|
שנה טובה! (سنة طيبة!)
يعقوب ابراهامي
الحوار المتمدن-العدد: 3502 - 2011 / 9 / 30 - 16:13
المحور:
القضية الفلسطينية
"في "إيريتس يسرائيل" (أرض اسرائيل) نشأ الشعب اليهودي وفي ربوعها تكونت شخصيته. في فلسطين نشأ الشعب الفلسطيني وفي ربوعها تكونت شخصيته. "إن المبادئ الأنسانية والتاريخ اليهودي ومصلحة إسرائيل نفسها تملي على اسرائيل أن تكون أول دولة في العالم تعترف في هيئة الأمم المتحدة بدولة فلسطين: دولة للشعب العربي الفلسطيني في حدود عام 67، دولة تعترف بإسرائيل وتجري معها مفاوضات على قدم المساواة حول تبادل الأراضي والترتيبات الأمنية. "إننا نرحب بالإعلان المرتقب عن استقلال دولة فلسطين: دولة جارة لأسرائيل، وفقاً للحدود التي ترسخت في نهاية حرب الأستقلال عام 1949، والتي يطلق عليها اسم حدود 67. إن للشعبين اليهودي والفلسطيني الحق الطبيعي في أن يكونا شعبين مستقلين يعيشان في دولةٍ ذات سيادة أسوةً بسائر شعوب العالم. "إن استقلال كل واحدٍ من الشعبين يعزز استقلال الشعب الآخر. هذه هي ضرورة أخلاقية ووجودية في آنٍ واحد، وهي الأساس الذي لا بد منه للعيش معأً بسلام. "نحن الموقعون أدناه ندعو كل أنصار السلام والحرية وكل الشعوب الى الترحيب بالأعلان عن الأستقلال الفلسطيني، ألى تأييده وألى مد يد العون لمواطني كلا الدولتين لكي يقيما أواصر السلام بينهما على أساس حدود عام 67 مع تعديلات يتفق عليها الطرفان. "إن إنهاء الأحتلال بصورةٍ تامة هو شرط أساسي لا بد منه لتحرر كلا الشعبين ومن أجل استقلال دولة اسرائيل نفسها بالذات." (فقرات من بيان أصدرته نخبة من كبار المثقفين والمفكرين والكتاب والفنانين في اسرائيل تأييداً لطلب الأعتراف بالدولة الفلسطينية وحصولها على العضوية الكاملة في هيئة الأمم المتحدة)
* * *
يقول العلماء ان الكون نشأ قبل أكثر من 13 مليارد سنة في "إنفجار عظيم" اطلقوا عليه لقب ال"Big Bang". قد يكون هذا صحيحاً. من يعلم؟ من كان هناك كي يشهد على ذلك؟ على كل حال، هذا لا يمنع يهود العالم وشعب اسرائيل من الأحتفال اليوم، 29/9/2011 ، بحلول السنة ال-5768 للخليقة (!!). و كعادتي كل عام أريد بمناسبة عيد "روش هاشنة" (أي: عيد رأس السنة العبرية) أن أتوجه بالتحية اليهودية التقليدية إلى اصدقائي القلائل، وإلى خصومي الكثيريين ("كان له خصوم كثيرون ولم يكن له عدوٌ شخصيًّ واحد" - قال فريدريك أنجلز في رثاء صديقه): إلى صديقي (من جانب واحد؟) حسقيل قوجمان الذي أنقذ حياتي مرةً في سجن نقرة السلمان (آمل أن لا يكون هناك من يأسف على ذلك الآن). أن النقاشات الحادة التي دارت بيني وبينه خلال السنة (العبرية) المنصرمة هي الدليل القاطع على فشل "قانون فناء الضدين" الى الأصدقاء الأعزاء: رعد الحافظ (المهنة: فبركة "انتخابات" لرئاسة الجمهورية العراقية. لا، شكراً)، شامل عبد العزيز ("تلميذ نجيب")، جاسم الزيرجاوي (من أين له الوقت لقراءة كل هذه الكتب؟ فتش عن المستكي)، صادق الكحلاوي (الذي أغضبته عندما قلت للمصريين: "إخفضوا رؤوسكم" وهو الأدرى من الآخرين ب"المزاج العراقي")، مثنى حميد مجيد (الذي يخجلني كل مرة من جديد بدماثة أخلاقه)، سيمون خوري (الذي أسعدنا عندما صارع الموت وانتصر عليه)، "اليماني" (الذي لا زال "يؤمن بالحوار" رغم كل شيء)، أختنا مارا الصفار (التي تركت فراغاً كبيراً. أين أنت؟)، "الأكاديمي المخضرم" (أين أنت؟)، علي عجيل منهل (شكراً على العرض السخي) وأخيراً وليس آخراً نعيم إيليا ("كل المثقفين خونة" - فؤاد النمري)
إلى "واحدة من الجمهور واسمي اغصان مصطفى" التي كتبت لي بصورة خاصة كي تخبرني أنها تفهمني "وأحب النكات التي تقولها" (كان هذا كافياً كي أعرف إن أغصان هي غصنٌ عراقيٌ "أصلي")
