|
زهايمر-تناقضات فى الكتابات المقدسة –جزء11
سامى لبيب
الحوار المتمدن-العدد: 4790 - 2015 / 4 / 28 - 16:54
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
- الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت (51) .
عندما نقول أن الأديان إنتاج فكر بشرى فلا يكون قولنا هذا إدعاء أو تجنى بل حقيقة يمكن تلمسها بدون عناء بدءاً من دراسة الأساطير والقصص التى تنسجها وتتدعى فيها بوجود كائنات ميتافزيقية خرافية كإله وشيطان وجن وعفاريت وملائكة دون أن تقدم أى إثبات على وجودها بالرغم من عظم وذيوع تلك القصص المَروية من خلال ميديا هائلة تروج لها ..كما لا تكتفى بشرية الأديان عند حجم القصص الخرافية بل تقذف لنا بحجم لا بأس به من المغالطات العلمية التى يفضحها العلم الحديث وهذا يعنى أننا أمام تصورات ورؤى إنسان قديم عن الوجود هكذا كانت حدود معرفته وتصوراته ,كما يضاف إلى ذلك أن الأديان قدمت منظومات تشريعية وسلوكية وفكرية تتعاطى مع واقعها وتؤطر لمجتمعها لا تتناسب مع أنساق مجتمعاتنا الحديثة . فى ظل هذه التضاريس الواضحة المعالم نستطيع أن نؤكد أن الأديان نتاج فكر بشرى له رؤيته وخيالاته وتصوراته وعلاقاته الخاصة لم تفلت من تحقيق رؤية سياسية إجتماعية غلفت نفسها بالمقدس فيكون الإله والطقس رمز الهوية لتحقيق مصالح سياسية نخبوية وقومية تظهر بجلاء فى بعض المعتقدات كما فى التراث العبرانى والإسلامى ليهيأ لك أن المشروع السياسى هو حجر الزاوية الذى تم البناء عليه ليتأسس ما يُعرف بالدين . سنضيف فى هذا البحث ملمح أخر يُثبت أن الأديان نتاج فكر بشرى لم يفلح بساطة وتواضع مُسطريه الإفلات من التناقض لنجد الإختلاف كامن بين نصوصه حيث الشئ وضده حاضر , والغريب أن الأمور تفتقد لأى درجة من التركيز الذهنى فى تدوين النصوص لتصل إلى تضارب الأخبار والأحكام , فما يقوله هنا كشكل خبرى سردى أو أمر إلهى يناقضه فى موضع آخر ليحق لنا القول أن الحالة الذهنية لمؤلف النص قد أصابها الزهايمر . سنتناول النص الدينى فى الكتب المقدسة لنُبْرز التناقضات فى كتاباته ولن يكون سبيلنا الإتكاء على نصوص غامضة أو حالة إلتباس تستنتج التناقض , فالتناقض من الفجاجة والوضوح تجعله لا يقبل أى تأويل أو مرواغة فهى تصريحات إلهية تصرح بشئ فى موضع وتنفيه فى موضع آخر.. سأعرض فى هذا الجزء الحادى عشر مجموعة إضافية من هذه التناقضات والتضاربات التى تميل للتخبط لتصيب أى عقل موضوعى بالحرج .
* الزهايمر يطال قصة الخلق.! لن نتناول هنا أسطورة الخلق فى القرآن والكتاب المقدس وسذاجتها وتناقضها مع العلم ولكن سنعتنى بتناقض السرد ففى سورة البقرة :29 ( هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ ما فِي الأرضِ جَمِيعاً ثُمَّ استوَى إلى السَمَاءِ فَسَوَاهُن سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِ شَيءٍ عَلِيمٌ) لنلاحظ قوله خلق لكم ما فى الأرض "جميعاً " أى خلق كل شئ على الأرض ثم إستوى إلى السماء ليخلقها ولكنه فى سورة النازعات27-33 ( أَأَنتُمْ أَشَد خَلقاً أم السَمَاء بَنَاهَا , رَفَعَ سَمكَهَا فَسَوَّاهَا ,وَأَغْطَشَ لَيلَهَا وأَخرَجَ ضُحَاهَا , وَالأرضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا , أَخْرَجَ مِنْهَا ماءهَا وَمَرعَاهَا , وَالْجِبَالَ أَرسَاهَا ,مَتاعاً لكُمْ وَلأنعَامِكُم ) لنجد التناقض والزهايمر يطل علينا ففى آية سورة البقرة خلق ما في الأرض جميعاً ، ثم أرتفع إلى السماء فسواهن سبعاً ، وفي آية سورة النازعات أكمل السماء ثم هبط إلى الأرض فدحاها . كذلك فى سورة (فصلت) عاد ليؤكد أن الأرض هي التي خُلقت أولاً وليست السماء ولنلاحظ الترتيب بإستخدام كلمة "ثم " ( قُلْ أَئِنَكُم لَتَكفرُونَ بِالَذِي خَلَقَ الأرضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَادًا ذَلِكَ رَب الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أيام سَوَاءً لِلسَائِلِين "ثم" استوَى إلى السَمَاءِ وَهيَ دُخَان فَقَالَ لَهَا وَلِلأرْضِ اِئتِيَا طَوعًا أَو كَرْهًا قَالَتَا أَتينَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَومَينِ وَأَوحَى فِي كُلِ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَزَيَنا السَّمَاءَ الدُنيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) فصّلت 9- 11. لنا ان نتوقف أيضا امام خلق الجبال التي هي الرواسى فى التعبير القرآنى فهل خلقها الله أولا قبل السماء( وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا) سورة فصلت أم السماء كانت أولا قبل الجبال ( وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا ) سورة النازعات 32 .
