل السلفى مع هذه الحالة الإستقطابية الحادة ويسقطها على واقعه .

البحث فى الإرث الإسلامى نصاً وتراثا وتاريخاً سيمنحنا المزيد من الدلالات على ثقافة الإرهاب والكراهية والنبذ لنكتفى هنا بذكر مشهدين تدلان على ثقافة الكراهية .
- دعاء وصلاة الكراهية .
هذا الدعاء يتلى فى جميع مساجد الإسلام فى صلاة الجمعة ولك أن تندهش من حجم الكراهية التى تفوق الوصف والحصر , ولك أن تندهش أيضا من حال المسلمين عندما يتم زرع الكراهية من خلال دعاء مع غياب الظرف الموضوعى المُنتج له .!
اللهم انصر المجاهدين في كل مكان ..آمين .
اللهم أمدهم بمددك ..آمين .
وأعزهم بعزك..آمين .
وانصرهم يا أرحم الراحمين..آمين .
اللهم عليك باليهود و الأمريكان ومن والاهم .. آمين .
اللهم شتت شملهم..آمين .
وفرق جمعهم..آمين .
اللهم يتم اطفالهم و رمل نساءهم .. آمين .
اللهم زلزل الأرض تحت أقدامهم .. آمين .
اللهم أهلكهم كما أهلكت عادا و ثمود..آمين .
وأقم الصلاة !

- ثم أنظر إلى إبداع أحد الشيوخ من مخاض ثقافته المتجذرة : ( نسألك اللهم هزيمة للشرك والمشركين ، اللهم دمر اعداء الدين من اليهود والنصارى والشيوعين والعلمانين والكفره والرافضه وجميع الزنادقه والملحدين ، اللهم فرق دولتهم وشتت شملهم وزلزل اقدامهم والق الرعب فى قلوبهم وارنا فيهم عجائب قدرتك اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم احدا ، اللهم انشر بينهم الامراض والفتن والزلازل والمحن) . بالطبع السلفيين المُحدثين أضافوا الشيوعيه والعلمانيه التى لم تكن معروفه زمن الإسلام البدئى.

- إستوقفنى دُعاء غريب آخر ، حيث يقول الشيخ يوم الجمعة داعياً على اليهود والكفار: "اللهم شتت جمعهم ورمل نساءهم ويتِّم أولادهم واجعل نساءهم غنيمة لنا". ولتتوقف أمام "واجعل نساءهم غنيمة لنا" الذى يعبر عن الهوس والنهم الجنسى .

* فقه البراء .
- فقه البراء فقه أصيل فى الفكر والتراث الإسلامى , ومعنى البراء هو البغض والكراهية للآخر الذى لا يدين بالإسلام فلا يكون البراء هنا حالة إنفعالية حادة من قِبل بعض المتشددين تجاه الآخر بل فى لحمية وإيمان الإسلام .. ولك ان تستغرب من البراء حيث البغض والكراهية لبشر لم تتأذى منهم حتى تتكون فى داخلك مشاعر كراهية تجاههم , فيكفى أنهم يخالفونك فى الإيمان والإعتقاد حتى تُصدر لهم الكراهية والبغض ,حتى ولو كانوا بشر طيبون , فالمؤمن مُكلف بتصدير الكراهية للآخر وإظهارها حتى يحقق إيمانه الإسلامى الحقيقى فلا معنى للتعايش السلمى فى ثقافة البراء .. وكما قال البغوي : " أخبر أن إيمان المؤمنين يفسد بموادة الكفار وأنّ من كان مؤمنا ً لا يوالي من كفر وإن كان من عشيرته "! .. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : " أخبر سبحانه وتعالى أنه لا يوجد مؤمن يواد كافراً فمن واد الكفار فليس بمؤمن" .!

- إشكالية الإسلام مع الحياة هو هذا المزج بين علاقة المسلم مع الآخر الكافر , فلا ود ولا محبة بل إظهار العداء والكراهية والنبذ وهذا ما نجده فى فقه البراء , فالمسلم مُكلف بتصدير الكراهية للآخر وإظهارها حتى يحقق إيمانه الإسلامى الحقيقى فلا معنى للتعايش السلمى فى ثقافة البراء , ففقه البراء يقدم لنا ترسانة من الآيات والأحاديث الداعية بعدم الود بل إظهار البغض والكراهية ليصبح فقه البراء حجر الزاوية الذى يتأسس عليه فتاوى الشيوخ , فهم لم يحضروا شئ من لدنهم بل من تراث يمنحهم المزيد من التحليق فى سماء التطرف والكراهية .

- إن ممارسة الود للآخر والبعد عن كراهيته وبُغضه يجعل المسلم يدخل فى الكفر فيقول القرآن ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم)..نعم يخرجه من إيمانه ويُلقى به فى أتون نار الجحيم كونه تواد مع كافر ولم يمنحه الكراهية والبغضاء .! رَوى أحمد في مسنده عن البراء قال : قال رسول الله : ( أوثق عرى الإيمان الحب في الله والبغض في الله ) !! وبتحقيق هذا الفقه تنال ولاية الله ، كما روى ابن عباس عن النبى قال : ( من أحب في الله وأبغض في الله ، ووالى في الله وعادى في الله ، فإنما نال ولاية الله بذلك ) ! لتأتى المجادلة 22 حازمة قاطعة : (لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ) .

