|
خصومات حول جائزة نوبل وجوائز أخرى. واقع المترجم العربي مقارنة بالاحتواء الكندي للغات العالم
جاكلين سلام
كاتبة صحفية، شاعرة، مترجمة سورية-كندية
(Jacqueline Salam)
الحوار المتمدن-العدد: 7050 - 2021 / 10 / 17 - 22:13
المحور:
الادب والفن
ما هي مشكلة المثقف العربي مع جائزة نوبل كل عام! بانوراما حول الجوائز والترجمة وكيف تعاملت دولة كندا مع اللغات والحضارات الأخرى بخصوص الترجمة إلى اللغة العربية كل عام وحين اقتراب الإعلان عن جائزة نوبل للآداب، يتصاعد إيقاع النقد والتهكم والتوقعات حول من سيحصل ولماذا. وهذه الموجة يزداد تصاعدها عربيا مع إعلان الفائز (ة) بالجائزة. وأعتقد إنها مسألة إيجابية مهمكا اختلفت الآراء وتضاربت. ولكن أمقت تلك التي تصل إلى حد الشتيمة للآخر على صفحات سوشال ميديا، فيسبوك وتويتر... واستغرب، لماذا يستغرب القراء العرب والصحفيين هذا العام من عدم توفر كتب الروائي عبد الرزاق قرنح الحائز على نوبل 2021، بالترجمة العربية؟ هل يكون كل الحق على المترجمين العرب لتقصيرهم في تعريب الأدب العالمي بأقل كلفة أو مجانا، فيما حاشية الحكام العرب ودائرتهم منشغلون بسرقة خيرات بلادهم وإيداعها في المصارف الأوربية، لحين سقوطهم ذات يوم؟! هل نستثني أحدا؟ للأسف، المؤسسة الثقافية العربية، تكاد تصير تابعا للحاكم، أو هي كذلك بصورة مبطنة. *** الترجمة من لغات العالم إلى العربية مسألة شاقة. لا أحد سوى من مارس الترجمة يعرف كم تحتاج إلى وقت وبحث ودقة ومهارة وأمانة. وحده المترجم يعرف كم قليلة تلك المكافأة (الفلوس مقابل خدمة الترجمة) التي تدفع مقابل هذا الجهد الذي يجب أن يقترن بالموهبة والدقة والصبر. *** هناك عرب مترجمون أكفاء، يسخرون وقتهم لترجمة مقالات متفرقة فقط من أجل الحصول على دخل مادي إضافي. ونادرا ما يجدون مؤسسة تدعمهم كي يواظبوا السعي والانتاج الجيد. وقلة قليلة عرفت كيف تجد الدعم والواجهة والمؤسسة الداعمة نوعا ما. *** لو أن لدي ما يكفي من الوقت والمغريات لترجمت هذا الكتاب لأهميته بنظري. العنوان: مت فارغا
*** مرة قدمت فكرة نشر ترجمة كتاب لجهة عربية، كانت المكافأة المقترحة مخزية بكل معنى الكلمة. تراجعت عن المشروع وما تزال الترجمات في ذاكرة الكمبيوتر، ولم أتوانى عن ترجمة مقتطفات ونشرها في الصحافة العربية -حسب الظرف والطلب. لا شك سأحاول تقريبا معاودة التجربة والبحث عن ناشر. ** اللغات حضارات كل لغة تجلب معرفة وتضيف جسرا بين الشعوب وفلسفاتها كي يسهل التواصل والأخذ والعطاء. وكلما تعملنا وأتقنا لغة الآخر نصبح أقوى معرفيا وعلميا. وللأسف موجات التعريب العربي كانت آثارها سلبية علينا جميعا. أتذكر في سوريا حين تم تعريب الكتاب الجامعي وأسماء المحلات التجارية...بحجة الحفاظ على اللغة العربية من الاندثار. ولأسف، يحصل الاضمحلال والقتل والإندثار المعرفي والحقيقي بكل الصيغ والصور. تعلم اللغات الأخرى لا يقتل اللسان الأول واللغة الأولى لمن يرغب في صيانة لغته وتنقيتها. اللغة الانكليزية في كندا مثلا- البلد الذي أقيم فيه، لم تفقد رونقها وثقلها العالمي في الوقت الذي تحتضن فيه المهاجرين واللاجئين ولغاتهم الأصلية. بل وتشجعهم على تعليم أولادهم اللغة الأم، وتسمح لهم بترخيص مدارس لتعليم اللغات، ومنها العربية. ولهذا تزدهر هذه البلاد وتفتح الباب لتبدل المعارف في جو سلمي قائم على الاحترام والتكافؤ/ رغم عثرات الواقع. *** وهذه قائمة أسباب تجعلني شخصيا أكن كل الاحترام لدولة كندا. 1- تجد في جامعاتها فرعا لتدريس الآدب السرياني، يشرف عليه الدكتور أمير حراق، من أصول سريانية عراقية. جامعة تورنتو 2- تجد في جامعاتها فروعا لأداب عالمية أوربية ومشرقية: الأدب الفارسي، الأدب الهندي، آداب اوربا الشرقية باختلاف لغاتها 3- تجد في جامعاتها فرعا لتدريس الأدب العبري 4- تجد فروعا لتدريس أدب الكنديين الأوائل- الهنود الحمر إلى جوار الأدب والثقافة الانكليزية والفرنسية
مكتبة جامعة للحضارات واللغات تجد في مكتبة ( روبرتس ) التابعة لجامعة تورنتو في كندا، أقساما هائلة تضم كتبا بكل لغات العالم