|
تعقيبا على مقالة ..وفاء سلطان كيف ولماذا تكتب؟(1)
تانيا جعفر الشريف
الحوار المتمدن-العدد: 2784 - 2009 / 9 / 29 - 21:13
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ألسيدة د/ وفاء .. أولا من المنصف أن أقول لك شكرا لنبلك وتعاطفك مع الضحية أيا كانت .. لكن يا سيدة أرى إنك بالغت في أمرين وغلبتا عليك في سرد مقالتك... ألأول : إنك إتخذت من تصريح السيدات اللاتي تتناولين قصصهن على إنها مسلمات لاتقبل الشك وهذا لايجوز والمشتكي لاتصح شهادته وإن تسمع ما لم تقترن بأدلة أخرى تثبتها فكيف بي أجدك محققا يسمع طرفا واحدا ويبني علي أقواله تصورا صادقا صدقا مطلقا ثم استحلت قاضيا وحكمت غيابيا على المشكو منه حكما جائرا وأنت لم تسمعيه.. ألثاني : بأي حق أو منطق سيدتي تحكمين بأحكام تبعية على تاريخ مدانيك رب ودين وكتاب ونبي .أتلك هي العدالة التي استنبطتيها ومن أين وهل يصح أن يساء لله وللنبي بسلوك هؤلاء إن صحت إدعاءات الضحايا.. ساسألك سؤال سيدة لسيدة هل تصدقين إن فتاة بعمر ستة عشر عاما تفشل في مقاومة رجل إلى الحد الذي يدخل في مهبلها كأسا.. ألم يكن أولى وبوسعها بها أن تستنجد وتصرح إذا فشلت في المقاومة ((علميا لايستطيع رجلان كاملا القوة إغتصاب إمرأة واحدة لو قاومت))والعملية(الرواية) التي ذكرتيها تحتاج لوقت ولمساعدة كبيرة من الضحية وبدونها لاتحصل.. يا سيدة وفاء الفتاة في هذه الحالة وضعت نفسها تحت تصرف الجاني بكامل إرادتها وإتخذت لنفسها وضعا معينا(على السرير) كي تمكنه من إدخال( ذلك هناك) وعندما استعصى إخراجه لجأت إليكم بادعائها الذي ذكرتيه هذا هو الإحتمال الأرجح والمسألة قانونية وتحتاج لتحر دقيق وتحقيق أدق ولعلها مجال اختصاصي الأكاديمي أكثر منك مع تقديري لرايك.. والسيدة التي قضت أربعة سنين تضاجع شقيق زوجها بسكون وسكوت وحتما ورغبة جامحة(بدليل استمرارها طويلا) حتى إذا ما حملت جاءتك بدعوى إنه يغتصبها يوميا منذ سنين كيف لك أن تصدقيها وأي عذر تتعذر به ؟ من أجل تكفله بحياة أولادها إذن هي لم تكن تغتصب بل كانت تمارس الرذيلة بثمن وبرغبة والا فبإمكانها التوقف متى ما شاءت ولكنها لم تشأ بعد كما يبدو كما إنها كما هو واضح تتخذ الإحتياطات اللازمة لمنع الحمل إلا إنها غلبت هذه المرة فاستحال الأمر اغتصابا أمامك وكذا بقية الحالات ربما... أقول لاينبغي الخلط بين السلوك الإجرامي وبين الخلفية الدينية للفاعل وليس من العدل أن يكون محمد مسؤول عن سلوك تابعيه(بالفطرة) ويتحمل لوحده سب وشتم ولعن وقذف الساخطين .. إلا إذا كانت الغاية (ميكافيلية) الغاية تبرر الوسيلة) أي نسوق المثل لنشتم محمد ولي أن اسأل سؤالا شاملا وليس للأستاذة الفاضلة وأنا أعيش مثلها في الغرب ألا توجد سلوكيات مماثلة بل وأشد بشاعة في الغرب فهل نلوم الكنيسة أو الدير أويسوع أو موسى أو سواهم لأن الفاعل يدين بدينهم .. ألجريمة سلوك فردي وقد يكون جماعي والأديان وسائل سلمية وأحيانا قسرية لردع الإنسان عن الجريمة وليس العكس...سأروي بإيجاز مطلق بعض جرائم الأفراد الغربيين .. في كندا حكم على مالك مزرعة خنازير بالسجن 780 عاما لقتله 39 فتاة.. كان يستدرج ضحاياه بالتغرير(بإراداتهن) ويوصلهن للمزرعة النائية فيمارس مع الضحية الجنس(الإختياري) ثم يباغتها بالقتل ويقوم بفرم الجثة ويطعمها لخنازيره..