ردود قمة البريكس على تهديدات ترامب بالرسوم الجمركية


أحمد رباص
الحوار المتمدن - العدد: 8397 - 2025 / 7 / 8 - 02:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية     

انطلقت يوم أمس سادس من يوليوز الحالي قمة مجموعة البريكس في ريو دي جانيرو، برئاسة البرازيل. واجتمعز الدول الأعضاء الإحدى عشرة - البرازيل، والصين، ومصر، وإثيوبيا، والهند، وإندونيسيا، وإيران، وروسيا، وجنوب أفريقيا - التي تمثل أكثر من نصف البشرية و40% من ثروات العالم، لمدة يومين على شواطئ خليج غوانابارا الرائع، برعاية الرئيس البرازيلي اليساري لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.
إلا أن غيابات بارزة طبعت قمة البرازيل، من بينها فلاديمير بوتين، المطلوب بموجب مذكرة توقيف من المحكمة الجنائية الدولية، والذي سيشارك عبر الفيديو، وشي جين بينغ، في سابقة هي الأولى من نوعها للزعيم الصيني، والذي سيمثله رئيس وزرائه.
استؤنفت أشغال قمة مجموعة البريكس السنوية اليوم الاثنين في ريو دي جانيرو وسط توترات عقب تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية إضافية على الدول التي "تتماشى مع السياسات المناهضة لأميركا" التي يتبناها تكتل الدول الناشئة، على حد قوله.
دون ذكر الولايات المتحدة تحديدا، أعربت هذه المجموعة، التي تضم
البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، عن "مخاوفها الجدية" يوم الأحد بشأن "زيادة الإجراءات الجمركية وغير الجمركية الأحادية الجانب التي تشوه التجارة".
وأصرّت دول البريكس، في بيانها المشترك، على أن هذه الإجراءات "تؤثر على آفاق التنمية الاقتصادية العالمية".
وكان رد فعل الرئيس الأمريكي سريعا، حيث كتب بعد ساعات قليلة على منصته "تروث سوشل": "أي دولة تتبنى سياسات البريكس المعادية لأمريكا ستخضع لرسوم جمركية إضافية بنسبة 10%. ولن تكون هناك استثناءات لهذه السياسة".
كما أعلن ترامب أن الرسائل الأولى التي تهدد بفرض رسوم جمركية باهظة على الدول المترددة في إبرام اتفاقية تجارية مع واشنطن ستُرسل يوم الاثنين.
وكان وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت قد صرّح سابقا بأنه في حال عدم التوصل إلى اتفاق خلال الأيام المقبلة، فإن الرسوم الإضافية - التي قد تصل إلى 50% - ستدخل حيز التنفيذ في الأول من غشت القادم.
هذا، وقد علّقت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية التي أُعلن عنها في أوائل أبريل بسرعة ريثما تتفاوض مع شركائها التجاريين.
ردا على تهديد دونالد ترامب باستهداف دول البريكس، أكدت بكين يوم الاثنين أن الكتلة لا تسعى إلى "مواجهة" بشأن الرسوم الجمركية.
وتُعدّ الصين القوة المهيمنة في مجموعة البريكس، وقد غاب رئيسها شي جين بينغ بشكل ملحوظ عن قمة ريو.
في نفس الإطار، صرحت ماو نينغ، المتحدثة باسم وزارة الخارجية: "لطالما أكدت الصين موقفها بأن الحروب التجارية والجمركية لا تُسفر عن فائزين، وأن الحمائية لا تُؤدي إلى التقدم".
وأضافت أن مجموعة البريكس "تدعو إلى الانفتاح والشمولية والتعاون المربح للجميع".
يذكر أت الصين تجري مفاوضات مع واشنطن للتوصل إلى اتفاق تجاري. وحتى الآن، لم تُبرم أي اتفاقية تجارية ناجحة مع الولايات المتحدة سوى المملكة المتحدة وفيتنام.
للتذكير، أُنشئت مجموعة البريكس لإعادة التوازن في النظام العالمي بما يخدم مصالح "الجنوب العالمي" ضد الغرب، وتوسّعت منذ عام 2023 لتشمل المملكة العربية السعودية، ومصر، والإمارات العربية المتحدة، وإثيوبيا، وإيران، ثم إندونيسيا.
في ريو، ركزت المناقشات في اليوم الثاني والأخير من قمة مجموعة البريكس على تغير المناخ، وهي قضية رئيسية بالنسبة للبرازيل، التي ستستضيف مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ (COP30) في نوفمبر القادم يمدينة بيليم في منطقة الأمازون.