سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 5175 - 2016 / 5 / 27 - 22:34
المحور:
الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
- تأملات إلحادية – جزء سابع .
- نحو فهم الوجود والحياة والإنسان (48) .
أتوسم دوماً إبداع أداء جديد فى الكتابة وتصدير أفكارى بشكل غير سردى تقليدى مباشر لأتصور أن الكتابات التى تُقحم القارئ وتختبر أفكاره وتطلب مشاركته فى التأمل والتفكير أفضل حالاً من الكتابات الإملائية السردية الموجهة التى يطرحها الكاتب مُلحاً أن يتقبلها القارئ .
هذا المقال يأتى فى سياق مقالات قدمتها سابقاً لتماثلها فى عدم طرح رؤيتى وأفكارى مباشرة لأنتظر من القارئ أن يتوصل لوحده من خلال تأملاته ومنطقه إلى ما أريد تصديره وذلك من خلال أسئلة أطرحها على شخصيتين إفتراضيتين أحدهما يحمل أفكار إيمانية والإخر يحمل فكر مادى إلحادى لتكون الفكرتين أمامكم تطلب منكم التأمل والمنطق , وبالطبع أرحب ببروز أفكار تفسر الأمور بشكل مغاير .
أقول أن كل الأسئلة فى هذا المقال لن تخرج عما تناولته من أفكار ورؤى سابقه أى إثارة لها من خلال أسئلة أو يمكن إعتبارها إختبار لأفكاركم أو حث رؤيتكم ومنطقكم لتكوين مواقف , وهذا يأتى فى إطار إحترامى الشديد لقرائى وأملى أن أقدم لهم أفكار تحترم عقولهم الجميلة .
* ما تفسيرك أن للمشترى 64 قمراً بينما لا يوجد عليه حياة بينما الارض التى تكتظ بالبشر لها قمر واحد , فما المعنى لإنارة المشترى بأربعة وستون قمراً وهو مهجور .
- حكمة إلهية لم نَسبر أغوارها بعد .
# لا حكمة ولا يحزنون فطبيعى أن تنفصل من كوكب كبير كالمشترى أقمار كثيرة عن كوكب صغير كالأرض ليجدر الإشارة أن وراء هذا طبيعة لا تخطط ولا تصمم غير عاقلة ولا مريدة ليأتى فكرة المعنى والغاية من الإنسان لذا جاء هذا السؤال صادماً مع ما إعتاده الإنسان من خلق المعانى والغايات .
تبرز ماهية المعنى من هذا السؤال لذا نسأل الذين يتصورون أن المعنى خارج عن الإنسان , وللذين يتشدقون بالحكمة والترتيب والنظام والغاية , فأليس من الحرى أن يكون للأرض أقمار المشترى فهى الأولى بالإهتمام عن هذا الكوكب المهجور , فأربعة وستون قمراً للمشترى وقمر واحد للأرض يعنى أن الطبيعة لا تبحث عن غاية ولا معنى لتفضح فى الوقت ذاته الإنسان ككائن برجماتى خالق المعنى , كما ستنهال بصفعة قوية لمن يتوهمون أن الإنسان مركز الوجود , وكل الأشياء سُخرت له , فالكون لم يُوجد من أجله .
* ماذا تعنى الشمس لك ؟
- خلق الله الشمس لتمد الإنسان بالحرارة الدافئة لتسمح له بالحياة لذا قال الرب فى كتبه المقدسة أن الشمس سُخرت للإنسان .
# هذا الكلام هراء , فالشمس لم تتواجد من أجل الإنسان فهى تشرق وتغرب منذ أربعة بلايين عام قبل وجود الإنسان وستظل تفعل فعلها بوجود البشر أو بدونهم إلى أن ينتهي وقودها بعد 4 بلايين سنه أخرى فهي لم تتواجد من أجل البشر, كما تفعل الشمس ذات الشيء على الكواكب الأخرى الخربة , فما معنى الشروق والغرب على الأرض منذ 4 مليار سنه , وما معنى شروقها على الكواكب الخربة ؟!, كما يوجد فى هذا الكون الشاسع ملايين النجوم التى تتأجج بلا طائل .
ليس هناك غاية من شروق الشمس وغروبها سوى أنها جزء من طبيعة الشمس وحركة الأرض أمامها , كما ليس هناك غاية من حدوث الزلازل سوى أنها جزء من طبيعة الأرض , فالبراكين و الزلازل تحدث على الكواكب الأخرى , لذا ما معنى أن الزلازل تحدث منذ ملايين السنين قبل وجود الإنسان وما معنى حدوثها على الكواكب الخربة ؟ فهل تحدث لعقاب للكفرة هناك أم تحدث بدون معنى ولا غاية ولا تخطيط .
* ماذا تعنى النجوم ؟
- خلق الله النجوم لتكون بمثابة مصابيح للزينة تزين السماء فهى تواجدت من أجل الإنسان ففى آية ( وَلَقَدْ زَينا السَّمَاء الدّنْيَا بِمَصَابِيحَ وجَعَلْنَاهَا رُجُوماً للشَّيَاطِينِ ) بيان لمغزى وجودها كزينة للسماء ولرجم الشياطين .
