الرأسمالية لعنت أخت الطبقه الكادحه

جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 2839 - 2009 / 11 / 25 - 19:57
المحور: كتابات ساخرة
    

سأل أحد الأولاد والده:

-شو هو الفساد السياسي ؟والفساد الحكومي ؟الترهل الإداري ؟والتسيب الوظيفي ؟والاستثمار الوظيفي؟.. والقوى البشرية والقوى الكادحة؟.

-الأب: البعد الثالث في عملية مئسسة النظام الديمقراطي تنبع من أهمية اهتمامنا بالإنسان وبمقدراته ومكافحة البطالة وجيوب الفقر ...

الولد يقاطع والده قائلاً:

-شو..شو..؟ هذا الكلام أو الكذب ما بفهمهوش أنا بدي تحكيلي بالبلدي , زي ما حكى الفنان الراحل أحمد زكي لأخوه سعيد صالح في مسرحية العيال كبرت, بدي تحكيلي بالأردني الفصيح.

-راح أضربلك مثل على سؤالك أو أسئلتك: انا الرأسمالي يعني أنا الممول الوحيد للبيت يعني أنا النظام , وأمك الله يصلح حالها إبتوخذ مني مصاريي وفلوسي وبتصرفها على البيت وفي منتصف الشهر بتظهر عندها مشاكل ماليه وعجز في الميزانيه, يعني أمك هي الحكومه التي تدعي أنها تدير الشعب وأمك تدعي أنها تدير البيت , وفي كل شهر تحدث عند أمك كوارث ادارية وأمك من هذا المنطلق تضع الحق كل الحق على غيرها وبتحاول أحياناً أن تحملني المسؤولية بس طبعاً ما بتقدر فبتحملها إلك إنت , وهذا يعني أنك يا ولدي الشعب , نعم انت الشعب الذي تحمله الحكومة الضرائب الجديدة من أجل أن تغطي على فسادها وترهلها الوظيفي والإداري .

-الولد: آه أنا الآن بدأت أفهم الموضوع بشكل أفضل فعلاً أمي عندها فساد مالي ودائماً بتحاول تهرب من هذا الموضوع وبعدين أمي بتهرب من موضوع الفساد مدعية أنه ترهل إداري , آه أنا الآن بدأت أفهم موضوع الترهل الإداري في الأردن أو عفواً في بيتنا وأستطيع أن أقول بأن أمي ليست فاسدة بل سنستعمل معها كلمة أكثر تواضعاً وأدباً وهي الترهل الإداري يعني أمي مثلها مثل جاراته سميحه وخديجه وبدريه وأم نعمان هذول كلهن بمثابة الدول الشقيقة كلهن عندهن فساد وترهل وظيفي وإداري .
الأب مقاطعاً ولده:

-اسمعني ولا تقاطعني يا ابن المترهلة إدارياً وجمالياً , أنت الشعب الذي عليه أن يتحمل فساد وترهل الأم , وأخوك هو بمثابة الطبقة الثانية أو الرابعة لأنك أحياناً أو دائماً ما تجور عليه وتظلمه وتأخذ منه أشياءه الجميلة مدعياً أنها لا تليق بمستواه وأحياناً بصحته البدنية أو العقلية وهلما جرا , وأختك اللي لبست الجلباب والنقاب من أكمن سنه هي (الصحوة الإسلامية) التي تقول دع الخلق للخالق ...ولا تزر وازرة وزر أخرى ,, وهذه الصحوة التي تعتقد أنها سوف تنهض بالأمة وأن على الحكومة اتباعها وهي تتآلف وتلتقي مع الرأسمالية في كافة المحاور ما عدى الحريات العامة وحقوق الإنسان أما الخادمة التي في بيتنا فهي القوى الكادحة التي عليها أن تطبخ وتنفخ للحكومة أي لأمك وأولادها , وهذه القوى الكادحة تأكل من بقايا المائدة التي نتركها لها فهي لا تستطيع مشاركتنا في المائدة وزمرتنا لا تقبلها معنا لذلك هي تعيش قمّامه وزباله هي وأولادها يعني زي ما بقولوا الفلاحين (عايشه على التبعير) مش في ناس بتروح تتبعر زيتون, وفي ناس عند البدو بعيشوا على القراقير ؟ وهذي هي القوى الكادحة .


وللخادمة أخت تزورها بين الحين والآخر وهي بمثابة مصالح الكادحين التي تحاول أن تستفيد من الرتوش الرأسمالية ولكن في كل مرة تدفع شرفها وسمعتها الطيبة ثمناً للحياة الكريمة.

وبينما كانت الأم الحكومة نائمة على آذانها استيقظ الولد الشعب على صوت أخيه الشعب الطبقة المهضومة وإذا به غارقٌ في القذارة فذهب لأمه الحكومة لكي تنتشل الشعب من قذارته فوجدها ما زالت نائمة على آذانها فحاول إيقاظها من خلال بث الوعي السياسي فنهضت من نومها وصرخت في وجه الولد واتهمته بالتواطىء مع قوى خارجية من أجل زعزعت النظام وقالت إن الأمن والنظام مستتبين ولا داعي للقلق أو للطخ باتجاه الحكومة أما أخته الصحوة الإسلامية فقالت نحن في مرحلة لا تسمح لنا بالتصادم مع النظام الرأسمالي نحن اليوم نحاول أن نبث الوعي الإسلامي ولو كان في اسلام حقيقي ما كانت الرأسمالية تركت الشعب يغرق في قذارته , فهذه القذارة سببها النظام وعدم تطبيق النظام الإسلامي أي بسبب غياب الصحوة الإسلامية .. فلما يئس الولد من الحكومة حاول إبلاغ النظام الرأسمالي فلم يجد النظام الرأسمالي في غرفته كان الأب الرأسمالي مشغول جداً ولكن مع من؟

سمع الولد في الغرفة المجاورة لغرفة الخادمة صوت قبلات (بوسات) فظن الشعب أن النظام الرأسمالي يمارس الرومنسية مع الحكومة ولكن الصوت الخارج من الغرفة لا يشبه صوت الحكومة الأم فمد الولد بصره من ثقب الباب إلى الغرفة فوجد الرأسمالية الأب تمارس الدعارة مع الخادمة الطبقة الكادحة وأيضاً مع أخت الطبقة الكادحة فقال الولد: يا للهول النظام الرأسمالي يمارس الدعارة وناك الطبقة الكادحة وأخت الطبقة الكادحة والحكومة حاطه على عيونها غشاوه ما بدهاش إتشوف أوانها شايفه وعارفه بس غارشه عن كل شيء بحصل , والشعب زي ما هو غارق في قذارته .

هنالك أشباه لهذه االطُرفه وكل شخص يرويها على مزاجه.

#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات