أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نارت اسماعيل - هل مازال الدين أفيون الشعب؟













المزيد.....

هل مازال الدين أفيون الشعب؟


نارت اسماعيل

الحوار المتمدن-العدد: 3036 - 2010 / 6 / 16 - 16:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


يقول كارل ماركس في عبارته الشهيرة( الدين هو زفرة المخلوق المضطهد، وهو بمثابة القلب في عالم بلا قلب، والروح في أوضاع خلت من الروح، إنه أفيون الشعب)، وهو يقصد بالطبع بأن الدين هو الملجأ الذي يلجأ إليه الإنسان المضطهد الفقير والفاقد للأمل بتحسين أحواله، يعزّي نفسه بأن العدالة ستتحقق في نهاية المطاف إما على الأرض بعد طول انتظار، أو في السماء بعد الموت على شكل حياة جديدة وفرصة أخرى.
يا ترى هل مازال هذا الكلام ينطبق على أوضاعنا الحالية في عالمنا العربي؟
لا شك بأن شرائح واسعة من مجتمعنا والتي تسحقها ظروفها المعيشية الصعبة واليائسة من تحسين أحوالها مازالت ترتمي بأحضان الدين وتلجأ إليه مثل الغريق الذي يتمسك بأي شيء يصادفه.
ولكن بالمقابل فإن شرائح أخرى بدأت بالظهور ولا تشتكي من أية صعوبات معيشية، وبالعكس فهي تتمتع بالوفرة المادية والمستوى الاقتصادي الممتاز، ومع ذلك ترتمي هي الأخرى بأحضان الغيبيات بل وتتعلق بها بطريقة تشنجية وتدافع عتها بكل شراسة.
شرائح كبيرة من المسلمين في دول الخليج وحتى في بقية الدول العربية تعيش بحالة من البحبوحة الاقتصادية ونسبة كبيرة منهم من المتعلمين والحاصلين على شهادات عالية ومنهم من يسافر كثيرآ إلى الدول الغربية بقصد السياحة أو العمل أو التحصيل العلمي ومع ذلك فإنهم يتبنون نفس الأفكار الظلامية التي يتعلق بها الناس البسطاء غير المتعلمين.
هل الناس الذين يحضرون دروس عمرو خالد وغيره من الدعاة هم من الفقراء فقط؟ بل إن أكثرهم من أسر غنية
مثال آخر وهي ظاهرة القبيسيات في سوريا، فمعظم الفتيات والسيدات هن من أسر غنية أو متوسطة وكثير منهن حاصلات على درجات علمية جيدة وبعضهن يشغلن مراكز كبيرة في سلك التعليم ومرافق أخرى في البلد.
من الظواهر التي صرنا نشاهدها اليوم، ظاهرة التديّن خمس نجوم، فقد أصبحنا نرى نسخة جديدة من الشخص السلفي، لم يتغير شيء بداخله، ولكنه أجرى بعض التعديلات على مظهره الخارجي، صرنا نراه يضع شماغآ ماركة بروجيه السويسرية ويضع في جيبه قلمآ فاخرآ ماركة واترمان وبجانبه مسواك طويل، يسافر بالدرجة الأولى وهو يضع رجلآ فوق رجل ليكشف ثوبه القصير (حسب السنّة) عن بطتي ساقين رائعتين، يتكلم الانكليزية بطلاقة مع المضيفة والتي يتناول منها التمر المحشو باللوز والمغروز فيه عود حتى لا يلوث صاحبنا أصابعه الرقيقة وبالتالي لا يلوث لحيته الطويلة التي يداعبها باستمرار بيده.
صرنا نرى فتاة تعيش مع أسرتها في باريس أو تورونتو وأحوالهم الاقتصادية لابأس بها وأهلها يفرضون الحجاب عليها منذ نعومة أظفارها ويراقبون كل حركاتها وسكناتها وقد يقتلونها إذا لم ترتد الحجاب كما حصل مع( أقصى برويز) في تورونتو قبل ثلاث سنوات والتي خنقها أبوها لأنها أحبت أن تعيش مثل زميلاتها ورفضت ارتداء الحجاب
صرنا نرى شابآ من أسرة متدينة ثرية، وهو محروم من أبسط حقوقه في التعبير وفي ممارسة حقه في اختيار مبادئه وأفكاره وملابسه وأسلوب حياته واختيار أصدقائه وشريكة حياته
صرنا نرى مركزآ طبيآ في دمشق بني بأموال خليجية ولا يقبل إلا الطبيبات المحجبات
صرنا نرى مركزآ ماليآ في دمشق وهو أيضآ بدعم من أموال خليجية وكل الموظفين فيه شباب صغار ملتحين.
ألى ماذا يقودنا كل ذلك؟
برأيي إن هذا الأمر خطير لأنه يسحب البساط من تحت أقدام الداعين إلى وقف نقد الإسلام بحجة أن تحسين الظروف المعيشية والاقتصادية للناس كفيل بابعادهم عن الدين ويجعلهم يخففون من حمولتهم من الغيبيات
من الواضح أن الموضوع لم يعد زفرة مضطهد فقط، بل أصبح مخططآ يقوم به أناس وجهات على درجة عالية من العلم والتخطيط وعندهم الامكانيات المالية الهائلة ويستخدمون وسائل العصر من انترنت وفضائيات وغيرها بمستوى عال من الإتقان.
هل من قام بتفجيرات 9/11 هم من الفقراء المسحوقين؟
يجب التنبه من الأمر وعدم ترك الساحة خالية لهم
كيف نتوقف عن نقد الدين والآخرون يتكاثرون وينتشرون ويسيطرون على الفضائيات وبقية وسائل الاعلام والمدارس والجامعات والنقابات وحتى البرلمانات؟
ستكون خيانة إذا تركناهم يعبثون بمستقبل أولادنا وأوطاننا ويحولوها من حديقة متعددة الألوان إلى مشهد قاتم أسود كئيب.
الخلاصة:
لم يعد الدين زفرة مضطهد فقير فقط، ولكنه صار أيضآ مؤامرة من لابسي شماغ بروجيه الذين يشترون الفضائيات والصحافة ويشترون الضمائر والأنفس
كم هو بريء من لايزال يعتقد أن الدين هو زفرة مضطهد فقير كما كان الحال أيام كارل ماركس رحمة الله عليه



#نارت_اسماعيل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رد على مقالة الكاتب سعيد مضيه (لمن تقرع أجراس الليبراليين ال ...
- ترقية فتاة قبيسيّة
- العبور إلى الضفة الأخرى
- نعم، إنهم مزعجون
- مأساة تهجير الشراكس
- إصلاح القلوب أم إصلاح الجيوب؟
- جمهوريات الفيس بوك
- لا نعبد ما تعبدون
- ما أصعب العيش صامتآ
- أوجه النفاق
- مضارب البدو في جبال القوقاز
- فن صناعة الغباء
- أقوال خالدة لعمرو خالد
- علموا أولادكم احترام المرأة
- البيئة- الإله- المرأة
- رأي شخصي في الختان عند الذكور
- سامحها يا أبو هشام
- عن أي إرهاب يتحدثون؟
- ما هو الحل مع هؤلاء الناس؟
- الحل قادم من الغرب


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نارت اسماعيل - هل مازال الدين أفيون الشعب؟