سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 5171 - 2016 / 5 / 23 - 22:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
- الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت (84) .
فلنبدأ ألف باء تأمل ولنراجع كل مفرداتنا الإيمانية والفكرية من البدايات بلا تشنج وبدون أن نضع العربة أمام الحصان , فليكن عقلنا وفكرنا المنطقى سبيلنا لمراجعة كل مواريثنا وفنتازيتنا وثقافتنا المهلهلة لنبدأ رحلة الشك ..نعم رحلة شك وفرز وغربلة لكافة مواريثنا التى ألفناها وإعتبرناها قصور شامخة وماهى إلا قصور من وهم خلقناها لنتماهى فيها لدرجة أنها إنفصلت عن وعينا ليتخلق لها وجود وهى بلا وجود .!
رحلة الشك قد تكون مؤلمة ولكننا سنتعاطى معها بهدوء وبلا تشنج ليكون منطقنا وعقلنا سبيلنا لإزالة الغشاوة عن عيوننا , ولنعيش الحياة بعيون نظيفة , ففكرة الإله والتراث الدينى لم تعد فكرة خرافية فحسب بل فكرة دمرت وخربت الكثير من إنسانيتنا وقد تطرقت لهذا فى أبحاث سابقة ومازال هناك أبحاث فى الطريق .
موضوعنا عن سذاجة وتهافت الطرح والمنطق فى التراث الدينى ومن باب التهذب نقول منطق الله بديلاً عن قول هراء وسذاجة وتهافت الإله والأديان بغية عدم التصادم مع المشاعر الملتهبة التى ألفت فكرة الإله أو للدقة هراء وسذاجة وتهافت مُبدعى فكرة الإله والتراث الميثولوجى , فلا وجود لإله حتى يكون له منطق أو لا منطق بل هو منطق وفكر بشرى لحماً ودماً وعصباً وليد مخاض زمنه لذا جاء متهافتاً .
هى مشاغبات فى مشاهد متنوعة نمر عليها فى التراث فلا نفطن لها ولكنها تحمل الكثير من السذاجة والتهافت فيما يُطلق عليه منطق وإرادة الله لتفضح فى الطريق بشرية النص ورؤى من أبدعوه ليحق لنا القول أن الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت .
* لا يُأتيهم السمك إلا يوم السبت وبعدها يلعنهم ويسخطهم .
فى المائدة60 ( قُلْ هَلْ أُنَبّئُكُم بِشَرّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ) . وفى البقرة:65 ( وَلَقَدْ عَلِمْتُمُ الَّذِينَ اعْتَدَواْ مِنكُمْ فِي السَّبْتِ فَقُلْنَا لَهُمْ كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ ) . وفى الاعراف 166 (فلما عتوا عن ما نهوا عنه قلنا لهم كونوا قردة خاسئين. واذ تأذن ربك ليبعثن عليهم الى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب ان ربك لسريع العقاب وانه لغفور رحيم ) .
هذه الآيات تتحدث عن صيادي السمك من بني اسرائيل الذين إصطادوا السمك يوم السبت وكان العمل فيه محرماً حسب شريعة اليهود ليسخطهم الله قردة وخنازير , ولتتوقف أمام أن هذا القول فى القرآن وليس مذكوراً فى التوراة بالرغم أنها قضية توراتية فى الأساس حرى بالنص العبرانى أن يذكرها ليؤكد إيمانهم بيوم السبت , بينما القرآن هكذا أصبح عبرانيا أكثر من العبرانيين وليقر شئ لا يعتقد فيه وهذا ما سنشير إليه .!
- ما منطقية هذه الآيات .. فبداية هذه العقوبة بمسخهم قردة وخنازير ثم إلقائهم في جهنم خالدين فيها لأنهم من الذين غضب الله عليهم بصيدهم يوم السبت , فهل هذا العقاب يتناسب مع الخطأ المقترف , فصيد السمك يوم السبت لا يستحق كل هذه العقوبات المهولة بمسخهم الى قردة وتعذيبهم الى يوم القيامة ثم إلقائهم في جهنم خالدين فيها , كما أن المسلمين والمسيحيين يعملون يوم السبت فلا يوجد عليهم عقاب ولعنه وعذاب .