ومنها العربية. ومتوفرة لطلاب دراسات الألسنية والاداب العالمية. يمكن لأي شخص أن يستعير من المكتبة بموجب بطاقة استعارة حتى وان لم يكن طالبا في الجامعة - ويدفع ثمن البطاقة. *** حين وصلت الى كندا، تعرفت على المكتبة وعملت اشتراكا وقرأت فيها مخطوطات ومطبوعات الأدب العربي المسموحة والممنوعة. قرأت هناك روايات وشعرا وبحوثا ونقدا وتراثا، وديانات... *** سبق ان أجريت حوارات مع اساتذة في جامعات كندية نشرت في الشبكة الالكترونية-المعنية بالثقافة. وكذلك حللت ضيفة على عدد من هذه الجامعات للحوار حول الادب والثقافة العربية وحرية التعبير، وما إليه. *** الجوائز الأدبية تثير الشهية الإبداعية، والغيظ، والغضب، والفرح، والتظلم والتشكي و... كل حسب منظوره الايديولجي والشخصي أو حسب معاييره المعرفيخ وتجربته( هو -هي) . *** أمنيتي أن تقوم كل دولة عربية بإطلاق جوائز لكل فروع المعرفة والعلوم والاداب، وتقوم بدعم الكتاب ومشاريعهم الثقافية الابداعية التي ستساعد على خلق لبنة اجتماعية انسانية متينة. وحينها سيفهم الفرد تارخ وتراثه ولن يخشى عليه من الضضياع إذا درس وتثقف واستقى من اللغات العالمية ومعارفها. *** اللغات حضارات شفاهية ومكتوبة. التاريخ يكتبه المنتصرون وتجدهم يخنقون اللغات والتراث السابق أو يحاولون طمس معالمه ما أمكن. سوريا مثلا، لو كانت الدولة كريمة منذ زمن بعيد مع مواطنيها بكل أقلياتهم، وسمحت بتعليم اللغاة السريانية والكردية وثقافتها لما شعر أبناء تلك القوميات على قلتهم بالغبن والاضطهاد والتهميش.
الحوار الصحي الفكري على اختلافه يحفز على المزيد من البحث والمنافسة النظيفة في كل العلوم. كل جائزة تكريم له عائدات مادية ومعنوية على الكاتب المبدع (هو وهي) وبلده الذي أنتج فيه إبداعا قيما.
جاكلين سلام، شاعرة، كاتبة ومترجمة سورية- كندية
#جاكلين_سلام (هاشتاغ)
Jacqueline_Salam#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العقلية العربية وجائزة نوبل، متعة الفوز أم متعة الرحلة! اليس
...
-
حوار جاكلين سلام مع الحقوقية والروائية العراقية الكندية نيرا
...
-
حوار جاكلين سلام مع الدكتور وليد الخشاب في أعماق التجربة الإ
...
-
الأمل والبهجة في أعمال الفنان التشكيلي هاشم حنون
-
يوميات مهاجرة مع السنجاب والكتاب
-
يوميات مهاجرة
-
يوميات مهاجرة. رسائل الى الله
-
مجموعة نصوص خريف يذرف أوراق التوت
-
رسالة إلى غادة السمان
-
لماذا يقتل الأخ أخته؟
-
تاريخ الجسد وكتابته شعرياً
-
ما بعد نوال السعداوي وفرجيينا وولف وغرفة المرأة
-
كتاب الحياة السرية للملابس الداخلية السورية
-
أشجع مقالات 2009، نادين البدير وتعدد الأزواج
-
حوار مع جاكلين سلام حول الكتابة ومجموعتها -المحبرة أنثى-
-
البرقع في الشارع الكندي
-
نساء سجينات في الجسد
-
حليمة امرأة لها ثديان وتلبس السوتيان
-
صدر حديثا -رياض الترك، مانديلا سورية-
-
جذور، للادب العربي المهجري المعاصر
المزيد.....
-
-كأنك يا أبو زيد ما غزيت-.. فنانون سجلوا حضورهم في دمشق وغاد
...
-
أطفالهم لا يتحدثون العربية.. سوريون عائدون من تركيا يواجهون
...
-
بين القنابل والكتب.. آثار الحرب على الطلاب اللبنانيين
-
بعد جماهير بايرن ميونخ.. هجوم جديد على الخليفي بـ-اللغة العر
...
-
دراسة: الأطفال يتعلمون اللغة في وقت أبكر مما كنا نعتقد
-
-الخرطوم-..فيلم وثائقي يرصد معاناة الحرب في السودان
-
-الشارقة للفنون- تعلن الفائزين بمنحة إنتاج الأفلام القصيرة
-
فيلم -الحائط الرابع-: القوة السامية للفن في زمن الحرب
-
أول ناد غنائي للرجال فقط في تونس يعالج الضغوط بالموسيقى
-
إصدارات جديدة للكاتب العراقي مجيد الكفائي
المزيد.....
-
مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111
/ مصطفى رمضاني
-
جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل
/ كاظم حسن سعيد
-
رضاب سام
/ سجاد حسن عواد
-
اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110
/ وردة عطابي - إشراق عماري
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
المزيد.....
|