أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكية خيرهم - الجزائر تنفق المليارات على البوليساريو... والمواطن الجزائري في طوابير الخبز














المزيد.....


الجزائر تنفق المليارات على البوليساريو... والمواطن الجزائري في طوابير الخبز


زكية خيرهم

الحوار المتمدن-العدد: 8134 - 2024 / 10 / 18 - 02:27
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ السبعينيات، اعتبرت الجزائر دعمها لجبهة البوليساريو جزءًا أساسيًا من استراتيجيتها الإقليمية لمواجهة المغرب وإضعافه في سياق صراع طويل الأمد بين البلدين. ومع ذلك، هذا الدعم لم يكن بلا ثمن، فقد تكلف الشعب الجزائري ثمناً كبيراً نتيجة لهذا الانخراط المكثف. الجزائر، الغنية بالثروات الطبيعية من نفط وغاز، كان يمكنها استغلال هذه الموارد لتحسين حياة مواطنيها وتطوير اقتصادها، أو أن تكون أساسًا لتأسيس اتحاد مغاربي قوي يعزز التعاون الاقتصادي بين دول شمال إفريقيا. بدلًا من ذلك، أصبحت عقبة أمام هذا الاتحاد، متسببة في توترات سياسية طويلة الأمد أضرت بجميع دول المنطقة وعرقلت تطورها الاقتصادي. على مر العقود، أنفقت الجزائر مليارات الدولارات لدعم البوليساريو ماليًا وعسكريًا، من خلال توفير الأسلحة والتدريب. هذه الموارد المالية الكبيرة كان من الممكن أن تُستخدم لمعالجة الأزمات الداخلية التي يعاني منها الجزائريون، مثل البطالة المرتفعة ونقص السلع الأساسية. في حين يعيش المواطنون يوميًا في طوابير للحصول على الزيت والخبز، تستمر الحكومة الجزائرية في تمويل حركة انفصالية لا تعود بأي منفعة مباشرة على الشعب الجزائري. بالتوازي مع هذا الإنفاق الضخم على قضية خارجية، يعاني الجزائريون من تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. الاحتجاجات التي شهدتها الجزائر خلال السنوات الأخيرة، مثل حركة "الحراك"، كانت تعبيرًا عن سخط الشعب من النظام الذي يوجه موارده لدعم البوليساريو بدلاً من تحسين حياة المواطنين. الطلب الشعبي يتركز على إصلاح الفساد وإعادة توجيه الموارد نحو الأولويات الوطنية، بدلاً من إنفاقها على قضية انفصالية.
التسهيلات الاستثنائية للبوليساريو
يزداد شعور الجزائريين بالإحباط نتيجة الامتيازات الواسعة التي يحصل عليها قادة وكوادر البوليساريو في الجزائر. فهم يتمتعون بتسهيلات لا يحظى بها حتى المواطن الجزائري، مثل الدعم التعليمي، والرعاية الصحية المجانية، وحرية الحركة. في المقابل، يواجه الجزائريون تحديات كبيرة في حياتهم اليومية، بما في ذلك البطالة ونقص الخدمات الأساسية. هذا التفاوت الواضح يزيد من مشاعر الاستياء والظلم بين الشعب الجزائري، الذي يرى أن موارده تُهدر على قضية لا تفيده بشكل مباشر. التعليم في الجامعات: يتمتع أعضاء البوليساريو بتسهيلات كبيرة في الجامعات الجزائرية، حيث يُمنحون منحًا دراسية ومقاعد جامعية دون الحاجة إلى التنافس مع الطلاب الجزائريين. بينما يعاني العديد من الطلاب الجزائريين من صعوبة في الحصول على فرص تعليمية مناسبة، يُعفى طلاب البوليساريو من الرسوم ويحصلون على دعم مالي إضافي. الرعاية الصحية في المستشفيات: البوليساريو يحصلون على خدمات صحية مجانية ومتقدمة في المستشفيات الجزائرية، بما في ذلك العمليات الجراحية والخدمات الطبية المعقدة. في المقابل، يواجه المواطن الجزائري تحديات كبيرة في الحصول على نفس مستوى الرعاية الصحية بسبب نقص الموارد والأدوية في المستشفيات. التجارة وشراء السيارات: يتمتع أفراد البوليساريو بتسهيلات اقتصادية تشمل القدرة على شراء السيارات بأسعار مدعومة والإعفاءات الضريبية. في المقابل، يعاني المواطن الجزائري من ارتفاع الأسعار وصعوبة شراء السلع الأساسية، بينما يتمتع البوليساريو بامتيازات واسعة. الإعفاءات الضريبية: يحصل أفراد البوليساريو على إعفاءات ضريبية شاملة تشمل الضرائب على السلع والسيارات، مما يخفف من الأعباء المالية عليهم. في المقابل، المواطن الجزائري العادي مجبر على دفع الضرائب ومواجهة التضخم الاقتصادي المتزايد الذي يؤثر بشكل مباشر على مستوى معيشته. الإقامة والسكن: يُمنح أفراد البوليساريو مساكن مجانية أو بأسعار مدعومة في الجزائر، بما في ذلك في المخيمات الموجودة في تندوف. هؤلاء الأفراد يتمتعون بالخدمات الأساسية مثل المياه والكهرباء التي تُقدم لهم بشكل منتظم. في المقابل، يواجه العديد من الجزائريين أزمة سكن كبيرة، وارتفاعاً حاداً في أسعار العقارات، مما يجعل الحصول على مسكن مناسب تحدياً كبيراً.
تسييس القضية وتأثيره على الداخل
استخدم النظام الجزائري قضية البوليساريو كوسيلة لتوحيد الجبهة الداخلية عبر خلق "عدو خارجي" متمثل في المغرب. ومع ذلك، هذا الأسلوب أصبح غير فعال عند الكثير من الجزائريين الذين يرون أن مشكلاتهم الحقيقية تكمن في الداخل. ومع تزايد المطالبات الشعبية بتحسين الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، بدأ المواطنون يدركون أن دعم البوليساريو ليس سوى وسيلة لصرف الانتباه عن الأزمات الداخلية المتفاقمة. في ظل استمرار الجزائر في تقديم الدعم المكثف لجبهة البوليساريو، يعيش المواطن الجزائري في دوامة من الأزمات الاقتصادية والاجتماعية المتزايدة. إن استمرار هذا الدعم الكبير لقضية خارجية لم يحقق نتائج ملموسة حتى الآن مقابل تدهور الأوضاع الداخلية يشكل عبئًا ثقيلًا على الجزائريين. في وقت بات فيه الجزائريون في أمسّ الحاجة إلى حكومة تضع احتياجاتهم في المقام الأول، وتعمل على تحسين مستوى معيشتهم، يبقى النظام منشغلاً بقضية خارجية لا تخدم إلا مصالح سياسية ضيقة.



