|
غرباء على ارض الوطن
صباح الاتروشي
الحوار المتمدن-العدد: 3743 - 2012 / 5 / 30 - 14:44
المحور:
كتابات ساخرة
في احد الايام كنت اتفقد اخبار كردستان وخاصة الاقتصادية على الانترنت، وقد اثار انتباهي خبر اقتصادي على احد المواقع الاقتصادية بعنوان (40ألف برميل يومياً إنتاج حقل طاوكي في كردستان) وبعد تفقد طويل حول هذا الحقل الموجود في قضاء زاخو محافظة دهوك حصلت على خبر اخر ذكر فيه ان هذا الحقل بأمكانه انتاج 70 الف برميل يوميا وان احتياط هذا الحقل 636 مليون برميل من النفط الخام. وبالاتفاق مع هذه الشركة مع اقليم كردستان والمعمول في اخراج البترول من الحقول من حق هذه المدينة وهذه المحافظة التي تخرج منها النفط الحصول على 70.000 دولار يوميا حسب العقد المبرم بين الاقليم والشركة المنتجة هو لكل برميل دولار. فسألت نفسي اين ال 70 الف دولار يوميا لمحافظة دهوك وماهي المشاريع التي نفذت على نفقة دولار مقابل برميل نفط. وايظا علمت ان احد النقاط الرئيسية في العقد المبرم من قبل الشركة والاقليم يقول (يجب على الشركة استخدام 75% من العمال والحراس من نفس المدينة الموجوده فيها الحقل). وايظا يوجد في العقد (على الشركة تدريب وتعليم وتطوير 10 مهندسين من اقليم كردستان كل سنة وعلى نفقة الحقل والشركة، ولم يكن لي اي علم باستخدام اي مهندس كوردي خلال الاعوام التي مرت). حول كل هذا الغموض وبعض ما يقال عن التهريب و الفساد الموجود في الحقول قمت كعملي الصحفي بزيارة ميدانية الى الحقل طاوكي الذي يقع شرق مدينة زاخو الحدودية التي تبعد ب 6 كلم من تركيا لعمل تقرير وبعض لقائات لمعرفة حقائق واراقام هذا الاحقل . وقد سمعت كثير عن الحكومة و تصريحات البارزانيين مسعود و نيجرفان يحق لكل مواطن كردي معرفة حقائق شركات النفط الموجودة في الاقليم و كونى كمواطن اولا وكصحفي ثانية غادرة مدينة دهوك متوجه الى زاخو ثم الى حقل طاوكى الذي يبعد عن مركز زاخو ب 16 كم. وبعد الوصول عرفت من الاسلاك الشائكة و السياج الموجود حول مساحة شاسعة من هذه القرية انني قريب من حقل طاوكي وتحت احد اشجار البلوط رايت شيخا راقدا وحوله قطيع من الاغنام، فنزلت من سيارتي متوجها اليه لمعرفة طريق او باب هذه الاسلاك وهذا السياج الطويل وما هو وراء هذا السياج هل هو فعلا حقل طاوكي او محمية حيوانية او شي من هذا القبيل، اقتربت منه ووقف بعكازه هو ايضا ليلقي التحية قبل ان القي التحية ورحب بي وسالته عن حقل طاوكي والسياج والاسلاك واكد لي الشيخ انني وصلت الى الحقل واشار بيده الى بوابة الحقل وقال لي احذر فالحقل محمي من قبل قوات البيشمركة لا تقترب بتهور. فسالته: هل انت من هذه القرية فاجاب: نعم ان من اهل قرية طاوكي وقلت: لا ارى بيتا او سكنا او مدارس او اي شيء في طاوكي اين قريتكم اجاب: نزح الكثيرين من اهل القرية الى المدينة بسبب عدم وجود ماء صالح للشرب والبعض بسبب المدارس وكذلك صعوبة العيش في القرى الغير مدعومة من قبل الحكومة. وقال و بسخرية الحكومة لم تخدم قريتي يأخذ نفطنا ويعطينا تلوثا و غبارا ملوثا بالسموم. قبل ان اغادر والاتجاه الى بوابة الحقل وضع الشيخ يده في جيبه واخرجه ثم طلب مني ان امد له يدى فوضع بعض الزبيب وتين المجفف في يدى وحذرنى مرة اخرى من التهور. وصلت الى البوابة وكان يبتعد البوابة من الحقل ب كيلومترين تقريبا حيث وضعوا في طريق البوابة الاسلاك الشائكة و حديد مزنجر لثقب اطار السيارة على طريق العبور نزلت من سيارتي لم يقترب مني اي حارس فأقتربت شيئا فشيئا وبعد القاء التحية قال لي الحارس (تفضل بماذا نخدمك) طلبت منهم الدخول الى الحقل لاخذ بعض الصور ولي بعض الاسئلة مع العاملين والمسؤلين في الحقل فقال لي مستغربا (هل لديك كتاب من الوزارة او موعد مع احد المسوؤلين داخل الحقل) فشرحت له قبل مجيئي اتصلت بوزارة الموارد الطبيعية ومدير عام الوزارة ورقم الوزير ولكن لم يرد على اتصالي وليس لي اي مذكرة من الوزارة للدخول الى الحقل. فطلب منى الصعود الى سيارتى والرحيل وعدم الوقف على باوبة الحقل لان جائهم اتصال من الداخل بعدم مناقشة مع الغرباء. فضحكت وخرجت هويتى الصحفية باللغة الكردية من نقابة صحفيي كردستان وقت له (لست غريبا انا من كردستان والغرباء هؤلاء الموجودون في الحقل وعلى ارض كردستان هل اصبحنا غرباء على ارضنا). قال لي الحارس: اخي العزيز انا هنا عبد مأمور ارجوك ارحل لا تقطع رزقي وخاصة انت صحفي لا يجوز لاي صحفي الاقتراب من الحقل وليس جيد لك ان تكتب او تحقق في موضوع النفط . النفط هو الخط الاحمر الاقتراب من ملفه انتحار اذهب تحقق من اشياء اصغر منك لا اكبر. فقلت: هل التحقيق في ملفات حقل نفطي في مدينتي ممنوع او عمل مسيء للامن القومي؟ قال: لن اناقش معك اكثر قلت ارحل التحقيق في هذا موضوع انتحار. قلت: التحقيق انتحار لي او لك قال : انتحار لي ولك رجعت من مغامرتي بسلامة ووصلت الى مشارف مدينة زاخو فارغ اليدين واخرجت رأسي من السيارة في مكان مزدحم وبصوت عالي قلت (التحقيق في موضوع النفط انتحار لي ولحارس بوابة الحقل ولكم جميعا)
*صاحب امتياز ورئيس تحرير مجلة جايخانة في دهوك * مدير مكتب فضائية NRT في دهوك
#صباح_الاتروشي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الدكتور حسن الطوالبة الاردني متهم ب مجازر ضد الشعب الكردي وا
...
-
البطاقة التموينية في العراق اصبح جوازاً دبلوماسياً
-
لماذا يموت القادة والرؤساء والمسؤولون بالسرطان
-
-قصص مليون ليلة وليلة- البروفيسور والحمار
-
في غفلة وقف اسامه بن لادن امامي
-
هاي هاي و ئاي ئاي
-
هل النساء من قوم ابليس
المزيد.....
-
مهرجان الأفلام الوثائقية لـRT -زمن أبطالنا- ينطلق في صربيا ب
...
-
فوز الشاعر اللبناني شربل داغر بجائزة أبو القاسم الشابي في تو
...
-
الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
-
متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
-
فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
-
موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
-
مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
-
إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
-
الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
-
يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|