* لنا ان نمر على الزهايمر الذى إنتاب إله الكتاب المقدس أيضا لنجد تناقض بين الإصحاح الأول والثاني من سفر التكوين , فيسجل تكوين 1: 11 أن الله خلق النباتات والزرع في اليوم الثالث. وفي تكوين 2: 5 يقول أنها قبل خلق الإنسان " كل شجر البرية لم يكن بعد وكل عشب البرية لم ينبت بعد. لأن الرب الإله لم يكن قد أمطر على الأرض. ولا كان إنسان ليعمل الأرض." فهل خلق الله النباتات في اليوم الثالث قبل أن يخلق الإنسان (تكوين 1)، أم بعد خلق الإنسان (تكوين 2). كذلك هناك تناقض آخر يختص بخلق الحيوانات فيسجل تكوين 1: 24-25 أن الله خلق الحيوانات في اليوم السادس قبل أن يخلق الإنسان وفي تكوين 2: 19 يسجل أن الله خلق الحيوانات بعد أن خلق الإنسان ليعرضها عليه فى طابور عسكرى بعد ان عانى من وحدته . كذلك تبين القصة الواردة في الإصحاح الأول أن الإنسان آدم وحواء آخر مراحل الخلق وخلقهما معا ، بينما في القصة الأخرى الواردة في الإصحاح الثاني وهي الأقدم على ما أعتقد تم خلق الإنسان الأول آدم أولاً ثم تم خلق الحيوانات والطيور ثانياً وأخيراً المرأة الأولى حواء جاءت بعد خلق الحيوانات .!
* هل أشهدهم على خلق أنفسهم أم لا . بعد الخلق أعلن الله أنه أشهد بنى آدم على أنفسهم ( وإذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا يوم القيامة إنا كنا عن هذا غافلين. أو تقولوا إنما أشرك آباؤنا من قبل وكنا ذرية من بعدهم أفتهلكنا بما فعل المبطلون وكذلك نفصل الآيات ولعلهم يرجعون) ليلح سؤال من هذه الأسطورة فلكى يكون كلام الله حجة على البشر فلابد أن يتذكر كل إنسان هذه الشهادة والإقرار ولكن هكذا الأساطير , لننصرف عن هذه النقطة ونتناول التناقض الذى ينفى الآية السابقة , فالله فى سورة الكهف 51 ينفى انه أشهدهم على خلق أنفسهم ( مَا أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السمَاوَاتِ وَالأرضِ ولا خَلقَ أَنفسِهِم وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُد ) – فهل أشهدنا على أنفسنا أم لا .؟!