# ههههه هراء غريب وطريف جدا , فالنجوم التى تعادل حجم شمسنا أى أكبر مليون مرة من حجم الأرض أو أكثر , هى مجرد مصابيح لزينة السماء أما كونها رجوم للشياطين فهى من التهافت والخرافة ليصير من العيب تناولها .
مقولة أن النجوم مصابيح للزينة هى رؤية إنسانية ساذجة لمشهد النجوم وإعطائها معنى ناتج عن جهل وقلة إدراك الإنسان مع وهمه بأنه محور الوجود , فالنجوم التى تعد بالملايين وبمثابة مواقد نووية هائلة متأججة تُعادل الواحدة منها أكثر من مليون مرة حجم الأرض تواجدت فى المنظور الخرافى لتكون بمثابة نقط مضيئة فى سماء ليلة صيفية صافية !!..والغريب أن مانراه من نجوم هى قطرة فى الفضاء الكونى الذى يحوى على مليارات النجوم !! .. بل ما نراه قد لا يكون موجوداً لتبدده , فالرؤية التى نحظى عليها الآن هو الضوء الذى وصل لعيوننا بعد ان قطع ملايين السنين الضوئية !.. فهل من العقل والمنطق أن نتصور أن هذه الغابة من النجوم الهائلة وبهذه الوضعية هى مصابيح للزينة لمنحنا إضاءة خافتة تُحيى ليلة جميلة للعشاق أو أن تراصها فى السماء جاء بمثابة الدليل الذى يهدينا فى رحلتنا البحرية أو الصحراوية .
الإنسان فى العصور القديمة لم يجد للنجوم وظيفة غير كونها تمنحه هذه الإضاءة الخافتة أو ترشده فى رحلته , فهكذا ترائى له وهكذا أعطى معنى وفق وعيه المتوهم بمحوريته ومركزيته فى الوجود .. بالطبع النجوم تتواجد هكذا دون أن تقدم لنا خدمة إضاءة خافتة متى توفرت سماء صيفية صافية ولا هى تواجدت لكى تُهدى أعرابى أو ملاح فى رحلته فهى تواجدت بحالتها المادية قبل الوجود البشرى , وعندما ظهر الإنسان فى المشهد الوجودى وجدها على شكل نقاط مضيئة بزاوية رؤية ليراها كالمصابيح ليجد لها معنى .. وحتى تعاطيه معها من خلال إستخدامها فى علم الفلك فما هو سوى محاولة منه فى إيجاد علاقات بين النجوم لإستخدامها كخريطة تسمح لملاح أو أعرابى الإسترشاد فى رحلته فهى لم تُرص خصيصاً من أجل خريطته بل نحن من أختلقنا علاقات إرشادية منها كمثل إلقائنا لمجموعة حجارة بين موقعين حتى نستدل علي الطريق بعد ذلك .
* ما تفسيرك للنحل والعسل ؟
- يمكن فهم سبب خلق النحل من الآية الكريمة النحل 69 ( وأوحى ربك إلى النحل أن اتخذى من الجبال بيوتا ومن الشجر ومما يعرشون ، ثم كلي من كل الثمرات فاسلكي سبل ربك ذللا يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس إن في ذلك لآية لقوم يتفكرون ) فالله أوحى للنحل أن تتخذ من الجبال والشجر بيوتا وأمرها أن تأكل من كل الثمرات لتنتج العسل لغذاء وشفاء البشر .
# الصحيح فى هذه الآية هو طلب العقل الذى أصبح غائباً عن المؤمنين تماماً , فلا يتوقفوا ويفكروا ليفسرون وجود النحل على هذه الشاكلة وتصل بسذاجتها أن ثمة وحى للنحل لتسلك هذا السلوك .!..نحن أمام آية تثبت محورية الإنسان , فالنحل وإنتاجه من العسل جاء للإنسان لدرجة أن الله أوحى للنحل أن تقوم بهذه المهمة لتسلك دروب شتى حتى ينعم الإنسان بالإستفادة منها لتكون آية ومعجزة .!
النحل يتغذى على رحيق أزهار النباتات والأشجار المختلفة وهو ينتج العسل كمخزون غذائي يحتفظ به ليستعمله غذاءاً له فى فصل الشتاء عندما تتوقف النباتات والأشجار عن الإزهار حيث يقل الرحيق أو ينعدم فيها ليمارس هذا الفعل من 150 مليون سنه قبل ظهور شئ اسمه الوجود الإنسانى !! .. وهذا يعنى أنه يمارس هذا الإنتاج ليس للإنسان بل كمخزون غذائى لوجوده , فلا معنى هنا بإعتبار هذا المشهد الإنتاجى مُعد خصيصاً ليحظى به الإنسان .
