من وحي العدوان على غزة
سمر الاغبر
الحوار المتمدن
-
العدد: 4555 - 2014 / 8 / 26 - 00:08
المحور:
القضية الفلسطينية
علينا جميعا تقع مسؤولية صد العدوان والتغيير في قواعد اللعبة السياسية...
على القيادة ممثلة بالرئيس التوجة للانضمام لمحكمة الجنايات الدولية وفتح المعركة القانونية التي تأخرنا كثيرا في فتحها،كما يقع العبىء الاكبر على سفاراتنا والجالية الفلسطينية بالخارج فتح المعركة الديبلوماسية
على شعبنا الفلسطيني بالضفة والقدس فتح مواجهه مع الاحتلال وكلابه المسعورة من المستوطنين وعدم الاكتفاء بجمع التبرعات وفعاليات "اشعال شمعة"
وهذا من شأنه رفع يد العابثين واللاعبين بحقنا وحق اطفالنا بالعيش الكريم في وطن يتحمل الجميع فيه مسؤولية تحرره
*****
المظاهرة المركزية على حاجز قلنديا وما سبقها ورافقها من مظاهرات وحالات اشتباك مع العدو الصهيوني مؤشر مهم لمدى الغضب الشعبي من ممارسات الاحتلال في غزة والضفة والقدس،نأمل ان تتحول الى فعل شعبي عارم يشارك به الكل الفلسطيني بجميع فئاته وقطاعاته...
*****
قضيتنا قضية تحرر وطني وليست قضية تحسينات هنا او هناك في ظل احتلال فاشي
*****
66 عاما من النضال والتضحية بكافة اشكالها، ورغم تعدد اشكال ووسائل النضال وساحاته الا اننا لا زلنا نراوح مكاننا ولم نحقق ولو جزءا بسيطا من اهدافنا بالتحرر والاستقلال والعودة..
مئات الآف من الشهداء والجرحى والاسرى، ولا زالت قاعدة ان الالف شهيد يساوي قتيل بالجانب الصهيوني..
مئات الآف من الشهداء والجرحى والاسرى مقابل هبوط في سقف مطالبنا(خلال انتفاضة الاقصى تركزت مطالبنا على ازالة الحواجز والعودة الى ما كان عليه الحال ما قبل الانتفاضة...والآن جُل تركيزنا على رفع الحصار عن غزة وفتح المعابر-لا اقلل من شأن هذه المطالب الانسانية-)
اعتقد اننا سنستمر في تقديم القرابين دون انجازات وطنية تقربنا من هدفنا بالتحرر والاستقلال، ما لم نقدم على خطوات جريئة في تقييم"ثورتنا" وحركتنا الوطنية وامتلاك الجرأة في نقد مسيرتنا للاستفادة من خطايانا التي اوصلتنا الى رمادية المطالب.
*****
اسرائيل ممكن ان توافق على العديد من المطالب لتحسين الشروط المعيشية لأهلنا في القطاع-حسب تفسيراتها- ولكنها لا يمكن ان توافق على فتح ممر آمن بين الضفه وغزة، لأنها وبكل بساطه لا مطامع لها في غزة سوى عزلها عن الضفة لتصفية المشروع الوطني...
ملاحظة: التوجه لمحكمة الجنايات الدولية هو حق اصيل للشعب الفلسطيني ولا يحق لأي فصيل مهما كان اخضاع هذا الحق لحساباته..
*****
لم يترسخ نهج التقييم في حركتنا الوطنية، ففي جميع المفاصل المهمة التي مرت بها قضيتنا كنا نخرج منها بكائيين،نواحين..لننتقل الى ما بعدها ونقع في ذات الاخطاء وإن تبدلت اشكال اخطاءنا...وهكذا في كل ازمة الى ان اعتدنا التعايش مع خطايانا وازماتنا وانكساراتنا..
