أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فرح نادر - حق الرجل في تعدّد النساء














المزيد.....

حق الرجل في تعدّد النساء


فرح نادر

الحوار المتمدن-العدد: 3546 - 2011 / 11 / 14 - 16:32
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


في الواقع، لا توجد امرأة تقبل أن تكون إحدى النساء في حياة الرجل، إلا إن تأكّدت أنها الوحيدة من تملك لبّه، ولسن كل النساء يقبلن بذلك، فمن تقبل بذلك، إما امرأة لا حول لها ولا قوة ومن باب الاضطرار والاحتياج، وهنا لا أسميه قبول، بل هي مُجبرة على العيش مع ذلك الرجل (وهذه المرأة ليست المعنيّة في موضوعي)، وإما أن تكون امرأة عميقة التفكير ومتفهّمة لرجل تحبه واختارته بكامل حريّتها.

كون الإسلام شرّع للرجل الزواج من أربع نساء كحد أقصى، لا أرى في ذلك عيب، بل إنها ميزة من حيث تفهّم رغبة بعض الرجال بالتعدّد، برأيي التعدّد رغبة دفينة لدى بعض الرجال، حتى وإن أنكر ذلك الرجل واستهزأ بتشريع الدين بالتعدّد، سواء كان الرجل مؤمنًا أم لا يعترف بدين، تبقى هذه الرغبة مكمونة في العقل الباطن للرجل الذي يرغب بالتعدّد أو التغيير سواء بالسر أم بالعلن.

الرجال أنواع، فهناك من تكفيه واحدة، تربطه بها مشاعر ورغبة متركزّة بتلك المرأة، وهناك من لا يريد أية واحدة، وفي المقابل هناك من يود لو بيده أن يكون بين غابة من النساء المتوحشّات، يمارس معهن وفق مزاجه، وكلما سنحت له فرصة لتطبيق ما في خياله الخاص ولو جزء بسيط منه في الواقع فلن يفوّت الفرصة، وآخر يملأن خياله نساء رقيقات، ذوات جلدٍ شفّاف كما الحوريات في الجنة، فالمؤمن يتحلى بالصبر وينتظر الجنة، وآخر يسعى جاهدًا لتحقيق حلمه في الواقع. ليس في ذلك الحلم عيب، العيب أن ينكر الرجل رغبته تلك، التي لا يفصح عنها إلا نادرًا.

وكيف يكون موقف المرأة من الرجل الذي يعشق تعدّد النساء في واقعه؟ إنه ليس بالأمر السهل، إنه واقع مرير لمن لا تتفهّم طبيعة الرجل الذي اختارته، الذنب ليس ذنبه، العيب ليس بهذا الرجل، إنما في الاختيار، العيب أيضًا في اختيار الرجل لامرأة لا تتفهّم ولا تحترم طبيعته، خاصةً إن كان صادقًا معها.

يحضرني هنا فيلمًا شاهدته عن حياة الفنانة Frida، التي ارتبطت بفنان تشكيلي أغرم بها وهو الذي دفعها للرسم، وقبل الارتباط به كان صريحًا معها، وأخبرها أنه لا يقاوم النساء وقبلت بشرطه، ربما باعتقادها أنها ستكفيه، ثم تُصدم حين تعود للبيت ذات مرة وتراه بين أحضان أختها لتصاب بانهيار، إنها صدمة حقًا إن أخفى عنها ولم يصارحها بنقطة ضعفه قبل الارتباط بها، برأيي إنها شجاعة منه أنه لم يخفِ عنها نقطة ضعفه، وبالتالي، مهما كانت الصدمة قوية بالنسبة لها، كان من الأجدر تفهّم موقفه بدلاً من إظهار الانهيار المخيف بالنسبة له كفنان صادق مع نفسه قبل أن يكون صادقًا مع حبيبته التي قبلت به وأصبحت شريكته، وهذا الموقف الذي مرّت به Frida ولّد لديها رغبة في الانتقام منه بأنها لم تعد تهتم إن رآها تمارس مع رجل آخر أو حتى امرأة مثلها.

أعود هنا لطبيعة الفرد منا، خاصية يتميّز بها كلنا، هذه الخاصية، بغض النظر عن كونها إيجابية أم سلبية، فهي ما تميّزنا عن سوانا، كيف للمرأة - Frida - هنا وفي هذا الموقف تغيير طبيعتها التي لا تقبل التعدد؟ ربما هي مرحلة الصدمة، التي تعود بعدها مباشرةً للهدوء، ثم اتخاذ القرار لمواصلة الحياة مع هذا الرجل في شقاء، أو إنهاء العلاقة وبترها رغم حبها له، أو الحل الأمثل إن كانت تحبه، أن تتفهم أنها لن تكسب حبه إلا بقبولها به رغم تلك الخاصية التي تراها عيبًا به.

تقدير الصدق، غائب عن حياتنا، الاعتراف بطبيعتنا، التي يسمّيها الآخرين عيوب، هي ليست بعيوب إن وجدنا من يتفهّم طبيعتنا، ثم احترام تلك الخاصية التي تميّزنا عنه.

ربما الرجل المزواج أو "النسوانجي" يترك كل النساء حين يجد ضالته التي تتمثل في صديقته، حبيبته أو حتى زوجته المميّزة التي تتفهّم نقطة ضعفه وتستمع لحكاياته ومغامراته مع الأخريات وبوجه باسم، يخلو من الغيرة، وثقة بنفسها أنها تفوق الكل، وتغدو أجمل نساء العالم بعينه، وتتركّز سعادته حين يجلس معها ويحكي لها، كما فعلت شهرزاد مع شهريار مع تبادل دور المستمع والراوي.

الحديث لم ينتهِ،
سأكمل همسي بجزء آخر قريبًا.



#فرح_نادر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة دمية
- كيف أخلص منكِ؟
- كلمات قلتها في الدين والأخلاق
- ما أخفيه عنك
- التحرّر الفكري
- كن بيتي
- لا أدرية أنا
- الملحد المتناقض


المزيد.....




- شهاداتٌ من رحم الألم: مجازر الساحل السوري تهزّ الوجدان الإنس ...
- خطوات منحة المرأة الماكثة في البيت 2025 الجزائر
- أمين عام رابطة العالم الإسلامي: -تعليم المرأة حق مشروع- والك ...
- مصر.. اكتشاف مقبرة جديدة لأمير فرعوني من الأسرة الخامسة (صور ...
- نقابة أطباء السودان: مقتل أكثر من 230 طبيبا واغتصاب 9 طبيبات ...
- قواعد اللباس..لماذا لا تحصل النساء على جيوب في ثيابهن بقدر ا ...
- نضال المرأة تفتتح غدا أعمال مؤتمرها العام الرابع مؤتمر الشهي ...
- شاب يهاجم امرأة بسكين أمام متجر في ألمانيا ويصيب شابا حاول ا ...
- فرصتك للدعم بدأت.. خطوات التقديم في منحة المرأة الماكثة بالب ...
- استقبل حالا.. تردد قناة وناسة 2025 لمتابعة برامج الاطفال علي ...


المزيد.....

- كراهية النساء من الجذور إلى المواجهة: استكشاف شامل للسياقات، ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- الطابع الطبقي لمسألة المرأة وتطورها. مسؤولية الاحزاب الشيوعي ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فرح نادر - حق الرجل في تعدّد النساء