- هذا الفعل يتناقض مع رحمة الله وفقاً للنساء175 (فَأَما الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَاعْتَصَمُوا بِهِ فَسَيُدْخِلُهُمْ فِي رَحْمَةٍ مِنْهُ وَفَضْلٍ وَيَهْدِيهِمْ إِلَيْهِ صِرَاطاً مُسْتَقِيماً ) – والزمر 53 ( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) - وتتناقض مع آية النساء 48 (إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا) . فهل صيد السمك يوم السبت يستحق هذه القسوة والنبذ.
- هناك منطق متهافت أو قل لا يمت للمنطق بصلة , فصيادى اليهود كانوا مضطرين للصيد يوم السبت لكسب الرزق وإعالة أولادهم وإلا الموت جوعاً لأن السمك كان لا يأتيهم إلا يوم السبت (اذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم ) .! فهنا نرى منطق الإله الغريب الشاذ فهو يجبرهم على الصيد يوم السبت , فالأسماك تأتيهم فى هذا اليوم حصراً أما الأيام الأخرى لا تأتيهم , ثم يعاقبهم علي سعيهم للصيد فلا يمنحهم خياراً اخر لتأمين معيشتهم , فما هذا الإله ؟ وماهذا المنطق ؟ أو قل ماهذا التحايل ليبعث رزقهم في اليوم الذي لا يسمح لهم بالصيد فبقية الأيام بلا أسماك .!
- مشهد آخر من التناقض والمنطق المختل عندما نجد الله يُفضل بنى إسرائيل على الإطلاق فلم يضع أى إستثناء ( يَا بَنِي إِسْرائيلَ اذْكُرُوا نِعْمَتِيَ الَّتِي أَنْعَمْتُ عَلَيْكُمْ وَأَنِّي فَضَّلْتُكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ ) البقرة:47 , ولتلاحظ " أنى فضلتكم على العالمين " فكيف يستقيم هذا مع ( قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ ) وكافة الآيات أعلاه , فكيف يفضل الله بنى اسرائيل جميعا على العالمين وفى نفس الوقت يجعل منهم قردة وخنازير على موضوع تافه كصيدهم فى يوم السبت .
*خذ هذه القنبلة : الله القرآنى يقر بزعم اليهود ان الله استراح يوم السبت , فحسب الآيات القرآنية فالله غاضب وساخط على اليهود أنهم يصطادون يوم السبت وهذا شئ مُحرم وخطأ أى أن القرآن والإله الإسلامى يقرا بما زعم به اليهود بأن الله يرتاح يوم السبت , فاذا كان الله لم يتعب يوم السبت فلماذا فرض علي اليهود هذه الراحة في هذا اليوم ,وهل يقر القرآن بزعم اليهود أن الله يرتاح يوم السبت ؟ ولماذا كان العقاب بهذه القسوة لدرجة تحويل البشر الى قردة وخنازير.
- معنى هذا أن القرآن يعترف بأن الله يرتاح يوم السبت وهذا مخالف للإيمان الإسلامى , فعندما تسأل مسلم هل الله يستريح يوم السبت فى أجازته الأسبوعية فسيرد بالقول : هذا كلام التوراة المحرفة ,والله لا يتعب ولا يكل ولا يستريح كما يروج اليهود فى توراتهم المحرفة بل إنه إستوى على العرش ( ولقد خلقنا السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام وما مسنا من لعوب ).
لا أعرف الفرق الجوهرى بين الراحة والإستواء لكن لن نعتبرها قضيتنا , ولكن وفقاً لآية سورة الأعراف فالله فى القرآن يعتنى إعتناء شديد بيوم السبت كما يعتقد اليهود وأنه سخطهم قردة وخنازير لصيدهم فى يوم السبت وهذا يعنى أن تلك الأسطورة والرؤية معتمدة لدى الله الاسلامى بدليل ذكرها فى القرآن فإذا كان الله لا يتعب ولا يستريح وأن كان هذا الزعم خاطئ وإدعاء اليهود وتحريفهم , فما كان ذكر هذه القصة فى القرآن وروج لها , ولا عاقبهم بهذه العقوبة القاسية , فهو هكذا إعتمد زعم اليهود بأهمية وحرمانية العمل فى يوم السبت ..أليس كذلك !
- ( مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) . هذه الآية تشبه اليهود بالحمار الذي يحمل الكتاب ولا يعلم ما به هو تشبيه خاطئ ..فكيف يعاقب هذا الإله اليهود ويرفض هدايتهم وهم لايعلمون كالحمار؟!.-.أليس شرط العلم واجب لتقام عليهم الحجة بالعقاب والتعذيب .
