|
زينب وزيد – قصة مريبة وتساؤلات مشروعة
سيد سعيد المنشاوى
الحوار المتمدن-العدد: 3469 - 2011 / 8 / 27 - 01:28
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
لست اول ولا اخر من يفكر ويتأمل ويكتب فى قصة زينب بنت جحش وزيد بن حارثة. بداية انا لست فقيها ولا متخصص فى ما يسمى علوم الدين رغم انها فى الحقيقة تفتقد الى الى ابسط مبادئ البحث العلمى وهى الحياد ولكن هذا ليس بيت القصيد هنا. المهم ان نؤكد على ان كون الشخص ليس متخصصا فى الامور الدينية لا يعنى ان يخدر المرء عقله ويسلم بما يقوله الاخرين بل عليه ان يفكر دائما ويبحث ويسأل ويقارن وفى النهاية يصل لقراره ويبنى قناعته. ولكن المسائل ليست بهذا التعقيد فكما يتم وضع فرضيات (او نظريات) علمية ويتم التأكد من صحتها من خلال مقدرتها على تفسير الظاهرة تحت الدراسة , فيمكن اتباع نفس المنهج عند وجود روايات مختلفة فنرى ايهما اقدر على تفسير الايات القرانية التى بين يدينا اولا: نقرأ الايات التالية من سورة الاحزاب ومَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا (36) وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا (37) مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا (38)
ثانيا: القصة كما نجدها فى أكثر من خمسة عشر مرجع اسلامى وعلى رأسهم الطبرى شيخ المفسرين انه قد خطب النبى محمد زينب ابنة عمه الى مولاه وابنه بالتبنى زيد بن حارثة وقد وافقت فى البداية ظنا منها ان النبى يخطبها لنفسه ولكن ما ان علمت انه يخطبها لزيد فرفضت وابت. فكانت الاية 36 لترغمها على الزواج فوافقت حتى لا تعصى الله ورسوله. اما باقى القصة فيتلخص فى انه بعد ان تزوجت زيد وفى يوم من ايام الدهر ذهب النبى لزيارة زيد ولم يكن زيد فى المنزل وكانت زينب بمفردها وعلى الباب ساتر فأخذه الريح فراها حاسرة (شبه عاريه) فوقعت فى قلبه. وتمتم بكلمات من قبيل يا سبحان الله العظيم سبحان مقلب القلوب. وعندما عاد زوجها لاحقا اخبرته فذهب الى الرسول يعرض عليه ان يطلقها فقال له النبى امسك عليك زوجك ولكنه يقول غير ما فى قلبه فعاتبه الله على ذلك كما هو سياق الايات. وقد تمنى النبى ان يكتم هذه الاية التى يعاتبه الله فيها ولكن لم يكن ليستطع ان يكتم كلام الله حسب التفاسير. ثم بقية الايات تقرر ان الله اذا قضى امرا فلابد ان يحدث والمقصود امر زواج النبى من زينب. ولما كان من المحرم فى شرع العرب ان يتزوج النبى من زينب طليقة زيد على اساس انها زوجة ابنه فقد كان ذلك الزواج لازالة الحرج.