انا على قناعة بأننا ما لم نغير هذا النهج ونكشف بكل جرأة ما خلف الشعارات وما خلف النكسات سنستمر في الخسارة الى ان لا يتبقى لنا ما نناضل من اجله..
*****
لمن يذكر وقت الانسحاب الاحادي الجانب من غزة عام 2005 ومجموع الشعارات التي كانت توحي بالنصر وبكسر انف الاحتلال ما عنى حينها للبعض تحرير بقعة من أرض فلسطين التاريخية بدون أي ثمن مقابل.
ومنذ ذلك التاريخ وغزة تعيش المزيد من مظاهر الاحتلال دون احتلال مباشر..حيث تعرض القطاع لثلاث حروب 2008-2012-2014 عدا عن الحصار اللانساني الذي عانى منه الغزي..وفي كل مرحله كنا ورغم خسائرنا المادية والبشرية نعلن نصرنا على العدو الصهيوني وفي ذات الوقت يزداد تعنت ودموية الصهاينة بالتعامل مع "الفلسطيني"
ثلاث "حروب" ولم نتقدم قيد انمله من مشروعنا التحرري رغم ما يُزرع في وعينا عن انتصارات متتالية!!
يبدوا لي اننا ملزمون باعادة تعريفنا لمفاهيم كالنصر والهزيمة وما بينهما...
الآن واسرائيل تصر على التفاوض على تحسين معيشة اهلنا بالقطاع ..ماذا سيكون رد الفعل..هل سنتجه الى المزيد من التصعيد ما يعني المزيد من الخسائر بالارواح ام سنعيد تقييم الحاله من 2005 لغاية الان-على الاقل- ونرسم استراتيجيات واهداف وادوات وطنية تضمن قدر الامكان تحقيق مكاسب سياسية وتحد من الخسائر المادية والجسدية؟؟!!!
*****
صائب عريقات على الميادين يوجه تساؤل للعالم مفاده"متى سينتهي الاحتلال؟"
وانا كفلسطينيه اجيبه...
سينتهي الاحتلال عندما نعلن عن وقف التنسيق الامني وعندما نتخلص من الشريحه الفلسطينية المستفيده من بقاء الحال على ما هو...
سينتهي الاحتلال عندما نتعامل مع فلسطين كشخصية قانونيه تتحمل الامم المتحده مسؤولية حمايتها...
سينتهي الاحتلال عندما ننفض عنا غبار محاور تستفيد من بقاء قضيتنا دون حل...
سبنتهي الاحتلال عندما نتوحد بالهدف والوسيله...
سينتهي الاحتلال عندما تشعر اسرائيل ان موازين قوتها تنهار امام حقنا....
*****
كثيرا ما أثار تحفظي مشهد الشهداء وهم يلتفون براية الفصيل...ولكن ما يثير الغثيان ان يبدأ البعض بفرز الشهداء حسب الانتماء الفصائلي...
فلسطين اكبر من الجميع وطوبى لمن يدرك هذا المعادلة...
*****
"الاعمال العدائية "مفهوم او مصطلح او ما شئتم ليس بجديد على السياسة الفلسطينية ورغم رفضي القاطع له حيث انه يساوي بين "الصهينه" وجرائم الاحتلال وحق الشعب الفلسطيني بمقاومة محتله.. الا انه وللتاريخ اول ما ورد..ورد في اتفاقية 2012 الموقعة بين حركة حماس حينها وبواسطه مصريه بزعامة مرسي والاحتلال الاسرائيلي بعد عدوان 2012 على قطاع غزة والذي راح ضحيته ما يقارب 1500 شهيد عدا عن الجرحى والتدمير ..!!
*****
لا زلنا كشعب وقضية خاضعين لأبشع احتلال نازي، ومحيط اقليمي تنتشي مصالحه على الدم الفلسطيني وقيادات نافذة عجزت حتى اللحظة ومنذ 66 عاما عن فهم دورها منقسمة بين الواقعية والشعاراتية....
