أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - كيف نبني مجتمع قادر على التحول والتجديد؟














المزيد.....


كيف نبني مجتمع قادر على التحول والتجديد؟


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 5756 - 2018 / 1 / 13 - 21:44
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كيف نبني مجتمع قادر على التحول والتجديد؟


إشكالية بناء مجتمعاتنا التي غرقت تماما في الماضوية وعدم القدرة على النفاذ للمعاصرة والتحديث هي نتيجة طبيعة البناء الأجتماعي المأزوم بين قضية الحتمية التأريخية على الأنتقال بالواقع من واقعة، وعدم وجود رؤية قابلة للتطبيق والتجسيد تمكن هذه المجتمعات فعلا من التحرك للمستقبل بها، ليس لأننا لا ندرك الحاجة إلى ذلك ولكن يعزو السبب فيه إلى هيمنة القوى المحافظة وتحت شعارات وعناوين تجعل من الإنسان الفرد متردد بين خوض غمار التجربة أو البقاء لأنتظار عما سيكون عليه من نتيجة الصراع بين القوى الأجتماعية الفاعلة، وبالرغم من توفر الكثير من النظريات والأسس الفكرية التي مثلت تجربة إنسانية مجردة يمكنها بالفعل أن تساهم ببلورة هذا التحول وتساعد على النهوض بالمهمة، إلا أن العوامل الموضوعي تشير إلى عدم وجود أي رغبة جدية ذاتية في التجريب أو العمل على تجاوز إشكالية ما يمكن أو ما يجب أن يكون.
إذا العملية التحديثية التي يقودها الفكر تدفعها مخاوف سايكلوجية بالدرجة الأولى وقوة الفاعل المحافظ على البقاء في دائرة الأزمة، لقد أستغلت تلك القوى هاجس المساس بالهوية الشخصية للمجتمع وما يتصل بها من إيمان غالبية أفراد المجتمع والحرص فيها على عدم الخروج مما يسمى مثلا ثوابت الإيمان والأعتزاز بالقيم الرأسية التي تهمين على العقل البشريو الأعتقاد أن الإنسلاخ عنها يعني التفريط الكامل بالمنجز التأريخي مع أنه موهوم غالبا، ساهمت بشكل حاد وفاعل في عدم الرغبة في التغيير مهما كانت نتائجة واضحة ومطلوبة وضرورية، لذا فالمؤسسات الأجتماعية التي يمكنها أن تفعل ذلك في مواجهة حقيقية ليس مع التخلف كظاهرة وإنما من دوافع تلك الظاهرة وأساسياتها.
لا بد لنا أن نبدا في المحاولة من خلال أعادة هيكلة الواقع (أفكار وممارسات وتنظيم) لتنشيط العوامل المحفزة قبل أن يصبح هدف التجديد والتغيير والتحول ممكنا، وبدون ذلك تبقى كل المحاولات عقيمة وغير ذات أهمية لأنها تبقينا في دائرة التنظير الخالي من منهج عملي ممكن وقادر على الولوج للمستقبل، يبدا العمل النقدي التنظيري والعملي مرهون بقدرتنا على ترتيب الأولويات وتحسين فرص النجاح ومن ثم السعي لأعادة بناء المجتمع بشبكة من الفعل التفصيلي البنيوي الذي يسمح للأفكار أن تنتقل من العقل للواقع، فكل التجارب الإنسانية لم تبنى على تراكم الأخطاء الأجتماعية ولم تتطور مع بقاء عومل التخلف، بل بدأت بهدمها أولا طالما أنها لا تصلح ولا تقبل فكرة التغيير، الدين والعادات الأجتماعية ومبادء الأخلاق والمثل كلها يمكن أن تتحرك للأمام بالنقد الموضوعي وليس بالرفض التام لها أو التمسك التام بها دون الفحص والتقدير ثم التقرير المبني على ما يمكن وما لا يمكن.
السؤال المطروح من يمكنه أن يفعل ذلك في ظل هيمنة القوى المحافظة وسطوة الأفكار التقليدية التي تتزاحم مع كل تنظير حداثي أو تجديد فكري؟ هنا لا بد أن نشير أن هناك ما يمكن أن يساهم بقدر ما في هذه المحاولة وهو العقل كمصدر للأفكار الجديدة والزمن الذي لا ينفك على الحث والدفع بالعملية إلى أمام، من هنا يمكن للنخب الفكرية أن لاتكتفي بالتنظير الفوقي المتعالي عن المجتمع والذي لا ينزل له أو يحاول أن يتغير هو أولا لتجسيد النموذج على الأرض، ومن ثم فإن عملية زرع الأفكار فيه لا يمكن أن تخرج بلا نتائج تتوالي وتتسارع في أنتشارها حينما تكون فعلا قادرة على كشف زيف وأنحراف الواقع مستعينة بعالم الزمن والتجربة الإنسانية الأخرى التي نجحت في نقل مجتمعاتها من واقع إلى أخر.