-يبدو ان الجهل شئ طيب فى بعض الأحيان , فالذى نستطيع أن نؤكده أن غالبية المسلمين لا يعرفون شيئا عن فقه البراء ,لذا هم يتعاملون مع الآخر وفقا لرؤية انسانية إكتسبوها من واقع يطل عليهم بإطلالات حضارية سواء أكانت مُكتسبة من حضاراتهم الموغلة فى القدم أو بتأثير الحضارة الحداثية المعاصرة على واقعهم .. وبالطبع هناك فئة من المسلمين تشبعت بالتراث نتيجة إحباطات الواقع فإرتموا فى ثقافتهم القديمة تجتر منها لتتجاوز يأسها وحنقها وبؤسها على مجتمع همشها لتفرغ طاقة غضبها فى الآخر وتتدرج فى تعاملها مع الآخر من الحذر والتوجس لتصل للنبذ فالكراهية فالعنف ,ليتم إستقطابها لكل ما هوعنيف وحاد من خلال فتاوى جاهزة لشيوخ حظوا على درجة من التواجد فى واقع متخلف وفى ظل نصوص متواجدة وصريحة يتم إستدعائها .

* الخلاصة :
- يجب ان لا ننخدع ونتماهى بالأقوال القائلة : أن حادث نيوزيلندا دلالة على أن الإرهاب لا وطن له ولا دين ,فهنا نحن نخدع ونخدر أنفسنا لنغفو ونغفل عن قبح الإرهاب فى ثقافتنا , فحتى لو كان الإرهاب منتشر فى العالم وذو اوجه عديدة فلن يتبرر إرهابنا ويصير مقبولاً.
قبل أن ندين الإرهاب اليمينى الذى هو بشع وغير إنسانى بكل المقاييس علينا الإهتمام بحالنا وثقافتنا التى تنتج إرهاب نكتوى به ليسمح هذا للغرب بالتلاعب بمصائرنا ,فالغرب هو الذى إحتضن أصولية الإرهاب فى بلادنا فلم يجد ممانعة بل تشمير عن سواعد تحتفى بالإرهاب الذى هو تراثنا وإرثنا ..لا يجب أن نركن لوجود مشاهد إرهاب فى العالم متمثلاً فى اليمين الغربى حتى نغفل عن الإرهاب والكراهية الحاضرة فى مجتمعاتنا فوجوده لن يشفع لثقافة الكراهية والإرهاب ومن هنا يجب تركيز الجهود والمواجهة فى هذا الشأن ولتكن المواجهة فى البحث عن الأسباب الفكرية التى تنتج الإرهاب .. الخلاصة إذا كنا نريد إستئصال الكراهية والإرهاب فلنبدأ بأنفسنا قبل البحث والتسري أنه عند الجيران .

- يجب ان نتحرر من تناقضاتنا وإزدواجيتنا عند التعاطى مع الأمور , كذا عدم تسييس وأدلجة المشاعر , فالقبح سيكون قبحأ سواء واجهناه أو واجهه الآخرون , فلا تكون مشاعرنا مرهفة عندما يصاب بنى جلدتنا بمكروه بينما يمر ببرود وبلادة عند مصاب الآخرين بل قد تعلن عن شماتتها .!

- يجب أن لا ننسى أو نغفل أو للدقة نتغافل أن الإسلام السياسى هو الوكيل الرسمى الحصرى للإرهاب والكراهية فى عصرنا وأن كل مشاهد الإرهاب الأخرى هى نتاج حضور الإسلام السياسى المؤدلج عن طريق السلفية المحافظة العقائدية , فأيدلوجية الكراهية والتعصب والإرهاب هى أيدلوجية إسلامية , وأن أى إرهاب آخر هو نتاج الحالة الإسلامية .

- من الخطأ جر الأعمال الإرهابية فى حلبة الصراعات الدينية فهذا يعتبر إنحراف للبوصلة و تأجيج لصراع مقوماته غير موجودة فلا يوجد صراع بين الإسلام والمسيحية كون تلك أديان تحمل حالة فكرية وليس مصالح مادية ..قد تحمل الكراهية لبعضها ولكن لا يوجد لها مقومات الصراع فلا مصلحة آنية ولا عائد من صراعها , ليبقى أن هناك من يستفيد من تغليف الصراع فى هذا الإتجاه بغية تجييشهم وإلقاءهم فى أتون الصراع .