* لم يأتى للعرب نذير ولكن ما مِن أُمة خلا منهَا نَذِير . يعتنى القرآن بتصدير فكرة أن الله أرسل لكل أمة رسول ونذير وفى مرويات التراث الإسلامى تجاوز عددهم المائة وعشرون ألف رسول وهو عدد مهول لذا من حقنا أن نسأل عن هؤلاء الرسل الذين أرسلوا إلى أحراش أفريقيا وغابات الامازون واستراليا والإسكيمو ولكننا لن نجد إجابة .! حسناً سنعتمد أن ما مِن أمة خلا منها نَذِير متكئين على آية فاطر 24( إنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلا خَلا فِيهَا نَذِيرٌ) والإسراء 15 ( وَمَا كنا مُعَذبِينَ حَتى نَبْعَثَ رَسُولا ) والنحل 36 ( وَلَقَدْ بَعَثنَا فِي كُل أُمةٍ رَسُولاً أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتنِبُوا الطَّاغُوتَ ) والملك 8 ( تَكَادُ تَمَيَّزُ مِنَ الْغَيْظِ كُلَّمَا أُلْقِيَ فِيهَا فَوْجٌ سَأَلَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ نَذِيرٌ) والمائدة 19 (يَا أَهْلَ الْكِتَابِ قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولُنَا يُبَيِّنُ لَكُمْ عَلَى فَتْرَةٍ مِنَ الرُّسُلِ أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِيرٍ وَلا نَذِيرٍ فَقَدْ جَاءَكُمْ بَشِيرٌ وَنَذِيرٌ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ) إذ نفهم من تلك الآيات أن جميع الأمم السابقة قد آتاها نذير لتقوم الحجة عليهم , ولكن فى السجدة 3 و سبأ 44 يحل الزهايمر والتناقض ,فالعرب لم يأتى لهم نذير قبل محمد ( بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبكَ لِتنذِرَ قَوما مَا أَتَاهُمْ مِنْ نَذِير مِنْ قَبْلِكَ لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ ) السجدة 3 (وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ) سبأ 44 - أتصور ان محمد أراد أن يعلن عن تميزه وتفرده فى جزيرة العرب فجاء بتلك الآيتان ولكنهما ستفسدا النهج الإلهى . !
* من يأمر بالفحشاء الشيطان أم الله . يُفترض ان الإله يُنهى عن فعل السوء والفحشاء ( لا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وان تقولوا على الله ما لا تعملون الشيطان يعدكم الفقر ويأمركم بالفحشاء) البقرة 168 فهو هنا ينهى عن الفحشاء التى هى أمر من الشيطان ويؤكد هذا في الأعراف 28 ( وإذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله امرنا بها قل أن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله ما لا تعلمون ) . ولكنه يقول في الإسراء 16 :( وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا ) فالله هنا يأمر مترفيها بالفسق الذى هو السوء والفحشاء لينوب عن الشيطان الذى حذر منه ثم يهلك القرية لأن مترفيها فسقوا فهل كان لهم مَهرب أو خيار أمام إرادة وأمر الله , وماذنب القرية , فأليس هذا تناقض وظلم بالرغم قوله فى الأنعام 131 ( ذلك إن لم يكن ربك مهلك القرى بظلم وأهلها غافلون ) فمن نصدق : هل الفحشاء والفسق أوامر من الشيطان أم الإله , وهل الله يظلم القرى أم لا فألم يكن من الأفضل القول ( تخلينا عنها وتركناها لمترفيها ففسقوا فيها ) أما أن يأمر الله مترفيها فيفسقوا بها فهذا غير لائق لان الله يُفترض أنه لا يأمر بالفحشاء كما ذكر في سورة (الأعراف 28) .
* ينهى عن النفاق ويمنح تابعيه رخصتها . هذه الجزئية سأعتنى بتقديمها فى مقال قادم بعنوان " لا هى أخلاق ولا يحزنون " ولكن لا مانع من سردها هنا كتبيان تناقض المواقف والتخبط الإلهى أو قل نصوص بشرية تعرف كيف تتوائم وتتلائم مع الحدث . القرآن يحرم فى الكثير من مواضعه النفاق ليلعن المنافقين ويبشرهم بعذاب أليم ففي الاية 67 من سورة البقرة ( وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم ) لتجد إغراق من الآيات القرآنية تستقبح وتلعن المنافقين وتبشرهم بعذاب أليم , غير أنه يبيح النفاق للمسلم فيسمح له بإظهار خلاف ما يبطن اذا كان مجبراً أو فى وضعية حرجة حيث يعلن في سورة النحل ( من كفر بالله بعد ايمانه الا من اكره وقلبه مطمئن بالايمان ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضبٌ من الله ولهم عذاب عظيم ). فأليس هذا النفاق بعينه أن يُنكر ويَتنكر المسلم من إيمانه , فماذا يعنى الإيمان , وماذا يتبقى منه , إذا كان الإنسان يتخلى عنه هكذا فأليس هذا نفاقاً جدير أن يقذف بهؤلاء المنافقين فى نار جهنم .. لقد أسس هذا النهج لما يعرف بفقه التقية الذى هو عبارة عن كذب ونفاق وبيع للمبادئ عند أول منعطف .