قد يرى البعض أن التعويل على الفكر والشعور الذاتي بالحاجة للتطور والتحديث مجرد أحلام وواقع لا يمكن الوصول له بسهولة خاصة مع قوة التيارات التقليدية والمحافظة وعدم إمكانية مزاحمتها على الشارع الأجتماعي، يبدو هذا الطرح يملك شيئا من الواقعية والقبول عند الكثيرين، ولكن الإصرار والعمل ضمن إمكانيات المراهنة على عنصري الشباب والرافضين لتلك القوى بطرح البديل المؤمن بالمواطنة أولا وبحتمية التغيير مع تراخي وتشظي القوى التقليدية وأزمتها المتفاقمة يمكن لنا أن نصنع تيارا وطنيا حداثويا يتحرك بقوة وبقناعات راسخه نحو الهدف، أيضا لا ننسى أن الواقع الدولي وتطور وسائل الأتصال والمعرفة وحتميات هزيمة المشروع الراهن لا بد أن تنتج الدافع الحقيقي للتغيير.
التغيير الحقيقي والتجربة الأجتماعية في الأنتقال للمستقبل ليس فقط إرادة وتحدي بل هي بالغالب فعل حضاري متكامل وقدرة على المقاومة، وهذا ما يمثل الجانب الإيجابي من عملية الأنتقال نحو الغد، أما التنظير ومهما أمتلك من أسس فكرية حقيقية وصحيحة لا يمكنه أن يتجاوز أزمة المجتمع ولن ولم ينجح ما لم يمتلك مشروعا قابلا للتنفيذ مراعيا الوسائل والطرق العملية لتجسيد الفكر وتحويله لخطة عمل، هنا يكون دور المثقف والنخبوي وخطورة المسؤولية الملقاة على عاتقه، إذا نحن نشير من جهة أخرى إلى دور العنصر البشري الإيجابي إلى دور النجف الثقافية والحضارية كي تمسك بمقود التغيير وبقوة، لا أن نترك الساحة فقط للعوامل الثانوية في مراهنة غير ناجحة وقد تساهم في تأصيل التخلف وتجذيره لأننا تخلينا عن المهة الأساس.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكايات جان فالجان البغدادي .... ح2
- دين الدولة ح1
- إشكالية الدولة والإنسان مواطن
- حكايات جان فالجان البغدادي .... ح1
- رؤى فلسفية في قضية العلمانية ح1
- إشكالية طوطمة الرب من خلال أستغلال النص الديني ح1
- إشكالية طوطمة الرب من خلال أستغلال النص الديني ح2
- جدلية الدين والدولة.... أزمة مستحكمة أم إشكالية تجسيد ح1
- جدلية الدين والدولة.... أزمة مستحكمة أم إشكالية تجسيد ح2
- ثنائية الحب والجنون (رزاق وعالم مخبول ) ح8
- ثنائية الحب والجنون (رزاق وعالم مخبول) ح9
- ثنائية الحب والجنون (رزاق المخبل دين ودينار ودنبك) ح7
- ثنائية الحب والجنون (رزاق المخبل دين ودينار ودنبك) ح6
- ثنائية الحب والجنون (رزاق المخبل دين ودينار ودنبك) ح5
- ثنائية الحب والجنون (رزاق المخبل دين ودينار ودنبك) ح4
- ثنائية الحب والجنون (رزاق المخبل دين ودينار ودنبك) ح3
- ثنائية الحب والجنون (رزاق المخبل دين ودينار ودنبك) ح2
- ثنائية الحب والجنون (رزاق المخبل دين ودينار ودنبك) ح1
- إشكالية التابع والمتبوع في الواقع العربي والإسلامي وأثرها عل ...
- تحرير المرأة هدف لتحرير الإنسان


المزيد.....




- عزلة وخبز مهلوس.. صور لجزيرة في إيطاليا لا يعيش فيها سوى 100 ...
- زلزال بقوة 5.6 درجة يضرب بحيرة البايكال الروسية
- فولودين: محاولة اغتيال بوتين جريمة خطيرة والتفكير بها سبب لح ...
- الزعيم الكوري الشمالي يدعو لتعزيز ترسانة بلاده النووية
- الجيش الروسي يدمر أكثر من مئة مسيرة أوكرانية فوق مناطق روسية ...
- بدأوا بتحضير الشعب الأوكراني للهزيمة
- مذبحة أثناء صلاة العشاء..
- بعد إزالة صورته من البنتاغون.. تحرك جديد ضد الجنرال ميلي
- مفتاح النجاح الدراسي والصحة النفسية للأطفال
- حيل الولايات المتحدة


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - عباس علي العلي - كيف نبني مجتمع قادر على التحول والتجديد؟