إلى السيدة مكارم ابراهيم التي تحب الدقة في العد. (ما هو العدد المضبوط، أختنا مكارم؟ ستة ملايين أم مليون ونصف المليون "فقط"؟) الى الخصم العنيد خالد ابوشرخ الذي يخوض معارك قديمة بأسلحةٍ عتيقة. (كم فصلاً بقي؟) ومن خلاله الى كل القوى التقدمية في الشعب العربي الفلسطيني الى أمير الغندور (الذي لم يقرر بعد إذا كانت تدور أم تتحرك فقط، وهل هي لاتينية أم إيطالية؟) الى الحكيم البابلي (أو البابلي الحكيم) وإلى أدم عربي (كيف حال لغتك العبرية؟) إلى "الأخ الكبير" (أو "الأخت الكبيرة"؟) في "هيئة التحرير" الذي يعاقب من يشاء ويكافئ من يشاء إلى كل الذين كرموني بتعليقاتهم، إن ذماً أو ثناءً، وأغنوني بمشاركاتهم، إن تأييداً أو نقداً صارماً (الشتائم لم تؤخذ في الحسبان)
وباختصار، إلى كل قارئات و قراء "الحوار المتمدن": שנה טובה - شنة طوبة (سنة طيبة) (شنة = سنة. طوبة = طيبة. روش = رأس. هل نحتاج الى دليلٍ آخر يثبت أننا أمام لغتين شقيقتين وشعبين شقيقين؟)
فلتكن إذن سنة 5768 للخليقة السنة التي تقوم فيها دولة فلسطين الديمقراطية المستقلة الحرة جنباً الى جنب مع اسرائيل الديمقراطية المستقلة الحرة وحلم "علما الدولتين يخفقان معاً" يتحقق بعد طول انتظار.
"إننا، إذ نحتفل هذا اليوم، نتوجه الى جيراننا في أرض اسرائيل (فلسطين) وفي الدول المحيطة بنا ونقول لهم: لن ننس أبداً أننا سنعيش معكم جنباً الى جنب في المستقبل أيضاً. . . إننا نمد يدنا لكم، من صميم القلب، من أجل السلام" - قالت غولدا مئير، من على شرفة الوكالة اليهودية في القدس، في خطابها أمام الجماهير اليهودية المحتفلة بقرار التقسيم ، في الليلة بين 29 و-30 من نوفمبر عام 1947.
"نحن لا نريد إزالة الشرعية عن اسرائيل . . . نحن لا نريد عزل اسرائيل . . . نحن نريد أقامة دولتنا الى جانب اسرائيل" - سوف يقول محمود عباس من على شرفة المقاطعة في راملة، في خطابه أمام الجماهير الفلسطينية يوم تحتفل هذه بقرار الأمم المتحدة بالأعتراف بدولة فلسطين المستقلة.
في ذلك اليوم، عندما ستقوم دولة فلسطين، وعندما سيخفق علم فلسطين جنباً ألى جنب مع علم اسرائيل، سوف تحرز الصهيونية، كما أرادها وحلم بها الآباء المؤسسون، انتصارها النهائي والحاسم.
* * * الخطابات الثلاثة: خطاب الرئيس الأمريكي براك أوباما أثار الحزن والرثاء أكثر مما أثار الغضب. هذا لم يكن خطاباً من نوع خطابات !Yes We Can. ملامح وجه براك أوباما، اثناء لقائه مع نتنياهو بعد القاء الخطاب المخزي، روت القصة كلها: هكذا تبدو الزانية بعد ان تستلم من الزبون أجر "خدماتها". ولكن ألم يكن ذلك ثمناً باهضاً مقابل الحصول على ولايةٍ رئاسيةٍ ثانية؟
خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس يمكن اختصاره بجملةٍ واحدة: أرفعوا رؤوسكم أنتم فلسطينيون. لكنه أغضبني في نقطتين. النقطة الأولى عندما تكلم عن معاناة المرضي الفلسطينيين دون أن يشير الى العناية الفائقة والمخلصة التي يتلقاها المرضى الفلسطينيون في المستشفيات الأسرائيلية على أيدي أطباء إسرائيليين، وبهذا أساء الى الأطباء الأسرائيليين وإلى شعب اسرائيل. النقطة الثانية عندما أنجر وراء خدعة أن "دولة يهودية" معناها دولة الشريعة اليهودية. دولة يهودية، قال محمود عباس، سوف تحول الصراع العربي-الأسرائيلي الى صراع ديني وسوف تلغي حقوق "عرب الداخل". وبهذا ردد الدعاية الأسلامية والقومية العربية المتطرفة من جهة، والدعاية الدينية اليهودية والشوفينية الأسرائيلية اليمينية المتطرفة من جهةٍ أخرى. "دولة يهودية" ليس معناها "دولة الشريعة اليهودية" بل "دولة الشعب اليهودي". قرار التقسيم من سنة 1947 نص على قيام دولتين: دولة يهودية ودولة عربية. اسرائيل هي دولة يهودية (دولة الشعب اليهودي) ودولة ديمقراطية (دولة كل مواطنيها). وفلسطين (عندما ستقوم) ستكون دولةً عربية (دولة الشعب العربي الفلسطيني) ونأمل أن تكون أيضاً دولةً ديمقراطية (دولة كل مواطنيها).