ولا زالت دماء شعبنا تراق على مذبح هذه المعادلة..!!
لك الحياة والحرية يا شعبي
*****
عودة الى الاعدامات خارج القانون...
خلال العدوان الاسرائيلي على غزة تم اعدام العشرات خارج القانون بحجة تخابرهم مع الاحتلال مما يثير الكثير من التساؤلات حولها..
اولا: من الكلف باثبات العماله ، وتحت اي معايير واسس تتم عملية الاعدام؟؟!!
ثانيا: من الضامن ان الاعدام لا يتم لأسباب ومصوغات لا تمت للعماله بصلة؟؟!!
ثالثا : هل جميع من اعدموا بحال ثبتت العماله ابدوا بمعلومات سريه خطيرة توجب حرمانهم من الحياة ومن اين لهم هذه المعلومات؟؟!!
رابعا: بحال وجود عملاء الا توجد طرق اخرى للتعامل معهم دون حرمانهم من الحياة؟؟!!
خامسا: ناضلنا ونناضل لنصبح دولة القانون..فمن يعطي لنفسه الحق بحرمان احد من الحياة دون هرمية وتسلسلية قانونية؟؟!!
سادسا: بالنسبه لعملية اغتيال القادة المقاومون الثلاث في غزة(العطار،ابو شماله،برهوم) هل من اعلموا عن مكانهم مجرد عملاء(مراقبين) رغم ان مكانهم المفترض يجب ان يحظى بسرية عسكرية من نوع خاص واجراءات خاصة؟!!
*****
الصحيح لا اعلم الكثير عن الامور العسكرية ولكن أتسائل حول ما تبثه بعض الفضائيات من صور للانفاق ولقاءات مع مقاومين...صناعة الصواريخ... طريقة استهداف العدو الخ مما يمكن ان يعتبر اسرار عسكرية...؟؟!!وأي مشاريع تخدم!!
*****
تابعت بالفترة الاخيرة فضائيتي الميادين والجزيرة، الاولى تخصص سرايا القدس والثانية كتائب القسام ومن المؤكد أنني كفلسطينية وأنا اتابع هاتين الفضائيتين اشعر بفخر المقاومة والمعجزات الميدانية ونتائجها على الصعيد السياسي من حيث النصر المظفر للمقاومة والهزيمة لجيش الاحتلال وسياسييه..ولكن...!!
اولا :::تصوير النصر الميداني وكأننا جيش هزم جيش آخر اعتقد انه يعطي انطباع وكأننا لسنا ضحايا عدوان همجي فاشي لأبشع آله عسكرية...
ثانيا::: حالات الرعب التي اصابت سكان المستوطنات في محيط غزة لا توازي ولا تساوي ابادة عائلات كامله في غزة وحجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية والاجتماعية والنفسية لأهلنا في غزة...
ثالثا::: دون ادنى شك ان دولة الاحتلال اصابها ما اصابها نتيجة عدوانها على غزة من حيث الحرج السياسي والاخلاقي ، ولكن هذا لا ينفي ابدا أننا شعب ضحية لا نملك من امرنا اكثر من انتماءنا وقدرنا بالصمود بمواجهة دموية الاحتلال في ظل صمت وتواطؤ دولي واقليمي..
رابعا::: قدرة اسرائيل الاعلامية بوصف خسائرها وكونها "ضحية" اعتقد انها تجد لها مكانا وارضا خصبة بالرأي العام في ظل الموازين والاوضاع التي يمر بها الاقليم..
لذا...لا زلت على قناعة ان التركيز على حجم الدمار المادي والمعنوي لآلة البطش الصهيونية وعلى عدالة قضيتنا ومطالبنا الوطنية والانسانية هي الرسالة الاقوى في مواجهة نازية العصر...
بعضا من الحكمة والمسؤولية يا جماعة
عضو لجنة مركزية في حزب الشعب الفلسطيني