أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مكارم ابراهيم - الجذور الدينية للماركسية!















المزيد.....

الجذور الدينية للماركسية!


مكارم ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3433 - 2011 / 7 / 21 - 19:24
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


كان كارل ماركس ملحدا وكثير من الناس يتصور بانه كان يحتقر الاديان. الا ان هذه المعلومة غير صحيحة. وحسب ماركس فان الدين ليس له تأثير تخريبي على الصراع الطبقي. لقد اشتهر كارل ماركس بمقولته الدين أفيون الشعوب واراد من ذلك أن يقول بان الدين ليس هوفقط نتيجة للبؤس والاستغلال في العالم بل هو نظير لكل ذلك.
يقول كارل ماركس في نقده لقانون الفلسفة الهيغلية " الدين هو التعبير الحقيقي للبؤس وفي نفس الوقت هو صرخة احتجاج المضطهد ضد البؤس الحقيقي. الدين هو تنهيدة المضطهد هو أفيون الشعوب".

صحيح بان الماركسية جاءت كنتيجة لعصرالتنوير, والثورة الفرنسية, والثورة الصناعية, ولكن للماركسية ايضا جذور في الديانة المسيحية بكل ماحملت من محاسن ومساوئ ولانستطيع أن ننكر هيمنتها على العقلية الاوروبية منذ بداية القرون الوسطى .وفي الواقع من الصعب ان نتخٌيل الماركسٌية والرؤية الاشتراكية بدون أصولهم الدينية.
فالاتباع الاصليون للطائفة المسيحية يعيشون الى الايام الاخيرة ينتظرون الخلاص ويوم البعث. ويوم القيامة سيكون في الجنة مع الله ومع المنقذ. ومنذ ذلك الحين فان هذا المفهوم والرأي ترك بصمة عميقة وتاثير كبير وبدرجات مختلفة على الدين المسيحي والثقافات التي تأثرت به. ويشمل هذا ايضا الاسلام .حيث ان يوم القيامة له موقع مركزي في العبادة والله هو السيد الحاكم يوم القيامة. ويشمل ايضا أفكار كارل ماركس وانجلزفيما يتعلق بنهاية التاريخ عند المجتمع الشيوعي والذي يتمثل بانتهاء الملكية الخاصة لصالح الشعب ولصالح الملكية الجماعية . وانتهاء الدولة التي تمثل الجهاز القمعي والطبقة المسيطرة على الشعب .
يصف كارل ماركس في شبابه الشيوعية في كتاباته الاقتصادية الفلسفية على انها إلغاء للملكية الخاصة. ومن هذا المنطلق فان الشيوعية ستقضي على الاغتراب في المجتمع حيث يعود الانسان وبكامل وعيه الى ذاته كشخص اومادة اجتماعية اي بما معناه الى فرد انساني كنتيجة لمراحل تطور الثروة.
الإغتراب يعني بان الانسان يصبح غريب عن نفسه عن ملامحه شخصيته واحتياجاته ورغباته.
في المجتمع الرأسمالي يتطور الاغتراب بسبب القساوة في تقسيم العمل والادوارالتي نمارسها. على سبيل المثال فان اليد العاملة تعتبر مجرد سلعة يمكن شرائها وبيعها أوالتخلص منها اذا كانت لاتقدم ارباحاٌ. والاغتراب في المجتمع الرأسمالي يقتحم حتى اللغة المستعملة للافراد حيث يوضع سعر للانسان الاخر, والفتيات يمكن ان يكن سعرهن رخيص.
ومن هذه الرؤية يمكن إعتبار الشيوعية بانها المنقذ والخلاص والتحرر, ومع هذا التحرر ينتهي أفيون الشعوب وذلك لانتهاء البؤس وتنهيدة المضطهد وصرخات الاحتجاج كما هي نهاية بؤس المضطهد في الحياة عندما يدخل الجنة.
يؤكد كارل ماركس في كتاب نقد برنامج غوتا على انتهاء الملكية الخاصة في المجتمع الشيوعي وتشكل الملكية الجماعية حيث يشترك الافراد بالثروات في بناء المجتمع وذلك كل حسب كفاءته وكل حسب حاجته. وتعبير الملكية الجماعية مفهوم وسلوك معروف في فترة الكنيسة المسيحية الاولى كما جاء في سفر اعمال الرسل في كتب العهد الحديث فلايوجد فرد يقول انه يملك هذا بل الملك للجميع. وعلى كل من يملك عقارات واراضي بيعها وتوزيع المال على الناس كل حسب حاجته وكان هذا واجب في المسيحية الاولى..وقد استطاع الرسول بطرس في ارهاب الناس من خلال قصة حنانيا الذي باع مسكنه ولم يعطي كل ماله للفقراء لان الشيطان ملئ قلبه فقد خبئ جزء من ماله وامام زوجته فكان مصيرهم الموت . بالتاكيد أن الاخلاق هي اهتمامنا المشترك ولكن الانانية لن تختفي مع الثورة كما تختفي قطرات الندى بسطوع شعاع الشمس. فحتى كارل ماركس وانجلز كانوا يؤمنون بهذا, ولكن بالتاكيد لن يؤمنوا بعقاب القتل من اجل الملكية الجماعية.