تشبيه القرآن لليهودى بكونه كالحمار الغير عالم بدينه وإستخدام هذا الأمر كحجة لتعذيبه يثبت بوضوح أن هذا القرآن من تأليف وإنفعال وكراهية محمد لليهود , فمحمد أرتكب خطأ كبير بهذا التشبيه الغير مطابق للحالة التي يحاول التعبير عنها , فلو قال القرآن أن اليهودى ليس كالحمار الذي يحمل الأسفار ويجهل ما به لكان قوله سليم ويحق عذابه كشرط العلم حسب المفهوم الديني الإسلامي .
- أفسر الإيات السابقة التى تناولت حال اليهود بصيدهم يوم السبت وسخطهم بالقردة والخنازير , وتشبيهم بالحمار , وسحب رخصة تفضيلهم على العالمين , أننا أمام نصوص إنفعالية بشرية عدائية تجاه اليهود , فمحمد توسم فى البداية خيراً فى اليهود أن يكونوا دعماً له فأفاض وإستفاض فى كونهم أهل كتاب وأفضل العالمين كما إقتبس قصصهم وإعتمدها ثم لما وجد إنصرافهم عنه ورفضهم إعتباره نبى قلب الطاولة بعصبية ولم يراع ماذكره سابقا ليُقبح ويَشتم اليهود ويتورط فى تبنى معتقداتهم بغية تقبيحهم فيجعل الله يرتاح فى يوم السبت .
* فى المائدة 41 ( يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَ الَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ مِنَ الَّذِينَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ وَمِنَ الَّذِينَ هِادُواْ سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِينَ لَمْ يَأْتُوكَ يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ مِن بَعْدِ مَوَاضِعِهِ يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَـذَا فَخُذُوهُ وَإِن لَّمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُواْ وَمَن يُرِدِ اللّهُ فِتنَتَهُ فَلَن تَمْلِكَ لَهُ مِنَ اللّهِ شَيْئاً أُوْلَئِكَ الَّذِينَ لَمْ يُرِدِ اللّهُ أَن يُطَهِّرَ قُلُوبَهُم لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ) .
بالرغم من أن هذه الآية شديدة الوضوح فى فهمها لكن سنستعين بتفسير علماء المسلمين ففى تفسير القرطبي ج6/ص182
قوله تعالى ومن يردالله فتنته أي ضلالته في الدنيا وعقوبته في الآخرة فلن تملك له من الله شيئا أي فلن تنفعهم .
وفى تفسير الجلالين : ومن يشأ الله ضلالته فلن تستطيع أيها الرسول دَفْعَ ذلك عنه, ولا تقدر على هدايته. وإن هؤلاء المنافقين واليهود لم يُرِدِ الله أن يطهِّر قلوبهم من دنس الكفر, لهم الذلُّ والفضيحة في الدنيا, ولهم في الآخرة عذاب عظيم.
وفى أضواء البيان : يؤخذ من هذه الآيات وأمثالها في القرآن بطلان مذهب القدرية أن العبد مستقل بعمله من خير أو شر وأن ذلك ليس بمشيئة الله بل بمشيئة العبد سبحانه جل وعلا عن أن يقع في ملكه شيء بدون مشيئتها وتعالى عن ذلك علواً كبيراً .
وفى تفسير الميسر : ومن يشأ الله ضلالته فلن تستطيع -أيها الرسول- دَفْعَ ذلك عنه, ولا تقدر على هدايته. وإنَّ هؤلاء المنافقين واليهود لم يُرِدِ الله أن يطهِّر قلوبهم من دنس الكفر, لهم الذلُّ والفضيحة في الدنيا, ولهم في الآخرة عذاب عظيم .
سؤال : ما هذا الإله الذي يريد ويخطط لفتنة عباده ثم يحاسبهم على مايقترفوه من ذنوب ؟ فهل هذا منطق سليم أم معوج ؟ ثم يأتي من يقول إن الله عادل ورحيم .
* الغواية .
الغواية هي تسهيل الطريق نحو الشر والخطأ وتزينه للضحية حتي تقع في الفخ , لنجد أن القرآن يقر بأن الله يغوى ليس فى حادثة صيد اليهود فى يوم السبت فقط (اذ تأتيهم حيتانهم يوم سبتهم شرعا ويوم لا يسبتون لا تأتيهم) لنقرأ فى الأعراف16 ( قال فبما أغويتني لأقعدن لهم صراطك المستقيم ) . وفى الحجر39 ( قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين ) .