* التخبط والزهايمر على أشده لينال إحصاء الملائكة . فى غزوة بدر أرسل الله مدد من الملائكة لتشارك المسلمين القتال ولسنا بصدد السخرية من هذه الفنتازيا ولكن مع الزهايمر الذى إعترى هذه القصة الفنتازية , فيشير القرآن أن عدد الملائكة كان ألفاً وفى موضع ثانى صار ثلاثة آلاف وفى موضع ثالث ملاصق للثانى خمسة آلاف .! ( اذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم اني ممدكم بألف من الملائكة مردفين ) الأنفال 9 ( إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَن يَكْفِيَكُمْ أَن يُمِدَّكُمْ رَبُّكُم بِثَلَاثَةِ آلَافٍ مِّنَ الْمَلَائِكَةِ مُنزَلِينَ (124) بَلَى إِن تَصْبِرُوا وَتتقُوا وَيَأْتُوكُم مِّن فَوْرِهِم هَٰ-;---;--ذَا يُمْدِدكُمْ رَبكُم بِخَمْسَةِ آلافٍ منَ الْمَلَائِكَةِ مُسَومِينَ125) 124 و125 آل عمران
- طالما جاءت سيرة الملائكة والإحصاء فنجد التناقض والارتباك يحل فى بشارة مريم لتأتى آيتان أحداهما تَذكر أن هناك مجموعة من الملائكة بشرتها , وآية أخرى تذكر أن البشارة جاءت من ملاك واحد ففى سورة آل عمران-( إِذ قَالَتِ الْمَلآئِكَةُ يَا مَريَمُ إِنَّ اللّهَ يُبَشرُكِ بِكَلِمَةٍ منهُ اسمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمقربِينَ ) لتشير الآية هنا إلى عدة ملائكة تقوم بالبشارة " إذ قالت الملائكة ", بينما فى سورة مريم:( فَاتخَذَتْ مِن دُونهم حِجَابًا فَأَرسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بشَرًا سَوِيا 17قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيا18 قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأهَبَ لَكِ غلامًا زَكِيا 19قَالَتْ أَنى يَكُونُ لِي غُلام وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَر وَلَمْ أَكُ بَغِيا 20 قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبكِ هُوَ عَلَي هَين وَلِنَجعَلَهُ آيَة لِلنَّاسِ وَرَحْمَة منا وَكَانَ أَمْرًا مقضِيا ) لتشير إلى ان حامل البشارة ملاك واحد ... فهل ملاك واحد أم عدة ملائكة بشروا مريم ؟!
* الملائكة معصومون من الخطيئة أم لا . الملائكة معصومون من الخطيئة كونهم خدم الله القائمون بطاعته وتنفيذ كلامه وأوامره والقرآن يؤكد هذا فورد في سورة التحريم 6( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكم نَاراً وَقودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَاد لا يَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهم وَيَفْعَلُونَ ما يُؤمَرُونَ ). وفي سورة الأنبياء 20 ( يُسَبحُونَ اللَيلَ وَالنَهَارَ لا يَفْترُونَ ) وورد في سورة النحل 49 ( وللهِ يَسْجُدُ ما فِي السَمَاوَاتِ وَمَا فِي الأرضِ مِن دَآبَةٍ وَالْمَلآئِكَة وَهُمْ لاَ يَسْتكْبِرُونَ يَخَافُونَ رَبَهُم من فَوْقِهِمْ وَيَفعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ ) ولكن في سورة البقرة 102: ( وَاتَّبَعُواْ ما تَتْلُواْ الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سلَيمَانُ وَلَكِن الشَياطِينَ كَفرُوا يُعلِّمونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتى يقولاَ إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلاَ تَكْفرْ فَيَتعَلَمُونَ مِنْهُمَا ما يُفَرِقونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُم بِضَآرِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلاَّ بِإِذْنِ اللهِ وَيَتعَلَمُونَ ما يَضُرهُمْ وَلاَ يَنفَعُهم وَلَقد عَلِمُواْ لَمَنِ اشترَاهُ ما لَهُ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ وَلَبِئسَ ما شَرَوا بِهِ أَنفسَهُمْ لَو كَانُوا يَعْلَمُونَ ) .
* السر المجهول فى مصير فرعون . يخاطب الله فرعون بعد أن طارد اليهود حتى بلغوا البحر ، وقبل أن يغرق هذا الطاغية مع الغارقين فيخاطبه الرّب قائلاً : ( فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية ) وهذا يعنى أن الله نجى فرعون من الغرق ليكون آية لكنه يقول في القصص 40 :( فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم ) . وكذلك في الإسراء 103( فاغرقناه ومن معه جميعا ) . وفي الزخرف 55 :( فأغرقناهم جميعا) .. فما مصير فرعون هل الله نجاه ليجعله آية أم أغرقه فى البحر .؟!
