أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - المواطن العربي 2















المزيد.....

المواطن العربي 2


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2897 - 2010 / 1 / 23 - 01:20
المحور: كتابات ساخرة
    


وإذا دخل العرب منتزهاً تجدهم يحرمون فيه كل الأشكال الجميلة والأنيقة ويخلعون أحذيتهم في الأماكن التي يجب أن يخلعوا فيها رؤوسهم وما فيها من ماضي , ويحرمون والزينة ويدوسون بأرجلهم وأقدامهم على كل الأغصان والورود الجميلة , وإذا دخلوا مكاناً عاماً يقلبونه ساحة للصلاة وإذا حكم العربُ مدينة أفسدوها , وإذا استلموا أي ثقافة في أي مدينة يحرقونها ويعدمونها ويجعلونها بلا ثقافة بحجة أحياء التراث والقديم والمحافظة على العادات والتقاليد وتجدهم يقمعون كل ما يوصل للتقدم وللتطور , إن العرب وباء كبير وعالة على الناس والمجتمع الدولي , وإذا استلموا رئاسة تحرير أي صحيفة يجعلونها موقع فساد للحرية التعبيرية والديمقراطية, وأنا بصراحة أتشاءم من أي موقع فيه عرب ولكنني أتخلى عن هذا التشاؤم إذا كان ذلك الموقع يصدر من دولة أجنبية , فهم مثل الجراد يأكلون الأخضر واليابس وأي شيء جميل يجعلونه خراباً, وقد أساء العربُ للديمقراطية منذ أن بدأت تدخلُ إليهم , وقد أساء العرب للفن منذ أن بدأت أقلامهم وريشهم تخربشُ على اللوحات الجدارية , وقد أساء العرب للمرأة وللمساواة منذ أن بدءوا يشتغلون في مجال حقوق الإنسان .

وقد أساء العرب للصناعات منذ أن بدأت المصانع الكبرى تعمل على تجميع صناعاتها في الدول العربية , فلا شيء يصنعونه إلا ويفسدونه أو يسيئون للشركات التي تمنحهم ترخيصاً بذلك , وأنصح عشاق شرب البيبسي بأن يجربوا طعمه في أي دولة أخرى ما عدى الدول العربية وأنصح عشاق السينما بأن يشاهدوا فلماً أجنبياً بعد أن يشاهدوا فلماً عربياً وأنا متأكد هذه المرة من أن المشاهدين سيتقيئون من مناظر ومشاهد الأفلام العربية وأنصح هواة شرب الماء أن يشربوا الماء في أي دولة أجنبية ليشاهدوا الفرو قات الشاسعة بين الماء الذي يخرجُ من لغة العطر والياسمين وبين الماء الذي يخرج من جوف الصحراء الجافة , وأنصح الذين لم يغسلوا أجسامهم بأن يغسلوها مرة كل ألف عام تحت أقدام امرأة تعبد الريح والمطر والشمس والهواء .
.
وأنصح أي عاشق بأن يجرب العشق والهوى مع أي امرأة أجنبية , لقد أفسد العرب كل شيء حتى طواحين الهواء والماء , فإذا دخلوا موقعاً الكترونياً تجدهم ينشرون أو يحاولون نشر الذعر والإرهاب فيه لقد افسد العرب على الصحافة نكهتها وعلى صاحبة الجلالة جلالها ,إن العرب يقتلون كل مبدع هو وإبداعه وإن العرب يقتلون كل فنان هو وفنه , وأنا لستُ متشائماً ولكنني على الأقل أحكي الحقيقة , ولينظر كل واحد منا إلى دولة عظيمة مثل إسرائيل وليشاهد فيها أكثر من 300 براءة اختراع سنوية تسجل في رصيد اليهود , والعرب يسجلون آلاف الجرائم التعذيبية والقهرية والسلوكية إن العرب مجرمون بحق الإنسانية وبحق أنفسهم وبحق أبناءهم فلا يوجد لأبنائهم ما يفتخرون به في الغد أمام العالم والناس, والعرب إذا دخلوا صالة أفراح يريدونها أسلامية وإذا دخلوا مستشفى يريدونه مسجداً وإذا ذهبوا للعمل يقومون بتحويل مواقع عملهم إلى خمس فرائض من الصلاة وينسون أنهم آتون للعمل .