الفكرة أن الإنسان البدائى رأى العسل , فمارس فعل لعقه ليَستحسنه وليُداوم على هذا ثم يلاحظ أولاده وأحفاده بأن العسل ليس طيب المذاق فحسب بل يعطى نتائج جيدة فى القوة والصحة والشفاء ليتوهم الإنسان بنرجسيته أن النحل ينتج العسل خصيصاً لمعدته بينما هو يُمارس دور نهب وتطفل على مخزون النحل الغذائى.. إذن القول بأن هناك إله يعتننى بهذا الإنسان ويخلق النحل من أجله هى فكرة محورية الإنسان الذى يتصور أن الحياة تم إعدادها من أجل إسعاده .
* ما مغزى وجود النباتات العطرية ؟
- الله خالق جميل يحب الجمال ليمنح الإنسان نباتات عطرية يستخلص منها العطور الجميلة التى تمنحه السعادة وتبدد عنه الروائح الكريهة , فلك الحمد والشكر يارب الذى سخرت النباتات لعطر الإنسان .
# بداية صاحبنا تخلى عن حكمة الله الغائية الغائبة بعدما وجد لمشهد النباتات العطرية معنى لديه لينسبه لإله خالق , ثم اذا كانت العطور لتبديد الروائح الكريهة فمن خلق الروائح الكريهة ؟ فألا يجدر أن لا يخلقها ولاداعى للنباتات العطرية.
الزهور تطلق زيوتها العطرية من اجل التكاثر عبر التلقيح وليس من أجل أنوفنا , لنتوهم أن هذه الزهور والورود تواجدت من أجل أن نستنشقها ونتعطر بها , ولنتوهم أن هناك من يعتنى بأن نستمتع بعبق الزهور فخلقها خصيصاً كى نشمها ونتعطر بها , بينما النباتات العطرية تفرز زيوتها الطيارة لتحتمي من الحشرات التي تُسبب لها الأذى , كما تساعدها فى التكاثر بجذب النحل لنقل حبوب اللقاح أى أن الزيوت العطرية لم تتواجد من أجلنا بل فى طبيعة النباتات الطبيعى , فكون تصادف تواجدنا فى طريقها وإستحسنا رائحتها فهذا لا يعنى على الإطلاق أنها تواجدت من أجل أنوفنا الجميلة .!
كل ما نستحضره من مواد طبية أو عطرية من آلاف النباتات المختلفة هى مواد تتواجد فى بنية النباتات لخدمة وظيفتها فى النمو والتكاثر والحماية فلا تكون الأمور مُرتبة وذات غاية وعناية خاصة , أى لم تتواجد خصيصاً من أجلنا فهى متواجدة قبل وجودنا بملايين السنين فلمن كانت تعطى مميزاتها , كوننا جربنا التعاطى معها لنجد بعضها يُفيد المعدة والبعض الآخر يقوى القلب أو يشفى الجلد فهذا من باب التجربة والملاحظة والدليل ان هناك نباتات تؤذى المعدة والبعض يُسمم الجسد ويفسد الجلد , وهذا يعنى أن الوجود تواجد بدون ان يُعد لنا هدايا ومكافآت خاصة بل نحن تلاقينا أمامها ومن باب التجربة والملاحظة وجدنا أن هذا يُفيد وذاك يَضر .
* ما تفسيرك لوجود نبات الخشاش .
- هى حكمة إلهية لا يُسأل عنها .
# بداية قصة الحكمة الإلهية جواب متهافت ينم عن العجز والهروب من الإشكاليات والتناقضات أما بالنسبة لنبات الخشاش , فالطبيعة تنتج منتجاتها الكيميائية دون أن تعى ولا أن تنتقى الطيب من السيئ ليأتى الإنسان يجرب تعاطى نبات الخشاش كحال تجريته لكافة النباتات التى تقع تحت يده , ليجده يمنحه حالة تخديرية لذيذة , فهكذا أنتجت الطبيعة بعشوائية بلا قصد أو تخطيط أو تدبير ..هذا إذا لم يكن هناك رأى آخر يرى أن الإله مهتم بمزاجنا . !
* ما معنى ومغزى وقيمة الخيل والبغال والأنعام والحمير .
- القرآن الكريم لم يترك شيئا إلا وقد أجاب عليه فقال ( والخيل والبغال والحمير لتركبوها) , ( وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ) .وهذا إشارة لفائدتها وأنها سخرت من أجل خدمة الإنسان .
# لن يعنينا الإعتناء بمدى سذاجة هذه الآيات كونها تُقدم معلومة مُدركة لإنسان ذلك الزمان , فإذا لم تكن الخيل والبغال والحمير للركوب فماذا ستكون ؟! وإذا لم تكن الأنعام للأكل فكيف تكون؟! فهل كان هذا الأمر غائباً غير مُدرك من قبل الأعرابى الذى تُليت عليه هذه الآيات ! , ولكن دعونا نعتنى بأن الإله خلق هذه الحيوانات للإنسان أى أن وجودها ومنافعها جاء من أجل الإنسان وهذا يعطينا مشهد قوى عن محورية الإنسان , فالحيوانات سُخرت للإنسان لخدمته وإشباعه .!
