أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - قاسم حسين صالح - ما هكذا تكون الدعوة لتحرير المرأة














المزيد.....

ما هكذا تكون الدعوة لتحرير المرأة


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 2873 - 2009 / 12 / 30 - 14:13
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ما فهمته من كتابات الاعلامية نادين انها تدعو الى، اولا": شرعنة تعدد الازواج للمرأة لاربعة بوقت واحد.. وبهذا تستهدف الدين، وثانيا": اباحة الخيانة الزوجية للمرأة.. وبهذا تستهدف القيم والاخلاق الاجتماعية.
وجميل ان تظهر اصوات نسائية يصفها البعض بــ "الجرأة " فيما يصفها اخرون بـ " الوقاحة". والاجمل ان تأتي هذه الاصوات من مجتمعات كابته لحرية المرأة ..تحرّم عليها حتى قيادة السيارة.
وبصفتي سيكولوجست تهمني قضية تحرير المرأة فانا لست معنيا" لا بالجرأة ولا بالوقاحة ولا بالدين ولا بالقيم والاخلاق الاجتماعية، انما الذي يعنيني هنا هو الوجود الانساني للمرأة.
ومع ان نادين تهدف الى ذلك أيضا" غير انها ارتكبت اساءات بالغة بقضية تحرير المرأة، اولها :انها اختزلت الوجود الانساني للمرأة بمعاناتها من الاستلاب الجنسي، فيما هي تعاني استلابات اقسى : عقلية وسياسية واقتصادية واجتماعية، والاستلاب العقائدي الذي هو أخطر من الاستلاب الجنسي،فضلا عن قهر متعدد الابعاد ووضعيات مأزقيه وازمات نفسية ، وتشريط استهدف طمس طاقاتها الذهنية واقناعها بدونيتها ازاء الرجل وتبعيتها له في علاقة تحددها قوة قانون تمنح الرجل أغلب الحقوق وتفرض على المرأة أغلب الواجبات.
والاساءة البالغة الاخرى انها صورت المرأة كما لو كانت كائنا" شبقيا" يبحث عن الاشباع الجنسي الغريزي .. وانها " المرأة " لو كانت في ندوة ثقافية مثلا" فان شاغلها ليس ما يطرح من افكار والمشاركة بفاعلية في النقاشات بقدر ما تبحث عمن تستهويه .. فتصطاده الى غرفتها، وما ان ترتوي منه تعود الى القاعة لتبحث عن صيد آخر له طعم آخر.
والاساءه الثالثة: اننا اذا اعتبرنا تعدد الزوجات رذيلة أو قباحه يرتكبها الرجل، فانها تدعو الى ان تتمتع بهما الزوجة ايضا" بان تتزوج اربعة رجال في آن واحد. واذا اعتبرنا ان تعدد الزوجات يعني امتلاك الرجل للمرأة واستعبادها فهي تريد أيضا" ان تتمتع المرأة بهذه الملكية وتستعبد الرجل، وكأنما تحقق المرأة وجودها الانساني في استعباد الرجل فيما يعني "الاستعباد" نوعا" من السادية سواء كان الذي يمارسه رجلا" ام امراة .
صحيح ان المرأة في مجتمعاتنا جرى اختزالها الى مجرد وعاء للجنس، ولكن ينبغي فهم هذا الاختزال على انه الغاء للفكر والابداع وتبخيس للقيمة الاعتبارية، وهذا هو الاهم.. اما ان تركّز الاصوات النسائية على تحرير المرأة جنسيا" اولا" فذاك يضر بقضيتها، لأنها تعطي الفرصة لخصمها الاقوى بتوجيه ضربة موجعة .. ويضر اكثر اذا كان اسلوب هذه الدعوة على طريقة نادين التي اساءت لجوهر المرأة وللحب وللجنس، وقدمت المرأة كما لو كانت ضائعة أو مريضة نفسيا" أو مصابة بهوس جنسي.
وما نرجوه من الاصوات النسائية التي تدعو حقا" الى تحرير المرأة ان تكون متوازنة وعقلانية وواقعية لا ان يظهر صوت هنا وآخر هناك يسعى الى الشهرة فيسيء الى قضية نبيلة ولا يكسب حتى ديمومة الشهرة لانها ستكون مثل نار شبت في كومة حطب ثم تحولت الى رماد.
ان تحرير المرأة من وضعية القهر التي تعيشها لا يمر عبر الدعوة الى تحريرها جنسيا" والوصول الى حالة من المشاعية الجنسية. ثم من قال ان المشاعية الجنسية أو تعدد العلاقات أو " العياهير" ، رجالا كانوا أم نساءا ،يحققون فيها وجودهم الانساني في الجنس ،فيما هم – بتحليلنا – مرضى نفسيا لأنهم يمارسون الجنس من دون حب ، فيما السليم نفسيا هو الذي يستمتع بالجنس الناجم عن مشاعر الحب ، وحيث يجد الطرفان أحدهما في الآخر ويمتلكان الحرية في الانعتاق من العلاقة حين تخمد مشاعر الحب ويتحول الجنس الى مجرد عملية لأمور أخرى.
وثمة ملاحظة تتعلق بالاعلامية نادين هي انها حين ظهرت في قناة "الحرّة" كانت في البدء محجبة ثم ازاحت حجابها للوراء قليلا" وبانت خصلات شعرها، ثم ازاحته وطرحته ارضا".. وكشفت عن صدرها قليلا" .. ثم اتسعت المساحة، مما يوحي وكأنها ترى ان تحرر المراة يكون في مقدار الكشف عن تضاريس جسدها. وليتها ظهرت من البدء كذلك .. فلا تعليق، لا ان تجعل المشاهد يعزو هذا التغيير الى القول بان "الحرّة "هي التي جرأّتها.