أعتبر الإرهاب فى الإسلام ليس وليد نص فحسب , فالنصوص متواجدة أمام الجميع فما الذى يدفع هذا للإمتثال لها وآخر بالإنصراف عنها ليكون سبب هذا : الإحساس بالدونية والعجز وغياب مشروع حداثى .
- هناك مشاعر تجتاح الشعوب الإسلامية بالدونية والعجز أمام العالم المتقدم , وفى ظل غياب مشاريع حداثية مدنية تولدت الرغبة فى التحدى والصمود من خلال رفض المشروع الغربى والتشبث بالتراث والإرث القديم فهو حقق فى يوم ما الإزدهار كما يتخيلون ويتوهمون , ومن هنا جاء التشبث بالمظاهر والشعارات الإسلامية كالحجاب مثلاً كشكل من أشكال الصمود والتحدى وخلق التمايز.

- فشلت المشاريع الوطنية المدنية فى المجتمعات الإسلامية مما زاد الأمور سوءاً بظهور الإسلام السياسى وتعليق الآمال عليه فى خروج الأمة من أزمتها لأرى أن سبب الفشل فى التجارب المدنية العربية هى القفز على المجتمع ومحاولة إستنساخ تجارب لشعوب أخرى وإسقاطها أو قل هو البناء على أرض هشة بدون أساس أيضاً , ليضاف لذلك ديكتاتورية الأنظمة فعندما أخفقت كان سقوطها عظيماً , لأتصور أن الأمور كانت تحتاج إلى ثورة ثقافية تنويرية أولا أى إعداد وتربية الشعوب على مفاهيم تنويرية قبل الولوج فى السياسة والصناعة ألخ . فهكذا كان حال أوربا التى أرست ثقافة جديدة على أنقاض الكنيسة ثم بعدها إنطلقت كالصاروخ .

- جاء الإسلام السياسى ليملأ الفراغ السياسى بعد فشل المشاريع الحديثة ليدغدغ أحلام البسطاء ولكن جاء حاملاً كل الخراب والدمار فمشروعه ذا أصل فكرى سياسى قديم ليس له أى علاقة بالواقع , كذا أدواته مُقتبسة من المشروع القديم حيث الفرز والإقصاء والنبذ والعنف لينهج نحو الإرهاب الفكرى والمعنوى والجسدى , فالإرهاب فى بنية ولحمية وأيدلوجية الإسلام السياسى وهذا ماثل للعيون فى كل تيارات الإسلام السياسى من الأخوان حتى القاعدة وداعش يساعدهم فى ذلك مدد من النصوص والتراث والتاريخ , ومن هنا بدأ إستياء الجماهير وخيبة أملها ولكن رغم ذلك سيبقى الإسلام السياسي لخلو الساحة من المشاريع المدنية الحداثية .

- فى الختام هناك إشكالية كبرى يجب أن نتوقف عندها ونعتنى بها , فهناك علاقة جدلية بين الثقافة وتطور المجتمع الموضوعى , فعلاقات الإنتاج المتخلفة والحالة الطبقية الطفيلية ستفرز ثقافتها الرجعية المتخلفة أو على الأقل ستحتفظ بالثقافة التى تمرر وترسخ وتؤمن مصالحها الطبقية , فإذا ناهضت الحالة الطبقية وعلاقات الإنتاج فهنا ستضمن ثقافة جديدة تعفيك عن الصراع مع الثقافة الرجعية لذا يكون النضال ضد الثقافة الرجعية والحالة الطبقية المشوهة وعلاقات الإنتاج المتخلفة ولكن الأمور ليست سهلة بعدما توحشت الثقافة الرجعية وطبقاتها المستفيدة .

دمتم بخير.
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع.



#سامى_لبيب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أربع مائة حجة تُفند وجود إله .
- أكذوبة الحضارة الإسلامية وفضح الغزو والفتوحات
- أنا فهمت الآن سر ولغز الحياة .
- منظومة فكرية وسلوكية فاسدة وضارة
- الوثنية هى الأصل
- الحالة الإيمانية ضارة ومنتهكة لإنسانيتنا وتطورنا
- قضية للنقاش-هل القومية العربية وهم أم حقيقة
- ثقافة تجميل القبح وتقبيح الجمال !
- إشكاليات فى فكرة الإله-خربشة عقل على جدران الخرافة والوهم
- آمال وأمنيات فى العالم الجديد
- أنا فهمت الآن-نحو فهم الحياة والوجود والإنسان
- فكر فى هذه المعادلات والأسئلة
- تأملات فى ماهية الإعتقاد والإيمان–لماذا يؤمنون
- ثقافة الكراهية وإجترار التاريخ وإسقاطه على واقع مغاير
- أسماء الله الحسنى وصفاته المنسية
- ماهية العشوائية والصدفة فى إنعدام الغائية والترتيب والخطة
- الإرهاب فكر فإذا عجزتم عن مواجهته فلتواجهوا مروجى الفكر
- فوقوا بقى– مناظرة فى:هل القرآن بشرى الفكر أم إلهى
- تأملات وثورة فى المسألة الأخلاقية
- الإله الوهم والوجود والأزلية


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامى لبيب - حتى لا ننسى وحتى لا نغفل ونغفو .