أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زيد ميشو - عذراً أيها الحكيم البابلي – لقد كنت صغيراً جداً حينذاك ، ولم اكبر














المزيد.....

عذراً أيها الحكيم البابلي – لقد كنت صغيراً جداً حينذاك ، ولم اكبر


زيد ميشو

الحوار المتمدن-العدد: 2956 - 2010 / 3 / 26 - 11:45
المحور: حقوق الانسان
    


في إنشودتك الأخير " كان يامكان في بغداد " وأنت تسرد ذكريات لا أعرف كيف لملمتها وجمعتها ، ومانوع الصمغ المستعمل لبقائها في ذاكرتك طول الوقت ، عاتبتني لأنني تشبثت بالحروب لتكون مبرراً على فقداني لذكريات جميلة ، وبقي عتابك حتى في إتصالنا الهاتفي وأنت تحثني على قلب الذكريات ، فقلت مع نفسي العجوز ، عليك بالذاكرة ، فبغداد هي نفسها ، عاش بها الحكيم وخرج منها بكنوز من المعرفة ، فقد تأمل بسمائها ونخيلها وأشجارها وورودها ، وقرأ تاريخها وعشق أرضها وناسها ، ولم يشأ أن يخبأ كنزه ، بل أخذ على عاتقه أن يقاسمه من الجميع شيئاً فشيئاً ، ولأجل ذلك اتت أناشيده تجمل صفحات الحوار ، وشرّع صناديق كنوزه أمام الجميع ، وكل من شاء غرف ماملكت يمينه .
فكرت وفكرت ، ولم أصل بذكرى تزيد عن سنوات معدودة بأصابع اليد عن طفولة قضيتها في شوارع منطقة المشتل ودرابينها ، العب مع الصحبة لعبة الدعبل ( الخرز أو الكلول ) وكرة القدم والتي عادةً تنتهي بالشتائم وضرب الحجار ، طفولة لم أفهم منها غير اللعب والشغب ، فأين ذهبت السنون الأخر ؟
لم تمضي سوى شهورً حتى كسرت حاجز الطفولة فاتحاً مرحلة جديدة من الحياة ، فقد كان لقاء شلة من الأصدقاء علموني ماتعلموه قبل أيام ، وكانت النقلة النوعية بين ليلة وضحاها لمعرفة جديدة ، خبيثة وماكرة ، كانت ممكن أن تكون مرحلة نضوج ، إلا إن الأيام أتت بما لم نتوقع .
أشهر قليلة بعد هذه النقلة وإذا ننهض مفزوعين بصوت المدافع ومقاومة الطائرات ودوي القنابل ، وكانت بداية حرب خلناها ستنتهي بعد أيام . فقلت لعمري ، قف لاتتحرك ، ستنتهي حتماً وسأعود واكمل كسائر البشر دورات حياتي الطبيعية وأعيشها بحذافيرها ومتطلباتها . وبعد ستة سنوات إنتهى كل طموح لدى الشباب الواعد والحرب لم تنتهي ، وكان أول ضياع ، فقد أوقفت الزمن ولم أعش مراهقتي ، وحان موعد الخدمة العسكرية .
أوقظت مرحلة المراهقة من سباتها ولم أستأنفها ، بل رميتها في وسط محرقة أكلت عنفوان شبابنا وطموحاتهم وآمالهم ومستقبلهم .
وقلت ، أنا الآن في ريعان الشباب ، ماهي إلا سنتين وأنهي خدمتي الإلزامية ، فيا عمري ابقى كما أنت ، سأعود لك وأستأنف حياتي كما يعيشها الشباب في العالم ، ولم اكن أعرف بأننا في عالم يختلف عن العالم .
ستة سنوات أخرى جمّدت من حياتي ، لم أعرف منها ماذا يعني الفترة التي تسمى جزافاً على أبناء جيلي في العراق " مرحلة الشباب " .
أيقظت عمري مرة أخرى من سباته ، وإذا بحيوتي المفترض ان أكون عليها قد ذبلت ، وخسئت فقلت لم يفت العمر كثيراً ، وها أن سأبدأ مرحلة جديدة وهي مرحلة الرجولة .
ولأني لم اعش مراهقتي كما هي ، ولم أعرف مايعني الشباب ، لذا كنت رجلاً أسيراً لعكازات تقيد حركتي ، فلا خبرة بهذه الحياة ولا معرفة ، فترنحت كالسكران لايعي أين هو ، ومن يكون ، ولماذا يعيش ، فما هي إلا ثلاثة سنوات أخرى برجولة شبه راقدة ، حتى قررت الهروب علّي أجد ضالتي .
ولم أعرف ماخبأه الزمن من مفاجآت .
وبدأت قصة ضياع جديدة ، تسعة سنوات في دولٍ يقولوا عنها شقيقة يعرف أهوالها القاصي والداني ، والعقل في سبات ، والطموح لاأعرف مايكون ، لكن معناه مخزون في الذاكرة إلا إنني لاأملك أي برنامج لتشغيله . حتى وصلت إلى أرض الميعاد في الشهر السادس من عام 2003 ، كندا ، الأمل المنشود والمستقبل العظيم ، وكنت قد بلغت حينها السابعة والثلاثون من عمري حسب السجلات .
لقد سرقنا وسرقت حقوقنا في حياةٍ طبيعية ، ولا نعرف إن كنا أحياء حينذاك أم أشباه أحياء
فرفقاً بي ايها الحكيم ، فلا العراق يتذكرني ، ولا ذاكرتي تحركّت معه ، فهل أنا ملام ؟