في شيكاغو حكم على شابين قاصرين بالسجن 15 عاما لقتلهما فتاة (قاصر أيضا) وتقطيع جسدها إلى 35 قطعة ودفنها في فناء منزل أحدهما.. طبعا بعد أن قضيا معها ليلة حمراء..في أمريكا ألقي القبض على مدمن (أنترنت) بتهمة اغتصاب 36 طفل وطفلة وتصوير عمليات اغتصابهم وبيعها بأقراص ... في ألأرجنتين طالعتنا القنوات الفضائية قبل أيام بخبر الأب الذي يمارس الجنس مع إبنته من زهاء عشرين سنة وله منها(ماشاء الله ) سبعة أبناء (أحفاد) ومثلها في الدنمارك .. وغير هذه الأفعال الشنيعة الفضيعة مئات بل آلاف وربما مئات الآلاف .. ألسؤال هنا هل نحمل الله والكنيسة والسيد المسيح تبعات سلوك أتباعه(عقيدة) أم إن كل إنسان مسؤول عن سلوكه وبالتالي هو وحده من يدفع جريرة ما اقترف .. وإذا كان(الرجال ) الذين جنوا على الآنسات والسيدات موضوع المقالة غير مسلمين(وقد يكونون كذلك) هل كانت المقالة وكاتبتها تتخذ نفس المنحى السردي ونفس الأحكام على أديانهم وأنبيائهم وكتب أنبيائهم أم إن المسالة حينذاك فيها نظر.. أم سيكون القول آنئذ إن جرائم غير المسلمين يتحمل تبعاتها فاعليها لوحدهم وهي في ذمتهم حصرا وجرائم المسلمين الفردية يتحملها فاعلها ونبيه من قبلة0أليس في ذلك( تجن وظلم فاحش).. نعم أقولها بمرارة ثمة أحكام عرفية( أعراف)و(ليست دينية) تتحكم ببعض مفاصلنا السلوكية الحياتية نحن المسلمين أحكام جاء الإسلام ليحد منها ولم يأت بها ..ليحد من الجائر منها .سماها الإسلام بدع الجاهلية .. كم هو جميل أن يقترن شرف الرجل بالمرأة .ألا يعد ذلك فضيلة إنسانية تميز الرجل المسلم عمن سواه إذا ما تصرف مع المرأة بهذا المقتضى الذي يترتب عليه ضمنا أن يصون شرفه(المرأة) ويحرص ويعتني ويحافظ عليه .. أناأعيش في أوربا منذ زهاء 15 عاما وفي بلد أجد مجتمعه مجتمع مثالي (ألسويد) مقارنة بسواه من دول الغرب .. والجريمة فيه محدودة ولكنها ليست معدومة فالنفس المجرمة موجودة في كل مكان وزمان وليس من العدل أن أذكر مناقب السويد (غير المسلمة ) على حساب المسلمين لأني أعيش فيها من باب رد الجميل.. منطق السيدة وفاء منطق رائع في حدود تحليلها للشخصية (ألإنسان) وأنا أتأثر به غاية التأثر ولكن أجدها وفي كل مقالاتها وفي ذروة الغوص في الفحوى تعود إلى موقفها(غايتها) الوحيدة وهي تثليب الإسلام والنيل من رجل مات قبل 1400 سنة ... للأسف لم أقرأ لها (ولو مرة واحدة) إشارة ولو عابرة لسلوك إجرامي إقترفه غير المسلمين فرادى أو جماعات سواء بقرار سياسي أو كنسي أو فردي .. للأسف أيضا كل الأسف هي تمجد الغرب على إنهم أفراد مثاليين وتنال من المسلمين على إنهم أتباع دين أليس أغلب الغربيين يدينون بالمسيحية أم إن الهدف هو الإسلام ومن يتبعه والوسيلة لذلك أي تصرف أهوج يتصرفه أي مسلم حتى لو كان لايعرف معنى الإسلام(ولد مسلما) ... ألسلوكيات التي أشارت إليها السيدة الفاضلة(أفترض إنها صحيحة) ألا يوجد ما هو أبشع وأشنع منها في أمريكا موطن السيدة وفاء الآن ... ليس الدافع الذي يجعل المرأة ضحية هو تعاليم الإسلام كما يوهم البعض تصوره ويبني عليه حكمه بل هي أسباب كثيرة منها ربما الفهم الخاطيء لبعض مفاهيم الإسلام ومنها تعصبية قبلية جاهلية(أعراف) حاربها الدين الإسلامي ومنها الفطرة الشاذة (ألجرمية) للبعض من الرجال كما النساء أحيانا ومنها وهذا أمر مهم ينبغي مراعاته بدقة وهو تركيبة جسد المرأة (القوة العضلية) أو لو كانت خديجة وأمل وسهى ووو ) تمتلك من القوة العضلية ماامتلكه الرجل سيحصل لها ما حصل ثم ماذا تسمي السيدة الفاضلة سلوك المرأة المسلمة التي تقتل زوجها أو سواه (هل تعاليم الإسلام وتقليد محمد) أم ماذا ؟ ليتني أجد الجواب.. قبل يومين عرضت إحدى الفضائيات(لاأذكرها) جريمة الفتاة الأمريكية التي قتلت أبويها بفضاعة لأنهما يرفضان طريقة علاقتها بصديقها وحكم عليها بالسجن ... أولو كانت تلك الفتاة مسلمة ماذا نسمي سلوكها ... للأسف ألسيدة الفاضلة توكل سلوك المسلمين الشاذ إلى الإسلام ونبيه وسلوك الغربيين إليهم ...لماذا؟ أنا سيدة مسلمة أؤمن بالله وبالرسل والأنبياء ولي مشاعر خاصة قد تدفعني لسلوك أفعال وأقوال تشبع غروري أو غريزتي (لاتسيؤا فهمي)أو حاجتي المادية مثلا وأقولها صراحة لولا تعاليم ديني فليس ثمة ما يردعني ربما .. ففي مثل حالتي ماذا تسمي الدكتورة سلوكي .. هل يسمى سلوكا فطريا (أنا اعترفت إن فطرتي تدفعني) فمن تسمي رادعي ؟ ... هو الله والحرام الذي حرمه والعيب الذي يلصقه بي والعاقبة التي أخشاها لاحقا(أنا أصدق بالآخرة) وهناك ملايين مثلي ممن يفهمون الإسلام على إنه دين محبة وتسامح وردع للخطأ وحب للعلم ودعوة للوئام واحترام الغير ... المسلمون المجرمون كغير المسلمين المجرمين لماذا لانقول المجرم لادين له طالما إنه خالف تعاليم دينه(ألإسلام أو سواه) .. لماذا نفرق بين المجرم الشرقي والمجرم الغربي .. متى أمست الجريمة سلوكا دينيا وليس سلوكا فرديا منبوذا من كل البشر ... هل هناك مسلم واحد أو إنسان واحد في الأرض يقبل بما حصل لضحايا المقالة .والمسلم الذي يرفض هذه الأفعال هل سيكون بمنأى من سهام الدكتورة في مقالاتها اللاحقة..؟ أتمنى ذلك ...
#تانيا_جعفر_الشريف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
ألدعوة لضرب سوريا ..وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان 2 مع الردود
...
-
ألدعوة لضرب سوريا ..وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟...1
-
ألشعائر الحسينية والشعائر الصدامية .. وجهان لشعب واحد! !!
-
تعقيبات وردود على معلقي مقالتي(إذا كانت إمرءتان....)
-
إذا كانت إمرأتان .. مامصير الثانية؟ ..تعقيب حول مقالة (إمرأة
...
-
هذه أخلاق إبن المعلمة (ألسيدة وفاء سلطان)
-
في العراق الجديد... الوطنية تهمة..!
-
ألعراق يحاكم كرامته...!
-
ألكتابة حق فلا ينبغي التعسف باستعماله(حول ضاهرة مقالات التعل
...
-
نبيك هو أنت ..وليس وفاء سلطان....
-
ألعلمانية والتعلمن بين رشا ممتاز وياسمين يحيى .. ودعوة للحب.
...
-
ألمثليون...ضحايا من؟؟وكيف يجب أن يكون التعاطي معهم؟
-
كن ..من تكون ..وما تكون .. ولكن بحب
-
إنكم لتأتون الرجال شهوة من دون النساء..
-
ليس دفاعا عن دين...
-
ألإلحاد...عقيدة راسخة.أم معاداة للإسلام.؟
-
تانيا جعفر ..تكتب في المحظور شرعا!
-
ألمرأة المسلمة..وعقدة التابعية للرجل !!!
-
إيران...الوجه القبيح للعنصرية ,,,
-
حول مقالة(إباحة زواج الأطفال في القران دون سن البلوغ)
المزيد.....
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية
...
-
بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول
...
-
40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|