لن نقول أن الله تآمر مع الشيطان على البشر ليسمح له بغواية البشر , بل الإله هو من يخطط لغواية البشر ويستخدم الشيطان كأداة فقط وذلك بقوله "بما اغويتنى " فى مسرحية تراجيدية هزلية لا تليق بإله .
سنجد من يقول ان هذه الآيات قول الشيطان وليس قول الله لنحظى على تهافت غريب فهل القرآن كلام ومذكرات الشيطان , وهل القرآن يسجل كذب الشيطان وهو يكلم الإله وهو يقول ( فبعزتك لأغوينهم أجمعين ), وهل يبدأ كلامه بعزته ويكذب عليه في حضرته فلا يوجد شاهد لهذا الحديث سواهما فلامعني ان يقول الشيطان بعزتك ثم يكذب , وليس من المنطق أن ينقل الله كذب الشيطان وهو العليم بالسرائر .
* فى الأعراف 182( والذين كذبوا بآياتنا سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ) وفى القلم 44 ( فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ) .
ماذا يريد الله أن يصف نفسه هنا وهو يستدرج كما تستدرج الوحوش فرائسها لتنقض عليها , والغريب أنه يستدرجهم من حيث لا يعلمون فهل يليق وصف الإستدراج بالإله , وهل هذا منطق إلهى يتسم بالحكمة والعظمة أم أننا أمام فكر بشرى منفعل .
* يقول القرآن فى الأنعام 111 عن غير المؤمنين بمحمد وبالقرآن : ( وَلَوْ أَنَّنَا نَـزلْنَا إِلَيْهِمُ الْمَلائِكَةَ وَكَلَّمَهُمُ الْمَوْتَى وَحَشَرْنَا عَلَيْهِمْ كُلَّ شَيْءٍ قُبُلا مَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا إِلا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ يَجْهَلُونَ من لن يؤمنوا حتى ولو انزلت اليهم الملائكة لن يؤمنوا حتى ولو كلمهم الموتى ) . جاء في تفسير هذه الآية بالميسر : ولو أننا أجبنا طلب هؤلاء, فنزلنا إليهم الملائكة من السماء , وأحيينا لهم الموتى , فكلموهم, وجمعنا لهم كل شيء طلبوه فعاينوه مواجهة, لم يصدِّقوا بما دعوتهم إليه أيها الرسول ولم يعملوا به, إلا من شاء الله له الهداية, ولكن أكثر هؤلاء الكفار يجهلون الحق الذي جئت به من عند الله تعالى.
رجعنا ثانية أن الإنسان يحاكم على جهله ولكن الجديد فى هذه الآية هى ختم الإله لهم بالضلال فلا مفر من ضلالهم حتى لو أنزل الملائكة وكلمهم الموتى إلى أن يشاء الله لتستغرب من هذا المنطق الغريب فطالما أنت ختمت عليهم بالضلال فلما تعاقبهم .؟!
* ( يس * وَالْقُرْآنِ الْحَكِيمِ * إِنَّكَ لَمِنَ الْمُرْسَلِينَ *عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ * تَنزِيلَ الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ * لِتُنذِرَ قَوْمًا مَّا أُنذِرَ آبَاؤُهُمْ فَهُمْ غَافِلُونَ *لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ * إنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ * وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ * وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ * إِنَّمَا تُنذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَةٍ وَأَجْرٍ كَرِيمٍ ) .
لنتوقف أمام :
- لَقَدْ حَقَّ الْقَوْلُ عَلَى أَكْثَرِهِمْ فَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ .
-إنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلالاً فَهِيَ إِلَى الأَذْقَانِ فَهُم مُّقْمَحُونَ .
- وَجَعَلْنَا مِن بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَمِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغشَينَاهُمْ فَهُمْ لاَ يُبْصِرُونَ .
- وَسَوَاء عَلَيْهِمْ أَأَنذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنذِرْهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ .
ما هذا المنطق الغريب ؟ فالله قرر أنهم لا يؤمنون ليستفيض ويبوح بطرق تضليلهم فجعل فى أعناقهم أغلالاً وبين أيديهم سداً ومن خلقهم سداً , فلا مفر فقد إحتاط الله لهم لكيلا ينفذ أحد منهم إلى الدين الإسلامى على حين غرة منه !. لذا لا تتعب نفسك أيها النبى فى هدايتهم فسواء أنذرتهم أو لم تنذرهم فهم لا يؤمنون والغريب أن التنذير جاء لمن إتبع الذكر وخشى الرحمن , فأى منطق هذا الذى يجعل الطبيب للأصحاء ويمنعه عن المرضى .! أين العدل والحكمة والهداية فى الآية السابقة ؟ وهل نحن أمام منطق أم حالة عدائية إنفعالية تجاه من رفض نبوة محمد ؟.
* القرآن يقول لنا إن الله أرسل في كل أمةٍ رسولاً وأنه لا يعذب حتى يبعث رسولا. وزاد على ذلك وقال فى الزمر71 ( وسيق الذين كفروا إلى جهنم زمرا حتى إذا جاؤوها فُتحت أبوابها وقال خزنتها ألم يأتكم رسلٌ منكم يتلون عليكم آيات ربكم وينذرونكم لقاء يومكم هذا ) . وقال أيضا فى الأنعام 130 ( يا معشر الجن والإنس ألم يأتكم رسل منكم يقصون عليكم آياتي وينذرونكم لقاء يومكم هذا قالوا شهدنا على أنفسنا وغرتهم الحياة الدنيا وشهدوا على أنفسهم أنهم كانوا كافرين ). وفى ابراهيم 4 ( وما أرسلنا من رسول إلا بلسان قومه ) .هذا يعنى أن الرسول لا بد أن يكون من نفس الأمة ويتحدث لغتهم , ولكن كيف يسوق الله الهنود والصينيين والأفارقة زمراً إلى جهنم وهو لم يرسل لهم رسلاً منهم يتحدثون لغتهم .
* لا يُخفى عن أي مؤمن أن الله لو أراد شيء لقال له كن فيكون .. والإرادة هنا بمعنى المشيئة ففى النحل 93 ( وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَٰ-;-كِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ ۚ-;- وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) وفى هود 118 يقول (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ ) . بمعنى ان الله لو شاء لجعلنا آمه واحده ونكون بهذه الحاله مؤمنين به لا نقتل بعضنا ولا نكفر بعضنا ونكون رحماء فيما بيننا , لكن الله لا يشاء ان يفعل ذالك و لا يريد هداية البشر فهو يريد ان يضل الناس كما هو بصريح الأية " لكِنْ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ" .. ولكن الغريب أن الله يأتي بعدها ويقول ( وَلَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ) فلماذا تسأل بعد أن أضللت من تشاء , وبمشيئتك لم تجعل البشر أمة واحدة.
- فى يونس 99 (وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لآمَنَ مَنْ فِي الأَرْضِ كُلّهمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّىٰ-;- يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ( الله هنا ايضاً لم يشأء ان يؤمن من بالارض جميعاً ليكون الجميل فى هذه الآية " أفأنت تكره الناس حتى يكونوا مؤمنين " بالرغم أنه دعى محمد للجهاد فى سبيله ولم ينتشر الإسلام إلا بالإكراع ولكن فليكن سؤالنا لماذا بعد أن أضللتهم تريد أن تعذبهم.؟
- فى هود34( قالَ إِنَّما يَأْتِيكُم بِهِ اللهُ إِن شاءَ وَما أَنتُمْ بِمُعْجِزِينَ وَلا يَنْفَعُكُم نُصْحِي إِنْ أَرَدْتُ أَنْ أَنْصَحَ لَكُمْ إِنْ كانَ اللهُ يُرِيدُ أَنْ يُغْوِيَكُمْ هُوَ رَبُّكُمْ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ) شئ غريب لا ينفعكم نصحي فالله يريد أن يغويكم ! بمعنى لو إجتمع من بالارض لن تؤمنوا لأن الله هو الذي يغويكم , إذا لماذا تعذب من تغوي ,!