#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثابت والمتحول في المجتمع العراقي المعاصر 1 - 5
- ميكافيللي الشرير القابع في زعاماتنا
- السياسيون وبذيء الكلام
- انتخبوا ..القائمة النفسية!
- التعصب والاتجاهات
- نهاية العراق :في الانتخابات المقبلة!
- سادية حاكم ..مازوشية شعب
- زيارة لمدينة الناصرية - قراءة في ثقافة العشيرة
- الفؤوق الجندرية بين العلم والخرافة
- رسالة إلى نفسي
- الانتخابات العراقية ..وسيكولوجيا الاحتواء -قراءة نفسية-سياسي ...
- سيكولوجيا الفوضى بين بغداد وبيروت
- نحو فهم جديد لسيكولوجيا الشيخوخة
- العار ..للقتل غسلا للعار !
- التقاعد = مت وأنت قاعد!
- العراق : وطن بلا طفولة
- دلالات الرموز في أعلام دول العالم
- الحب في زمن الكوليرا
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة السادسة - سيكولوجيا الدين ...
- تساؤلات محرجة ..في الدين - الحلقة الخامسة -سيكولوجيا الدين : ...


المزيد.....




- مركز حقوقي: نسبة العنف الاسري على الفتيات 73% والذكور 27%
- بعد أكثر من عام على قبلة روبياليس -المسيئة-.. الآثار السلبية ...
- استشهاد الصحافية الفلسطينية فاطمة الكريري بعد منعها من العلا ...
- الطفولة في لبنان تحت رعب العدوان
- ما هي شروط التقديم على منحة المرأة الماكثة في البيت + كيفية ...
- الوكالة الوطنية تكشف حقيقة زيادة منحة المرأة الماكثة في البي ...
- تحديد عيب وراثي رئيسي مرتبط بالعقم عند النساء
- فوز ترامب يهيمن على نقاشات قمة المرأة العالمية بواشنطن
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - قاسم حسين صالح - ما هكذا تكون الدعوة لتحرير المرأة