الخيل والحمير والبغال لم تأتى للركوب إلا مع قدرة الإنسان على ترويضها فقط منذ آلاف السنين قبل هذه الآية , فهناك حيوانات أخرى لها نفس التكوين الجسمانى ولكن الإنسان لم يستطع ترويضها إما لشراستها المفرطة أو بعدها عن بيئته , وهذا يعنى بأن الأمور لا علاقة بأن تُسخر لنا " سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين " بقدر ما هى قدرتنا على التعامل معها .. كما أن هناك حيوانات عديدة يمكن الإستفادة منها بأكلها لتتشابه مع الأنعام فى لحمها ومنافعها ولكننا لا نأكلها كوننا لم نستطع ترويضها وتدجينها .. إذن لا توجد اشياء مُسخرة وتواجدت خصيصاً من أجل معدة الإنسان بقدر ماهو صراعه معها وقدرته المحدودة فى التعامل مع بعض الأغنام والأبقار والدجاج , ولنسأل فى النهاية ما موقف كل الحيوانات التى تتواجد ولا نتعاطى ونستفيد منها من فكرة التسخير .
الإنسان خالق المعنى والقيمة والغاية ليسقطها على الأشياء ليأتى تقييمه دوماً للأشياء بعد التجربة ليسقط انطباعاته الإيجابية والسلبية عليها , ليأتى خطأ الإنسان الفكرى أنه جعل المعنى والقيمة والغاية أشياء مستقلة عنه لينسبها لكيان مفارق صاحب معنى وغاية .!
* ذات مرة كنت أتجول فى حديقة بمدينتنا وأمشى وسط ممرات للمشاة صنعوها من بلاط حجرى لألمح ظهور نبت أخضر صغير بين فواصل البلاط .. فما تفسيركما لهذا المشهد ؟.
- سبحان الله العظيم الذى يخلق من بين الحجر نبت أخضر ومن قلب الحجر يرزق الدود .
# لا أعلم من أين أتى صديقى المؤمن أن الله خلق نبت أخضر بين فواصل البلاط , وكيف عرف أن الله يرزق الدود فى باطن الأرض , فهل كان حاضراً عملية خلق النبات وتوزيع الأرزاق على الدود ؟!.
شئ طبيعى جداً ظهور نبت صغير بين فواصل البلاط فعندما أتيحت الظروف ظهرت الحياة رغم أنف الأحجار الكبيرة الممتدة وانف من اخترعوا فكرة الاله .. هذا المشهد للنبت الأخضر يختزل فلسفة الحياة .
* بماذا تفسرا هاتين الصورتين ؟
http://img427.imageshack.us/img427/6749/14fn3.jpg
http://img364.imageshack.us/img364/4912/34ei.jpg
- منتجات من خالق عظيم قدير وآية من آيات الرحمن فالله على كل شئ قدير .
# عندما نتأمل هاتان الصورتان اللتان تصورا مشهد جانبى (بروفيل) لإنسان ودب فى مكونات جبل سيعترينا الدهشة بلا شك ولكن لماذا نندهش من تلك الصور , ولماذا يحولق البعض ويسبحون أمام هذه الصور الغريبة وينسبوها كعادتهم إلى فكرة الإله ليجعلوا منه نحاتاً بجوار كونه خالقا..بالطبع سبب إندهاشنا يعود فى المقام الأول إلى أننا لم نعتاد من الطبيعة ذات الخطوط العشوائية على مثل هكذا صور تقترب بشدة من صور موجودة فى وعينا لأشكال مُدركة لإنسان ودب .
حرى بنا قبل أن ننطلق لتوضيح العشوائية والمعنى أن نتوقف مع الرؤية الساذجة التى تدعى أن تلك الصورتان من صنع إله فقد يرى بعض المؤمنين العقلاء أنه لا داعى لإقحام الله فى كل مشهد طبيعى , فالطبيعة يمكن أن تنتج مشاهدها. بالرغم أنهم يتعاملون بمنطقية أو قل محاولة لإسعاف فكرة الله إلا أن منطقهم خاطئ وفق الفكر الإيماني مما يفقدهم الإيمان ويضعهم فى خانة الكفر لكونهم إعتبروا إمكانية وجود مشاهد خارج السيطرة والتقدير والإرادة والمشيئة الإلهية سواء أكانت جميلة أو قبيحة , منظمة أو عشوائية , بمعنى أو بدون معنى , فالمُفترض وفق العملية الإيمانية أن كل المشاهد الوجودية تحت إرادة وقدرة الإله كما سيدفع تصورهم هذا إلى السؤال الفلسفى الذى يدمر كل الأوهام عن إمكانية ظهور عشوائية من محتوى نظامى لنسأل ثانية هل الله نحت هذه الأشكال أم أنها وفق العقل والعلم والوعى تكونت بفعل الطبيعة ذاتها بدون تفكير أو ترتيب , فالتفسير العلمى لهذه المنحوتات هو أنها نتاج فعل الطبيعة العشوائى من خلال عمليات نحر تمت على مدار ألاف وملايين السنين شأنها شأن كل التشكيلات التى نراها فى الطبيعة .