- وهنا نأتي لمواضع العذاب الموعود من الله للكفار وهذا العذاب يأتي بعد مشيئة الله أن يبقى الكفار غير مؤمنين به كما تم التوضيح في الأيات السابقة , وفى هذه الآية الغريبة ( في قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًاوَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ ) فلماذا لم تيسر لهم طرق الهداية بدل أن تزيدهم مرض على المرض الذي شئت أن يكون بهم بالأصل ثم تختم بالقول "ولهم عذاب اليم" , فلماذا هذا الطغيان ؟! فهذه مشيئتك أن جعلتهم مرضى بل زدتهم مرضاً .! ثم تاتى لتقول ( وَالَّذِينَ كَفَرواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُولئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ) البقرة 39 .!
- من الوضح ان الله هو من يهدي أو يضل من يشاء , وهو نفسه الذي يتوعد بعذابه من لم يؤمن , ومن الواضح أيضاً ان الله متخبط يتكلم بجهل يدعي بأنه يعلم ثم ينسب لنفسه الهداية والضلال كي يكون هو المسيطر على جميع الأحوال كي يفهم المؤمن المغيب بأن الله هو المسيطر على كل شيء , ليقود هذا إلى تخبط وتناقض ولنسأل اين التخيير .؟! فكما هو واضح وجلي من الأيات لا يوجد شيء من هذا التخيير فكل شيء مرتبط بمشيئة الله , فالله هو الذي يهدي من يشاء ويضل من يشاء وهذا يثبت بأن الأنسان من منظور ايماني مُسير وليس بمخير , فالذي يؤمن له الجنه وتكون مشيئة الله و الذي يكفر له جهنم وبئس المصير فهى مشيئة الله , فأين العدل هنا , وما معنى هذه المسرحية السخيفة .!
* تتأكد العبثية فى تعاطى الله مع البشر من هذا الحديث فهو يوضح ملخص الفكرة الإلهية ولا تسأل هنا عن أى منطق فأنت أمام العبثية بعينها .
روى الإمام أحمد أيضا عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه : أنه سئل عن هذه الآي (وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين ( الأعراف : 172 ) ة ، فقال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عنها ، فقال : إن الله خلق آدم عليه السلام ، ثم مسح ظهره بيمينه فاستخرج منه ذرية ، قال : خلقت هؤلاء للجنة وبعمل أهل الجنة يعملون . ثم مسح ظهره ، فاستخرج منه ذرية قال : خلقت هؤلاء للنار وبعمل أهل النار يعملون فقال رجل : يا رسول الله ، ففيم العمل ؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : [ إن الله عز وجل ] إذا خلق العبد للجنة استعمله بعمل أهل الجنة ، حتى يموت على عمل من أعمال أهل الجنة ، فيدخل به الجنة ، وإذا خلق العبد للنار استعمله بعمل أهل النار ، حتى يموت على عمل من أعمال أهل النار فيدخل به النار . ورواه أبو داود ، والترمذي ، [ ص: 305 ] والنسائي ، وابن أبي حاتم ، وابن جرير ، وابن حبان في صحيحه
- أتصور الأمور تتعامل بشكل إنفعالى طفولى بمنظور من لم يؤمن بمحمد ليس نتيجة قناعاته وعقله الحر وقوة حجته بل لأن الله ختم عليه بالضلال والكفر ولا سبيل لهدايته ليضطرب ألف باء منطق , ولكن الغريب أن القرآن الذى نعتهم وصنفهم بهذه القسوة قد آمنوا لاحقا بغض النظر كون إيمانهم جاء طوعاً أو قهراً أو مؤلفة قلوبهم , كما أن آيات ختم قلوبهم بالضلال يعنى أن لا معنى للدعوة الإسلامية إلا إذا جاءت الأمور تحت حد السيف .!
* الله محرض على الرذيلة ويتصيد الاخطاء ففى الإسراء 16 ( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ) .تعالوا نتتبع هذه الآية العجيبة ..بماذا يأمر الله المترفين ..يأمرهم بأن يفسقوا .. ثم ماذا يفعل .. يهلك القرية كله .. طب ماذنب القرية ..حق عليها القول ..أي قول : القانون الالهي الذي يقضى بتدمير الفسق و القرى الفاسقة .. شئ غريب وعجيب فنحن أمام تحايل فج للوصول الى الهدف وكأن الإله يخدع نفسه , فهل من حق المأمور هنا أن يخالف الآمر والمخطط ؟
سيخرج علينا من يقول بل أمرهم بالخير لنقول أين فى الآية الأمر بالخير , وإذا كان أمرهم بالخير فلماذا بدأ الاية بقوله وإذا أردنا أن نهلك قرية , فالنية كانت مبيتة للإهلاك قبل الامر فهو هنا يتحايل ويختار الفئة الفاجرة ليأمرها ويترك بقية القرية بدون أوامر فلو كان أمره لهم بالخير فهذا يدل من البداية انهم لن يفعلوا وبالتالي كان يمكنه أن يدمرها مباشرة فهي فاسقة , واذا كان يريد لها الهداية فلماذا لم يدع الكل وإختار الفئة الفاسدة .. أى منطق هذا أم أننا أمام صورة شاذة من التحايل والإستدراج والفتنة والخداع وكلها أشياء يُفترض أنها لا تليق برب حكيم عادل رحيم .