هناك اعتراضين في حال وضع الماركسية في تواز مع المسيحية . كما نعلم ان رجال السياسة ورجال الدين عبر التاريخ اعتمدوا على المسيحية والاسلام وبقية الاديان في قمع واستغلال شعوبهم. ومن السهل ايجاد ادلة عديدة على ذلك. ففي سفر العهد الجديد رسالة الرسول بولص للرومان يخاطب اهل المدينة" أيها العبيد عليكم ان تطيعوا سادتكم في الدنيا كما فعل المسيح بخوف ورهبة وقلب صادق وليس برياء كما يتصف البشر وانما كعباد المسيح قلوبهم اختارت الله".
والاعتراض الثاني هو من يتحكم بمصيرنا الله ام الطبقة العاملة؟ لان مهمة الطبقة العاملة تاريخيا تتحدد بشروط معينة في المجتمع وكذلك يتوحد العمل السياسي المشترك بين ابناء الشعب من اجل الثورة الاشتراكية.
وعلى العكس من هذا فان اتباع ماركس يدركون تماما بان كتابات ماركس وانجلز كانت متشددة في مايخص خرافة الاديان والطاقات الخارقة والديكتاتورالمنقذ الثابت والتي صادق عليها كلا من التاريخ وكتاباتهم . لقد استغل رجال السلطة في الاتحاد السوفيتي وبقية الدول كتابات ماركس وانجلز بجعلها سلاحاٌ موجهاٌ ضدالشعب حيث خلقت انظمة استبدادية. فلو لاحظنا كيف تم استخدام المسيحية على مر التاريخ لتقلص هذا الاختلاف.فحرب المئة عام (1337-1453) بين فرنسا وانكلترا سببت كوارث عنيفة لكلا الطرفين اضطرابات اجتماعية ونهب وتمرد الفلاحين في شمال فرنسا 1358 وتمرد الفلاحين في انكلترا1381. الا ان مشكلة تمرد الفلاحين هي فقدان التنظيمات بالمقارنة مع من اعتاد على الحروب. فعمليات نهبهم من الطبقة المسيطرة الاخرى كانت مرتبطة باراضيهم وكانوا يعلمون جيدا بان عدم العمل في الموسم المحدد ستكون نتيجته اليمة .يعني عدم الحصول على الطعام طوال العام القادم وربما يفقدون حيواناتهم . وكانو يدركون بان مواجهة الطبقة المسيطرة ستؤدي الى كتابة المثقفين كتابات ناقدة وساخرة عليهم في ايديولوجياتهم الثورية .فالفكر كان يتحرك تلقائيا ضمن ايطار المسيحية فيما يتعلق بالقرون الوسطى في اوروبا .ولقد نادى القائد والقس الانكليزي جون بولز بالمساواة والملكية العامة للشعب ودفع حياته ثمنا عام 1381لرسالته في الصراع الطبقي ومحاربة الاستغلال. ومثال اخر مثل حروب الهوسيت في القرن الرابع عشر في منطقة بوهيميا في جمهورية الشيك وحروب القلاحين في المانيا في القرن الخامس عشر.
ومن خلال عرضنا التاريخي هذا للجذور الماركسية والاشتراكية لم نحصل على جواب واضح لعدم استيعاب الاحزاب الماركسية للمسيحية والاسلام والديانات الاخرى .ولكن وجود اسماء عبد الحميد في حزب القائمة الموحدة جعل الجناح اليساري باحزابه اليمينية في وضع عادي لكنه وضع حزب القائمة الموحدة في موقع استثنائي.

