أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سيمون خوري - بكاء - كلييو أوسا - / مهداة الى الراحل رحيم الغالبي














المزيد.....

بكاء - كلييو أوسا - / مهداة الى الراحل رحيم الغالبي


سيمون خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3402 - 2011 / 6 / 20 - 15:29
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


بكاء.. كلييو أوسا ؟!
مهداة الى الراحل رحيم الغالبي ...

سيمون خوري

" كلييو أوسا " شجرة ، تدعى الشجرة التي تبكي بخجل .. وزهرها صغير أصفر اللون، بحجم الدمعة. مثل " كلييو أوسا " نبكي بخجل ما فات من العمر. نذرف دمعة صغيرة حزينة واحدة . على ذاتنا وأصدقاءنا. ربما تكفي عن نهر من البكاء . نبكي على عمر سرق منا. سرقته الأقدار أم الأشخاص أم السياسة . لا فرق فهم جميعهم لصوص الزمن . مثل " كلييو أوسا " نودع أصدقائنا ، وفي وداع ذاتنا ، نخزن دمعة مثل زهرة صغيرة بحجم ابتسامة طفل صغير، لزمن لن يعود . نبكي ذاك الزمن الذي لم نعشه كزمن. بل كنا سلالم ودرج تسلقته ، كل لصوص الزمن.
أسوء سرقة في التاريخ، أن يسرق غيرك عمرك.. زمنك، الذي لن يعود.. سرقة الزمن ، كم هي الأزمان التي تعرضت للنهب والسرقة .. فلا وقت للتأمل، فلم يبقى في العمر متسعاً لمزيد من التجارب التي سرقت منا رحيق الحياة. كنا مثل فراشه تطارد عسلاً ، وهمياً تحاول تسلق قمة " إفرست " الحياة . دحرجتنا كرة الثلج الى القاع نحاول النهوض فالبرد صقيع فقد زحفت سيبيريا على كل الشواطئ الدافئة الحنونة . ماذا تبقى لنا ..؟ حب صغير، وكتاب وأغنية قديمة من ربيع ماضٍ.
في وداع الراحلون عن الحياة يقولون في التقاليد الإغريقية " كالو تكسيدي " أي رحلة سعيدة .. يصفقون ، وبعضهم يغني ، كما قد تصاحب الرحلة الأخيرة شئ من الموسيقى الأرستقراطية الجنائزية .. وأياً كانت هي أفضل من مرشاً عسكرياً لا يعرف سوى صوت البوق والنفير . و بعد انتهاء مراسم وداع المسافر- الراحل- ، يحتسي الجميع كأساً من الكونياك وفنجان قهوة بلا سكر، وكسرة خبز صغير مجففة . أو لنقل، تكسر من له سنة ضعيفة. شكراً للإله ... لا أملك أسنان قاطعة أو أنياب سلطوية حادة...هؤلاء سرقوا الزمن ..وأسوء شئ أن يسرق أحدهم زمنك .. وتتحول الى شريط أسود رفيع في قمة صفحة الحوار المتمدن ... فلا ملصق على الجدار ينتظر عودتك من الغربة. لا عزاء ولا كأس كونياك ولا رحلة سعيدة ..ربما قد يذرف أحدهم دمعة " كلييو أوسا " عليك ... مسكينا كان إنساناً طيباً.. لكنهم سرقوا زمنه. وأصبح بلا زمن. هل هذا يكفي ؟
في بلادنا العاثرة الحظ ، لا قيمة للزمن . أو لا وجود له .. مسح من الوجود . الزمن هو زمن الحاكم .. هو الأول والأخر، والظاهر والباطن. أنت بلا زمن ...مجرد صفراً خارج الأرقام. وتاريخ علم الحساب. رقم في سجلات الإحصاء .. وفم مفتوح في سوق الاستهلاك . ففي بلادنا يقتل الناس ثم يدفنون بسرعة ..ثم لا يسمع أحدهم عنهم شيئاً . قد تخرج ولا تعود . وقد تعود ولا تخرج ثانية . لا فرق، فلا زمن هنا يعمل وفق زمن. كل شئ في الهواء .. تخبو الرغبة في الامتداد ، وتتضاءل فرصة الإحساس بجدوى وجودك ..فالزمن لا قيمة له .. نوم ثم لهاث ثم نوم ..ثم لهاث وتسبيح بحمده وبوكلائه ثم موت . دورة زمن بلا زمن.
طيلة حياتي، كنت طالباً فاشلاً في علم الحساب. أستعين بأصابع قدمي في العد . وأحياناً أستعير أصابع جاري.. ولا لمرة واحدة تمكنت من الوصول الى رقم مائة ، دون أن أخطئ العد ليس صعوداً بل هبوطاً . أسوء شئ هو أن تصعد على أكتاف الآخرين حتى لو كانوا أرقاماً . في الهبوط ... حتى تفاحة " نيوتن " لا تجاريني في سرعة الهبوط نحو القاع..نحو التراب رغم أننا أصبحنا عالم بلا تراب كومة من الجثث والأسمنت. فقد اختفى الإنسان سرقوا زمنه..عمره . ماذا تبقى لك ..؟ نبحث عن نافذة صغيرة أو فتحة في جدار يتسلل منها ضوء النهار، نطل منها على ما تبقى لنا من ضوء في زمن صادرته النصوص الغبية، وأنبياء من العصر الجليدي وآلهة من تمر.. هل أنت جائع .. ؟ كلا.. فقد أكلت الأنظمة عمرك .. زمنك.. ماذا تبقى لك ..؟
أخي رحيم الغالبي، ماذا تبقى لك..فقط ذكرى ؟ .. رحلة سعيدة. بيد أن رحلتنا أيضاً تنتظر زمن وصول القطار. تأخر قليلاً لكن سيصل فلا عزاء أنت في رحلة الحقيقة.
قالت أفروذيتي في وداع أو رثاء " أدو نيس "
لقد هربت مني بعيداً جداً
الى الضفاف القاصية
بينما يجب علي أن أواصل الحياة محزونة يائسة
أي " برسغونة " - ملكة الدار الآخرة-
خذي أدو نيس فإن مقدرتك هي دوماً أقوى مني
ويصبح كل ماهو لي
لك الى الأبد .
بالرغم من أنه ميت
لكنه يغط في نوم عميق .
********
لعائلة الراحل العزاء ولكافة الأصدقاء وموقع الحوار المتمدن.