بالطبع من العبث أن يتم إنساب هذه التكوينات إلى وجود إله إفتراضى يقوم بتشكيلها بواسطة أزميله وشاكوشه فهنا نقع فى سذاجة هذه الرؤية من جانب أصحابها الذين أدمنوا أن ينسبوا كل مجهول وعجيب إلى الذات الإلهية بحثاً عن تمجيد الفكرة ولو بتلبيسها أثواب ليست أثوابها أو تخطى إشكالية إنساب مشهد وجودى لغير الإله أو الهروب من الغرابة والغموض بالبحث عن حل سهل يُجنب صاحبه مشقة البحث والتفكير , ولكن من المؤكد أن زملائنا أصحاب الحولقة والتسبيح لو إنصرفوا إلى معاهدهم ودراساتهم ستجدهم يشرحون لك أثر الرياح والماء والترسبات فى عمليات النحر التى تعترى أى تكوين صخرى نراه .
الطبيعة تنتج مليارات الصور المختلفة التى لا تعطى لنا أى معنى محدد أكثر من خطوط وألوان مبعثرة لا تتطابق .. إذن نحن أمام مُنتج طبيعى تم إنتاجه بواسطة عوامل مادية بحتة فأنتج لنا هذا الشكل ..ولكن السؤال الذى يطرح نفسه كيف أنتجت الطبيعة أشكال قريبة من ذهننا ووعينا , فبماذا نفسر ندرة هذه الأشكال فى الطبيعة بحيث تكون فريدة فنجدها لا تمثل أكثر من حالات قليلة أمام مليارات المشاهد فى الوجود , فهل يحق لنا أن نسميها صدفة أو عشوائية
الطبيعة كمادة غير عاقلة ولا مُريدة ولا مُرتبة فهى لا ترتب الأشياء وفقا لرؤية عاقلة منظمة بل يكون كل إنتاجها عشوائى واقع تحت تأثير محصلة القوى المادية التى تحكمها .
* بماذا تفسر وجود خمسة اصابع فى كل يد من أيدينا ؟ وعينان وليست ثلاثة ؟
- أنظر الدقة فى حكمة وتصميم المصمم الأعظم عندما نجد للإنسان خمسة أصابع فى كل يد فهى تمنحه القدرة على الإمساك بالأشياء بسهولة , فدون الخمسة أصابع لن تمنحنا قدرة جيدة فى التحكم , والعينان لإتاحة مجال واسع للرؤية عن وجود عين واحدة .
# بداية لم نسأل أنفسنا : هل اكتشاف الحكمة جاءت قبل معرفة وجود الأصابع الخمسة والعينان أم أن عظمة التصميم جاء بعد أن وجدنا خمسة أصابع فى أيادينا وعينان فى وجهوهنا .؟! فلنفكر فى هذا .
لو كان لدينا ستة اصابع فى يدنا لقلنا عظمة التصميم أيضا فنحن من نُقَيم المشهد لنبحث عن معنى لأشياء بلا معنى أو أشياء توافقت مع الطبيعة والتطور .. أتصور أن صديقنا المؤمن لن يجد إجابة على وجود ثلاث عيون أثنان فى وجهه والثالثة فى قفاه كحالة أفضل من عينين إثنتين .!
هذا سر رؤيتنا المغلوطة للحياة والوجود أننا من نتكيف على الأوضاع القائمة , كما أننا من منحنا المعنى والقيمة للشئ لنتصوره ذو وجود مستقل بمعانيه لنفتح أفواهنا بإنبهار ولنُقيم له نصب نعبده .!
* هل بعد القمر عن الأرض بهذه المسافة المثالية التي لو زادت أو قلت لغرقت الكرة الأرضية بالماء .؟
- هذا يدل على دقة تصميم المصمم العظيم وليجاوب صاحبنا الملحد .
# وجود الأرض بهذه الحالة جاء كنتيجة لحالة إتزان المادة مع هذه الوضعية والدليل أن تلك المسافة المثالية لم تتكرر مع ملايين الأجرام فى الكون , ولم تتكرر أيضا فى مليارات المجرات والنجوم لنجد تصادم بين المجرات وإنفجار النجوم ليكون مصيرها بالوعة الثقوب السوداء
نحن نخطأ عندما نضع المحصلة والمشهد النهائى من ظرف مادى فى المقدمة ثم نبدأ التفكير لنبحث عن نظام ومُنظم بينما هو توفر إحتمال لهذه الحالة وسط ملايين الإحتمالات الأخرى العشوائية , لنبرمج أدمغتنا على الحالة التى تواجدنا فيها لنخلق منها سببا ومعنى وغاية .
* سؤالى لكما و قد يحمل الإحراج للملحد فما تفسيركما لهذه الصورة .
http://i.telegraph.co.uk/telegraph/multimedia/archive/01358/allah-fish_1358440i.jpg
- معجزة لمن يعقلون , فالله هو من كتب على ظهر السمكة إسمه كآية للملحدين وناكرى وجوده .
# هذه الصورة تعطينا إيحاء برسم إسم "الله " بالرغم أنها غير واضحة الملامح ولكننا عصرنا ذهننا لنجعل الرابط يتواجد بالرغم من عدم وضوحه , ولكن ليس معنى ذلك أن الطبيعة عاجزة أن تعطى ترسيمات لإسم الله أكثر وضوحا ً فليس هذا بالشئ المستحيل فمن وسط تريليونات المليارات من المشاهد الطبيعية يمكن أن نجد رسم إسم الله بالعربية أو الإنجليزية أو أى اسم لأى أحد منا بصورة أكثر وضوحا ً, ولن نحتاج لجهد كبير فى التبيان , فالأمور مُمكنة الإحتمال أن تحدث ولكن نظرا ً لندرتها فنحن نسميه مشهد عشوائى إقترب من مخزون وعينا ليُسميه المؤمنين معجزة .
هذا يقودنا بأننا من خلال الصور المختزنة فى أرشيف دماغنا نُكون تشكيلات وعينا وأفكارنا وفق ما منحتنا الطبيعة إياه , فلو لم تكن لدينا وعى بحروف كلمة "الله " العربية ما أثار رسم الله على ظهر سمكة دهشتنا , ولتتأكد الرؤية الفلسفية بأسبقية المادة عن الوعى وتقوض فى طريقها كل الأفكار المثالية الواهمة بأن الوعى يسبق المادة , فالمادة هى التى تتقدم على الوعى وتُشكل محتويات وملامح الفكرة وأبعادها وآفاقها , ومع وجود صور مُكتسبة من الطبيعة تتكون الأفكار لدينا ليتم إستنفارها عندما نشاهد صور من الطبيعة تقترب مع ما تَكون لدينا من مخزون صور سابقة فى وعينا تكونت هى أيضاً من ذات الطبيعة .
نحن نعيش فى وجود طبيعى لا يرسم الأشياء بإرادته وغير عاقل ولا مُعتنى ولا مُهتم بتصدير رسالة لنا أو حكمة ما للإقتداء , فنحن من نحاول أن نجمع المشاهد المتواجدة لنلصقها مع بعضها لنكون فكرة هى نتاج ماهو موجود فكل محتواها وجذورها من واقع مادى , ثم نتخيل وهما ً بأن هناك رسالة ما ورائها .!
لا يعرف العقل الواعى العيش فى الحياة بدون أن يخلق روابط بين الأشياء , فالوعى بالنسبة لنا ليس صور منفصلة بل قدرتنا على تجميع الصور بصورة منطقية أو خيالية أو بأى طريقة كانت لخلق مفهوم وإنطباع نتعاطى به , ومن هنا نحن لصقنا صور الطبيعة مع بعضها ونسبناها لكيان يشبهنا وجعلناه قادر على تشكيل وتكوين الصور وإرسال الرسائل .!
* سؤال آخر لكما قد يحمل الإحراج للمؤمن فما تفسيركما لهذا الفيديو , و أرجو أن لا يتصور أحد أننى بصدد إرسال مشاهد من الطبيعة ذات إيحاءات جنسية من باب الطرافة وعدم اللياقة فنحن معنيين ببناء تأمل وفكرة وموقف وإن كانت الطرافة ليست عيباً .
https://www.youtube.com/watch?v=nO-GsDwYwtI
- لا تعليق سوى أن الدماغ المملوء بالهوس الجنسى إستنتج أن الله يرسل لنا مشاهد جنسية .
# أتفق مع الأخ المؤمن فى نقطة فلسفية قالها ولكن لا يدرك أبعادها , بأن الإنسان هو من يسقط إنطباعاته على الأشياء , فلا معانى خارج الإنسان ليرسلها كائن خارجه , ولكن إيمانه بأن الله خالق كل شئ كصاحب المعنى والحكمة والترتيب والقدرة والغاية فلا يخرج أى مشهد من ترتيبه ورسائله ستلقى بمسئولية الإله عن هذه المشاهد , هذا الفيديو سيُحرج الإله ولا تنسى يا عزيزى أنك منذ قليل إعتبرت إسم الله على ظهر سمكة معجزة تخزى الكافرين .. أتصور أنك آخر من يتكلم عن الهوس الجنسى الذى يعترى الإنسان فأنتم أساتذة فى الهوس فالسلفيين منكم يقبحون تناول الخيار .
هذه المشاهد التى رأيناها لأعضاء جنسية للرجل والمرأة هى منتجات من الطبيعة تقترب من صورنا لتنتابنا الدهشة والطرافة ولكن لن تمر دون أن تلقى السؤال وتسقط لتخترق أفكارنا الصلدة ومسلماتنا المنبطحة وتعرى إختزالنا المجحف للأمور .. سنسأل بداية من كون وشكل هذه المنتجات لتجد حضور فى ذهننا بهذه الإيحاءات .. هل هى الطبيعة المصمتة الغير واعية أم إله قدير حكيم .؟!