ويعيش المواطن العربي بوجهين مختلفين وينام على سريرين ويتغطى بغطاءين ويأكل بملعقتين وهو من ناحية الشمس سر مفاتيح الشمس حين تشرق على الماضٍي بعيداً ومن ناحية القمر تشرف على ناحية قريبة , ولكنه في كلا الحالتين لا يحدد وجهت نظره , وإذا خرج العربي من منزله وصادفته وسألته عن وجهت نظره تجده يقول لك: مش عارف وين بدي أروح!مش عارف شو بدي أساوي اليوم , مش متى أرجع على الدار ومش عارف ليش اطلعت من الدار , إنه تماماً بلا هدف , وإذا وجدته في سوق الخضرة تجده لا يعرف ما سيشتريه وإذا وجدته في سوق الفواكه تجده أيضاً لا يعرف ماذا سيشرب اليوم إن كان عصيراً حل(مكس) أو عصير طبيعي, ويتكلم العربي بلسانين واحد عليه حلاوة وواحد عليه طلاوة وتحت الطلاوة والحلاوة لسان آخر وهو يعيش في الظل ويعيش تحت الضوء أو المجهر ويعيش في الليل ويعيش في النهار وينامُ في الوقت الذي عليه فيه أن يعمل ويعمل في الوقت الذي عليه فيه أن ينام , إنه مدمن جداً على العبث بالنظام الشمسي , ويعيش فوق الماء وتحت الماء ويعيش في البحر ويعيش في البر , كائن غريب وعجيب لا يعجبه أي نظام في العالم وهو من المستحيل أن يُعجبَ فيه الناس, وكل سلوكياته تدل على أن أصله وضيع وليس إنساناً ويدعي أنه أفضل من الملائكة وأنه يعيش برأيين منفصلين وبقلبين منفصلين ويفكرُ بدماغين أو بعقليين ويعشق بأكثر من قلب وفي الصباح له عشيقة تختلفُ عن عشيقة المساء أو عشيقة الظهيرة وبهذا لا يعرفُ التمييز بين الحضارة والعهارة وهو لا يفرق بين الحرية والدعارة أو بين الحب الرومانسي أو بين الحب وما تحت الصرة, وكل الدراسات الاجتماعية تدلُ على أن تصرفاته داخل المنزل تختلفُ جداً عن تصرفاته خارج المنزل , فسلوكيات المواطن العربي في بيت الجيران ليست كسلوكياته في بيته , وسلوكياته في الوظيفة أو العمل تختلفُ عن سلوكياته في البيت أو الحارة .

وكل الدراسات تشير إلى أن عقلية المواطن العربي فصامية ومزدوجة على طول الخط , فالمعارض السياسي يهتف وينادي ببقاء الأنظمة القديمة والكاتب يلجأ في أسلوب كتابته للصور القديمة والشاعر يفضل الألفاظ القديمة والمرأة تدعي الحرية وتتعلق بالملابس القديمة أو أن لبسها ومظهرها الخارجي لا يدلان على طبيعة تفكيرها والناخب يذهب إلى صندوق الاقتراع وهو لا يعرف لمن سيعطي صوته , وغالباً ما ينادي لمرشحه ويعلو صوته وهو يهتف له وعند صندوق الاقتراع نجده يمنح صوته لناخب آخر .

والإنسان العربي متلون بعدة مذاهب أدبية وسياسية ويعيش اقتصادياً على نظام مختلط اقتصادي وثقافي وسياسي وتربوي , فهو يجمع في علم التربية كل المناهج ويريد أن يمشي عليها وهو في بحثه العلمي يريد أن يستخدم القياس ولكنه في كل صفحة من صفحات بحثه يتردد وهو يميل إلى الأخذ بمذاهب توفيقية وعقلانية , وهو حين يكتب رواية لا يدري من هو البطل وإذا وجد البطل يحتار في نهايتة وغالباً ما يلجأ إلى قتل البطل بسبب حيرته منه أو بسبب عدم قدرته على وضع نهاية جميلة للبطل .

والمواطن العربي سيبقى عربي



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عداد التكسي
- حظك هذا العام
- السندباد الأردني
- مستويات هابطة
- كانت أمي2
- وزارة الثقافة الأردنية دون بيان الأسباب
- كانت أمي1
- لو تعتنق أوروبا الإسلام
- كان أبي
- سيرة أمي المرضية
- أمي على مائدة الطعام
- اللغة السريانية والمسجد الأقصى
- الخلفيه الثقافيه
- الحياة العامة في الأردن3
- العلاج بالقرآن الكريم
- من نوادر البخلاء
- بيت الكرم1
- كيف أصبحت الأنثى امرأة؟
- وجه الشبه بين زوجتي والحكومة الأردنية 2
- مثقف أردني يحكي قصة اضطهاده2


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - المواطن العربي 2