* فى الاسراء ( وَإِن مَّن قَرْيَةٍ إِلاَّ نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًا شَدِيدًا كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا ) فما السبب يا ألله يا كلى العدل والرحمة والحكمة ؟ لا شيئ إنما هي كلمة سبقت منه سبحانه وتعالي " كَانَ ذَلِك فِي الْكِتَابِ مَسْطُورًا " فلا يستطيع تغييرها , هكذا يكون المنطق الالهي القراني الذي يكرر علينا لفظ " لولا" بدون ان يري أية اشكاليات !! ولكن علي ما يبدو ان هذا الخطأ تقع به الآلهه جميعاً , فنجد يهوه بعد أن قتل الجميع بطوفان نوح يقول ( لاَ أَعُودُ أَلْعَنُ الأَرْضَ أَيْضاً مِنْ أَجْلِ الإِنْسَانِ لأَنَّ تَصَوُّرَ قَلْبِ الإِنْسَانِ شِرِّيرٌ مُنْذُ حَدَاثَتِهِ. وَلاَ أَعُودُ أَيْضاً أُمِيتُ كُلَّ حَيٍّ كَمَا فَعَلْتُ ) سفر التكوين8 ليبقى الفرق أن إله القرآن لا يعتذر .. حسناً فالحياة مدرسة للجميع , والجميع يتعلم من أخطائه , فلا تحدثنا عن منطق ولا يحزنون .
* المنطق الإلهى الغريب للعدل .
فلنقرأ هذا الحديث ( انطَلَقتُ أنا وأخي إلى رسولِ اللهِ صلى الله عليه وآله وسلم، قال: قُلْنَا: يا رسولَ اللهِ، إن أُمَّنَا مُلَيْكَةَ كانت تَصِلُ الرَّحِمَ، وتُقْرِي الضيفَ وتَفْعَلُ، وتَفْعَلُ، هلَكَتْ في الجاهليةِ، فهل ذلك نافعُها شيئًا ؟ قال: لا. قال: قُلْنَا: فإنها وأَدَتْ أختًا لنا في الجاهليةِ، فهل ذلك نافعُها شيئًا ؟ قال: الوَائِدَةُ والمَوْؤُودَةُ في النارِ، إلا أن تُدْرِكَ الوائدةُ الإسلامَ فيعفوَ اللهُ عنها ) .- الراوي: سلمة بن يزيد الجعفي المحدث: الوادعي - المصدر: الإلزامات والتتبع - الصفحة أو الرقم: 99خلاصة حكم المحدث: بسند أحمد رجاله رجال الصحيح
مرة أخرى صاحب الجرم والذنب له فرصة للتوبة بينما الضحية الموؤودة فى النار , وهنا لن نسأل عن منطق أو أين العدل فنحن أمام صورة من آلهة الشر بإفتراض أن هناك آلهة منها الخْيّر والشرير . ولكن للعقلانية فنحن أمام رؤية تعتنى بالهوية والإنتماء فمن فى قبيلتنا فله الرحمة والمغفرة .
* نثير عبث فكرى فى القول ( أحشروا الذين ظلموا وما كانوا يعبدون ) فما هذه الطفولية ؟ فهل سيُلقى فى جهنم معبودات صماء كتمثال من الحجر أو بقرة أو الشمس أو القمر أو النار فبشهادة القرآن يقول محمد ( إنكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم أنتم لها واردون ) أي من سيعبد الشمس والقمر والاصنام ستدخل معه الى نار جهنم , وفى يونس 28 ( وَيَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِيعاً ثُم نَقُولُ لِلَّذِينَ أَشْرَكُواْ مَكَانَكُمْ أَنتُم وَشُرَكَآؤُكُم فَزَيَّلْنَا بَيْنَهُمْ وَقَالَ شُرَكَآؤُهُم ما كُنتُمْ إِيَّانَا تَعْبُدُونَ ) . ولا تعليق .!