الإعتقاد بأن هذه المشاهد الطبيعية إنتاج إلهى بإعتبار عدم وجود مُنتج فى الوجود خارج عن خلقه وإبداعه وترتيبه ومشيئته ستضع هذه الإجابة فكرة الإله فى مأزق وحرج شديد .. فهل الله الداعى للحشمة والعفه وغض النظر والبعد عن المثيرات والشهوات يُرسل لنا إيحاءات ومدلولات جنسية فاضحة تُثير الإنتباه وتستدعى مشاهد وخيالات مختزنة وتدفع إنسان شبق كالرجل الشرقى للإثارة ؟!.. هل من اللائق أن تكون هذه التكوينات الفاضحة منتجات إلهية ذات تصميم وغاية وحكمة .؟!
لا يستطيع أصحاب الفكر الدينى أن يتخذوا موقف من هذه الصور , وسينتابهم الحرج فإما أن يضعوها من إنتاج الطبيعة أو من إرادة وتقدير وترتيب إلهى فلا موقف آخر .. فلو حاول المؤمنون أن يخلصوا الله من هذا الصنعة ونسبوها للطبيعة فهنا هم يخرجون من المنظومة الإيمانية بإنتقاصهم لعلم وإرادة ومشيئة الإله الخالق المُصمم المُريد , فهناك أمور تتم فى الوجود بدون إرادته وعلمه ورغما ًعنه .!
بالتغول فى هذه الفرضية ستضع فكرة الله فى مأزق ولكن يُمكن التخلص من هذا الحرج ببساطة شديدة عندما نقر بحقيقة الوجود وبأننا أمام منتجات أنتجتها الطبيعة الغير واعية ولا المُدركة ولا المُنظمة بشكل عشوائى غير مَعْنية ولا مُعتنية ولا ذات قصد أوغاية أو نية .. نعم العشوائية تُنتج من وسط مليارات المشاهد فى الطبيعة مشاهد كتلك الصور , من المنطقى أن نحظى وسط هذا الإنتاج الهائل من الطبيعة على تكوينات تقترب من صور نعهدها تستدعى صور مختزنة فى ذاكرتنا ومعارفنا السابقة .
*حسنا لا مانع من بعض الطرائف من خلال تقديمى لبعض الصور التى تصور العلاقات والمداعبات الجنسية للحيوانات والتى تتشابه مع ممارسات الإنسان طالبا منكما تفسيرها .
مداعبات
http://news.softpedia.com/images//news2/Nature-039-s-Homosexuality-2.jpg
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcR3nCzt5ZgdkPdDETnGe52VSs9aREfeXx1kGFc4Y_PXugUvTlRa6g
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQQCewLlaBD3H6E9QOTGzVQ2rzsvKQthCExKRVknWB6FF3lN_n1
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRDCr7LaUx3eVxl7F-Pvaa0F9QvgQ7lA1zBtmiQiKnG1Ayw_e
http://t0.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcQw3Cr0hBU7rPsr-BqhiZEHhYzWtIKwmBW5qzw4Mi92CR7miyS9yQ
الممارسة الجنسية وجها لوجه
http://www.alzakera.eu/music/vetenskap/Biologia/sex/0097-6.jpg
فرنساوى
http://i.ytimg.com/vi/1tm9FL8AaJA/0.jpg
http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:ANd9GcRWPogUJBhtYQHLaXM21sUa2EpKWkKShbOwwhDtu36JC_INGNyi1w
- أتصور أن الله أوحى لنا وللقرود بتللك المداعبات والممارسات .
# طريف قول صاحبنا أن الله أوحى لنا وللقرود بنفس الطريقة عندما نمارس الجنس ولكن هذه وضعية لا تليق بفرضية إيمانهم بأن الإله شَرف الإنسان بالعقل , ونفخ فيه من روحه , وميزه ومنحه الفطرة , فهل تلاقت فطرتنا مع فطرة القرود , أم هناك إحتمال أن يكون الإنسان قد شاهد القرود وهى تمارس الجنس فقلدها , ولكن كثير من البشر يمارسون الجنس هكذا ولم يشاهدوا قرود فى حياتهم , أو يكون القرود شاهدت الإنسان وهو يمارس الجنس فأعجبت بطريقة ممارساته فقلدها , ولكن القرود تعيش فى الغابة قبل أن يتواجد الإنسان لتراقبه .
أليس الأصح القول أن الإنسان ينحدر من القردة العليا ليبقى فى أعماق جيناته وذاكرته ممارسات أجداده الأوائل ولا داعى هنا للفطرة وشرف التمييز .
* سؤال فلسفى : هل الوجود منظم أم غير منظم ؟
- الوجود منظم بالطبع يشهد بإله مصمم رائع التنظيم .