#زكية_خيرهم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الصحراء مغربية... فماذا بعد يا الجزائر؟
- كل شيء يهون من أجل عيون البوليساريو
- بورتريه أدبي للاغتراب: قراءة في تحفة جودليّه
- ارتسامات حول ديوان -أحزان السنة العراقية-
- التحديات التعليمية للمرأة
- دار الخبر: بين التنوير والانتقادات.. طفح الكيل
- غونفور ميديل: جسر بين الأدب العربي والنرويجي
- راضي الليلي: من نجم الأخبار إلى فقيه التبديل السياسي... هل ك ...
- العشق بين الأسطورة والواقع: قراءة في قصيدة خزعل الماجدي
- وجوه تائهة في رمال المعاناة
- الحان بلا وعي
- قراءة في ظالميا: رواية الصراع بين الأمل والخيبة في مجتمعات ا ...
- الإصرار والشجاعة: حكاية جعفر التميمي من بغداد إلى الجائزة ال ...
- الصراع بين الهوية والجماعة: قراءة لرواية -الطلح لا يخطئ القب ...
- مسرح الدولة التي لم تكن: البوليساريو يسجل آخر فصول السخرية
- الهروب إلى اللامكان
- مفاتيح القائد
- تماوج الأرواح
- الزمرد الأخضر
- السياسات الجزائرية بين دعم الانفصال وتعطيل الوحدة المغاربية


المزيد.....




- محادثات أولية للمرحلة الثانية من اتفاق غزة ومبعوث ترامب يتوج ...
- الاحتلال يصعد عدوانه على الضفة ويهجر آلاف العائلات بجنين وطو ...
- الجيش الإسرائيلي يوسع عملياته في الضفة الغربية و-يجبر- عائلا ...
- -ديب سيك- تطبيق صيني يغير معادلة الذكاء الاصطناعي العالمي.. ...
- الأزهر يعلن رفضه القاطع لمخططات تهجير الفلسطينيين
- إقالة 12 مدعيا شاركوا بمحاكمة ترامب
- أميركا تواصل ترحيل مهاجرين إلى غواتيمالا وتتجاوز الأزمة مع ك ...
- سوريا.. ضبط شحنة كبيرة من الحبوب المخدرة على معبر نصيب الحدو ...
- حرصا على كرامتهم.. كولومبيا تخصص طائرات لإعادة مواطنيها المر ...
- مجلس الشيوخ يصوت على تعيين سكوت بيسنت وزيرا للخزانة


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - زكية خيرهم - الجزائر تنفق المليارات على البوليساريو... والمواطن الجزائري في طوابير الخبز