انتهت المقالة
هذه المقالة ليس من الضروري ان تعبرعن رايي ولكن عرضها لكم كان للتعرف على افكار اخرى وتوسيع قاعدة النقد للاحزاب الماركسية والاشتراكية, فالكاتب هنا يحاول ان يقول بانه هناك نقاط للالتقاء بين المبادئ الانسانية في الاديان وبين الشيوعية .واراد ان يقول بانه لامشكلة للشيوعيين مع الدين .وذلك بسبب وجود أسماء عبد الحميد وهي فتاة مسلمة ومحجبة من اصول فلسطينية في حزب القائمة الموحدة في الدنمارك رغم ان هذا الحزب في اساسه يستند على الالحاد فالسؤال الذي يجب ان نطرحه ربما هو ليس بامكانية او عدم امكانية الاشتراكية من احتواء الدين , بل السؤال الذي يجب طرحه هو هل نستفيد من عزل الدين خارج الشيوعية ؟ لانه حتى الشيوعي الملحد يؤمن بالتضامن وحب اخيه الانسان الذي يدعو اليه كلا من الاسلام والمسيحية. ومن جانب اخر فاننا نعتبر دوما انفسنا ضحايا بحاجة للمساعدة علاوة على انه لدينا السلوك الاخلاقي الجيد دوما نكافئ عليه سواء بالجنة او باعتبارالفرد انسان حقيقي باخلاق انسانية.

ولكن السؤال الذي يجب طرحه بعد عرض هذه المقالة هو :هل يمكن للمادية والروحانية الالتقاء في نهاية الطريق رغم تناقضهما؟

بقلم ....بيير بغيكنكو
ترجمة.... بتصرف مكارم ابراهيم
صحيفة الانفورموشون الدنماركية
21/7/2011

المصادر:
المقالة في صحيفة الانفورماشون الدنماركية اليومية
http://www.information.dk/148043

عن حزب القائمة الموحدة في اللغة الدنماركية
http://www.enhedslisten.dk/

عن حزب القائمة الموحدة في الويكيبيديا باللغة الانكليزية
http://www.enhedslisten.dk/



#مكارم_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تخلفنا من منظور مهدي عامل
- تناقضات الكاتبة نوال السعداوي
- من الأدب الماركسي 2
- نظام إشتراكي أم ليبرالي أم رأسمالي ؟
- من الأدب الماركسي (1)
- مفهوم السلام وجائزة السلام!
- الصينيون قراصنة السوق !
- ماهي الماركسية ؟
- الدومينو اليونانية والانهيار الاقتصادي
- لا رسائل للسفاح بشار الاسد
- إنتبهوا الى الجرائم بحق أطفال اليوم!
- تحيا الرأسمالية
- ديمقراطية أم بلوتوقراطية لا إنسانية ؟
- الإسلام أم الحكٌام أم الاقتصٌاد العام؟
- بن لادن وجيرانيمو!
- مؤامرة أم مسرحية !
- محاكمة بن لادن حسب القيم الغربية!
- لاعلاقة للعنصرية باختلاف الاصول العرقية!
- امرأة تحت زي راهبة
- تناقضات العزوبية عند الراهبات


المزيد.....




- مؤسس ويكيليكس جوليان أسانج رجل حر في أستراليا.. بماذا أقر في ...
- الشرطة الكينية تطلق الرصاص على محتجين ضد قانون جديد للضرائب ...
- اكتشاف جديد يفسر سبب ارتفاع معدل الوفيات بين مرضى الكبد الده ...
- ما الأسلحة التي يمكن أن تزود بها كوريا الجنوبية الجيش الأوكر ...
- الإسرائيليون محبطون للغاية وغير مستعدين لحرب حقيقية
- حرب إسرائيل ولبنان يمكن أن تخرج عن السيطرة
- ?? مباشر: الولايات المتحدة تضغط على إسرائيل لتفادي حرب مع حز ...
- مصر.. كنائس ومساجد تفتح أبوابها لطلاب الثانوية للمذاكرة بسبب ...
- محاكمة مؤسس ويكيليكس: أسانج ينهي الأزمة مع أمريكا بعد الإقرا ...
- عيد الغدير.. منشور نوري المالكي وتعليق مقتدى الصدر وتهنئة مح ...


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مكارم ابراهيم - الجذور الدينية للماركسية!