* متى كانت مذبحة الأطفال . طالما تناولنا سيرة فرعون وموسى فلنا أن نثير هذا التناقض الذى يتناول زمن ذبح فرعون لأبناء اليهود فهل عندما كان موسى طفلاً أم عندما تأهل موسى لحمل الرسالة ففى سورة غافر 24 :( ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين إلى فرعون وهامان وقارون فقالوا ساحر كاذب فلما جاءهم بالحق من عندنا قالوا اقتلوا أبناء الذين آمنوا معه ) .فهذا الكلام يعنى أن فرعون لم يأمر بقتل أبناء اليهود إلا بعد ما جاءه موسى بالحق أى رجلاً بالغاً ولكنة يقول في طه 39 :( إذ أوحينا إلى أمك ما يوحى أن اقذفيه في التابوت فاقذفيه في اليم ) وهذا يعنى أن فرعون أمر بقتل أبناء اليهود عندما كان موسى طفلاً لم يأتيه الوحي بعد بينما في آية غافر أمر بقتل الأطفال حينما جاءه موسى وهو رجلاً داعياً لربه . فأى المشهدين صحيح .؟!
* حية أم جان . طالما نحن مع قصص السيد موسى فى القرآن فلنا أن نتوقف امام إختلاف السرد فى قصة واحدة عندما ألقى موسى بعصاه ففى سورة الشعراء تحولت العصا لثعبان ( فألقى عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين قال للملإ حوله إن هذا لساحر عليم يريد أن يخرجكم من أرضكم بسحره فماذا تأمرون قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين يأتوك بكل سحار عليم ) . ولكن فى النمل 10 تحولت لجان ( وَأَلقِ عَصَاكَ فَلَما رَآهَا تَهتز كَأَنهَا جَان وَلى مُدبِراً وَلَمْ يُعَقِبْ يَا مُوسَى لا تَخَفْ إِنِي لا يَخَافُ لَدَي الْمُرْسَلُونَ ) وفى القصص 31 ( وأَن أَلْقِ عَصَاكَ فَلَما رَآهَا تَهتز كَأَنَهَا جَان ولَى مُدبِراً وَلَمْ يُعقِب يَا مُوسى أَقبِل ولا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الآمِنِينَ) .
هل أحد مازال متشككاً فى أن الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت بل يفتقد مؤلفيها لشئ من التركيز الذهنى .
دمتم بخير. -"من كل حسب طاقته لكل حسب حاجته" - حلم الإنسانية القادم فى عالم متحررمن الأنانية والظلم والجشع .
#سامى_لبيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بحثاً عن حلول لخروج الإسلام من أزمته-كاملا
-
الطبيعة ملحدة..العشوائية تنتج النظام
-
منطق الله الغريب-الأديان بشرية الفكر والهوى والتهافت
-
أخلاقنا وأخلاقهم-فى فلسفة الخير والشر
-
الإسلام السياسى هو التناقض الرئيسى فى كل صراعاتنا
-
مشاغبات فى التراث-الأديان بشرية الفكر والهوى
-
فى ماهية الإنسان والحياة والوجود .
-
علم الله بين لعل وعسى وفليعلم
-
الدين عندما يُفقد المرء محتواه الإنسانى
-
سقطات إلهية أم نصوص بشرية
-
تأملات فى ثقافة الإيمان السالبة
-
أنا فهمت الآن .
-
تأملات فى ماهية الإنسان
-
إنهم يزرعون الوحشية ويمنهجون الهمجية
-
تأملات فلسفية من رحم طرائفنا وسخريتنا
-
أسئلة ليست حائرة إلا لمن يريد أن يحتار
-
إمتحان ومشاغبة على جدران الخرافة والوهم
-
يؤمنون بحثاً عن لحظة جنون وهذيان!
-
هوان العقل المتأسلم-الثقافة عندما تنتهك عقولنا وانسانيتنا
-
أسئلة مُحرجة-35إلى40من خمسين حجة تفند وجود الإله
المزيد.....
-
ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم
...
-
عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي
...
-
المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي
...
-
ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات
...
-
الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ
...
-
بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م
...
-
مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ
...
-
الإمارات تعلق رسميا على مقتل -الحاخام اليهودي-.. وتعلن القبض
...
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|