"دولة يهودية" ليس معناها دولة دينية تماماً كما ان "دولة فلسطين العربية" ليس معناها بالضرورة دولة اسلامية. لذلك تستطيع الدولة ان تكون يهودية وديمقراطية في آن واحد. قد يكون هناك تناقض بين الدين اليهودي والديمقراطية ولكن ليس هناك بالضرورة تناقض بين مفهوم الشعب اليهودي ومفهوم الديمقراطية.
هكذا بالضبط وصفت "وثيقة الأستقلال" دولة اسرائيل، يهودية وديمقراطية، عندما اعلنت: "ان دولة اسرائيل ستدأب على تطوير البلاد لصالح سكانها جميعًا وتكون مستندة إلى دعائم الحرية والعدل والسلام مستهدية بنبوءات أنبياء إسرائيل, وستحافظ على المساواة التامة في الحقوق اجتماعيًا وسياسيًا بين جميع مواطنيها دون تمييز من ناحية الدين والعرق والجنس، وستؤمن حرية العبادة والضمير واللغة والتربية والتعليم والثقافة, وتحافظ على الأماكن المقدسة لكل الديانات وتكون مخلصة لمبادئ ميثاق الأمم المتحدة".
لم استمع الى خطاب رئيس الحكومة الأسرائيلية، بنيامين نتنياهو، أمام الجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة. أنا، كما ذكرت مرةً، انتقل الى قنواتٍ أخرى عندما تظهر صورة نتنياهو على شاشة التلفيزيون. قرأت الخطاب في الصحف في اليوم التالي. السؤال الوحيد حول خطاب نتنياهو هو: هل هناك في العالم كله إنسان عاقل واحد يصدق كلمةً واحدة مما قاله هذا المراوغ؟ שנה טובה
#يعقوب_ابراهامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ديالكتيكهم وديالكتيكنا - ستالينيتهم وماركسيتنا-2
-
غوغاء لا حثالات ولا ثوار يقتحمون الباستيل
-
إخفضوا رؤوسكم أنتم مصريون!
-
ديالكتيكهم وديالكتيكنا - ستالينيتهم وماركسيتنا-1
-
خطوة الى الوراء
-
أي بيت فلسطيني تحتل يا يعقوب؟
-
الخدعة الكبرى : نظرية التناقض الرئيسي والتناقض الثانوي
-
أنا إرهابي فخور
-
كلنا رائد صلاح؟!
-
خواطر وأفكار من وحي سالونيكي
-
إنهيار نظرية المؤامرة الصهيونية
-
حسقيل قوجمان يرسخ ولا يشك
-
عودة الى خرافة الأشتراكية العلمية
-
وطن لشعبين - يعقوب ابراهامي يرد على عماد عامل
-
الرجل الذي يحارب بمدافع القرن ال-19
-
أنا، أميل حبيبي وجورج حزبون
-
خرافة الأشتراكية العلمية
-
فهد والقضية الفلسطينية : ملاحظات نقدية
-
فيتوريو بعد جوليانو
-
يوم انحرفت الثورة المصرية عن مسارها
المزيد.....
-
لحظة لقاء أطول وأقصر سيدتين في العالم لأول مرة.. شاهد الفرق
...
-
بوتين يحذر من استهداف الدول التي تُستخدم أسلحتها ضد روسيا وي
...
-
الجيش الإسرائيلي يعلن مقتل جندي في معارك شمال قطاع غزة
-
هيّا نحتفل مع العالم بيوم التلفزيون، كيف تطوّرت -أم الشاشات-
...
-
نجاح غير مسبوق في التحول الرقمي.. بومي تُكرّم 5 شركاء مبدعين
...
-
أبرز ردود الفعل الدولية على مذكرتي التوقيف بحق نتنياهو وغالا
...
-
الفصل الخامس والسبعون - أمين
-
السفير الروسي في لندن: روسيا ستقيم رئاسة ترامب من خلال أفعال
...
-
رصد صواريخ -حزب الله- تحلق في أجواء نهاريا
-
مصر تعلن تمويل سد في الكونغو الديمقراطية وتتفق معها على مبدأ
...
المزيد.....
-
الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024
/ فهد سليمانفهد سليمان
-
تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020-
/ غازي الصوراني
-
(إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل
...
/ محمود الصباغ
-
عن الحرب في الشرق الأوسط
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني
/ أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
-
الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية
/ محمود الصباغ
-
إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين
...
/ رمسيس كيلاني
-
اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال
/ غازي الصوراني
-
القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال
...
/ موقع 30 عشت
-
معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو
...
/ محمود الصباغ
المزيد.....
|