# بداية هذا السؤال غير دقيق فلا نستطبع القول بوجود منظم أو غير منظم فى المطلق فهذا يلزم معاينة كل مشاهد الوجود وتحقق النظام فى كل مشهد فيه ولكن يمكن أن نعزى الوجود إما وجود نظامى أو عشوائى أو نظامى يحتوى على فوضى أو عشوائى يحتوى على نظام .. لو قلنا نظامى فى المطلق فالعشوائية تثقب عيوننا , ولو قلنا عشوائياً فى المطلق فنحن نرى حالات نظام , إذن لم يبقى إلا نظام يحتوى على عشوائية وهذا مرفوض أيضا فالنظام نهج وجود لن يستثنى , بينما يمكن القول عشوائية تحتوى على نظام لأن من إحتمالات العشوائية النظام , فأن تلقى 5 مكعبات ذات أوجه سته كل وجه بذات لون فيمكن أن تحصل بعد عدة رميات عديدة منهم على لون واحد للمكعبات الخمسة .
* شكرا لكما .
- شكرا لك على إدارتك هذا الحوار .
# ممنون لهذا الحوار وأأمل فى تكراره ولكن إسمح لى أن أختم بهذه التأملات والرؤى الفلسفية على أمل أن أدون كل أفكارى على تلك المشاهد فى مقالات لاحقة .
لو تأملنا أى مشهد وجودى بدون ان نُسارع بخلق غاية سنجده مشهد يقدم صوره ديناميكية للحياة لا يعتنى بوجود الإنسان , وليس لها علاقة عضوية مع وجوده فلن يوجد مشهد حياتى واحد ينتج وجوده من أجل الإنسان كهدف وغاية له بل نحن من نقف أمامه لنفترسه أو نتطفل عليه لنجعل منه غاية ومعنى .
الإنسان كائن نفعى برجماتى يلهث وراء إشباع حاجاته وإيفاء رغباته ويمتلك فى الوقت نفسه رؤية نرجسية وغرور متعال متوهماً أن النباتات والحيوانات التى يستفيد منها ويتطفل عليها تواجدت خصيصاً من أجل وجوده فهى مُسخرة لخدمة وإشباع حاجياته الذاتية بينما الأشياء تتواجد بذاتها غير مُتعمدة أو مُجهزة أن يكون مصيرها فم الإنسان , فما نراه مناسباً للتعاطى من خلال التجربة سنتعاطى معه , ومن نجده ضار وغير مفيد سننصرف عنه فالأشياء تواجدت هكذا.
العلم يتناول الوجود كما هو ولا يعتنى بسؤال " لماذا" الباحث عن الغاية فهو يستطيع أن يفسر "لماذا" من خلال العلاقات المادية ولكن لن يقدم إجابة عن "لماذا " الباحثة عن الغائية والمعنى , بينما نحن نقرأ الوجود باحثين على أن نُلصق به معنى وغاية , فالغاية والمعنى هى نتاج أحاسيسنا ومشاعرنا وإنطباعاتنا العاطفية ونوازعنا الداخلية التى نسقطها على الوجود المادى لنتصوره كما نريد لنخلق فى داخلنا إرتياحية خاصة ومعنى وقيمة لوجود مادى صارم غير مُعتنى ولا مُبالى .
الإنسان يؤمن بالميتافزيقا والأديان لأنها تحقق له طفوليته وغروره بإحساسه بالتفرد بأنه محور الوجود والإهتمام ويكون الغرور والنرجسية هنا هو غرور الفكرة والنهج ليريح إنسان مضطرب عاجز ومهمش فهى تعطى له دعم نفسى فى أنه مازال متواجداً فاعلاً ضد التهمييش الوجودى , وإذا كان هذا يريحه فلن يسعفه فى التعاطى مع الوجود بهذا الفهم المغلوط , فالفهم الحقيقى هو أنه وحدة وجودية متطورة تتعاطى مع الوجود لتفهمه وتتناغم معه وعليه أن يتعامل معه كما هو بدون أى إضافات أو غايات تجعله يتوهم أنه محور الحياة .
-عندما نحاول البحث فى الوجود فهذا يعنى البحث عن رؤية الإنسان وإحساسه وإنطباعاته وإنفعالاته فهو الكائن الوحيد الذى يستقبل الوجود بوعى ليسقط عليه رؤيته وأحكامه وتقييماته وإنطباعاته وأحاسيسه المتأرجحة بين قطبى الألم واللذة لذا يكون فهمنا للوجود هو البحث فى أبعاد الإنسان النفسية وآفاق ومحددات تفكيره ومدارات وآليات الدماغ ومواطن الألم واللذة لتتحرك آليات وعيه حصراً لإيفاء حاجاته الجسدية والنفسية بإنتاجها للأفكار والخيالات والأوهام .
دمتم بخير وإلى جزء آخر من أيهما منطقى .
- "من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته " أمل الإنسانية القادم فى عالم متحرر من الأنانية والظلم والجشع .
#سامى_لبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