الحقيقة هذه القصة لا تفسير منطقى لها الا انها نتيجة موقف اثارة جنسية وزينب كانت جمليلة بيضاء كما يروى وقد تسبب ذلك فى الغاء التبنى. والحقيقة لم يجد المفسرين والمؤرخين ما يشين النبى فى هذه القصة على اساس انه بشر ويصدر منه ما يصدر من البشر ولا يمكنه التحكم فى قلبه. ولكن لان الحكم على كل شئ اذا كان مقبول ام لا يعتمد على زمان ومكان الحدث فقد وجد الكثير من المعاصرين وبعض القدماء ان هذا لا يليق بالنبى فيرفضون القصة بدون اى دليل على خطأها الا ان هذا لا يليق بنبى. فهل هذا دليل خطأ الراوية؟ وما هو التفسير البديل اذا للايات؟ لن تجد اى تفسير مقنع للايات غير هذه الرواية المشهورة. وقد ابتكرو تفسيرات اخرى لتنزيه النبى مفادها ان الله اراد لهذا الطلاق ان يحدث واعلم نبيه بانه سيتزوجها من قبل ان يتم الطلاق وان الذى يخفيه النبى فى الاية انه علم ان الله سيزوجه اياها. وان الله قد قضى بامر زواج النبى من زينب بعد طلاقها من زيد حتى يؤكد على الغاء التبنى ولا يجد الناس حرج فى الزواج من مطلقات ادعياءهم (اولادهم بالتبنى)
ورأى فى هذا التبرير وفى القصة بمجملها هو الاتى
- لو لم تكن الرواية المشهورة صحيحة فلماذا طلقها زيد من الاساس وقد زوجه النبى بها؟ - لماذا ارغم النبى زينب على الزواج من زيد وهو يعلم انها قد رفضته لان اصله عبد وهى من عائلة شريفة. وهل من العدل او القدوة الحسنة ان يرغمها على الزواج من زيد؟ - الم يجد الله طريقة افضل لتأكيد الغاء التبنى حتى يبعد نبيه عن الشبهات؟ أيحتاج امر الغاء التبنى الى تأكيد اوالى مثل هذا الزواج المشبوه؟ - ولماذا الغاء التبنى من الاساس؟ فى الغرب يخبرون الاطفال بانه ليس اباءهم البيولوجيين عندما يصلون لسن البلوغ وهذا كافى لمنع اختلاط الانساب ولا حاجة لمنع التبنى. ويكفى ان يدعوهم لاباءهم كما امر فما الحاجة لتأكيد ذلك بتدبير الهى لطلاق وزواج واحراح - كيف لا يجنب الله نبيه الشبهات وهو الذى يأمرنا باتقاءها؟ فقد تسببت هذه القصة فى غمز ولمز فى عهد النبى وكانت ولا زالت مثار تساؤلات وحيرة. وشخصيا كانت مثل الشوكة فى حلقى كلما قرأت هذه الايات. - ويا ليته اكتفى بالزواج منها بل زاد الطين بلة بزواجه اياها بدون شهود مخالفة لشرعه وسنته. ما الحكمة من ذلك الزواج السرى الا وضع النبى فى شبهات؟ - يدافع المسلمون عن ايه (وتخفى فى نفسك ما الله مبديه) بانه أخفى انه الله اخبره بانه ستزوجها. فما الداعى لان يخبره الله ويضعه فى موقف محرج يضطره الى ان ينافق زيد ويقول له امسك عليك زوجك. اليس من الواجب ان يجنبه الشبهات وخاصة هذا الشبهة الابدية الاتى لن يجد المسلمون لها حلا مقنعا مهما فكروا - وقد قالت عائشة انه لو كان النبى خافيا شئ من القران لاخفى هذا الاية فما الداعى لهذه الاية اصلا وما الداعى للتعقيد؟ - الحبكة الدرامية الالهية هنا فى غاية الركاكة من اولها الى اخرها. الله يرغم زينب على الزواج من زيد ثم لا يهد قلوبهما فيحدث خلاف يؤدى الى الطلاق. ثم يبلغ النبى انه سوف يتزوجها قبل حدوث الطلاق أصلا ثم يعاتب نبيه بايه قرانية (يفضحه ويحرجه) ويضعه فى شبهه ثم يزيد الطين بلة بزواجه منها بلا شهود بالله عليكم اهذا من عند اله حكيم خبيرعليم عالم الغيب ام تبريرات اختلقها النبى محمد لتبرير نزوة جنسية؟ فأيهما أكثر منطقية تزوجها ليؤكد الغاء التبنى ام الغى التبنى ليتزوجها؟
#سيد_سعيد_المنشاوى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
قائد الثورة الاسلامية يستقبل حشدا من التعبويين اليوم الاثنين
...
-
144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
-
المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة
...
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|