* الوضع فى الكتاب المقدس أكثر سوءاً فلا منطق ولا سبب للأوامر الإلهية فإذا كان القرآن إتخذ مواقف غير منطقية من الكفار , فإله الكتاب المقدس إتخذ مواقف عنصرية بدون أى تفسير ليتغلب الإنفعالى الإقصائى على النص العبرانى بدون أى مبرر , ولنجد شئ غريب يتمثل فى أن النص التوراتى لا يوجد به آية واحدة تدعو للتبشير بالإله يهوه أو تدعو الشعوب للدخول فى اليهودية , وللعلم فاليهودية لا تعتنى ولا تطلب ولا تحرص على إستقدام أتباع لها فهى دين عنصرى يخص أبناء إسحاق ويعقوب حصراً .
- نقرأ فى الكتاب المقدس ( لأنك شعب مقدس للرب إلهك، قد اختارك الرب لكي تكون له شعباً خاصاً فوق جميع الشعوب الذين على وجه الأرض) سفر التثنية 14/2 وهذا الإمتياز سارى المفعول حتى آخر فصل من التوراة فلا نجد إلغاء لهذا التمايز.
( وأعدك الرب اليوم أن تكون له شعباً خاصاً كما قال لك تحفظ جميع وصاياه وأن يجعلك مستعلياً على جميع القبائل التي عملها في الثناء والاسم والبهاء وأن تكون شعباً مقدساً للرب إلهك ) سفر التثنية 27/18 - لنلاحظ أن الحكم بالإستعلاء مواكباً لخصوصية الإختيار .!
ولنجد فى أشعياء ( ويكون الملوك حاضنيك وسيداتهم مرضعاتك، بالوجه إلى الأرض يسجدون لك ويلحسون غبار رجليك فتعلمين أني أنا الرب الذي لا يخزي منتظروه ) أشعيا 49/23. ويتابع ويقف الأجانب ويرعون غنمكم ويكون بنوا الغريب حراثيكم وكراميكم، أما أنتم فتدعون كهنة الرب تسمون خدام إلهنا، تأكلون ثروة الأمم وعلى مجدهم تتأمرون ) !! أشعيا 61/5
( اقتربوا أيها الأمم لتسمعوا، وأيها الشعوب أصغوا، لتسمع الأرض وملؤها، المسكونة وكل نتائجها. لأن للرب سخطاً على كل الأمم وحمواً على كل جيشهم، قد حرمهم دفعهم إلى الذبح. فقتلاهم تطرح وجيفهم تصعد نتانتها وتسيل الجبال بدمائهم) أشعيا (34/3 ... هذا العنف المتوالى في قصص التوراة يتأسس كما رأينا على نظرة دونية إلى الأغيار "الشعوب الأخرى" بحيث لم تنج مدينة أو شعب من حقد ولعنات الرب . فيقول الرب بهذا الصدد ( يوم الرب قريب قادم كخراب من القادر على كل شيء ) أشعيا 13/6 - ( كل من وجد يطعن بالسيف، وتحطم أطفالهم أمام عيونهم وتنهب بيوتهم وتفضح نساؤهم) !! أشعيا 13/15 , ويتابع فى موضع آخر حقده على بابل ( فأقوم عليهم يقول رب الجنود وأقطع من بابل اسماً وبقية ونسلاً وذرية يقول الرب ) أشعيا 14/22.
لو أردنا الإستفاضة فى سرد آيات الكتاب المقدس التى تبين موقف الرب من الأغيار والشعوب الأخرى فلن يكفينا هذا البحث لنكتفى بهذا ونسأل أى منطق إلهى هذا يدعو إلى قتل وذبح الأغيار والشعوب الأخرى فأنت لم تدعوهم للإيمان والدخول فى اليهودية , لذا الأمور لا تخرج من أننا أمام رؤية بشرية عنصرية رسمت النص وفقا لبشاعتها وعدوانيتها وعنصريتها فلا يحدثنا أحد عن منطق الإله , فنحن أمام العبث البشرى بعينه .
دمتم بخير وإلى جزء آخر من منطق الله العابث أو للدقة منطق إنسان قديم متهافت عدوانى إقصائى .
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .
#سامى_لبيب (هاشتاغ)