رابط الموضوع – مداخلة رقم 45 - 52
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=208795



#زيد_ميشو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاأثق بهم ولاأستلطفهم ، فهل أنا على خطأ ؟
- الله و الله وأكبر والرب وأودوناي
- الله حسب الطلب
- العلم العراقي وعلاقته بقتل المسيحيين
- نحن كنّا ، وماذا عن الآن ؟
- سمير إسطيفو شبيلا - يدي بيدك من أجل شعبنا المضطهد
- رأيي شخصي - الكتابة بإسم مستعار
- لاس فيغاس عراقي ، كفيل بتقويمه
- زماننا وزمانكم
- تعال يا حمار . . ميخالف - روح يا حمار . . ميخالف تعال ( أركب ...
- حتى آدم وحواء شتمهم حرام !!
- إسمحوا لي أن أشتم - حلقة أخرة من سلسلة تنفيس
- بدل أن نطلق صفاة لإله واحد ، فليكن لنا أسماء لعدة آلهة
- وهناك أنواع أخرى من التنفيس وأنا لاأعرف
- الاديان والقوميات حافظت عليها البشريه .. ليس حبا بها بل كرها ...
- يوم الحرية الكوني
- الصحافة القندرية مكلفة مادياً
- أبوك يال H1N1 لحكتنة حتى عالسلام
- إلى لجنة إعادة صياغة دستور العراق .. إحذروا التقليد
- إلى أهالي الناصرية الطيبين ، لكم كل الحب


المزيد.....




- يوم أسود للإنسانية.. أول تعليق من الرئيس الإسرائيلي على أوام ...
- حماس: أوامر اعتقال نتنياهو وجالانت تصحيح لمسار طويل من الظلم ...
- رفض إسرائيلي لقرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو ...
- منظمة الفاو تحذر من وصول المجاعة إلى أعلى درجة في قطاع غزة، ...
- مذكرات الاعتقال بحق نتنياهو وغالانت والضيف.. كل ما نعرفه للآ ...
- مذكرة اعتقال ضد نتنياهو.. أول تعليق من مكتبه وبن غفير يدعو ل ...
- زلزال سياسي: المحكمة الجنائية الدولية تصدر مذكرتي اعتقال في ...
- حماس ترحب بإصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال بحق ن ...
- حماس تحث المحكمة الجنائية الدولية على محاسبة جميع القادة الإ ...
- هولندا تعلن استعدادها للتحرك بناء على أمر الجنائية الدولية ب ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - زيد ميشو - عذراً أيها الحكيم البابلي – لقد كنت صغيراً جداً حينذاك ، ولم اكبر