#سيمون_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعديل وزاري في اليونان / يوم خسوف القمر
- هل يُخلق من الطين الفاسد ...إنسان ؟!
- - يالطا - أمريكية - روسية جديدة / رحيل القذافي.. وبقاء الأسد ...
- - كرت أحمر - الى / الأخ فؤاد النمري
- سجناء ..المرحلة السابقة ؟!
- جدار عازل ...في العقل؟
- عاشت الإمبريالية ... وتسقط / أنظمة الإحتلال العائلية الحاكمة ...
- وردة الى دمشق .. الى زهرة الصبار
- الله ..والرئيس .. والقائد .. وبس ؟!
- شكراً وباقة ورد الى الأحبة .
- لا جامعة الدول العربية..ولا تشافيز يمثلان رأي وموقف شعوبنا
- ليبيا ... وخيار السيناريو الأسوء ..؟!
- لا للتدخل العسكري الأجنبي في ليبيا فقد تعلمنا كيف نحرر بلادن ...
- الأحزاب العربية يميناً ويساراً / هي التي صنعت القذافي ؟
- دكان - علي عبد الله صالح - وحده لا شريك له..؟
- مصر .. تولد من جديد
- هل يرحل - مبارك - الى الجبل الأسود ؟/ سيناريو أوربي - أمريكي ...
- مع مجئ سليمان / مصر تطوي صفحة مبارك
- - مصر - يمة يابهيه .. هو رايح وإنتي جايه..؟
- إذهب الى الجحيم؟


المزيد.....




- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
- متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
- نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
- اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا ...
- الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
- اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
- مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع ...
- رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51 ...
- العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل ...
- أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - سيمون خوري - بكاء - كلييو أوسا - / مهداة الى الراحل رحيم الغالبي